التحركات الدبلوماسية الروسية، التي قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الفترة الاخيرة من اجل تسوية الصراع السوري، اصبحت اليوم محط اهتمام اعلامي كبير، حيث اكد بعض الخبراء ان روسيا التي ساندت الاسد تحاول اليوم وبعد هزيمة تنظيم داعش الارهابي ايجاد طرق جديدة لتهيئة المرحلة المقبلة لعقد حوار موسع بين الأطراف المتنازعة من خلال مشاركة جميع اطراف الصراع والدول الداعمة، وهو امر قد لايخلوا من صعوبات وتحديات كبير ويحتاج الى تقديم تنازلات من قبل جميع الاطراف، وقد أدلى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترمب في وقت سابق في بيان مشترك في قمة في دانانغ (فيتنام) ، بشأن الصراع السوري، وأكدا أن التسوية السياسية هي المسار الوحيد للصراع القائم، وأكدا أيضاً على احترام عملية جنيف، فضلاً عن مبادئ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
وفي هذا الشأن استضاف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيريه التركي والإيراني لبحث الأزمة السورية ليطلق حملة دبلوماسية كبيرة تهدف لإنهاء الحرب الأهلية التي تكاد تنتصر فيها حكومة الرئيس بشار الأسد. وقال بوتين، الذي استضاف الرئيس الإيراني حسن روحاني والرئيس التركي طيب إردوغان في منتجع سوتشي على البحر الأسود بعد يوم من استقباله الأسد هناك، إن الرئيسين اتفقا على دعم اقتراح روسي بعقد ”مؤتمر شعوب سوريا“. وتريد روسيا عقد المؤتمر في سوتشي بهدف فتح حوار إلى جانب عملية السلام الرسمية التي ترعاها الأمم المتحدة في جنيف. وأودت الحرب الأهلية التي تمر بعامها السابع بحياة مئات الآلاف وسببت أسوأ أزمة للاجئين في العالم شرد فيها أكثر من 11 مليون شخص من منازلهم.
وانهارت سريعا كل الجهود التي كانت ترمي للتوصل إلى حل دبلوماسي مع مطالبة المعارضة بأن يترك الأسد السلطة في حين تصر الحكومة على بقائه في وقت لم يكن فيه أي طرف يملك القوة اللازمة لفرض رأيه بتحقيق نصر عسكري. لكن منذ تدخل روسيا في 2015 لصالح حكومة الأسد تحول ميزان القوة بشكل حاسم لصالح الحكومة. وقبل نحو عام أجبر الجيش المعارضة المسلحة على الخروج من آخر معقل حضري كبير لها وهو الشطر الشرقي من مدينة حلب.
وانهارت في الأسابيع القليلة الماضية الخلافة التي أعلنها تنظيم داعش. وتسيطر القوات الحكومية فعليا حاليا على كل سوريا باستثناء جيوب قليلة متناقصة للمعارضة المسلحة ومساحة كبيرة في الشمال تسيطر عليها قوات يهيمن عليها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة.
كماعقدت جماعات المعارضة اجتماعها في فندق فاخر في الرياض بعد يوم من الاستقالة المفاجئة لرياض حجاب رئيس الهيئة العليا للمفاوضات التي مثلت المعارضة في محادثات السلام السابقة. وعُرف حجاب بدفاعه القوي عن الموقف المطالب بضرورة ألا يكون للأسد أي دور في أي عملية انتقال سياسي في سوريا وأثارت استقالته تكهنات بأن المعارضة قد تخفف موقفها.
ويلعب بوتين الآن فيما يبدو الدور الرائد في الجهود الدولية لإنهاء الحرب بشروط الأسد. وتحدث الرئيس الروسي أيضا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب وزعماء آخرين في الشرق الأوسط. والسعودية هي الداعم الرئيسي للهيئة العليا للمفاوضات. والمملكة عدو لدود لإيران وتدعم منذ فترة طويلة جماعات مسلحة في سوريا كما تساند المطالب بضرورة رحيل الأسد.
