تتميز ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) عن باقي الثورات بأنها كانت ثورة اصلاح وهداية لكل البشرية دون استثناء، حيث سعى الامام (ع) الى بناء مجتمع إسلامي وإنساني متكامل، تسود فيه الاخلاق الفاضلة والقيم النبيلة وتتحقق فيه العدالة والاخوة والحرية والمساواة وباقي القيم الانسانية التي تحفظ حقوق وكرامة الإنسان، لذا فقد أكد المؤرخون وكما نقلت بعض المصادر، إن ثورة الإمام الحسين عليه السلام، هي أعظم ثورة إصلاحية عرفها التاريخ البشري على سطح الكرة الأرضية لأنها أحيت المبادئ والقيم المقدسة في نفوس وعقول الأجيال المتعاقبة ، وأعطت الدروس المشرقة عن التضحية في سبيل القيم الإسلامية والإنسانية. وقد تأثر عظماء البشرية ومفكريها وسياسيها بشخصية الإمام الحسين عليه السلام وسيرته العطرة، لأنهم وجودوا في ثورة الإمام الحسين الرفض المطلق للظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعرقي والقبلي والمناطقي، ولمسوا في حركته التحررية الكرامة الإنسانية، والحرية الفكرية، والعدالة الاجتماعية، والتسامح الديني، والوفاء للقيم الإنسانية. التي تتجدد بشكل دائم مع حلول شهر محرم الحرام وايام عاشوراء، حيث يسعى عشاق سيد الشهداء(ع) في هذه الايام المباركة الى القيام ببعض المبادرات والمواقف الانسانية المهمة والمميزة. شبكة النبأ المعلوماتية رصدت بعض هذه المبادرات والمواقف التي قام بها مجموعة من الشباب والمنظمات والمواكب الحسينية في مختلف مدن العراق.
مشروع الرحمة السكني
وهو مشروع سكني خيري لإيواء الايتام، سعى به نخبة من ابناء ناحية النصر في قضاء الرفاعي التابع لمحافظة ذي قار، وجاء في بيان عن هذا المشروع على الصفحة الخاصة بـ( مشروع الرحمة السكني) في الفيس بوك، بسْم الله الرحمن الرحيم ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) صدق الله العلي العظيم، هذه الأيام هي ايّام العطاء ايّام الحسين(ع) ايّام التصديق ايّام عاشوراء فلنأخذ على أنفسنا عهدا ووعدا لكمال هذا المشروع السكني الخيري الا وهو (مشروع الرحمة السكني) لكفالة ايتامنا، ليكون العام المقبل قد سكنوا فيه ببركة سيد الشهداء(ع) وجهود اهلنا والوقوف بجانبنا. كما قال الامام الصادق (ع) بحق اليتيم (من عال يتيما حتى ينقضي يتمه او يستغني بنفسه اوجب الله له الجنة كما اوجب لا كل مال اليتيم النار ..) واضاف البيان، اكراما للدماء الزكية لشهداء الحشد المقدس الذين لبو نداء المرجعية للدفاع عن الارض والعرض والمقدسات انتخينا لبناء دار الرحمة السكني لعوائل الشهداء الذين يسكنون الاكواخ والسكن الذي لا يليق بعوائل الشهداء.. وسيشمل المشروع بحسب البيان بناء (36) دار لسكن الأيتام.
التشجيع على القراءة
فعاليات ثقافية متنوعة، معرض للكتاب يضم مختلف انواع الكتب، لجان للتوعية ولتصحيح القراءة، وخدمات اخرى ابرزها اهداء كتاب لكل من يقرأ 15 دقيقة من اي كتاب يستهويه عنوانه؛ تجمعت كلها في موكب حسيني وسط مدينة البصرة، لتشجيع البصريين على القراءة وحثهم على اهميتها، في محاولة لنشر الوعي والثقافة بين زوار الامام الحسين (ع). ويقول المشرف على الموكب ومسؤول ملتقى العلم والدين في مخيم الوعي الحسيني احمد العلاق، ان "الكثير من المواكب الحسينية المتواجدة الآن في مدينة البصرة، تقتصر خدماتها على الجانب الخدمي، وتقديم الطعام وتوفير وسائل الراحة للزائرين، دون ايلاء الجانب المعرفي والفكري اي اهمية.. وفي مخيمنا ابتكرنا خدمات ثقافية جديدة ومتنوعة لحث الزائر على القراءة وتشجيعه على الثقافة"، مستدركا، "لكن جانب كبير من ثورة الإمام الحسين الإصلاحية هي فكرية، وكانت هذه هي نواة إنطلاقنا بفكرة إنشاء خيمة ثقافية تدعو للقراءة".
ويضيف مسؤول الموكب، ان "من يقرأ في خيمتنا 15 دقيقة، يستطيع أن يأخذ الكتاب كهدية له، ويكمل قراءته وهو يسير الى مرقد الأمام الحسين (ع)"، مبينا ان "في الخيمة دورة سريعة ايضا لتعليم قراءة القرآن الكريم". وتابع العلاق، ان "الكتب الموجودة في مكتبة الخيمة هي منوعة، ولا تقتصر على الكتب الدينية فقط، وتعاونت معنا المكتبة العلمية على توفير الكتب التي تتعلق بجوانب حياتية متعددة".
