ومن الأساليب لبعض السلطات لإضعاف القيادات وسحب تأييد والتفاف الشعب حولها، هو تشويه سمعة تلك القيادات عبر وسائل الإعلام الرسمية الحكومية المتنوعة ومن يدور فلكها، والضغط على القيادات بالخروج على وسائل الإعلام الرسمي وتمجيد الحاكم وسياسته في لحظة معينة من مثل قيام السلطة بارتكاب جرائم خطيرة رسمية ضد...
المجتمع "الشعب" الحي الواعي القوي بأفراده، هو حتما قوي بقياداته وشخصياته ورموزه الاجتماعية الحكيمة والواعية والشجاعة والمضحية-: علماء ونشطاء ووجهاء في كافة المجالات-.. التي تبادر لتكون في طليعة المجتمع لحمايته والمطالبة بحقوقه..، فلا شعب واعي مؤثر بلا قيادة حكيمة، ولا قيادة واعية بدون شعب ومجتمع واعي ناشط يلتف حول قيادته الاجتماعية الحريصة على دعمه ومساندته ونصرته والتضحية في سبيل الحق والعدل ورفض الظالمين.
الواعي لدى المجتمع والقيادة
من علامات المجتمع الحي الواعي، التضامن والالتفاف حول قيادته وعدم التخلي عن نصرتها عندما تتعرض لأي استهداف أو تشويه أو تسقيط أو ظلم أو اعتداء أو قتل جائر، ولا يتحول المجتمع إلى اداة تسقيط للقيادات لإرضاء السلطات الحاكمة الظالمة أو جهات ما نتيجة اختلاف في الأدوار والمرجعيات..، بل ذلك المجتمع قادر على صناعة قيادات حكيمة قادرة على قيادة دفة سفينة المجتمع في وسط الأمواج المتلاطمة الملغمة بالمخاطر دون التنازل عن القيم والمبادئ والحقوق.
ومن أهم صفات القيادة التي تستحق الالتفاف والدعم والمساندة: الإيمان والورع والحكمة والاخلاص والمعرفة والفطنة والوعي والمبادرة والشجاعة والتضحية، قيادة تملك الوعي بعدم السقوط والخداع من قبل الظالمين، بل حريصة على الابتعاد عن الحكام المستبدين ومدحهم وتمجيدهم مهما كانت المبررات، وعدم التقلب حسب المصالح الضيقة في البرك السياسية القذرة. وأن يكون القائد قريبا من الناس، يحمل همومهم وتطلعاتهم، ويتقبل النقد الهادف، وان لا يستبد برأيه، ولا يتخذ موقفا ما ارتجاليا يحسب على المجتمع بدون أن يستشير.
وأهم الأمور هو توافر برنامج عملي حسب رؤية واضحة، برنامج وبرامج منظمة مرتبة كمؤسسة كي لا تضيع الجهود المبذولة والتضحيات الكبيرة. فهي قيادة تستحق الدعم والمساندة والوقوف معها من قبل المجتمع.
أهمية الالتفاف حول القيادة
للقيادات..، أهمية ودور في الحراك الاجتماعي وتطور وتنمية المجتمع، واذا وجدت تلك القيادة (الشجاعة والمضحية ذات القبول والتأييد من أفراد المجتمع) فهي نعمة ينبغي الالتفاف حولها والتمسك بها، وحمايتها فهي مستهدفة من قبل عدة جهات.
استهداف قيادات المجتمع
قيادة المجتمع القوية والرشيدة مستهدفة من جهات عدة:
هناك شخصيات لها أطماع وأهداف شخصية ودنيوية -والشيطان يزين..- كحب المناصب والوجاهة الاجتماعية عبر طرق أبواب السلطات الحاكمة الجائرة، ودعم وتمجيد سياستها الاستبدادية ضد الأبرياء والمظلومين، وحتما لديها تبريرات كبيرة لتقنع بها من حولها والتأثير عليهم، بتبرير انها أعرف وأبخص، وحتى لو أدت تلك السياسة لظلم المجتمع..، والأكثر من ذلك قيامها بالإساءة للقيادات الحقيقية!!.
وهناك حكومات لا تقبل بوجود قيادات اجتماعية مؤثرة ك: علماء أو وجهاء أو نشطاء.. لديهم قوة وتأثير إجتماعي؛ بل تحاول من خلال سلطتها وقوتها المالية والعسكرية والإعلامية على التعامل بأسلوب العصا والجزرة، الترهيب والترغيب.
الحكومات تحاول استغلال القيادات لكسب المجتمع، ومن الأساليب القذرة لبعض السلطات لإضعاف القيادات وسحب تأييد والتفاف الشعب حولها، هو تشويه سمعة تلك القيادات عبر وسائل الإعلام الرسمية الحكومية المتنوعة ومن يدور فلكها، والضغط على القيادات بالخروج على وسائل الإعلام الرسمي وتمجيد الحاكم وسياسته في لحظة معينة من مثل قيام السلطة بارتكاب جرائم خطيرة رسمية ضد أفراد المجتمع الغاضب.
