النداء الأخير، عليكم ان تحموا الطبقة الوسطى من آثار الإجراءات المتخذة في حال تحقق الانتشار الفعلي للفيروس، فهم الطبقة الأكثر تأثرا، اما التجار يمكنهم الانتقال الى التجارة الالكترونية مثلاً، والقياس ينطبق على الكثير من المهن الكبيرة، فكل شيء سيتحول "اونلاين"، وعامة الناس يكتوون بنار العوز في منازلهم...
وباء "جدري القردة" على الأبواب، والسؤال الأهم هو كيف سيتصرف العراق إذا كان ضمن مناطق الاجتياح؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية، بتاريخ (14 آب 2024)، أن انتشار جدري القرود في أفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه المنظمة.
وقالت المنظمة في مستهل اجتماع لجنة الطوارئ إن “الظهور والانتشار السريع للسلالة 1بي (للفيروس) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي يبدو أنها تنتشر خصوصا عبر الشبكات الجنسية، ورصدها في بلدان مجاورة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، هو أمر مقلق جدا وعلى الجميع ان يكونوا معنيين!
عبارة على الجميع ان يكونوا معنيين، تعني ان على دول العالم الثالث ان تهيأ نفسها وترصد أموالها لشراء اللقاحات التي ستعلن عنها منظمة الصحة العالمية، لا سيما وإنها بدأت تحضر الأجواء العالمية برمتها، من اجل الاستعداد لمواجهة تفشي الفيروس، كما هو الحال مع فيروس كورونا.
وفق النظرة الواقعية لما يجري في قارة افريقيا، ان انتشار الوباء حاصل لا محالة، في الوقت الذي يلاحظ ارتفاع المنحنى البياني الخاص بالإصابات وتوسع دائرة الانتشار، ولم يعد يقتصر الأمر على مناطق أفريقية، اذ ظهرت مؤخراً بعض الحالات في بريطانيا، وقد اقتربنا من موسم الخريف، الفصل النموذجي لانتشار أي نوع من أنواع الفيروسات والجراثيم.
وسط هذه المتغيرات العالمية، بماذا وكيف يمكن ان تواجه وزارة الصحة العراقية هذا الوباء؟
هل ستكتفي بالمراقبة وفحص الوافدين اليها من الخارج، ام استفادت من درس كورونا القاسي على مختلف الصعد؟
العراق من البلدان المفتوحة على الآخرين، فهو يشهد زيارات مليونية بشكل مستمر، بالإضافة الى ان اغلب الشركات العاملة في المجال النفطي والعمراني، هي شركات اجنبية، ما يعني احتمالية الإصابة واردة طالما العمال يسافرون الى بلدانهم ويعودون لأعمالهم.
قدوم أي ازمة صحي عالمية، يعني ان العالم دخل حربا اقتصادية عبر البوابة الصحية، جميع البلدان المتقدمة في المجال البحثي، ستحاول إثبات نجاعة لقاحاتها، بعد ان تدخل العالم في وموجة من الهلع والذعر، وتحذرهم من خطورة الامر، ومن ثم تعطيهم الحلول المقترحة... أهمها شراء اللقاح.
مفاتيح العالم كله بأيدي الدول التي تتربع على عرش الأقطاب الدولية، وتدير الحروب الدائرة في اصقع العالم، واتجهت لخلق هذا النوع من الحروب، (الصحية) والحقيقة ان هذه الحرب متنوعة الأوجه، متلونة الأهداف، لذا يتوجب على أصحاب الشأن والقرار على المستوى الصحي في البلدان المنتظرة للقاح ومن وبينها العراق، الانتظار وعدم الانجرار وراء موجة الخوف التي حركتها الدول العظمى.
ومن طرق مواجهة الرواية العالمية بشأن الخطر الوبائي المزعوم والتخفيف من وطأتها وتأثيرها على النفوس، وهنا لا نريد تقليل من حجم المخاطر التي يسببها الفيروس، ولكن التعامل مع الموضوع بموضوعية وتركيز العمل على الجانب التثقيفي والتوعوي، لتفادي الأخطاء التي حصلت بزمن كورونا.
وكي لا يكون الناس ضحية من جديد، على وزارة الصحة والفعاليات الشعبية الأخرى ان تأخذ دورها وأن تكون مهيأة، وعلى قدر من المسؤولية، بعد أن توضحت وبشكل عملي مخاطر بعض لقاحات كورونا سابقا، واثمانها الباهظة.
النداء الأخير ... عليكم ان تحموا الطبقة الوسطى من آثار الإجراءات المتخذة في حال تحقق الانتشار الفعلي للفيروس، فهم الطبقة الأكثر تأثرا، اما التجار يمكنهم الانتقال الى التجارة الالكترونية مثلاً، والقياس ينطبق على الكثير من المهن الكبيرة، فكل شيء سيتحول "اونلاين"، وعامة الناس يكتوون بنار العوز في منازلهم.
اضف تعليق