مناسبتان أحياهما الشيعة: #يوم_البقيع_العالمي ومجزرة سبايكر.. بالأمس نقلت واجهات تقنية المعلومات رأيا سلبيا صادرا عن مفكري عقد ستينات القرن الماضي يُشنّع على الشيعة تضخم مناسبات الحزن واللطم والجزع فيهم بلا عمل جديّ في الضِد من المعتدي يردّ الإعتبار إذ عالجوا مصاب تهديم أضرحة الأطهار في البقيع...
مناسبتان أحياهما الشيعة: #يوم_البقيع_العالمي ومجزرة سبايكر.. بالأمس نقلت واجهات تقنية المعلومات رأيا سلبيا صادرا عن مفكري عقد ستينات القرن الماضي يُشنّع على الشيعة تضخم مناسبات الحزن واللطم والجزع فيهم بلا عمل جديّ في الضِد من المعتدي يردّ الإعتبار إذ عالجوا مصاب تهديم أضرحة الأطهار صلوات ألله وسلامه عليهم في البقيع بالدعوة الى تكرار إحياء الذكرى باللباس الاسود ومواكب ومجالس العزاء والتظاهرات الاحتجاجية فحسب. وعندما وصلوا الى مجزرة سبايكر لم يضيفوا غير ذات الدعوة ومظاهرها فراكموا الحزن على الجزع.. وهكذا تتضخم فيهم المناسبات الكئيبة!
هذا رأي أهل علمانية ستينات القرن الماضي غير المنصف في حق الشيعة وما زال هذا الرأي الناقد متداولا في هذه الأيام حيث يصور الشيعة أهل تصوف يفرون الى المغارات والكهوف والزوايا ويعطّلون مسؤولياتهم في شكل ذكرى يصطنعونها ثم يحيونها في كل عام!
هذا رأي فاسد وليس فيه شيء من النقد الموضوعي.. إحياء يوم البقيع العالمي ويوم مجزرة سبايكر يشكلان مطاردة تأريخية لمرتكب الجريمة ومنعه من الإفلات من العقاب وتعزيز لمقام العقيدة في النفوس والشعور بالعزة والكرامة والمسؤولية.
إنّ إحياء يوم البقيع منذ يوم وقوع الجريمة الى يومنا هذا جعل صداه اليوم موجعا على المستوى الأخلاقي والانساني.. عند الشيعة لا تتلاشى مسؤولية الدفاع عن المقدسات بمرور الزمن ولا تسقط بالتقادم ولا يفلت مرتكب الجريمة في حق عقيدتهم من العقاب الاخلاقي والحضاري.
فبالأمس كان صوت الشيعة مغمورا مقموعا ولم يتوقفوا عن إحياء ذكرى تهديم أضرحة البقيع واليوم أصبح صوتهم عالميا.. والرأي العلماني الناقد لشعائر الشيعة في ستينات القرن الماضي لم يقدر حرص الشيعة على حفظ حقهم في الدفاع عن مقدساتهم والرد على الانتهاكات ولو بعد حين.
ليس الشيعة على عجلة من امرهم، وإحياء الذكرى بالأمس في شكله المحدود مهّد اليوم لتقنية المعلومات مادة التعريف العالمي بهذا الحق وتشريعه إنسانيا.
تعبير الشيعة عن ظلامتهم في مرحلة تأريخية ضيقة الأفق ومحدودة الحريات ليس شكلا من أشكال الرثاء للذات وجلدها، على خلاف نقود أهل علمانية القرن الماضي.. هاهم الشيعة اليوم يحيون صدور فتوى مرجعياتهم لحماية المقدسات التي دحرت داعش وأخواتها وردت الطعنة إلى الدول المحرضة ونقضت فكر مذاهبها عالميا وإنسانيا.
بين يوم سقوط الصنم وصدور الفتوى ١١ عاما حيث كان العراق وشعبه يعاني خراب حزب البعث ودمار الحروب.. هل كانت الفترة الزمنية القصيرة هذه وفي قياس تنمية ثقافة الشعوب والبلاد المدمرة تكفي لإنفاذ فتوى المرجعيات الشيعية لولا وجود خلفية كامنة في الذات الشيعية؟!
إذن.. اليوم وبالأمس أحيا الشيعة وما زالوا يحيون ذكرى: البقيع، سبايكر، الفتوى.. كلها مناسبات لها معاني مختلفة تدل على حيوية التشيًع في التصدي لمشكلاته بحسب طبيعة الظرف والفرص المتاحة وبقيد الأصالة.
فإن أحيا الشيعة ذكرى من ذكرياته الأليمة فهو يؤسس ويبني القواعد ويعد النفوس ويلقي الحجج ويكشف الحقائق لأن التشيع ليس مذهبا سياسيا بل هو دين يعالج المشكلات ويتعاطى معها بما يؤدي إلى الاصلاح ذي المعنى الذي أطلقه أبو عبد الله الحسين صلوات ألله وسلامه عليه.
اضف تعليق