q
عدم الاهتمام بالشرح المدعوم والممنهج أدى الى تحول بعض الدعايات او الحملات الانتخابية الى مدعاة للسخرية، وسقوطها في فخ الاستهزاء الاجتماعي، وأصبحت مادة رائجة ومضمون مضحك على مواقع الشبكات الاجتماعية، ولهذا نقول ان جميع الحملات وقعت في الأخطاء الفادحة ولم تعمد الى ترصين عملها وعدم فسح المجال للمراقبين المسقطين...

من المآخذ على الحملات الانتخابية الحالية هو التزامها بالنمط القديم القائم على عقد التجمعات واعتماد اللقاء الشخصي مع الناخبين الذين يخضعون الى عمليات تأثير وإعادة ضبط لعقولهم بما يشتهيه المرشح، ظنا منه ان أتباع هذا الأسلوب يمكنه من الاستحواذ على قناعات الجمهور المختلفة، يشفع ذلك وجبة طعام فاخرة.

من مظاهر القِدم الذي سارت عليه الحملات الانتخابية هو تعليق البوسترات ذات الألوان الزاهية، مع استخدام وسائل التأثير الاقتصادية المتمثلة بتوزيع المساعدات المالية والاشياء العينية، كالملابس واللحوم والمواد الجافة التي كثيرا ما تحتاجها اغلب الاسر المعدومة، ويصعب الحصول عليها خلال أيام السنة.

ويعد من أكثر الأشياء لفتا للانتباه هو ذهاب بعض المرشحين الى إقامة مآدب طيلة أيام الأسبوع وتمويل هذه الامسيات على مواقع التواصل الاجتماعي لتصل الى أكبر قدر ممكن من المستخدمين، وليس بالضرورة ما سيفسره المتلقي لمثل هذه النشاطات، الأهم من ذلك هو انتشار الحدث الى ابعد نقطة ممكنة.

المؤشرات السلبية على الحملات الانتخابية كثيرة، يأتي في مقدمتها عدم اهتمام أي منها بتوضيح البرنامج الانتخابي للمرشحين، واكتفت بشرح العموميات التي يضعها المواطنين في خانة الأكاذيب السياسية، لان الأحزاب السياسية تشترك او تلتقي عند اغلبها (العموميات)، ولا يمكن تميز حزب او كتلة عن غيرها نظرا لما تبنته من برنامج انتخابي.

عدم وجود برامج انتخابية واضحة او توضحيها عبر التجمعات يعني ان المواطن (الناخب)، سيبقى يدور في فلك المجهول، وهو الخطأ الذي وقع فيه غالبية المرشحين، فالتوضيح يأتي هنا من ضروريات الحملات الانتخابية ويهدف الى خلق نوع من التوازن المعرفي بطبيعة المرشحين وما يسعون لتحقيقه.

اما في هذه الحالة تبقى هذه التجمعات اليومية وان كانت تعبر عن صورة من صور التأييد الشفهي للمرشح، تبقى خالية من الأهداف لخلوها من المضمون المؤثر او المرتقب، وكذلك تأكيد جزء كبير من الحملات على شخصية النائب وجعلها المحور وليس برنامجه الانتخابي.

يتفق المتابعون لما يحصل في الحملات الانتخابية بشقيها الواقعي والافتراضي على التمجيد المفرط لشخصية المرشح وليس التركيز او تفكيك البرامج الانتخابية التي من المفترض ان تكون الأداة الاهم لإقناع الناخبين الراغبين بالإدلاء باختيار المرشح سين والآخر صاد.

عدم الاهتمام بالشرح المدعوم والممنهج أدى الى تحول بعض الدعايات او الحملات الانتخابية الى مدعاة للسخرية، وسقوطها في فخ الاستهزاء الاجتماعي، وأصبحت مادة رائجة ومضمون مضحك على مواقع الشبكات الاجتماعية، ولهذا نقول ان جميع الحملات وقعت في الأخطاء الفادحة ولم تعمد الى ترصين عملها وعدم فسح المجال للمراقبين المسقطين.

سابق القول لا ينسف جهود الحملات الانتخابية القائمة على رؤية ومنهجية واضحة، فهنالك مرشحين يدركون تأثير الحملة وابعادها على الناخبين مراعين ادق التفاصيل للوصول الى حملة نموذجية تشكل اجزاءها مجتمعة الشكل النهائي الذي رسمت من اجله، وبذلك تحقق أهدافها مع الاخذ بعين الاعتبار الحالة المادية وتأثيرها على المضمون.

شريحة عريضة لا يفهم سوى لغة الخدمات والمكتسبات، والحديث بالعموميات يعتبره حالة من الترف لا يوجب الحضور او الاصغاء، فالعزف على وتر الحاجات الإنسانية والمصير الموحد للأسر ربما يجدي نفعا ويدفع بالغالبية الى الاختيار شريطة ان يكون هنالك فائدة مسبقة ويمكن اكمالها او تعميمها في المستقبل، ما عدا ذلك تكون جميع الدعايات أماكن لتناول الاكلات.

اضف تعليق