الاغتيال كما أظن هو أحد أخطر طرق التفاهم مع الآخر، وسواء كان هذا الاخر متظاهرا، او كان رئيسا للوزراء فسيظل الاغتيال وتصفية الخصوم اسلوبا ينهي حالة الاختلاف الموجودة بين طرفين بزوال الطرف، الذي صار ضحية او جثة هامدة. اقول هذا وانا اتابع ردود الفعل التي حدثت...
الاغتيال كما أظن هو أحد أخطر طرق التفاهم مع الآخر، وسواء كان هذا الاخر متظاهرا، او كان رئيسا للوزراء فسيظل الاغتيال وتصفية الخصوم اسلوبا ينهي حالة الاختلاف الموجودة بين طرفين بزوال الطرف، الذي صار ضحية او جثة هامدة. اقول هذا وانا اتابع ردود الفعل التي حدثت بعد تعرض منزل رئيس الوزراء الكاظمي بثلاث مسيرات أحدثت اضرارا في المنزل، واصابته اصابة طفيفة كما جرحت بعضا من حمايته.
أنا اتساءل هل نحن مصدومون؟ هل افقنا لنكتشف ان النظام الديمقراطي الذي صار منهجا سياسيا بعد عام 2003، ما زال يتنكر بثوب الفساد والاغتيال؟ هل صرنا بعد عملية الاغتيال هذه أمام حقيقة تقول ان الوضع يمكن ان ينزلق الى ما هو اخطر فتتعرض حياة الناس الى الخطر؟ اسئلة كثيرة من الممكن طرحها، ولا اجابة عنها الا بمعرفة نتائج التحقيق الذي بدأته لجنة عليا تشكلت على الفور، بعد عملية الاغتيال هذه.. ومع ذلك نحن نتحدث عن نظام ديمقراطي اغلق باب الاغتيال الى الابد على الاقل اغتيال رئيس البلد كما كان يحدث طوال التاريخ الذي قرأنا عنه في الكتب.
لم يكن أحد يتوقع ان يحدث ما حدث. وكل ما كان يقوله المختصون والمحللون السياسيون لم يكن يصل الى سريالية المشهد، الذي صحونا عليه حين شاهدنا منزل الرئيس متضررا، وتابعنا الضجة الاعلامية التي اعقبت هذه القضية.
ثم ظهر الكاظمي في كلمة متلفزة كي يرسل رسالته الخاصة. تحدث بحماس وبهدوء داعيا الى التهدئة، وعدم الانجرار وراء ردود الافعال. وادان في كلمته المسيرات الجبانة. وان هذه المسيّرات لن تبني وطنا.
كلمة موجزة فيها انضباط مسؤول تعرض لاغتيال نجا منه. ويبقى التساؤل قائما عن الخطوة التالية المنتظرة في ظل وضع سياسي حرج جدا يشهد تظاهرات، تطالب باعادة العد والفرز اليدويين لجميع المحطات. ولا أظن ان هناك مصلحة لاحد ان تأزّم الموقف السياسي اكثر.
ونحن نعرف جميعا نوعية التحديات التي يواجهها المواطن في حياته اليومية، ابتداء من جائحة كورونا الى صعوبة الواقع الاقتصادي مرورا بازمات اخرى منها الجفاف، الذي اثّر في العملية الزراعية لهذه السنة.
ويقوم نظام العبودية الجديد على قاعدة واحدة وهي: ان العبد هو مسؤول يشتري منصبه لكي يربح من صفقته اكثر مما دفع. وعلى هذا الاساس سيعاد العمل بعبودية من نوع خاص يتفق عليه بعض السياسيين.
تطور عندنا الوعي السياسي كثيرا فصرنا نسمع حديثا عن صفقات لم يتوقعها احد. والغريب ان لا احد يضعنا في قلب الحدث. يتحدث الاعلام وبعض السياسيين عن عملية بيع لا تحدث حتى في سوق الماشية دون ان نعرف ما الذي يحصل. فكتمان السر ضروري جدا ومن يحاول افشاء سر نظام العبودية الجديد سيكون خائنا بكل معنى الكلمة. ما يثير استغرابي ان الذين اشاهدهم يتحدثون في الفضائيات من السياسيين لا يظهرون كمنزعجين مما يدور امامهم. انهم يبتسمون وكأنهم حققوا لنا مدينة فاضلة جديدة.
لا يعنيهن انهم يتكتمون على اسرار غير اخلاقية لا يجب ان يسكتوا عليها. مظهرهم المظمئن الواثق يجعلني اشعر انني امام مهزلة يخطط لها اشخاص افضل فكرة عندهم انهم قادة ولديهم شخصيات اعتبارية وان كانوا في واقع الحال يؤسسون حياتنا على عبودية الانسان للمنصب او الجاه او الثراء.
اضف تعليق