أي عملية إصلاح حقيقية تبدأ أولاً من داخل نفس الفرد وإيمانه العميق بالصلاح والإصلاح قبل أن تكون مشروعاً في الواقع الخارجي، ولذلك ركز القرآن الكريم على ضرورة تزكية النوايا الداخلية أولاً لكي تتشكل المنطلقات بطريقة صادقة وسليمة بعيداً عن الأهواء المنحرفة والمصالح الضيقة، فتحدث القرآن عن ذلك من...
نجد في الطبيعة صلاحاً وفساداً ويساهم الناس يومياً في إصلاحها أو فسادها إلا أن الفطرة السليمة تدعو إلى الإصلاح بالسلوك الحسن ويذكر القرآن الكريم بهذه الحقائق سواء ما يتصل بصلاح الطبيعة أو بطبيعة البشر، وهذا ما تذكره الآية القرآنية المباركة "وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ" [الأعراف: 56].
وإننا إذ نتعرض للمنهج الإصلاحي في القرآن الكريم لابد من تعريف واضح لأبعاد ما تعنيه كلمة الإصلاح سواء في الإطار الدعوي والحركي أو الإطار السياسي، حيث أن كلمة الإصلاح أخذت معان متعددة قد لا تتوافق مع المنهج القرآني وقد تتعارض معه في بعض الأحيان، حيث أنه قد لا يحقق التغيير المنشود الذي جاء به الإسلام والذي يغطي كل مجالات الحياة على الصعيد الفكري والتربوي والسياسي والاجتماعي وغيرها وقد غطت آيات القرآن الكريم هذه الجوانب حيث يمكن استعراضها على كل صعيد.
الإصلاح النفسي
ان أي عملية إصلاح حقيقية تبدأ أولاً من داخل نفس الفرد وإيمانه العميق بالصلاح والإصلاح قبل أن تكون مشروعاً في الواقع الخارجي، ولذلك ركز القرآن الكريم على ضرورة تزكية النوايا الداخلية أولاً لكي تتشكل المنطلقات بطريقة صادقة وسليمة بعيداً عن الأهواء المنحرفة والمصالح الضيقة، فتحدث القرآن عن ذلك من خلال الآية الكريمة: " قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلاً" [الإسراء: 84].
ويشير الإمام الصادق (عليه السلام) إلى ذلك في حديث مروي: "إنما خلد أهل النار في النار لان نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: "قل كل يعمل على شاكلته" قال (عليه السلام): على نيته".
ذلك أن الله هو العالم بما تضمره السرائر والنفوس وعلى الإنسان أن يدرك هذه الحقيقة ويشير القرآن إلى ذلك بقوله عز وجل: "وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ" [قـ: 16]. وقد روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): "يحشر الناس على نياتهم".
ويحث الرسول (صلى الله عليه وآله) على حضور النية في كل عمل فيقول (صلى الله عليه وآله): "يا أبا ذر ليكن لك في كل شيء نية حتى في النوم والأكل".
إن هذا التوجيه قضية أساسية في المنهج الإصلاحي الذي يتبناه القرآن الكريم ثم يأتي بعد ذلك التأكيد على ضرورة العمل على تزكية النفس وصيانتها حتى تكون محصنة أمام تحديات الواقع ويشير القرآن إلى ذلك بقول ربنا عز وجل: "وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا" [الشمس: 7، 8، 9، 10].
وجاء في حديث لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) "إن النفس لجوهرة ثمينة من صانها رفعها ومن ابتذلها وضعها".
وحذر القرآن من خطورة التوجهات النفسية السلبية على واقع الإنسان بقول ربنا عز وجل: "وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ" [يوسف: 53].
وفي المناجاة للإمام علي بن الحسين السجاد (عليه السلام) يقول:
"الهي إليك أشكو نفسا بالسوء أمارة والى الخطيئة مبادرة وبمعاصيك مولعة".
