لا يزال الوقت مبكرا لاصدار رأي بخصوص ولاية ترامب الثانية. لكن ما حدث خلال اسبوع وضح لنا لمحات من ما ينتظر الولايات المتحدة والعالم خلال السنوات الاربع القادمة، ترامب بشكل عام نفذ الكثير مما وعد به قبل انتخابه وتنصيبه، من ذلك مثلا استخدام طائرات عسكرية لترحيل المهاجرين...

لا يزال الوقت مبكرا لاصدار رأي بخصوص ولاية ترامب الثانية. لكن ما حدث خلال اسبوع وضح لنا لمحات من ما ينتظر الولايات المتحدة والعالم خلال السنوات الاربع القادمة، ترامب بشكل عام نفذ الكثير مما وعد به قبل انتخابه وتنصيبه، من ذلك مثلا استخدام طائرات عسكرية لترحيل المهاجرين غير الشرعيين خصوصا ممن لديه سجل جنائي وكذلك تنفيذ مداهمات في مختلف المدن الامريكية لاعتقال هؤلاء، هذه الاجراءات المعلنة ادت لانخفاض عمليات التسلل عبر الحدود مع المكسيك بحوالي 50% واصبح العدد اليومي لعمليات التسلل اقل من 600 حالة.

من جهة ثانية نفذ ترامب بعض من اجندته المعارضة للتقييدات البيئية وسحب الولايات المتحدة من اتفاقية باريس للمناخ وهو يمهد الان لزيادة انتاج النفط والغاز الامريكي الى اقصى حد لفرض خفض في اسعار النفط وهو ما سيؤدي - بحسب ترامب واخرين - الى المساهمة في خفض التضخم، وبذكر التضخم يجب ان نذكر ان الاسعار لم تنخفض بطريقة سحرية كما كان يظن البعض.

وهناك قرار لم يسلط الاعلام عليه الضوء وهو انهاء التقييدات البيئية المبالغ بها قبيل بناء المساكن والبنايات السكنية وهذا القرار قد يساهم في تخفيض اسعار المساكن والشقق لانه سيسرع عمليات البناء، وعد اخر لم ينفذه ترامب حتى الان وان كان يستخدمه كوسيلة ضغط هو فرض تعريفات كمركية على السلع الصينية والكندية والمكسيكية ويبدو ان ترامب يستمع لنصيحة وزير خزانته الذي وافق الكونغرس على تعيينه.

كما لم يتحقق ايضا انهاء للحرب في اوكرانيا. ترامب سيضغط على بوتين لانهاء الحرب وقد يستجيب بوتين وربما يكون ذلك بوقف اطلاق نار يجمد خطوط التماس كما هي الان ويعطي فرصة للمفاوضات المباشرة بين روسيا واوكرانيا.

الحرب التي توقفت هي حرب غزة في شبه تكرار لما حدث في نهاية ازمة رهائن السفارة الامريكية في طهران عام 1981 التي تزامنت مع بدء ولاية الرئيس رونالد ريغان الاولى. هذه الازمة اطاحت بالرئيس كارتر لانها صورته كرجل ضعيف. حرب غزة ساهمت في انهاء فرص بايدن بولاية ثانية ولم تنته الا في اخر ايامه وبعد تغريدة تهديد من ترامب. واللافت ان ترامب بنى جزء كبير من صورته باعتباره خليفة ريغان...

نفذ ترامب بعض من وعوده فيما يخص اجندات اخرى منها انهاء اي دعم فدرالي للتحول الجنسي وانهاء اي دعم ممائل لبرامج التنوع والشمول التي عادة ما تمنح الاقليات والفئات المهمشة بعض الافضلية في مجالات متعددة.

ترامب وقع على سلسلة قرارات تتعلق بخصومه كشفت نوعا من الوضاعة! من ذلك انهاء الحماية لوزير خارجيته السابق مايك بومبيو ومستشار امنه القومي جون بولتون وكذلك مسؤول ملف ايران الاسبق برايان هوك وهؤلاء جميعا مهددون من قبل ايران بسبب دورهم في اغتيال قاسم سليماني، وبنفس الوضاعة انهى ترامب الحماية للدكتور انتوني فاوشي المهدد بسبب دعوته لارتداء الكمامات ابان ازمة كورونا (سحب ترامب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية ايضا)، كما الغى ترامب التصاريح الامنية لمجموعة من الديموقراطيين من بينهم جيمس كلابر وجون برينن وليون بانيتا - كل هولاء كانوا مدراء للمخابرات المركزية - بالاضافة الى 47 مسؤول سابق اخر.

طرد ترامب ايضا كل موظفي وزارة العدل الذين عملوا على ادانته في مختلف القضايا التي رفعت ضده، كما عفا عن 1500 من مقتحمي الكونغرس، في ميدان السياسة الخارجية يبدو ان ترامب وبن سلمان يحاولان تنسيق زيارة تاريخية اخرى لترامب للسعودية مقابل استثمار سعودي بمئات المليارات، علق ترامب كل المساعدات الامريكية لجميع دول العالم باستثناء اسرائيل - التي سمح بتصدير القنابل الثقيلة لها بعد ان اوقفها بايدن - ومصر (والمساعدات الغذائية ايضا لم تعلق) لغرض اعادة تقييم هذه المساعدات. وعلق ترامب ايضا برامج اللجوء لغرض اعادة التقييم.

حتى هذه اللحظة لم تصدر عن ادارة ترامب اي قرارات تتعلق بالعراق وكل ما يقال عن قرارات صدرت او قد تصدر هو من باب التكهنات... ماذا عن عضو الكونغرس جو ويلسون؟ هذا الرجل ساهم في تشريع قوانين العقوبات على سوريا وهو منذ فترة يغرد باستمرار بخصوص العراق وايران.

ما لاحظته انه يغرد ايضا بخصوص بلدان اخرى وان تغريداته التي اشار بها لترامب لم تحظ برد من ترامب نفسه (لا يعني ذلك بطبيعة الحال ان ترامب غير مهتم لكنه لم يتفاعل معها حتى الان)، باختصار كان اغلب ما حدث حتى الان متوقعا وربما المفاجأة الوحيدة هي الوتيرة السريعة لقرارات ترامب.

سنرى...

اضف تعليق