وليس امام المجتمع الدولي سوى طريق وحيد للجم نتنياهو اليميني المتطرف يكون بتشكيل محور دولي مناوئ لإسرائيل على غرار المحور الدولي المناوئ للنازية ليس عن طريق شن الحروب والهجومات العسكرية بل باتباع سياسة المقاطعة بكافة اشكالها الاقتصادية والسياسية والمالية بل كافة اشكال النشاط الانساني الى ان تتغير...

أخطأ المجتمع الدولي برمته في انتهاج سياسة اللامبالاة او غضّ النظر وصمّ الأذن بسبب الخوف من سطوة امريكا او الممالأة مع سياستها، ومساندتها المطلقة والاستراتيجية تجاه الانتهاكات الاسرائيلية التي تمارسها حكومة اليميني المتطرف بنيامين نتنياهو رئيس حكومة اسرائيل وطاقمه الحكومي الفاقد للإنسانية.

 فالمناخ الدولي الحالي مع تواتر الاستهتار الإسرائيلي-الامريكي يشبه المناخ الدولي المتأزم عشية اندلاع الحرب العالمية الثانية وصعود القوى النازية والفاشية والديكتاتورية التي دمرت السلم الدولي وزرعت الموت والخراب في جميع انحاء العالم، التاريخ اذن سيعيد نفسه اذا استمر ذات الاستهتار بالمبادئ والاعراف الدولية وحقوق الانسان وستعاد ذات المآسي باستهداف الشعوب الآمنة والمستقرة ولن تتوقف عند متون غزة او الشرق الاوسط فقط. 

ومايحدث في غزة منذ السابع من اكتوبر والى الان هو اعادة لجزء من سيناريو الحرب العالمية الثانية بل افظع منه وقد يكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة كما يقول المختصون الامنيون، ومن معالم هذا السيناريو أن قواعد الاشتباك قد تغيرت تماما عمّا سبق من قبل حكومة اسرائيل اليمينية المتطرفة والمتشددة، والتي حولت سياسة الدفاع عن النفس (كما تدعي) الى سياسة الاشتباك التدميري الممنهج، فتحولت تلك القواعد من الاشتباك ضد عدو معيّن بذاته (حماس) ساهم بتوجيه ضربة خاطفة ضده بل الى ابادة شعب اعزل بكامله بشتى الطرق من التدمير والقتل والتجويع والتخريب.

 الامر الذي يعني ان هذا السيناريو سيئ الصيت قد يتكرر مع اية جهة تتشابك مع اسرائيل لأي سبب كان -وبما يشبه الرسالة المبطنة شفراتها- بأن مصيرها لايختلف عن مصير غزة بدليل ان اركان حرب نتنياهو يحذّرون الجهات التي تشتبك معهم بإعادة سيناريو غزة معهم كما يهددون مثل جنوب لبنان وايران واليمن، وكما تعرضت الشعوب الآمنة الى الغزو والدمار من قبل النازية الهتلرية والفاشستية الموسولينية والديكتاتورية الغاشمة وغيرها.

 عجيبٌ ما تقوم به حكومة اسرائيل ورئيسها نتنياهو، وغريبةٌ هي سياستها وتصريحات وزرائها، فهي إلى جانب أنها شاذة وعنصرية، ويمينية متطرفة،، فهي تتحدى العالم مجتمعاً، وتقف في مواجهة الإرادة الدولية، وتتبجح في مواقفها وتتشدد في سياساتها، وتعلن معارضتها الرأي العام الدولي كله، ومخالفتها القوانين والأعراف الدولية، ورفضها للنظم والمواثيق، وانتهاكها الصارخ للاتفاقيات والمعاهدات، فتراها تعيث فساداً كما تريد، وتدمر وتخرب كما تشاء، والغريب ان قرارات محكمة العدل الدولية لم تكن ملزمة حيال الدعوى التي رفعتها حكومة جنوب افريقيا ضد اسرائيل بعد ان تجاوزت اسرائيل جميع الخطوط الحمر ووصول الاعتداءات والمجازر الى ازيد من 40 الف شهيد وأضعاف هذا العدد من الجرحى والمعاقين ـ لحد كتابة هذه الاسطر ـ علاوة عن تدمير البنى التحتية اللازمة للعيش الكريم، فاستحال المجتمع الدولي بأجمعه الى خندق بينما بقيت إسرائيل ومن يقف معها وعلى راسهم الولايات المتحدة والغرب في خندق آخر وهو الخندق المعادي للإنسانية جمعاء. 

وليس امام المجتمع الدولي سوى طريق وحيد للجم نتنياهو اليميني المتطرف يكون بتشكيل محور دولي مناوئ لإسرائيل على غرار المحور الدولي المناوئ للنازية ليس عن طريق شن الحروب والهجومات العسكرية بل باتباع سياسة المقاطعة بكافة اشكالها الاقتصادية والسياسية والمالية بل كافة اشكال النشاط الانساني الى ان تتغير سياسة اسرائيل التي تسبح عكس التيار الانساني كونها تستهين بالمجتمع الدولي وكما حدث مع النازية، لان العدوان الصهيوني على غزة يهدد استقرار المنطقة والعالم، وتوحش اسرائيل لايهدد غزة فقط بل صار يهدد عموم السلم الدولي لعموم العالم لذا يجب عزل اسرائيل عزلا تاما عن فعاليات وانشطة الاسرة الدولية وترك نتنياهو ليلقى مصير هتلر او موسوليني او صدام حسين.

 قد تمادى نتنياهو كثيرا في غيّه الى درجة انه تمرد حتى على امريكا نفسها.. امريكا صارت غير قادرة على لجم نتنياهو ومنعه من حماقة واستهتار سلوكه وتصرفاته،. ووفقاً لهذا الافتراض، يشهدُ العالم اذاً حالة تمرّد وانفلات خطيرة لنتنياهو، تجعل العالم بأسره على حافة حرب واسعة وشاملة، خارجة عن محيطها الجغرافي فهل يعيد التاريخ نفسه مع نتنياهو الذي تحول الى وحش يهدد العالم اجمع وسابقا مع هتلر النازي.

اضف تعليق