الوصفة السحرية لضمان فوز القوى التقليدية هو قانون سانت ليغو بتعديلاته وفواصله الخمسة والسبعة وحتى التسعة، إذ ترى هذه القوى أن هذا هو الطريق الأسهل لنجاحها في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات والأقضية، والفوز فيها ممهد للفوز بأكبر عدد من مقاعد مجلس النواب...
تُجري الكتل السياسية الشيعية نقاشات حثيثة لإقرار قانون انتخابات مجالس المحافظات والأقضية، حيث يطمح الإطار التنسيقي إلى تجنب المأزق الذي وقع فيه بسبب إقرار قانون انتخابات مجلس النواب السابق والذي تسبب بخسارة فادحة للقوى الشيعية الحليفة لإيران، بينما تريد هذه القوى صياغة القانون حسب ما يضمن فوز أكبر عدد من مرشحيها.
الوصفة السحرية لضمان فوز القوى التقليدية هو قانون سانت ليغو بتعديلاته وفواصله الخمسة والسبعة وحتى التسعة، إذ ترى هذه القوى أن هذا هو الطريق الأسهل لنجاحها في الانتخابات المقبلة لمجالس المحافظات والأقضية، والفوز فيها ممهد للفوز بأكبر عدد من مقاعد مجلس النواب.
يدور في الأروقة السياسية، ويثار في وسائل الإعلام أن الوصفة الجديدة لقانون الانتخابات سوف يتضرر منها التيار الصدري، وتجعله عاجزاً عن مجاراة ما يحاك من ترتيبات للمرحلة المقبلة، فهو بلا نواب داخل البرلمان الآن ولا يستطيع فرض الشروط التي يريدها.
لكن التيار الصدري غير معني بهذا النقاش، لأنه لا يهتم كثيراً لنوعية القانون الانتخابي، بقدر اعتماده على أمور أخرى أكثر أهمية بالنسبة له، وتجعله قادراً على حفظ قاعدته النيابية، وبما يمنع أي طرف من التجاوز عليها.
ويرتكز التيار الصدري على أربعة أسس في العمل السياسي منذ عام 2003 وحتى الآن وهي:
أولاً: حصر الزعامة بالسيد مقتدى الصدر، ما يعطي هالة كبيرة على قراراته، ويجعل تأثيره كبيراً على جمهوره، فالسيد الصدر استفاد من إرث والده، وعزز مكانته من خلاله، ثم أضاف إليه المستحدثات التي جمعت أكبر قدر من الاحترام والتقدير لدى أتباعه وحتى خارج نطاقهم أيضاً.
ثانياً: فكرة الطاعة، فالانتخابات بالنسبة لجماعة التيار الصدري ليست خياراً للناخب يقرره كيفما يشاء ولأي شخص أراد، إنما هي طاعة للدين، ولممثل هذا الدين زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر.
ثالثاً: ثبات الجمهور، فقد عمل السيد مقتدى الصدر باعتباره الزعم الوحيد للتيار الصدري بلا منافس، على تأسيس قاعدة جماهيرية ثابتة لا تتغير بفعل الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وأحاط جمهوره بجدار واسع يمنع أي تيار سياسي آخر من التأثير عليه. نعم قد تحدث انشقاقات وانفصال عن الخط كما هو الحال مع بعض الحركات السياسية الحالية المنبثقة من التيار، لكنها لم تؤدي إلى انهيار التيار.
رابعاً: السلاح لتعزيز المكانة السياسية وفرض الحلول عند الأزمات، كما يوفر السلاح الصدري حماية ذاتية لجمهوره ما يجعلهم في مأمن من المكر السياسي الذي قد تحاول القوى الأخرى ممارسته ضدهم، وحتى السلاح الصدري مقسهم على أشكال متعددة، منها جيش الإمام المهدي، ولواء اليوم الموعود، وسرايا السلام.
وفق الأسس الأربعة الرئيسي لا يهم التيار الصدري إن كان القانون الانتخابي يعتمد على سانت ليغو المعدل أو سانت ليغو بلا تعديل، أو حتى قانون الانتخاب الفردي والدوائر المتعددة، وحتى إن دفع التيار باتجاه قانون معين، فمن أجل تحقيق مكاسب إضافية لا أكثر، بمعنى إن طرحه لقانون معين يأتي في سياق نشاطه لتعزيز موقعه وليس خوفاً من فقدان مكانته.
والفرق كبير بين تيار سياسي يطمح لتوسيع قاعدته من موقع السيطرة والقوة، وبين تيار يريد تشريع قانون انتخابي لخوفه من انهيار قاعدته الشعبية والسياسية، وهذا الأخير ينطبق على قوى الإطار التنسيقي التي تشرع القانون من موقع الخوف.
بالمجمل يبقى التيار الصدري ثابتاً في موضعه كقوة سياسية واجتماعية لها ثقلها الذي يصعب تجاوزه، وهذه القوة بنيت بطريقة تجعلها مكتفية ذاتية إن صح التعبير، مكتفية بقيادتها السياسية والدينية والعسكرية وجمهورها الثابت المطيع بلا تردد.
اضف تعليق