القيادة الحكيمة ترفض الاستغلال
القيادة الواعية ترفض أن تكون اداة في مكتب علاقات عامة لتلميع صورة الحكومة الظالمة؛ بتبريرات ومهما كانت..، ولانها حكيمة فهي قادرة على إيجاد الحلول والمخارج لعدم الخضوع من قبل السلطات الحاكمة بأقل الخسائر وحماية المجتمع، ودون اعطاء اي شرعية أو اعتراف أو مدح أو تمجيد للحاكم المستبد الظالم، وحتما العلماء يتخذون من سيرة الأئمة الأطهار قدوة وأسوة حسنة في التعامل مع السلطات الحاكمة الظالمة، حيث كانوا يتجنبون اعطاء أي شرعية للحاكم ومدحه وتمجيده، ونتيجة هذا السياسة تعرضوا للمضايقة والاستهداف والتصفية.
حذاري من تسقيط القيادات
سياسة إسقاط القيادات عبر تشويه سمعتها أو عبر استغلالها ليست جديدة في عالم السياسة القذرة الخبيثة، فقد استخدمت بكثرة من قبل الظالمين والمحتلين والمستعمرين اعداء حقوق الشعوب.
السلطات الظالمة تسعى لإسقاط القيادات الاجتماعية الحقيقية.
والحذر من تسقيط القيادات التي لها عقود من الزمن في خدمة المجتمع ولها تاريخ حافل بالعطاء والنضال والتضحية..، التي تتعرض لحملة تسقيط وتخوين؛ نتيجة رأي وموقف ما، من قبل فئة من المجتمع ترفض موقفه.. فتقوم السلطات بفتح المجال لهؤلاء المندفعين لتسقيط القيادة.
ان الفئة المندفعة تقدم خدمة مجانية بافتعال أزمة وفتنة وتشتت في المجتمع واسقاط قيادة تاريخية نضالية؛ فينبغي الحذر فهو فخ وضرر كبير جدا على المجتمع، بل يخدم فقط اعداء الشعب. وانما المجتمع الواعي يرفض أن يكون اداة إسقاط وتسقيط للقيادات الواعية!!. بل يلتف حول تلك القيادات التي تتحمل المسؤولية وتتمسك بالعدالة والحقوق ونصرة المظلومين وترفض مساعدة المعتدي والمجرم والمستبد.
تحية لمن يتحمل المسؤولية (المجتمع والقيادة)
تحية للشعوب الحرة العاشقة للعدالة والكرامة والمساندة للقيادة، وتحية إكبار للقادة: النخب والرموز الواعية الحكيمة: علماء و وجهاء وشخصيات ونشطاء..؛ فالتاريخ سجل اسماءهم بالذهب لتحملهم المسؤولية ودورهم الإيجابي ولمواقفهم المشرفة وتضحياتهم، قيادة لا تخاف في الله لومة لائم، وتعمل لنصرة الحق والعدل ورفض الظالمين حسب القيم والمبادئ الصحيحة للمنهج القرآني وسيرة محمد وال محمد (ص)، قيادة لا تبحث عن المناصب والمصالح السياسية الدنيوية وانما الحصول على رضاء الله -عز وجل-.
القيادة والتضحية
القيادة كما هو معروف تكليف بتحمل المسؤولية وليس تشريف بالمناصب، حسب الأهلية العلمية، والشجاعة والقدرة على مواجهة التحديات والصعوبات والتضييق وربما الاعتقال التعسفي والتعذيب والسجن لسنوات عديدة وربما التصفية (القتل) وتشويه السمعة وغيرها، في النهاية هذا موقف ومسؤولية من قبل قيادات ترفع لها القبعات وتستحق التضامن والدعم والمساندة ويقدم لها خالص الشكر والتقدير والاحترام، والتاريخ سيخلد موقف القائد البطل الشجاع بكتابة أسمه بالذهب وسيفتخر المجتمع به اليوم، وغدا أكثر وأعظم إذ سيتحول إلى قدوة واسوة حسنة للأجيال القادمة.
كما ينبغي ان يكون المجتمع واقعيا في تفكيره وتعاطيه بان ليس كل القيادات لديها القدرة على فعل ذلك واتخاذ ذلك الموقف الشجاع الذي يغضب السلطات، حيث يوجد قيادات تفضل الانعزال لعدم اعطاء أي موقف مؤيد للحكومات، ولو أدى للتخلي عن الكثير كي لا يكون القائد أداة تستغل من قبل الحكومات الظالمة، فلا ينبغي أن ينتقد على موقفه بعدم إزعاج السلطات الظالمة، لانه موقفه نابع من المحافظة على أرواح وممتلكات المجتمع كما يرى هو..، فذلك القائد له مكانته واحترامه لأنه احترم نفسه وعرف مدى حجمه وقدرته وحجم المسؤولية وبمسؤولية، رفض أن يتحول إلى أداة بيد الظالم ضد المظلومين والابرياء من أهل مجتمعه.
