ويتم توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بواسطة محركات ميكانيكية حرارية أو محولات فولتوضوئية، وتعرف هذه التقنيات بنظم الطاقة الإيجابية، محوّلة الطاقة الشمسية إلى شكل آخر قد لا يكون كهربائيا، مثل تقطير وتطهير الماء ليكون صالحا للشرب، أو استغلال ضوء النهار، والماء الساخن، ودرجات الحرارة المرتفعة في أغراض...
لابد من وضع خارطة طريق لواقع الكهرباء في العراق يشترك فيها اقطاب العلاقة وهم الحكومة (التمويل والتخطيط)، الوزارة (التنفيذ والتجهيز)، المواطن (الترشيد)، فلماذا لم يسعَ المختصون خلال العقدين الماضيين إلى تنويع مصادره الطاقوية؟ ولماذا لم يطوّر إنتاجه المحلي؟ ولماذا ظلّ هذا الملف خارج دائرة الإرادة الوطنية؟
تتحمل جميع الحكومات والادارات السياسية والاقتصادية قاطبة مغبة الخلل والقصور في معالجة ملف الكهرباء ومن الخلل العتب على اية جهة اخرى سواء اقليمية او دولية وكانت العقود السابقة كافية لهذه المعالجة وعدم التعكز على الحظ والمفاجآت، بالرغم من ان الطلب على الكهرباء في العراق زاد 8 أضعاف فضلا عن زيادة نفوس العراق الى حوالي 47 مليونا.
وبالرغم من أن البحث عن بديل لإنهاء ملف استيراد الغاز من إيران يحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل، فيما تواجه فكرة استيراد الغاز من تركمانستان تعقيدات، أبرزها الحاجة إلى خطوط نقل ونقاط دعم لوجستية كون استيراد الغاز عن طريق الشحنات من الموانئ الجنوبية تتطلب محطة عملاقة لمعالجة الغاز المسال، ما يجعل هذه العملية معقدة.
انتهاء الإعفاء الأمريكي لاستيراد الغاز مع استمرار فقدان العراق نحو ثلث إنتاجه من الكهرباء بسبب توقف الغاز من إيران شبه المستمر فوضع الكهرباء في العراق غير جيد حتى مع استمرار تجهيز الغاز الايراني، لان الجانب الايراني يفضّل مصلحة ايران القومية وحاجة البلد من الكهرباء على العوائد المادية التي يستحصلها من تصدير الغاز لأى دول الجوار ومنها العراق.
كثرت الأحاديث عن تعليق أزمة تجهيز الكهرباء على شماعة العقوبات الأمريكية القصوى ضد إيران، هذا الملف الذي تشعبت فيه هموم العراقيين ما بين ذلك الخطأ الاستراتيجي باستيراد محطات توليد لا يمتلك العراق القدرة على تجهيزها بوقود الغاز والاعتماد على الغاز الإيراني كمصدر وحيد التجهيز، ثم الاعتماد على استيراد الكهرباء أيضا من إيران.
وكجزء من الحل : المرصد البيئي وصف مناخ العراق بأنه البيئة المثالية لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية بوجود 300 يوم مشمس بشكل دائم، ما يساعد على سد جزء من النقص الحاصل بالمنظومة الوطنية، لتكون الكهرباء مستمرة وعن طريق الالواح، حيث ينتج اللوح الشمسي الواحد 100 سنتيمتر - 215سنتمترا، 1.4- 1.8 أمبير خلال الساعة، وبمعدل 400- 700 واط/ ساعة، وهناك ألواح يصل انتاجها إلى 250- 300 واط، وهو ما يسمى بالطاقة المتجددة أو النظيفة، والمُستَمّدة من الموارد الطبيعية، وتتجدد باستمرار مثل الشمس المتوفرة في معظم دول العالم (ومنها العراق)، والطاقة الشمسية هي الأكثر وفرة من بين جميع مصادر الطاقة.
ويتم توليد الطاقة الكهربائية من الطاقة الشمسية بواسطة محركات ميكانيكية حرارية أو محولات فولتوضوئية، وتعرف هذه التقنيات بنظم الطاقة الإيجابية، محوّلة الطاقة الشمسية إلى شكل آخر قد لا يكون كهربائيا، مثل تقطير وتطهير الماء ليكون صالحا للشرب، أو استغلال ضوء النهار، والماء الساخن، ودرجات الحرارة المرتفعة في أغراض صناعية، وحتى استخدام الطاقة الحرارية في الطهي أو تخزين الطاقة الحرارية للاستخدام لاحقا. تعد تقنيات الطاقة المتجددة كالشمس مصدرا نظيفا للطاقة، بالتالي لها تأثير أقل على البيئة من مصادر الطاقة التقليدية كالوقود الاحفوري المسبّب للتلوث والاحتباس الحراري.
ولغرض تخفيف العبء المتراكم على منظومة الكهرباء الوطنية ـ بسبب التزايد السكاني المضطرد والاختناقات المستمرة فيها والتوسع المعماري ـ التي لايخفى على الجميع انها تعاني من داء عضال مزمن مع تبادل الاتهامات حول العامل الداخلي والخارجي المسؤول عن الاخفاقات في الانتاج والتوزيع مع استمرار القاء تبعية الاخفاقات على كاهل نظرية المؤامرة، كمحاولة لتفسير الاخفاقات المستمرة في التعاطي مع ملف الكهرباء، هذا الملف الذي اصبح ذا جنبتين سلبيتين مترادفتين: الاولى في كثرة القطوعات المبرمجة اضافة إلى العطلات المستمرة، والثانية المولدات الاهلية وكلاهما تشكلان معاناة هائلة للمواطنين خاصة الطبقات التي تعيش تحت خط الفقر، إذ يحتاج العراق حاليا إلى أكثر من 32 ألف ميغاواط لتغطية حاجته الفعلية من الكهرباء، والطاقة المنتجة لاتسد الحاجة الفعلية له، فضلا عن المعاناة التي تسببها المولدات الاهلية المنتشرة في عموم العراق وبالآلاف (49 الف مولدة اهلية) والتي تسبب الكثير من التلوث البيئي والضوضاء والارتجاج الارضي، ناهيك عن الغازات الدفيئة التي ترافق انتاج الكهرباء وتشغيل المولدات، وهذا ما سيتلافاه العراق حينما يتوجه نحو استثمار الطاقة البديلة، كالطاقة الكهروشمسية.
وهذا مايطمح اليه العراق الذي يعد في مقدمة دول العالم التي تتوافر فيها الشروط الطبيعية للاستفادة من الطاقة الشمسية، خاصة مع تزايد التوجه العالمي نحو الطاقة المتجددة بشكل عام لما لها من فوائد بيئية وتجنب الوقود الأحفوري، ناهيك عن العملة الصعبة التي ينفقها العراق نتيجة استيراده الغاز الايراني وبمايقدر 70 مليون متر مكعب من الغاز يوميا لتغذية محطات توليد الكهرباء في البلاد التي تولد نحو 5000 ميغاواط من الكهرباء بهذه الإمدادات.
اضف تعليق