q

قواعد اللعبة الجديدة في طريقها الى منطقة الشرق الاوسط، بعد ان بدأت جمع خيوطها... سيما عقب ابرام الاتفاق النووي، "التاريخي"، بين ايران والقوى الكبرى الست.

ثمة ملامح ودلالات "اولية" تشير بان جملة من القواعد الجديدة... ربما ستطبق محل الاخرى القديمة، قواعد خاصة بمكافحة الارهاب، واخرى خاصة بترتيب اوضاع من يحكمون او ينسجون خيوط للعبة من نوع اخر... ربما عفى عليها الزمن... نذكر بعضا منها بإشارات سريعة:

- تركيا تدخل بثقلها في مكافحة الارهاب، وتستهدف الاكراد وداعش... والولايات المتحدة الامريكية ترحب، وتعتبر ان "حزب العمال الكردستاني"... منظمة ارهابية.

- ايران بعد الاتفاق النووي... حملة دبلوماسية مكثفة وجهتها دول الخليج... لحثهم على "العمل المشترك" في مكافحة الارهاب.

- توتر واضح يجمع "كردستان العراق" بتركيا، بعد حملتها الاخيرة،... سيما "بارزاني" الذي طالب تركيا "بالهدوء والنزوع للحل السلمي"، والاخيرة ترد "بعمل بري محتمل".

طبعا ما من شيء مؤكد... وهذا حال السياسية دائما، لكن هذه التغيرات "لن تمر مرور الكرام"، بل جاءت لتغير بعض المشاهد التي حكمتها مصالح سابقة، ربما من اجل مصالح جديدة.

ما يهمنا حال "مسعود بارزاني"، الذي يعاني مشاكل سياسية سيئة على المستوى الداخلي، بعد الصراع على رئاسة الاقليم، التي رفضتها الاحزاب المعارضة لتجديد "ولاية ثالثة" او احتكار السلطة "رئاسيا" لبارزاني... وطرحت نظاما "برلمانيا" يشبه النظام البرلماني للحكومة الاتحادية، فيما يحاول الطرفان الاحتكام الى دستور ما زال يراوح في مكانة منذ عام 2005.

ومع اضافة الازمة المحتملة مع تركيا حول ضرب حزب العمال الكردستاني، والتحضير لعمل بري اعلن عنه "اوغلو"، قد يتجاوز فيه حدود الاقليم، او حدود العراق مع تركيا... فان فض "الشراكة الغريبة" التي قامت بين تركيا والاقليم، يبقى احتمال وارد جدا... حتى مع استخدام بارزاني للغة "الدبلوماسية" او "الوساطة".

البعض اشار الى وجود "صفقة" من نوع "تبادل المنفعة" بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية، مفادها غض الاخيرة عما ستفعله تركيا بحزب العمال، مقابل دخول تركيا كشريك مهم في مكافحة "داعش"... بطائراتها وقواعدها، وربما بجنودها في سوريا.

واذا كان حقا ما قيل، فاين سيكون مستقبل "بارزاني" السياسي وحلم "الدولة الكردية" في اجندة الولايات المتحدة وحلفائها الاتراك؟

ربما لا احد يعرف الجواب القطعي في الوقت الراهن، لكن من باب الصدفة، يمكن مقارنة ازمة "الولاية الثالثة" للسيد "بارزاني"... بالأزمة التي جرت مع الحكومة السابقة للعراق حول "ولاية ثالثة"، كان يطمح اليها رئيس الوزراء السابق، ومن باب الصدفة، ايضا، ان الامور تغيرت بسرعة لصالح "التغيير"، خصوصا لصالح الدبلوماسية والخطوات الهادئة، كبديل عن التصعيد والمواقف المتشنجة.

لغة التصعيد التي مورست من قبل اقليم كردستان، على الاقل ضد الحكومة الاتحادية في بغداد، لم تكن لخلاف سياسي واضح، وانما لخلاف او طموح شخصي، تحول لاحقا الى خلاف سياسي... وطني... قومي، هذا التفكير... غالبا ما يسقط "الكبار"، لأنه ببساطة تفكير سطحي لا ينم عن فهم واضح لمتغيرات السياسية والمصالح... وهو نفس المطب الذي سقطت فيه حكومة "العدالة والتنمية"، وسيسقط فيه اخرون بالتأكيد.

وربما سيكون الاختبار الحقيقي الاول على ما سبق... قادما خلال الايام القليلة، اذ كيف سيتعامل الاقليم مع تطورات الجبهة التركية؟ فضلا عن تحديد مستقبل "بارزاني" في ظل هذه المتغيرات الجديدة؟.

اضف تعليق