إن فتح أبواب العالم أمام العراق يمثل فرصة لتعزيز مكانته ودوره وسيكون أحد أكبر الضمانات لاستمرار أمنه واستقراره ورفاهية جميع ابناء شعبه والعكس صحيح تماما. أملنا كبير بنهضة حقيقية للعراق والابتعاد عن كل ما يعرقل تقدمه، وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعا...
أجرى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مؤخراً، زيارة إلى اسبانيا على رأس وفد كبير، وتم توقيع اتفاقيات متعددة بين وزارات ومؤسسات عراقية واسبانية في إطار التكامل الاستراتيجي، الذي تحدث عنه السوداني مع هذا البلد الأوروبي الكبير الذي ظلت تربطنا به علاقة طيبة.
الزيارة التي جاءت أيضا من أجل حشد الدعم الدولي للوقوف بوجه أي عمل عسكري محتمل ضد العراق، عكست ثقة المجتمع الدولي بالدولة العراقية، التي تراجعت مكانتها واهميتها بشكل كبير اثناء سني الفوضى والارهاب التي عصفت بنا وأضعفت ثقة العالم بإمكانية عودة العراق موحدا، لا سيما مع كثرة الحديث عن "فدرلة" العراق، وما يتبع ذلك من تداعيات خطيرة على أمنه واستقراره.
العراق اليوم يختلف تماما عن عراق الأمس، على الرغم من أن الوضع ليس مثاليا، وأن العالم يدرك تماما بأن العراق بدأ عملية نهوض شاملة، بعد أن دحر أكبر هجمة إرهابية شهدها العالم في هذا القرن، وتجاوز الحديث عن التقسيم وغيره، وإن بإمكان كبريات الشركات العالمية ان تعمل في العراق الذي بات ميدانا كبيرا لآلاف المشاريع الاستراتيجية، وأن بابه مفتوح للاستثمار وهو ما تدركه اسبانيا كما تدركه غيرها من دول العالم، وعليه فإن أمن واستقرار العراق والحفاظ على وحدته لم يعد هماً عراقيا وحسب، بل أصبح مصلحة دولية، وخصوصا الدول القادرة على إقامة مشاريع كبيرة في العراق أو تتعاون معه في مجالات اقتصادية مختلفة .
العراقيون من جهتم، يشعرون بالارتياح وهم يرون انفتاح العالم على بلدهم ويرون أن هذا يشكل حافزا للمسؤولين العراقيين لمضاعفة الجهد من أجل تعزيز هذه النظرة الدولية وإدامة زخم العلاقات والتفاعل مع العالم من أجل جعل العراق أهمية، خاصة عند دول العالم التي أخذت تدخل السوق العراقية بمشاريع كبيرة.. ولعل أبرزها مشروع التنمية وميناء الفاو اللذان يمثلان واحدة من أكبر النوافذ الاقتصادية وعلى أهم بقعة اقتصادية في العالم، ونقصد منطقة الخليج والشرق الأوسط عموماً، كون هذا المشروع سيكون حاضنة كبيرة للاستثمارات، وأن الفوز ببعضها يعني إيجاد مصدر تمويل دائم لهذه الدول .
مكانة العراق هذه والتي تولدت بفعل تضحية أبنائه وحرصهم على وحدته ينبغي أن تقابل بجهود مضاعفة من قبل بعض الساسة والمسؤولين، الذين ما زالوا يفكرون بعقلية تجاوزها الزمن ونبذها الشعب العراقي، لأن التفكير بعقليات جهوية ومناطقية ومحاولة إسقاط ذلك على ميدان الدولة سيربك عملها بشكل عام، من دون أن يحقق الطرف الأول ما يريده. ومن هنا، فإن فتح أبواب العالم أمام العراق يمثل فرصة لتعزيز مكانته ودوره وسيكون أحد أكبر الضمانات لاستمرار أمنه واستقراره ورفاهية جميع ابناء شعبه والعكس صحيح تماما. أملنا كبير بنهضة حقيقية للعراق والابتعاد عن كل ما يعرقل تقدمه، وهذه مسؤولية مشتركة تقع على عاتقنا جميعا.
اضف تعليق