q

منذ مشروع بايدن المعروف، المشبوه، لتقسيم العراق إلى دويلات مذهبية أو قومية وعرقية والذي يمثل نتاج عمل حثيث ونتاج مؤامرات أُعدت منذ زمن طويل يمتد إلى اتفاقية سايكس – بيكو (1915 – 1916)، يظهر بين الحين والآخر من يعيد النغمة المكررة والمرفوضة من قبل العراقيين الوطنيين الشرفاء، بحيث يشعر المواطن ويتأكد يوميا، بشكل وبآخر، بأن وجود داعش الإرهابي في العراق وسوريا إنما يمثل تبريرا مدبرا للمشروع الأمريكي الصهيوني لتقسيم البلد..

إضافة إلى الإصرار على التدخل الأمريكي وتواجده في العراق أو احتلاله مرة أخرى -بعبارة أدق-، بذريعة محاربة صنيعتهم (داعش) الإجرامي. فها هو رئيس هيئة الأركان في الجيش الأميركي المنتهية ولايته الجنرال ريموند اودييرنو يصرّح بكل وضوح أمام العالم ‘‘ إن على الجيش الأميركي أن يبحث نشر قوات إسناد على الأرض إلى جانب القوات العراقية لأن الحرب على تنظيم داعش الارهابي تواجه مأزقا، حسب وصفه. ويضيف الجنرال الأمريكي، خلال مؤتمر صحافي، إن القوات الأميركية تستطيع هزيمة المسلحين لكنها لا تستطيع حل المشكلات السياسية والاقتصادية الأوسع نطاقا والتي تحدق بالعراق وسوريا، مضيفاً "قد نستطيع على الأرجح الذهاب إلى هناك بقدر معين من القوات الأميركية وهزيمة (داعش).

المشكلة هي أننا قد نعود إلى حيث نحن الآن بعد ستة أشهر !!." لكن الخلاصة كلها من هذا التصريح المخادع والمناورة في كلام (اودييرنو) هو الآتي: إن" تقسيم هذا العراق ربما يكون الحل الوحيد لتسوية النزاع الذي يمزقه"، مضيفاً: ‘‘اعتقد انه يعود إلى المنطقة، الى الشخصيات السياسية والدبلوماسيين أن يروا كيف يمكن لهذا الأمر أن يجري، ولكن هذا أمر يمكن أن يحصل ‘‘ !!

الملفت للنظر أن تصريح الجنرال الأمريكي يتجاهل بوضوح شعب العراق وإرادته ورأيه الواضح في هذا المشروع –الصهيوأمريكي-، ويبدو أنه لا يرى بوضوح هذه الحشود الكبيرة التي خرجت للإصلاح والتغيير، بعد الخراب المتعمد الذي صنعته أمريكا في العراق حين دمرت مؤسساته وحلّت الجيش واحتلت وحكمت البلد تحت غطاء التحرير والتغيير، والنتيجة واضحة الآن، فالبلد يئن من الجراح وهدرت الثروات والأموال وضاعت الخدمات، وها هو الشعب، بسبب هذا العبث الأمريكي كله وفساد البعض من المسؤولين، يخرج اليوم لتصحيح وتعديل كل مخلفات الاحتلال السيئة، وليذكّر الأمريكان والصهاينة أيضا، بقوة ووضوح، بأن كل المشاريع المرسومة لتقسيمه أو تفتيته تحت يافطات ومبررات مختلفة، هي نغمة ناشز مكروهة يرفض سماعها مرة أخرى مهما كانت التضحيات التي يقدمها في سبيل عراق واحد موحد، عراق حر وعزيز يأبى كل أشكال التدخل والاحتلال والتقسيم.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق