تؤكد الدراسات الحديثة على أهمية الشراكة والتكامل بين الإعلام والتعليم، على اعتبار ان الإعلام والتعليم عنصران هامان من عناصر النظام التربوي والاجتماعي، فالمؤسسة التعليمية تؤدي وظيفة تربوية، وهي تسعى الى تحقيق أهداف اجتماعية عليا، والإعلام أيضاً يؤدي بدوره وظيفة من وظائف المؤسسات الاجتماعية...
تؤكد الدراسات الحديثة على أهمية الشراكة والتكامل بين الإعلام والتعليم، على اعتبار ان الإعلام والتعليم عنصران هامان من عناصر النظام التربوي والاجتماعي، فالمؤسسة التعليمية تؤدي وظيفة تربوية، وهي تسعى الى تحقيق أهداف اجتماعية عليا، والإعلام أيضاً يؤدي بدوره وظيفة من وظائف المؤسسات الاجتماعية، ويسعى الى تحقيق أهداف محددة، وهذا الترابط يحصل من خلال توزيع الاختصاصات والمهام لكلا الطرفين.
ان طرح موضوع العلاقة بين الإعلام والتعليم في هذا الوقت بالتحديد، ومع بداية العام الدراسي الجديد، يكتسي أهمية خاصة، لا سيما مع وجود هذا النقص الحاصل في المستلزمات الدراسية، وما عانته المدرسة كمؤسسة تربوية خلال العقود المنصرمة، وما هي عليه اليوم من غياب واضح للبنى التحية، وعدم قدرتها على تلبية العديد من المهام التربوية والتعليمية، لذا يحتم علينا، وعلى كافة المعنيين بحقل التربية والتعليم البحث عن وسائل بديلة لإتمام النقص الحاصل في الجانب التدريسي، ولتكملة ما يقوم به التعليم التقليدي ونعني به (المدرسة).
وهذا الأمر بات من الضرورات التي يجب أخذها بنظر الاعتبار، في ظل التفجير المعرفي الواسع النطاق الذي يكتسح عالم اليوم.
ونعتقد ان التكنولوجيا الحديثة قد وفرت لنا هذه الفرصة، ولاسيما في مجال الإعلام والاتصالات، والمتمثلة بالقنوات الفضائية التربوية، والشبكة العنكبوتية الأنترنيت، وألواح الحواسيب المحمولة، والدروس التعليمية المُحملة على الأقراص المُدمجة، وكذلك وسائل التعلم عن بعد، كل هذه وغيرها من وسائل الإعلام الأخرى كفيلة بأحداث نقله نوعية في هذا البلد، إذا أخذنا بأسباب التقنيات الحديثة لوسائل الإعلام. ومن المعروف ان وسائل الإعلام في الدول المتقدمة قد تحولت الى قوة كبيرة مؤثرة، وأصبحت قادرة على صنع بيئة تربوية، وكسرت احتكار النظام التعليمي للعلم والمعرفة.
وفي كل الأحوال فأنه يوجد بين التعليم والإعلام خيوط أو خطوط أتصال وتعاون كثيرة، وإذا ما حصل من تباين بين التعليم والإعلام نتيجة لتباين الأغراض وتعدد الضغوط، إلا ان الأهداف التربوية هي الأهداف الأساسية التي ينبغي الحرص عليها والعناية بها على كل المستويات، لذلك يجب ان يتحول الإعلام بإمكاناته الهائلة الى مساندة التعليم في السعي الى تحقيق أغراض التربية وأهدافها السامية العليا.
ان حاجات ومقتضيات التعليم والتعلم عديدة ومتشعبة، وهذا لا يمكن للتعليم النظامي وحدة أن يسدها بأساليبه وتنظيماته التقليدية، ومن هنا تأتي ضرورة مساهمة وسائل الإعلام في عملية المواجهة، وهي مساهمة لابد ان تكون ذات قيمة وفعالية كبيرة، بحكم طبيعة وسائل الإعلام من حيث قدرتها على تجاوز حدود الزمان والمكان، وعلى استخدامها طرقاً متعددة في التعبير والتأثير في الناس.
وفي الوقت نفسه فإن دفع كفاءة النظم التعليمية وتحسين جودتها وتجديد أساليبها ووسائلها يحتاج من وسائل الإعلام المختلفة الى العون والمساعدة ببرامج تعليمية مدرسية هادفة، إذ لابد من تسخير إمكانات المؤسسات الإعلامية في خلق بيئة تعليمية أكثر فعالية وحيوية داخل المدرسة، بل في إخراج المدرسة من عزلتها عن المجتمع والحياة.
لقد آن لنا ان ندخل وبقوة عصر المعلومات، بثماره العلمية والتكنولوجية التي تـُفيد في تطوير حياتنا. وأن نسرع الخُطى في تنمية مؤسساتنا التعليمية، وأن نتحرك حركة واسعة وسريعة لإعادة بناء وانتاج قيمنا الاجتماعية والتربوية الأصيلة، وكل هذا ينبغي ان يلتزم به التعليم والإعلام من حيث المحتوى والمضمون.
اضف تعليق