لكن بعد الزيارة التاريخية للملك سلمان إلى موسكو قبل بضعة أشهر، سلمت الرياض على ما يبدو بدور روسيا المهيمن في سوريا. وعلى نحو مشابه أبدت تركيا، أحد ألد خصوم الرئيس السوري، استعدادا متزايدا للعمل مع روسيا لتسوية الأزمة. وقال إردوغان في سوتشي ”هذه القمة تهدف إلى إحراز نتائج.. أعتقد أن قرارات حيوية ستتخذ“. وحافظت الولايات المتحدة، القوة الكبرى الأخرى التي تنشر قوات في سوريا، على مسافة من العملية حتى الآن. وتدرب واشنطن وتسلح وتدعم بقوات خاصة قوات كردية تقاتل تنظيم داعش مما يغضب تركيا التي تقاتل تمردا كرديا على أراضيها.
زيارة سرية
من جانب اخر استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الرئيس السوري بشار الأسد وأجريا محادثات استمرت ثلاث ساعات لإرساء أساس مسعى جديد لموسكو لإنهاء الصراع في سوريا بعد القضاء على الخلافة التي كان تنظيم داعش أعلنها على أراض سورية وعراقية. وتحاول روسيا بشكل فعال التوسط للتوصل إلى توافق دولي بشأن اتفاق سلام في سوريا بعد عامين من بدء موسكو تدخل عسكري رجح كفة الصراع في سوريا لصالح الأسد.
وبعد المحادثات في روسيا، وهي أول زيارة خارجية معلنة للأسد منذ زيارته لموسكو في أكتوبر تشرين الأول عام 2015، امتنع متحدث باسم الكرملين عن القول عما إذا كان النقاش تطرق إلى مستقبل الأسد نفسه وقال إن هذا الأمر يحدده الشعب السوري فقط. ولم يأت بيان البيت الأبيض على ذكر مستقبل الأسد. ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الأسد ليس لديه مستقبل في حكم سوريا. وكانت زيارة الأسد إلى روسيا قصيرة ومحاطة بإجراءات أمنية مشددة. وقال الكرملين إنه وصل إلى هناك وأجرى محادثات مع بوتين ثم غادر بعد أربع ساعات من الوصول. ولم يصرح المسؤولون بأي شيء عن الاجتماع حتى صباح اليوم التالي.
وجلس الرئيسان على طرفين متقابلين لمائدة صغيرة في قاعة مؤتمرات بمقر بوتين في سوتشي جنوب روسيا. وقال بوتين للأسد إنه حان وقت تحويل التركيز من العمليات العسكرية إلى البحث عن حل سلمي. وقال بوتين للأسد في تصريحات أذاعها التلفزيون الروسي ”ما زال أمامنا طريق طويل قبل أن نحقق نصرا كاملا على الإرهابيين. لكن بالنسبة لجهودنا المشتركة لمحاربة الإرهاب على الأرض في سوريا فإن العملية العسكرية في نهايتها بالفعل“.
وأضاف ”أعتقد أن أهم شيء الآن بالطبع هو الانتقال إلى القضايا السياسية وألاحظ برضا استعدادكم للعمل مع كل من يريدون السلام والتوصل لحل“ للصراع. وحضر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو اجتماع بوتين والأسد مرتديا الزي العسكري. وقال الأسد، الذي كان يرتدي سترة سوداء ويجلس مع بوتين وبينهما مائدة صغيرة، للزعيم الروسي إن المضي قدما في العملية السياسية في هذه المرحلة مهم خاصة بعد الانتصار على ”الإرهابيين“.
وأضاف عبر مترجم أنه يعتقد أن الوضع الميداني والسياسي يسمح حاليا بتوقع إحراز تقدم في العملية السياسية. وقال إنه يعتمد على دعم روسيا لضمان عدم تدخل أطراف خارجية في العملية السياسية. وقال الأسد إنه لا يريد النظر إلى الوراء ويرحب بكل الذين يريدون حقا التوصل لحل سياسي وعبر عن استعداده للحوار مع هؤلاء.
وكان بوتين التقى بالأسد آخر مرة في 20 أكتوبر تشرين الأول 2015 بموسكو بعد أسابيع قليلة من إطلاق موسكو عملية عسكرية في سوريا والتي دحرت مقاتلي المعارضة المناهضين للأسد وساندت القوات الحكومية المتعثرة. ومما يسلط الضوء على أهمية الجيش الروسي في دعم حكم الأسد قدم بوتين الأسد إلى مجموعة من كبار القادة العسكريين الذين حضروا إلى مقر بوتين في سوتشي.