وبيَّن "أننا بدأنا من أول يوم من شهر محرم الحرام، وسنستمر الى الثامن منه، وفي خيمتنا فقرات عدة، منها لجنة مختصة بالتوعية والتنمية البشرية، ولجنة طبابة واستشارات الطبية، حيث تطوع معنا مجموعة من الأطباء، لعرض خدمات فحص الزائر، كذلك علاجات التشخيص الطبي متوفرة ايضا، والبعض من الذين لا تتوفر لدينا علاجاتهم، يوعز الطبيب بتحويله الى المستشفى".
وأوضح أيضا ان "فكرة الخيمة جاءت من خلال ضرورتها والحاجة لها، لتتنوع أشكال المواكب وأنواعها، كذلك لزج الكوادر المؤهلة للعمل التثقيفي فيها"، لافتا الى ان "الثقافة الحسينية ومن خلال ملاحظتنا، لم نجد لها أولوية وأهمية في باقي المواكب وعلى مدى سنين". وأختتم العلاق ان "الخيمة ستعود من جديد في أيام صفر، حين يتجه أناس أكثر للمسير الى كربلاء، ونسعى الى إضافة بعض الفقرات من ضمنها، إقامة محاضرات تثقيفية نوعية، ومسرح لعرض مسرحيات بموضوعات كثيرة".
على صعيد متصل بادر بعض الشباب في واسط الى إقامة موكب حسيني من نوع خاص يستلهم مبادئ الثورة الحسينية، من اجل إشاعة الثقافة والمعرفة في المجتمع. حيث قام تجمع واعدون وهو منظمة مدنية تعنى بشؤون الطلبة والشباب، على مدى الأيام الماضية من شهر محرم الحرام، موكباً حسينياً في مدينة الكوت مركز محافظة واسط،(180 كم جنوب شرق العاصمة بغداد)، موكباً باسم “اقرأ” عرض فيه المئات من الكتب وبعناوين مختلفة، تشمل العلوم المعرفية إضافة إلى الكتب الدينية مع نسبة خصم على المبيعات تتجاوز الـ 50 بالمئة عن أسعارها في المكتبات الأهلية، والموكب يوفر ايضا فرصة القراءة للمشاركين بالمجالس الحسينية، فهناك مكان خاص للمطالعة الداخلية إذا لم يرغب الشخص بالشراء، مع فتح نافذة للاستعارة الخارجية أمدها عشرة أيام لإشاعة الفكر والثقافة وجعلها بمتناول الجميع.
أنا حسيني أنا نظيف
في قضاء الزبير غرب محافظة البصرة، أطلق مجموعة من الشباب الحسيني حملة (أنا حسيني أنا نظيف) لتنظيف الشوارع والمواكب الحسينية في المدينة، طيلة أيام شهر محرم، وذلك بالتعاون مع بلدية الزبير. وقال مسؤول الحملة حيدر زيدان وكما نقلت ذاعة المربد إن "الحملة تعتبر مبادرة أطلقتها مجموعة من شباب الزبير في مكتب الجهد الطوعي ولجنة شباب الزبير الرياضية ومنظمة (لهم) الإنسانية"، مشيرا إلى انطلاقها منذ بدء شهر محرم الحرام وتستمر ما بعد العاشر منه.
وبين زيدان، أن "الحملة اشترك فيها أكثر من 100 شاب قاموا بتنظيف الطرق التي تشهد إقامة المواكب الحسينية ومسجد خطوة الإمام علي (ع)، بالإضافة إلى رفع النفايات من المواكب والمجالس الحسينية المنتشرة في كافة مناطق القضاء، لافتا أن الحملة تباشر عملها مساء كل يوم وتستمر حتى ساعات الليل المتأخرة لرفع النفايات وغسل الشوارع وبالتعاون مع بلدية الزبير التي تقوم بتوفير مستلزمات التنظيف وأكياس النفايات لتوزيعها على المواكب الحسينية.
مبادرات اخرى
اما منظمة شباب النجف الانسانية فقد قامت وتحت شعار(هكذا تعلمنا من الحسين(ع)) ببعض المبادرات الخاصة، منها انشاء موكب حسيني شبابي لنشر ثقافة جديدة للمواكب الحسينية و بطريقة مختلفة، حيث قامت وبجهد خاص بحملة لتنظيف وتجميل وصبغ المدارس وبعض المؤسسات الصحية، هذا بالإضافة الى بناء وترميم بيوت عوائل الشهداء في المحافظة.
من جانب اخر ومع اطلالة شهر محرم الحرام و بدء العام الدراسي الجديد، قرر ابو زاهر صاحب مكتبة قرطاسية, ان يكون أول المبادرين بعمل الخير، من خلال تخصيص بعض المستلزمات الدراسية, من ضمنها (القرطاسية والحقائب والملابس), وتقديمها الى الطلبة من ابناء الحشد الشعبي, الذين فقدوا اباءهم دفاعاً عن الأرض والعرض والمقدسات ضد عصابات داعش الاجرامية. في السياق ذاته ماتزال حملة فريق بناة العراق التي حملت شعار (عاشوراء للفقراء) تواصل عملها التطوعي في بغداد و المحافظات، من خلال توزيع وجبات الطعام بشكل ميداني على الفقراء و عوائل الشهداء في مختلف مناطق العراق.
اضف تعليق