ولذلك يدعو أمير المؤمنين علي (عليه السلام) لتربية النفس أولاً حتى يتمكن الفرد من النجاح في التأثير على الآخرين حيث أن فاقد الشيء لا يعطيه كما يقال فيقول عليه السلام:
"من نصب نفسه للناس إماما فليبدأ بتعليم نفسه قبل غيره وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ومعلم نفسه ومؤدبها أحق بالإجلال من معلم الناس ومؤدبهم".
الإصلاح الاجتماعي
إن قوة أي مجتمع تكمن في متانة الروابط الاجتماعية بين أبنائه وسلامة العلاقات القائمة بينهم على أسس أخوية صادقة في التعامل والاحترام والتقدير وقد اهتم الإسلام بهذه القضية اهتماما بالغاً وقد عبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن ذلك في حديث رائع "الدين المعاملة" بل إنه (صلى الله عليه وآله) بين أحد أهم أسباب رسالته حينما قال (صلى الله عليه وآله): "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" وتعرض القرآن الكريم إلى هذا الجانب من كل الجوانب في علاقة الناس يبعضهم في ابسط القضايا وفي أكبرها واعتبر القرآن الإصلاح الاجتماعي ضمانة لاستقرار المجتمعات وعدم تعرضها للدمار ويشير القرآن إلى ذلك حيث يقول ربنا سبحانه وتعالى: "وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ" [هود: 117].
ودعا القرآن إلى تبني الإصلاح كقاعدة رئيسية بين الناس حيث يقول ربنا عز وجل: "فَاتَّقُواْ اللّهَ وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ" [الأنفال: 1].
ورغب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في عملية إصلاح ذات البين في حديث مروي عنه (صلى الله عليه وآله): "ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟ الصلاح ذات البين، فإن فساد ذات البين هي الحالقة".
ودعا القرآن الكريم إلى عدم التفريط برابطة الأخوة بين المؤمنين داعياً إلى حل الخلاف وفساد العلاقات من خلال الإصلاح حيث يقول ربنا عز وجل: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ" [الحجرات: 10].
ورفع القرآن الإصلاح درجة عالية ليلفت نظر المسلمين إلى أهمية الإصلاح حين يقول ربنا عز وجل: "لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً" [النساء: 114].
ويشير الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) في حديث مروي بهذا الشأن: "صدقة يحبها الله إصلاح بين الناس إذا تفاسدوا وتقارب بينهم إذا تباعدوا".
وفي آية أخرى يعزز القرآن الكريم الدعوة لعدم التهرب من القيام بالإصلاح الاجتماعي تحت أية مبررات حيث يقول عز وجل:
"وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ أَن تَبَرُّواْ وَتَتَّقُواْ وَتُصْلِحُواْ بَيْنَ النَّاسِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" [البقرة: 224].
ويحث القرآن الكريم على الابتعاد عن النزاع والصراعات الأخوية فيقول ربنا عز وجل: "وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ" [الأنفال: 46]. وهناك آيات قرآنية كثيرة بطبيعة الحال تتحدث عن صلة الأرحام وحقوق الجار والعلاقات الأسرية والاقتصادية وغيرها.
الإصلاح السياسي
إن تنظيم العلاقة الاجتماعية على محور الحق هو الأساس لبناء الحياة الطيبة من قبل الإنسان حيث وجد وخلق من أجل أن يقيم ويبني هذه الحياة بما يحتاج إليه وينتفع به ويشير القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة بقول ربنا عز وجل: "هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ" [هود: 61].
ويصل تنظيم هذه العلاقة إلى تطوره الطبيعي حين تشكل هذه العلائق الموجودة ظاهرة الدولة التي تعد أحد أبرز ظواهر الحياة الاجتماعية المعاصرة وقد اهتم الفكر الإسلامي بمسألة الدولة واعتبرها أحد الأركان الأساسية في البناء الاجتماعي وقد نظم القرآن الكريم العلاقة بين الضوابط والعلاقات الاجتماعية التي تؤسس لحياة طيبة تقوم على أساس متين من القيم الفاضلة التي ينبني عليه أي إصلاح سياسي:
أولاً: التحرر من القيود النفسية والمادية
وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في فلسفة إتباع دعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) حيث يقول ربنا عز وجل: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" [الأعراف: 157].
ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام): "لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حراً".
وقد أعطى ربنا للإنسان مكانة ومنزلة حين كرمه بقوله سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً" [الإسراء: 70]. فينبغي المحافظة على أن يبقى الإنسان حراً كريماً عزيزاً من دون إذلال أو اهانة.
ثانياً: العدالة
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً" [النساء: 58].
الحق يتمثل في العدل والتوازن بين الفوضى والاستبداد ومن أجل تجاوز الفوضى لا بد من الالتزام بأحكام الله ومن أجل تجاوز الاستبداد لا بد من الشورى حيث يقول ربنا عز وجل: "وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ" [آل عمران: 159].
ثالثاً: المساواة
إن دعوات الأنبياء (عليه السلام) تركزت على أساس إزالة الحواجز النفسية والطبقية التي أوجدها الجبابرة وسخروا أقوامهم لخدمتهم والخضوع لأوامرهم وقد أشار القرآن الكريم إلى حال فرعون مع قومه فيقول ربنا عز وجل: "إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ" [القصص: 4].
ويصف القرآن عناد المستكبرين من أصحاب النفوذ في آية أخرى فيقول: "قَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُواْ لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحاً مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ" [الأعراف: 75].
وكان سلاحهم في مواجهة المستكبرين والطبقيين هو الدعوة إلى الإصلاح والمساواة بين الناس وفي الدعوة من قبل أولئك المستكبرين لطرد المؤمنين من أتباع الأنبياء يأتي الرد القرآني "وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَا أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَـكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ" [هود: 29].
وفي مواجهة التسلط السياسي والاحتكار الاقتصادي يدعو نبي الله شعيب (عليه السلام) قومه قائلا: "قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" [هود: 88].
وفي الدعوة للمساواة بين الناس يقول الرسول (صلى الله عليه وآله): "الناس سواسية كأسنان المشط".
وفي دعوته لعدم استئثار فئة دون أخرى بالثروات والامتيازات يقول (صلى الله عليه وآله): "الناس شركاء في ثلاث: الماء، والكلأ، والنار".
والى ذلك يشير الإمام الحسين (عليه السلام) في وصفه لحكم يزيد بن معاوية: "ألا إن هؤلاء القوم قد تركوا عبادة الرحمن ولزموا طاعة الشيطان واحلوا حرام الله وحرموا حلاله واستأثروا بالفئ...".
وسائل الإصلاح
تطرق القرآن الكريم إلى وسائل للاستعانة بها في طريق الإصلاح من أجل ضمان النجاح في تحقيق الأهداف منها مثلاً:
أولاً: الحكمة والموعظة الحسنة
حيث يشير القرآن الكريم إلى ذلك بقول ربنا عز وجل: "ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" [النحل: 125].
وفي آية أخرى يقول ربنا عز وجل: "وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً..." [البقرة: 83].
ثانياً: الصبر
لأن عملية الإصلاح تحتاج إلى نفس طويل وصبر كبير لهذا توصي آيات القرآن الكريم بذلك حيث يقول ربنا عز وجل: "وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ" [هود: 115].
وفي آية أخرى يقول ربنا عز وجل: "قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللّهِ وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ" [الأعراف: 128].
ثالثاً: القدوات الصالحة
اختيار القدوة الصالحة له أثر كبير ف تحقيق عملية الإصلاح على كل صعيد وقد أشار القرآن الكريم إلى أعظم قدوة وهو الرسول الأكرم: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" [الأحزاب: 21].
كما أشار القرآن إلى نبي الله إبراهيم (عليه السلام) وأسلوبه في التعامل بقوله عز وجل: "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ" [الممتحنة: 4].
وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين والصلاة والسلام على محمد وأهل بيته الطيبين الميامين.
اضف تعليق