مشكلتنا الكبرى هي في اننا نعيش في منطقة مزاج محظورة. فلأبسط الاسباب يمكن ان يتلقى الانسان رصاصة في راسه. بعد ذلك نكتشف العبثية التي نعيش تحت سقفها. ما الحل ونحن ننفعل ونغضب بسبب تكرار حوادث القتل والاغتيال بهذه الصورة؟ هل فكر أو تخيل احد وضع أهل القتيل بعد اغتياله...
تداولت بعض الفضائيات فيديو لمقتل الشاب ليث محمد رضا. أظهر الفيديو لحظة شجار تطورت إلى مقتل الشاب العامل في شبكة الاعلام العراقي. وأنا أشاهد الفيديو تذكرت مقتل صديق طفولتي هشام الهاشمي الذي كتبت عنه مقالا عنوانه الكاظمي في بيت الاحزان، وكنت أعرف أن بيت الأحزان لن يقفل باغتيال الهاشمي، وها نحن نشاهد حادثة أخرى تفجر في داخلنا غضبا مكبوتا لا يبرد.
بعد كل حادثة من هذا النوع يحذرني صديق ان انتبه وانا اكتب في هذه الصحيفة أو تلك. يقول صديقي جادا لا تبالغ في النقد. احذر. لديك عائلة. وأنا بدوري أقول له إن ما اكتبه معروف للجميع. انا ببغاء اكرر ما اسمعه. واذا قلت بان هناك فسادا فهذا ما يقوله هذا المسؤول أو ذاك النائب. باختصار كتابتي ليست أرض ألغام. لكن ما معنى ان يقتل الانسان بهذه الطريقة وأمام مرأى الناس، ثم تنقل عملية القتل الفضائيات ونحن في شهر اقل ما يمكن إن يقول الانسان اللهم إني صائم.
يكشف القتل عندنا احد اغرب الامزجة في هذا العالم. ذلك لان هناك من يقتل برصاصة تنطلق من عرس على بعد عشرات الكيلومترات من الشارع الذي يسير فيه. من المزاج ما يقتل وبعنف. هذا ما يجري. ولا غرابة ان تقتل طفلة بريئة لانها تواجدت ضمن منطقة مزاج بعض المنفعلين، الذين استخدموا البنادق كما في افلام المافيا، وكان نصيب الطفلة رصاصة اردتها قتيلة، وكل ذنبها انها كانت ذاهبة لشراء شيء ما من محل قريب من بيتها.
مشكلتنا الكبرى هي في اننا نعيش في منطقة مزاج محظورة. فلأبسط الاسباب يمكن ان يتلقى الانسان رصاصة في راسه. بعد ذلك نكتشف العبثية التي نعيش تحت سقفها. ما الحل ونحن ننفعل ونغضب بسبب تكرار حوادث القتل والاغتيال بهذه الصورة؟
هل فكر أو تخيل احد وضع أهل القتيل بعد اغتياله. كل شيء سيتغير في المنزل الذي سيتحول إلى بيت حقيقي للاحزان. هكذا فجأة وبلا مقدمات تنهار الجدران بكل صورها على أهل الضحية. اتساءل هل هناك تعاسة اكبر من هذه: أن يعود الإنسان جثة لعائلته، ثم يصبغ موته حياة أولاده بلون اسود.
ويبدأ سؤال مدمر يتردد في بيت القتيل: لماذا قتل
اضف تعليق