q
متى يصبح العراق دولة لها من الاحترام ما لها ولا أحد يتمكن من الوصول الى سيادتها واستقلالية قراراتها؟، متى يكون للفرد المكانة التي يتمتع فيها الافراد غيره بمختلف دول العالم التي تحترم الانسان وتجعله من اساسياتها وتضع كل شيء تحت خدمته ولراحته؟...

متى يصبح العراق دولة لها من الاحترام ما لها ولا أحد يتمكن من الوصول الى سيادتها واستقلالية قراراتها؟، متى يكون للفرد المكانة التي يتمتع فيها الافراد غيره بمختلف دول العالم التي تحترم الانسان وتجعله من اساسياتها وتضع كل شيء تحت خدمته ولراحته؟

مرت قرابة العشرين عاما على تغيير النظام في العراق ولم نشعر اننا نعيش بدولة ذات سيادة واستقلالية، في عودة الى ما قبل العشرين سنة مرت، كانت في العراق ملامح دولة، وكان القانون رغم تشريعه بصورة عاجلة له احترامه، وكان لرجل الامن سطوته، وكان لكل شيء قيمته، الا الانسان الذي يعتبر من أرخص الأشياء في حكم قائم على إراقة الدماء وبقيت هذه الصفة ملازمة للأنظمة حتى بعد التغيير.

لو أجرينا مقارنة بما كان وما أصبحنا عليه الآن في جوانب معينة نجد الفوارق كثيرة وكبيرة، كان الفقر مدقع والامن موجود، واليوم الأموال متوفرة والسعادة مفقودة، صحيح كان الافراد تنقصهم العديد من الأساسيات، لكن الفرح متحقق وسقف الطموحات لم يرتفع كثيرا والكل يعيش بمستويات متقاربة الى حد ما.

كان المعلم يحمل من الهيبة ما يجعل طلبته يجلونه ويحترمونه ولا يسيرون في الطريق الذي يسير فيه، وفي أحيان كثيرة تجدهم يتحاشون التواجد حيث هو يتواجد، واليوم المعلوم لا يمثل أي قيمة عليمة لبعض الطلبة، والتجاوز عليه يكاد يتكرر بصورة يومية، والخلل ليس في المعلم ابدا، بل في النظام التعليمي الذي جرد المربي من هيبته، وسلبه وقاره بفرض عقوبات على المدرسين والمعلمين الذين يحرصون على مستقبل التلاميذ والطلبة.

في العراق اليوم تضع الدولة الكثير من المشروعات في خانة الشعب ومدى موافقته عليها، فلا يمكن لدولة ان تطلب الاذن من المواطن لخدمته او تنفيذ مشروع كهرباء او تعبيد طريق، فالمصلحة العامة اهم من كل شيء وفوق جميع الاعتبارات، ومع الأسف الشديد الغيت مآت المشاريع والسبب بإلغائها رفض المواطن فقط ولا يتعلق الامر بجانب آخر!!

وهل يعقل ان الأموال التي وظفها النظام السابق في التصنيع العسكري والحروب المتعددة التي زج البلد فيها، لا يمكن استثمارها في العهد الجديد؟، رغم عدم وجود مقارنة بين مدخلات العراق في السابق والحاضر، ففي السابق كانت أسعار النفط أرخص من الآن بكثير، فضلا عن وجود اتفاق دولي يتمثل بالنفط مقابل الغذاء، بعد الحصار الذي فرض على العراق بعد حرب الخليج الثانية.

ومع ذلك تجد اغلب الجسور المشيدة في بغداد والمحافظات تعود لحقبة النظام السابق وما تم تنفيذه في عصر الحكومات الجديدة، يتميز بالرداءة في كل شيء، الطرق تتحفر بعد استخدامها لشهور ليس أكثر، بينما الطرق الرئيسية الدولية لا تزال تحتفظ برونقها واهميتها في تسهيل علمية المرور من الشمال حتى الجنوب.

الزمن الماضي لا يخلو من الفساد بجميع مفاصل الدولة، ومع ذلك نجد البنى التحتية قائمة على دراسات علمية وتخطيط سليم، والدليل هو اغلب المؤسسات الحكومية هي نفسها التي تم بناءها في سبعينيات وثمانينيات القرن المنصرم وتؤدي الوظائف لغاية الآن، بينما فساد اليوم فاق الحدود ودمر الإمكانيات واوصلنا الى طريق مسدود.

كل شيء يحدث في هذا البلد يؤكد ان من يتصدون للمسؤولية لا يحملون القدر الكافي من الأمانة، وليس لديهم الحرص على ان يكون العراق بلدا قويا متماسكا ومستثمرا لخيراته وجهود وطاقات ابناءه، فاليوم بحاجة الى كل من يؤمن بضرورة ان يكون لبلاد الرافدين الصوت العالي من بين جميع الأصوات المحيطة به، ولكي يثبت للعالم الخارجي والمجتمع المحلي ان العراق وطن يحكمه القانون ولا يخضع للفاسدين وحينها يعلم الكل ان العراق عاد دولة أفضل من السابق.

اضف تعليق