q
في العام الجديد، لابد ان نستثمر هذه السنة لحظة بلحظة ونحقق ما عجزنا عن بلوغه في الايام المنصرمة، من المحتمل ان يقف الانسان عاجزا امام الظروف القاهرة لتحقيق بعض امنياته، فلكل منا ظروفه الخاصة بعضها معقد وآخر اقل تعقيدا، تجبر الفرد الى الانصياع لرغباتها دون التفكير برغباته...

لكل انسان طموحات وأماني يسعى لتحقيقها ويجتهد من اجل ذلك كل الاجتهاد ليرى النسبة الاكبر منها على ارض الواقع، فالبعض ينجح بتلك المهمة والبعض الآخر يخفق دون معرفة لسبب الاخفاق هذا.

تمر الايام وبحسب وصف القدامى اسرع من الرياح، تتساقط الاعوام كتساقط اوراق الشجر ورقة بعد اخرى مخلفة بذلك كم هائل من المواقف والاحداث الحزينة والمفرحة في ذات الوقت، ومع هذه الوتيرة المتسارعة علينا ان نعرف ما الذي يجب فعله لتحقيق الرضى النفسي.

بعد ان وصلنا لهذه المرحلة العمرية فمن الاخطاء الفادحة ان نترك الايام تمر كالسحاب دون معرفة اساليب الاستفادة مما تحمله من كميات المياه لتروي ارضية ارواحنا المتعطشة للمعرفة وغيرها من المجالات لتطوير الذات.

فبعد ان طوت الايام بعضها البعض وذهبت عقارب الساعة تنبأ عن بزوغ فجر يوم جديد في عام جديد ايضا، لابد ان نستثمر هذه السنة لحظة بلحظة ونحقق ما عجزنا عن بلوغه في الايام المنصرمة.

من المحتمل ان يقف الانسان عاجزا امام الظروف القاهرة لتحقيق بعض امنياته، فلكل منا ظروفه الخاصة بعضها معقد وآخر اقل تعقيدا، تجبر الفرد الى الانصياع لرغباتها دون التفكير برغباته وهو ما يحصل مع العديد من الافراد الذين اصبح تحقيق مستقبل افضل شغلهم الشاغل.

هذه الظروف الاستثنائية التي يتعرض لها الكثير من بني البشر يمكن ان يتجاوزونها والسيطرة عليها والخروج منها بأقل الخسائر، في حين تمكنت من إحكام سيطرتها على البعض ولم يستطيعون النفاذ منها الى عالم رحب مملوء بالحب والسعادة والامل.

من غير المعقول ان يستسلم الفرد لقيود الزمان، فلابد من إيجاد المخرج والطريق السليم الذي يضمن الوصول الى بر الامان، ومن ثم العمل وفق الامكانيات المتوفرة امامه.

في الضفة الاخرى نجد العديد من الاشخاص تمكنوا في العام المنصرم من تحقيق ما عجزوا من تحقيقه خلال سنوات مرت، وهذا النجاح يعود بالدرجة الاساس الى التخطيط المبني على قاعدة علمية رصينة من اجل استثمار الوقت لصالحهم.

في الحياة العامة لابد ان تكون التصرفات وفق قاعدة المسطرة والقلم اي كل تصرف سواء صغير او كبير يجب ان يكون مخطط له دون عفوية او عدم مبالاة، وبهذه الحالة نكون قد وضعنا اقدامنا على اول درجات السلم متجهين نحوا الرقي والتقدم المرتقب.

اذا ما سارت الحياة وفق هذا السيناريو بالتأكيد سيكتب لها النجاح دون ادنى شك، فأي نجاح لابد ان يكون خلفه مجموعة من العوامل ومن بينها هو استشراف المستقبل والانفتاح بعملية التفكير والخروج من القفص الضيق الذي يحكم تفكير الاغلب ويؤدي الى نتائج سلبية في العادة.

من منا لا يحلم بأن يكون له حياة كريمة وخالية من الشوائب والمنغصات لكن ثمة عوائق تحول دون الوصول الى تلك النقطة، هذه الحياة التي رسمناها في مخيلتنا ونطمح العيش فيها، لم تأتي مالم نضع لها استراتيجية محددة هدفها الاول والاخير تحقيق الهدف المنشود.

فقد يكون هذا الهدف بعيدا جدا لكن مع وجود الاصرار والعزيمة يقترب اميالا واميالا حتى يصبح في متناول اليد، اذ يعتمد الاقتراب من الهدف على توظيف المهارات الفردية وتطويعها بتجاه ذلك.

يمكن ان نقسم الطبقات الاجتماعية الى فئتين او اكثر، فئة قاتلت وناضلت من اجل الظفر باحلامها الوردية، وقدمت في سبيل ذلك زهرة ايامها وربيع شبابها وكان لها ما ارادت، وفئة اخرى تغلب عليها الخمول وسيطر على مفاصلها الشعور بالاحباط فأصبحت تدور بنفس الدائرة، اذ لم نشاهدها حققت تقدم ملموس ولو لخطوة واحدة، ومن المتوقع انها راضية بما توصلت اليه واختارت البقاء في ذات المستوى دون تقديم المزيد من الجهد.

وهنالك فئة ثالثة تستقر بين هاتين الفئتين سابقتي الذكر، هؤلاء لا يهمهم اي نجاح او تميز تساوت عندهم الاشياء وتشابهت لديهم الايام، فهم لا ينتظرون من القادم حياة افضل او تقدم على الصعيد الفردي، فمن المتوقع ان يكون ليس لديهم علم بأن العام افل وولد آخر.

لو نعود قليلا ونفسر الحالة التي تعيشها الفئة الثالثة، اذ من الممكن ان تعود لاسباب نفسية جراء التراكمات، قد يكون الفرد تعرض لصدمة من كدمات الحياة الموجعة جعلته غير مكترث لما يدور حوله، فقد عزيز او خسارة بجانب معين او اخفاق في موقف ما جعل من حياته تتلون بهذا اللون الذي من الصعب ازالته.

ثلاث مئة وستون يوما انقضت وانطوعت معها الكثير من الاحداث، امنيات بعضها تحققت واخرى لا تزال معلقة، ولا ينبغي ان نوقف عجلة السعي من اجل تحقيقها، لنجعل عام الفين وتسعة عشر هو المحطة الاولى للانطلاق نحو تحقيق المبتغى، ولا يصح ان نتكاسل ولو للحظة عن مواصلة المسير بهذه الرحلة الشاقة.

ونحن في الساعات الاولى من عام 2020 علينا ان نضع الماضي خلف ظهورنا ولا نلتفت للخلف بحلاوته ومره، علينا نركز بالمستقبل الذي ينتظرنا ونكمل المسير لتحقيق المزيد من احلامنا، التي لم يسعفنا الحظ بعد لتحقيقها.

اضف تعليق