بعض العرب أو المحسوبين على لغة الضاد، ظلت مواقفهم ومازالت بالضد تماما، أو عدائية ربما للعراق ولشعبه المحب الكريم، وفي أفضل الأحوال تكون مواقفهم منا، إما متأرجحة أو ضبابية تثير الأسئلة والاستغراب دائما..
لماذا هذا العداء وهذا القلق والإبهام في مستوى العلاقات والتعامل في المستويات السياسية وغير السياسية، خصوصا بعد 2003 عندما حصل التغيير في النظام السياسي وتخلصت بعض الدول العربية المجاورة، من كابوس النظام السابق الذي كان يهدد جيرانه بحروبه الحمقاء وسياساته الرعناء ضد العرب وغير العرب؟
لماذا بقي التعامل مغلفا بالقسوة والانغلاق والعتمة حد الكراهية؟
هل لأن البلد يريد أن يعيش ويحيا بسلام وأمان وحرية، وبنظام ديمقراطي حر تحكمه إرادة الشعب بتعدد طوائفه ومذاهبه وقومياته.. أم أنهم يخافون العراق ومن مستقبله الذي سيكون مؤثرا ومشرقا وكبيرا بحجم لا يصدقونه أو يذهلون منه فيشعرهم بضآلتهم وعدم قدرتهم على منافسته واللحاق به مثلما يتصورون؟..
هل هو تخوف سياسي أم اقتصادي مجرد، أم هو تحسس طائفي وعقائدي ضيق الأفق؟
طيلة أكثر من 12 عاما، لم يتدخل العراق في شؤون هؤلاء المعادين لنا والمتخوفين منا، ولم يمسهم بسوء أو أذى، وكان يروم الانفتاح والتعامل بشكل طبيعي على كل الأصعدة والمستويات، وفي الوقت الذي فتحت دول كثيرة أجنبية وغير إسلامية سفاراتها ومنافذ تعاملاتها الخارجية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية، ظل بعض العرب مترددين ومتخوفين وكارهين لهذا، لأسباب لا يعلمها سوى الله سبحانه والراسخون في العلم، بل الأدهى والأشد، أن بعضهم راح يصنع الإرهاب ويصدره لنا ويدعمه بالمال والسلاح، ليفتكوا بأرواح الآلاف من الأبرياء في هذا البلد العزيز..
يخافون الطفل والمرأة وكبير السن.. يخافون المثقف والأمي.. يخافون المسلم وغير المسلم.. يخافون الفقير والغني.. يخافون من الإرث القديم والحديث، من التراث والحجارة والتماثيل في المتاحف والكتب في المكتبات العريقة، يخافون حتى من الحدائق والورد والشوارع ومناسبات الفرح والطقوس والشعائر الدينية الحزينة.. مع كون هذه الأمثلة والصور معظمها ليست سياسية!
هل يخافون ويتحسسون لأنها عراقية.. أم لشيء آخر؟
وحين تكون علاقتنا ببعض الدول غير العربية طيبة، يلومون العراق ويتهمونه بشتى التهم غير المنصفة ويلصقون به ما لا يقبله العقل والمنطق والدين، فعلاقتنا بدول إسلامية مثل إيران مثلا، تجعلنا بنظرهم (فرس ومجوس)، وحين نتعاطف مع الشعب اليمني وهو يعاني من تحالفاتهم وعواصفهم الغبراء، نصبح داعمين للإرهاب واللاشرعية والطائفية.. وحين نكون مع سوريا الشقيقة ومجرى لها من دمار بفضلهم، يزيدون النار اشتعالا في الرمادي وصلاح الدين ونينوى وديالى وبغداد وسائر المدن العراقية، بفعل داعش المجرم المصنوع في مختبرات الحقد والكراهية والظلام والخوف من هذا البلد وشعبه الصابر الصامد والشجاع.
ولكن يبقى السؤال مفتوحا: إلى متى يخافون العراق ولماذا؟
اضف تعليق