الحدائق العامة مقصد مهم من مقاصد الأهالي في الاحياء السكنية، علاوة على أهميتها في كونها المتنفس الوحيد لأسر المنطقة التي تفتقر الى المرافق الترفيهية والاشياء الضرورية الأخرى، لكنها ومن المؤلم جدا انها تعاني في الوقت الحاضر من ابسط المقومات التي تجعلها متنفسا حقيقيا...
الحدائق العامة مقصد مهم من مقاصد الأهالي في الاحياء السكنية، علاوة على أهميتها في كونها المتنفس الوحيد لأسر المنطقة التي تفتقر الى المرافق الترفيهية والاشياء الضرورية الأخرى، لكنها ومن المؤلم جدا انها تعاني في الوقت الحاضر من ابسط المقومات التي تجعلها متنفسا حقيقيا.
مع التزايد المتواصل في اعداد السكان في المدن العراقية، تبرز الحاجة الفعلية الى الاهتمام في المساحات الخضراء والحدائق العامة، بما يحولها الى وجهة شخصية للكثير من الاسر الباحثة عن أجواء عائلية بعيدا عما يحصل في الأماكن العامة الأخرى من صخب وعدم التزام في القواعد السلوكية العامة.
ونظرا لهذه الحاجة الماسة اصبحت الحدائق العامة الرئة التي تتنفس المدينة من خلالها، وبدون هذه المساحة، تكون المدينة قد تنازلت عن أحد الأركان المهمة فيها، والمقومات الأساسية لنهضة المجتمعات الإنسانية، نظرا لما يقدمه الترفيه والتنزه من دعم لحياة الافراد والاثر الواضح على الحالة النفسية لهم.
تطور مظاهر الحياة الاجتماعية، يترتب عليه الاعتناء بالحدائق العامة بما يلبي الحاجة الترفيهية للعوائل، ومع ذلك تفتقر معظم الحدائق العامة في المدن، الى مناطق لعب الأطفال، وما يجب ان تتوفر عليه من العاب ومرافق تسلية يقضي بموجها الافراد وقت ممتع بعيدا عن ضوضاء الاحياء السكنية.
الحدائق العامة النموذجية وضمن المواصفات القياسية، يفترض ان تتضمن مناطق خاصة لشريحة الأطفال، تحتوي على جميع الألعاب المناسبة لأعمارهم، وبهذا التوفير تكون الحدائق العامة أماكن جذب للمواطنين، الذي يبحثون عن الهدوء والسكينة التي يفتقرون اليها في أحيانا كثيرة.
ومن المرافق الواجب توفرها في الحدائق العامة أماكن لشريحة الشباب واحتياجاتهم النفسية والرياضية، فكثيرا ما تصطدم طموحات الشباب بعدم وجود ابسط هذه المقومات، الامر الذي يجعل منها أسباب النفور من هذه الأماكن والالتجاء الى غيرها من المؤثرة على الجوانب الأخلاقية والسلوكية بالنسبة لهم.
ومن الاعتراضات التي يسجلها الشباب على الإجراءات المتبعة في الحدائق العامة هو منعهم من الدخول الى هذه الأماكن، بما يشكل ضغط نفسي مضاف الى ما يتعرضون اليه من ضغوطات حياتية تتمثل بعدم توفر فرص العمل، وفي النهاية يشعرون بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية او اقل مرتبة من الافراد المسموح لهم بالدخول.
وقد نكون نحن بهذا الاجراء نسير عكس الدول التي تهتم بجميع الشرائح، ولا تفضل شريحة على أخرى، اذ تتعامل مع الافراد بطريقة متساوية دون تمييز او اختلاف في شيء، بما يجعلها ملاذا الى الاسر المحلية التي ارهقتها الأماكن العامة من المولات والمراكز التجارية الكبيرة التي تفتقر الى الهدوء والخروج عن المألوف اليومي.
بالإضافة الى ما تقدم فالحدائق العامة تعاني من التطاول عليها ومحاصرتها بمشروعات حكومية أخرى او فردية، تعود بالفائدة على شريحة ضيقة من المواطنين، وعلى سبيل المثال يتم اقتطاع مساحة معينة لنصب مولدة تجارية بالاتفاق مع مديرية البلدية، دون الالمام بما يعكسه هذا التصرف من اضرار على المشروع الحيوي.
من الآثار السلبية لهذا الاختيار الخاطئ هو حدوث الضوضاء الصوتية، وكذلك تقليص المساحة المخصصة لراحة العوائل القادمة لهذه الأماكن لغرض التنزه والتنفيس عن المتاعب، اذ يعمد صاحب المولدة الى تسويرها بسور حديدي بما يشوه المكان ويغيب جماليته، ويفضي الى الاستياء الشعبي من هذه المظاهر التي اعتادوا عليها في مناطق سكناهم.
لم تعد الحدائق العامة مجرد مساحات خضراء يرتادها الأهالي بصورة دورية، بل أصبحت تؤدي دورا كبيرا في تحسين الحالة المزاجية للأفراد بما يتعلق في الجوانب النفسية والصحية، وربما يؤدي قلة الاهتمام بها وإهمالها الى إحداث تأثيرا سلبيا على الحياة العامة لأغلب المواطنين الذين افتقدوا الى مرفق يدعمهم من الناحية النفسية والجسدية.
اضف تعليق