وقال الأسد للقادة العسكريين ”باسم كل الشعب في سوريا أوجه لكم التحية والشكر... ولكل ضابط ولكل مقاتل ولكل طيار روسي ساهم في هذه الحرب“. ويتهم معارضو الأسد والحكومات الغربية روسيا بقتل عدد كبير من المدنيين السوريين بضرباتها الجوية وهي مزاعم تنفيها موسكو. ويقول بعض المطلعين على طبيعة تفكير الكرملين إنه إذا تم التوصل لاتفاق سلام لن تصر روسيا على بقاء الأسد في السلطة طالما ظلت مؤسسات الدولة السورية سليمة. بحسب رويترز.
وفي حين أن روسيا قد تعدل عن تمسكها بالأسد فإن إيران ملتزمة التزاما راسخا تجاهه. ولعبت القوات الإيرانية وجماعة حزب الله التي تدعمها إيران دورا كبيرا في الحرب على الأرض ودعم القوات الحكومية السورية. وشكر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله المقاتلين الشيعة ومن بينهم أفغان وعراقيون لدورهم في الحرب السورية في كلمة ألقاها. وقال إن رئيس فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني الميجر جنرال قاسم سليماني قاد معركة البوكمال من الخطوط الأمامية للقتال.
ايران وتركيا
من جانب اخر قال الرئيس الإيراني حسن روحاني لنظيره السوري بشار الأسد في مكالمة هاتفية إن القمة الثلاثية التي عقدت بين إيران وروسيا وتركيا في منتجع سوتشي الروسي كانت ”خطوة صحيحة في التوقيت المناسب“ للاستقرار في سوريا. وحصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على دعم تركيا وإيران لاستضافة مؤتمر من أجل السلام في سوريا ليتولى دورا محوريا المحوري في حملة دبلوماسبة كبيرة تهدف لإنهاء الحرب التي حسمها تقريبا الأسد لصالحه.
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن روحاني قوله في اتصال هاتفي مع الأسد ”قمة سوتشي...كانت خطوة صحيحة في التوقيت المناسب“. وأضاف أن عقد مؤتمر وطني بهدف إجراء محادثات مباشرة بين الحكومة والمعارضة قد يكون ”خطوة مناسبة في سياق الاستقرار والأمن داخل سوريا“. وأبرمت إيران تعاقدات اقتصادية كبيرة مع سوريا لتجني على الأرجح مكافآت مجزية عن مساعدتها للأسد في حربه ضد الفصائل المسلحة وتنظيم الدولة الإسلامية المتشدد. وأضاف روحاني ”طهران مستعدة للقيام بدور نشط في إعادة إعمار سوريا“.
وقال أيضا قائد الحرس الثوري الإيراني الذي أرسل أسلحة وآلاف الجنود إلى سوريا لدعم نظام الأسد إن قواته مستعدة للمساعدة في إعادة بناء سوريا وتحقيق ”وقف دائم لإطلاق النار“ هناك. وحث الزعماء الثلاثة في بيان مشترك في سوتشي الحكومة السورية والمعارضة المعتدلة على ”المشاركة بإيجابية“ في المؤتمر المزمع والذي سيعقد في سوتشي أيضا في موعد لم يتحدد بعد.
ورعت السعودية، منافس إيران اللدود في الشرق الأوسط، اجتماعا في فندق فخم في الرياض لفصائل المعارضة السورية. وتصاعدت حدة التوتر في الأسابيع الأخيرة بين السعودية وإيران. ووصف ولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بأنه ”هتلر الشرق الأوسط الجديد“. بحسب رويترز.
وتنظر إسرائيل أيضا إلى إيران على أنها الخطر الرئيسي في المنطقة وقال وزير إسرائيلي هذا الشهر إن بلاده أجرت اتصالات سرية مع السعودية. وقال روحاني للأسد في الاتصال الهاتفي ”من الغريب أن تعتبر دولة إقليمية إيران عدوتها فيما تصف الكيان الصهيوني على أنه صديق لها“. وستعقد في 28 نوفمبر تشرين الثاني في جنيف الجولة المقبلة من محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة بهدف إنهاء الصراع في سوريا.
