q
سؤال الى جميع المراجعين لدوائر الدولة، هل قمتم بحساب الوقت الذي هدرتموه في انتظار انجاز المعاملات؟، ساعات طويلة وربما أيام من عمر المراجع تكون قد ضاعت في أروقة المؤسسات الحكومية، ولغاية الآن تغيب عن اذهان المسؤولين هذه القضية المهمة ذات المساس براحة المواطنين...

سؤال الى جميع المراجعين لدوائر الدولة، هل قمتم بحساب الوقت الذي هدرتموه في انتظار انجاز المعاملات؟، ساعات طويلة وربما أيام من عمر المراجع تكون قد ضاعت في أروقة المؤسسات الحكومية، ولغاية الآن تغيب عن اذهان المسؤولين هذه القضية المهمة ذات المساس براحة المواطنين.

يحضر كل منا بوقت مبكر لينضم الى طابور المنتظرين على باب الدائرة قبل فتحها امام أصحاب المراجعات، ومن هنا تبدأ رحلة تلقي المفاجئات والاجابات غير المنطقية، راجعة الى مزاجية الموظف وعدم علمه في أحيان كثيرة.

فقد تكون قد دخلت البناية الخطأ دون تنبيه او إشعار من أحد، ان حضورك هنا هو إهدار لمزيد من الوقت، وبعد التوجه بالأسئلة والاستفسار، يتبين وجوب الذهاب الى مكان آخر للنظر بقضيتك المراجع من اجلها، ولا تتفاجأ إذا عرفت ان المكان البديل يحتاج الى ساعات عدة من اجل الوصول اليه.

ومن عوامل زيادة الوقت المهدور في احدى المؤسسات هو الغياب شبه تام الى لوحات الارشاد التي تضعك على السكة الصحيحة للوصول الى الموظف او الغرفة المطلوبة، فتضطر الى سؤال أكثر من شخص وربما يختلفون فيما بينهم حول هذا المكان فمنهم من يقول في الطابق الأرضي وآخر يقول انه في الدور الخامس او الرابع.

اما الشق الثاني المسؤول عن إهدار الوقت في الدوائر هو الطرق القديمة في التعامل مع البيانات واتباع الأسلوب الورقي في ترويج المعاملات الذي يستغرق أوقات إضافية لا يمكن مقارنتها في حال ادخال الطرق الالكترونية في جمع البيانات ومعالجتها وتحليلها.

من ضمن العوامل التي تقاس بها نسب النجاحات لمؤسسات الدولة هي عدم التأخير في انجاز المعاملات، وقد تستغرق في بعض الأحيان دقائق معدودة، ذلك بالاعتماد على الشبكة العنكبوتية في المخاطبات بين المؤسسات، بينما في العراق لا يزال المعتمد، (وهو الشخص الذي يقع على عاتقه إيصال الكتب الرسمية والمخاطبات الى الوزارة او الهيئة)، هو الوحيد المسؤول عن المخاطبات ووصولها بالوقت المطلوب، وبالنتيجة هذه العملية بحاجة الى وقت غير قصير.

ومن الأخطاء الواردة بالتزامن مع هذه الطريقة البدائية، هي إمكانية ضياع العديد من الكتب الرسمية المهمة، والتي لها تأثير كبير على مستقبل الموظف او صحاب المعاملة في حال حدوث هذا الامر، ولنا على ذلك كثير من الأمثلة التي تعتبر تعبير حي عن حالة الفوضى الإدارية والإهمال الكبير.

في أحيان ليست قليلة يكون الشخص المعتمد من ذوي النفوس الضعيفة ويلمح الى إمكانية التسريع في انجاز المعاملة، مشيرا الى استعداده اخذ بعض الأموال لزيادة الاهتمام بكتاب دون غيره وعدم وضعه في ذيل قائمة الاهتمام وبالتالي ستعرض بقية الكتب اما للضياع او التلف وهنا الطامة الكبرى.

عدد كبير من الكتب عند الفقدان يتوجب على صاحبها إعادة إجراءات المعاملة كافة، وكأن المعتمد عمد الى هدم منزل من الأساس، فعملية الإعادة اشبه ما تكون بعملية بناء المنزل وما يتطلبه ذلك من وقت وجهد كبيرين على حساب المواطن الذي أفنى ساعات طوال من عمره بين هذه المؤسسة او تلك.

اضف تعليق