بعكس بعض الوجهاء والشخصيات أصحاب المصالح الضيقة -الشخصية والتيارية- ضد مصالح المجتمع الذين تحولوا إلى (..) وعبرة، ينبغي لكل من يريد قيادة المجتمع الاستفادة من التجارب السابقة وعدم تكرار الاخطاء!.
القيادة والانتحار
مؤسف جدا قيام بعض الشخصيات والوجهاء والرموز بالعمل على المستوى الفردي، والمصالح الشخصية أو المناطقية أو التيارية،.. وتتفاخر بمجاملة السلطة الظالمة والتواصل معها وتمجيدها رغم وقوع الظلم والانتهاكات والجرائم الرسمية بحق الأبرياء المظلومين،.. ؛ أو الظهور عبر وسائل الإعلام الرسمي..، في ظل الغضب الشعبي، فتلك عملية انتحار لأي مستقبل ومنها القيادة، بل في ذلك مخالفة صريحة للقيم الدينية والاخلاقية والاجتماعية وضد توجهات وإرادة الشعب، وستكون لها نتائج عكسية...، وهذا ما تهدف له الحكومات من محاولات لإسقاط القيادات وإضعاف الشعوب لتكون هي القيادة الوحيدة فقط التي تقرر ما تريد.
المجتمع معول بناء لا تسقيط للقيادة
المجتمع الحي الواعي الحكيم، لا يتحول في لحظة غضب وكردة فعل إلى معول لإسقاط القيادات نتيجة موقف ما أو اشاعة، في زمن سهولة إنتشار الشائعات عبر برامج التواصل المتنوعة والموجودة عند معظم الناس، لان بعض القيادات تتعرض للتهديد والإجبار أو تتشابه عليهم الحقائق وتقدير الموقف الصحيح ويقع في هفوة وخطأ، ولكن لا يعني أن يتحول أفراد المجتمع إلى أدوات لتسقيطه وشن الحملات ضده، ربما الكلمة الطيبة والاحتواء الاجتماعي يجعله يدرك ويتدارك الخطأ ويعود إلى مكانه الطبيعي ليكون بين أهله ومجتمعه وربما تحمل المسؤولية الاجتماعية من جديد، لان الإسقاط والتقسيط يعني خسارة اجتماعية كبيرة ومكسب لإعداء المجتمع.
والحذر الشديد من استخدام أسلوب التسقيط للقيادات نتيجة اختلاف التوجه والانتماء المناطقي أو العشائري أو الفكري أو المرجعية.
ان احترام التعددية والتنوع الفكري واختلاف الأدوار مهم جدا ينبغي المحافظة عليه فهو مصدر قوة في ظل الوعي وقيام الجميع بالعمل تحت مظلة العدل والحق ونصرة المظلومين ورفض الظالمين والسير على منهج الائمة الطاهرين، في مجتمع ينتمي إلى مدرسة أصيلة متجذرة في نصرة الحق والعدل ونصرة المظلومين ورفض الظالمين وتقديم التضحيات.
الاستفادة من التجارب
المجتمعات والقيادات الحية الواعية هي من تستفيد من التجارب السابقة في التعامل والتعاطي مع الأحداث وإدارة الأزمات والمطالب، والتعامل مع الظالمين، بعدم تكرر نفس الأساليب والاخطاء حيث يبقى المجتمع يدور في دائرة ضيقة تصيب المجتمع باليأس من أساليب القيادة، العالم يتغير والأجيال تتغير، ولكل جيل زمانه وأساليبه القائمة على الحق والعدل ونصرة المظلومين، لقد خسر المجتمع قيادات على قدر عالي من الإيمان والورع والوعي والعلم والمعرفة والشجاعة وتحمل المسؤولية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتقديم التضحيات..، خسرها بسبب عدم وعي أفراد المجتمع وتقدير الموقف بالقدر المطلوب بضرورة التضامن مع القيادة وعدم تركها تواجه التحديات لوحدها.. بدون دعم شعبي، وهذه خسارة فادحة فالقيادة الحكيمة الشجاعة لا تعوض بسهولة، ولا تتواجد في كل وقت!.
بينما هناك من يفتقد لأبسط مواصفات القيادة يهتم به الإعلام الرسمي ويرمزه!.
هذا الزمن مخيف حيث الأولوية للبعض هي المصلحة وكيفية استغلال الظروف، ولو على حساب القيم والمبادئ الدينية والاخلاقية والاجتماعية!.
والحذر من سياسة فرض الوجهاء والشخصيات على المجتمع على أساس انها قيادات، بنفس.. على حساب الكفاءة العالية.
المجتمع والقيادة قوة
واخيرا، قوة المجتمع من قوة القيادة، وقوة القيادة من قوة المجتمع، لا لتسقيط القيادات الناشطة الواعية الشجاعة نعم للتماسك والالتفاف حول تلك القيادات التي تتحمل المسؤولية وتقدم تضحيات كبيرة جدا لأجل الحق والعدل ونصرة المظلومين، وتتمسك بالسير على منهج الحق والعدل منهج محمد وآل محمد (ص).
الرحمة على روح الشهداء الابرار المظلومين والحرية لكل معتقلي ومعتقلات الرأي.
اضف تعليق