من جانبه قال الرئيس التركي طيب إردوغان إن تركيا وروسيا وإيران اتفقت على إجراء عملية تتسم بالشفافية من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني حسن روحاني إن عملية التوصل إلى حل تعتمد على موقف الحكومة والمعارضة السورية مضيفا أن استبعاد ”الجماعات الإرهابية“ من العملية أولوية بالنسبة لتركيا. وقال الرئيس التركي أيضا إن حل ”السلبيات“ في منطقة عفرين السورية سيكون خطوة حاسمة في حل الأزمة السورية ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الخطوات التي اتخذتها الدول الثلاث.
اتصالات مختلفة
على صعيد متصل قال الكرملين إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بحثا في اتصال هاتفي الحرب الأهلية في سوريا في الوقت الذي شدد فيه بوتين على أهمية إيجاد حل سياسي للأزمة بعد اجتماعه بالرئيس السوري بشار الأسد. وأجرى بوتين اتصالات هاتفية مع عدد من زعماء الشرق الأوسط بينهم العاهل السعودي الملك سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وأطلع بوتين الزعماء على زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لروسيا وعلى جهود السلام التي تدعمها موسكو ومنها قمة روسية إيرانية تركية مزمعة ومؤتمر للسلام بشأن سوريا. وقال مصدر في مكتب نتنياهو إن الحديث الذي استغرق نصف ساعة مع نتنياهو تناول مساعي إيران لاكتساب موطئ قدم في سوريا واعتراض إسرائيل على مثل هذه الخطوات. وشدد نتنياهو على المخاوف الأمنية لبلاده.
وفي أعقاب المحادثة بين بوتين وترامب بحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الوضع في سوريا وأوكرانيا في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون. وفي وقت سابق قال مسؤول بالبيت الأبيض إن ترامب وبوتين تحدثا هاتفيا لمدة ساعة تقريبا وناقشا عدة قضايا منها سوريا وأوكرانيا وإيران وكوريا الشمالية وأفغانستان. بحسب رويترز.
وجرت المحادثة بعدما استضاف بوتين الرئيس السوري لمدة ثلاث ساعات للإعداد لجهود روسية تهدف إلى إنهاء الصراع السوري خاصة بعد طرد تنظيم داعش من العراق وسوريا. وقال الكرملين إن بوتين أبلغ الرئيس الأمريكي أن ”الزعيم السوري أكد التزامه بالعملية السياسية وإجراء إصلاح دستوري وانتخابات رئاسية وبرلمانية“. وقال الكرملين ”الرسالة مفادها ضرورة الحفاظ على سيادة واستقلال ووحدة أراضي سوريا والتوصل إلى تسوية سياسية تقوم على مبادئ سيجري إعدادها في عملية تفاوض شاملة في سوريا“. وناقش بوتين وترامب أيضا القضية الكورية الشمالية وقال الكرملين إنهما ”أكدا أن الأفضل هو إيجاد سبل لحل عبر الوسائل الدبلوماسية“.
المعارضة في الرياض
من جانب اخر تمسكت المعارضة السورية الرئيسية بمطلبها بألا يكون للرئيس السوري بشار الأسد دور في فترة انتقالية بموجب أي اتفاق سلام ترعاه الأمم المتحدة رغم التكهنات بأنها قد تخفف موقفها بسبب المكاسب الميدانية التي حققتها قوات الجيش السوري مؤخرا. ووجه اجتماع المعارضة في السعودية، الذي ضم أكثر من 140 مشاركا من مختلف أطياف تيار المعارضة الرئيسي، انتقادات حادة أيضا إلى الوجود العسكري الإيراني في سوريا ودعا إلى مغادرة الجماعات المسلحة التي تدعمها طهران البلاد.
وقالت جماعات معارضة في بيان في نهاية الاجتماع ”أكد المجتمعون على أن ذلك (الانتقال) لن يحدث دون مغادرة بشار الأسد وزمرته ومنظومة القمع والاستبداد عند بدء المرحلة الانتقالية“. وأضاف البيان أن الجماعات المسلحة التي تدعمها إيران زرعت الإرهاب والفتنة الطائفية بين السنة والشيعة في سوريا.
وعقدت الجماعات المعارضة الاجتماع سعيا للتوصل إلى موقف موحد قبل محادثات السلام التي تدعمها الأمم المتحدة بعد عامين من التدخل العسكري الروسي الذي ساعد حكومة الأسد على استعادة كل المدن الكبرى في سوريا. وقال أحمد رمضان المتحدث باسم المعارضة ”المعارضة السورية وقوى الثورة أرسلت رسالة للمجتمع الدولي بأنها جاهزة للدخول في مفاوضات مباشرة وجدية من أجل الانتقال السياسي في سوريا ولديها صف موحد ورؤية سياسية لمستقبل سوريا“. وقرر المشاركون تشكيل هيئة مفاوضات مكونة من 50 عضوا وستوضع التشكيلة النهائية للهيئة للمشاركة في الجولة القادمة من المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة.
وقالت المتحدثة بسمة قضماني ”اتفقنا مع مجموعة المكونات الموجودة هنا في الرياض ومنصتي القاهرة وموسكو على تشكيل وفد واحد للمشاركة في المفاوضات المباشرة في جنيف“. ومن المقرر أن يزور وسيط الأمم المتحدة في محادثات السلام ستافان دي ميستورا، الذي يعد لعقد جولة جديدة من محادثات جنيف، موسكو يوم الجمعة حيث من المنتظر أن يناقش الوضع في سوريا.
وكانت هناك تكهنات بأن المعارضة ستخفف خلال الاجتماع من مطلبها الخاص بأن يرحل الأسد عن السلطة قبل أي مرحلة انتقالية. واستقال رياض حجاب، الذي قاد الهيئة العليا للمفاوضات التي مثلت المعارضة في جولات سابقة من المفاوضات، بشكل مفاجئ. وساندت دول غربية وعربية لسنوات عدة مطلب المعارضة بضرورة تنحي الأسد. لكن منذ التدخل الروسي في الحرب في صف الأسد بات من الواضح أن طريق النصر العسكري أمام معارضيه أصبح مسدودا.
ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى عقد مؤتمر يجمع الحكومة السورية بالمعارضة لوضع إطار عمل للهيكل المستقبلي للدولة السورية وتبني دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة. لكنه قال إن أي تسوية سياسية للأزمة في سوريا ستستكمل في محادثات جنيف للسلام التي ترعاها الأمم المتحدة.
ولطالما تشككت المعارضة في المسار الدبلوماسي الموازي الذي تقوده روسيا والذي شمل قبل مؤتمر سوتشي المقترح عقد محادثات في قازاخستان وأصرت المعارضة على أن الحوار السياسي يجب أن يعقد في جنيف. وذكر بيان المعارضة أن المشاركين يؤيدون عملية سياسية تدعمها الأمم المتحدة ستتيح لسوريا ”تحقيق عملية انتقال سياسي جذرية“ من ”منظومة الاستبداد“ إلى نظام ديمقراطي يمكن فيه إجراء انتخابات حرة.
وأضاف البيان أن المفاوضات يجب أن تكون مباشرة ودون شروط مسبقة ومبنية على قرارات مجلس الأمن الدولي السابقة. ودعمت المعارضة إعادة هيكلة الجيش والأجهزة الأمنية والحفاظ على مؤسسات الدولة لكنها دعت إلى محاكمة مرتكبي جرائم الحرب. وألقى اجتماع المعارضة، الذي ضم مستقلين وفصائل الجيش السوري الحر، المسؤولية على حكومة الأسد في عدم تحقيق تقدم في محادثات السلام التي جرت في جنيف.
وقالت المعارضة إن العملية السياسية ”لم تحقق الغاية المرجوة منها بسبب انتهاكات النظام المستمرة للقانون الدولي“، وأشارت إلى قصف مناطق مدنية وحصار مناطق تحت سيطرة المعارضة واعتقال عشرات الآلاف من المعارضين. وأسفرت الحرب الأهلية السورية التي تدخل عامها السابع عن مقتل مئات الآلاف وتسببت في أسوأ أزمة لاجئين في العالم وشردت أكثر من 11 مليون شخص.
اضف تعليق