في طريق الحسين(ع) تذلل المصاعب وتهون الأوجاع طريق تهون فيه المتاعب وتتلاشى مصاعب الطريق فهو طريق الحب والوفاء. في هذا الطريق ترتسم خطوات العاجزين والكهله لتبرهن عن حبها وولائها خطوات أتعبتها سنوات الحرمان وأثقلتها هموم الزمن باتت اليوم تتسابق لأجل الوصول الى كربلاء متناسية كل تلك الآلام والهموم والمتاعب لتصرخ بكل وفاء (لبيك ياحسين) هذه الصرخة التي تخلد قائلها مع خلود ثورة الحسين(ع) شبكة النبأ المعلوماتية كانت لها هذه الوقفة القصيرة مع كبار السن وحديثهم عن طريق كربلاء.
وقفتنا الأولى كانت مع الحاج نوري محمد ميري العامري 70 عاما يقول اعتدت المسير كل عام من محافظة النجف لتقديم التعازي لرسول الرحمة وأهل بيته الإبرار مشاركة أرجو ان يتقبلها موالي الحسين(ع) وتنفعني يوم القيامة.
ويسترسل ميري بفضل الله وبركات الإمام الحسين(ع) لم اشعر بأي تعب رغم إني أسير منذ يومين واعتقد ان هذه الحالة هي أشبة بالمعجزة الإلهية التي يصعب تفسيرها.
الحاج شبوط رشك من مواليد1950 جاء سيرا على الاقدام من محافظة ميسان جنوب العراق قاطعا اكثر من 360 كم أتمها في عشرة أيام يقول لشبكة النبأ المعلوماتية: اشعر بالزهو والفخر وأنا أشارك هذه الجموع المليونية الزاحفة الى ضريح سيد الشهداء خرجت من بيتي وكلي إصرار في الوصول والحمد لله أنا ألان على مشارف كربلاء وعلى مقربة من مبتغاي.
ويضيف شبوط رغم طول المسافة لكني لم اشعر بأي تعب وأي إجهاد مع العلم اني مصاب ببعض امراض الشيخوخة التي تعيقني من ممارسة بعض الإعمال اليومية في حياتي العادية، أرجو من الله قبول اعمالي وتسجيل اسمي في سجل زوار الإمام الحسين(ع).
الحاج ناجي فليح جبران من اهالي الزبير تحدث لشبكة النبأ قائلا: اتيت لتقديم العزاء والمشاركة بهذا المصاب الجلل مستصحبا معي عائلتي التي شاركتني تعب الترحال، هذه الأجواء الإيمانية وهذا الحضور يجعلني أنسى التعب وأفكر بعظمة الحسين(ع) هذا الولاء ينسينا كل ما نعاني الى هنا صمت عن الحديث ونشغل بالدموع.
زاير عبيد شاوردي67عاما من إيران يقول: الحمد لله اني تشرفت بزيارة الإمام علي ابن أبي طالب(ع) واليوم أكمل مسيرتي لزيارة الإمام الحسين(ع) اعتقد اني محضوض لأني وفقت لزيارة الأربعين ومشاركة هذه الجموع المليونية، الحقيقة انه موقف يستحق الفخر فأنا لم أرى في حياتي مثل هذا الحب وهذا الوفاء فقد دهشت بخروج عوائل بأكملها لتأدية هذه الزيارة العظيمة، أدعو من الله العلي العظيم وبحق الإمام الحسين(ع) ان يحفظ العراق وأهل العراق لما يقدموه من خدمات لزوار الحسين(ع).
بهذا الدعاء شاركته زوجته أم عبدالخضر التي قالت هذه المسيرة المليونية حدث مهم سيبقى في ذاكرتي وما شاهدته أنساني تعب الطريق وبعد المسافة ارجوا من الله التوفيق والقبول.
الحاج محمد أمين 71 عام لم تمنعه الإصابة وكبر السن من المسير الى ضريح الإمام الحسين(ع) مستعينا بأحد ابنائة تحدث ألينا قائلا: منذ أكثر من ستة سنوات وأنا أسير الى كربلاء هذا العام كان الوضع مختلف بعد ان أصبت بكسر في رجلي ورغم ذلك لم أتخلف عن المسير والمشاركة فقررت المسير من محافظة النجف وأنا أسير في هذا الطريق منذ خمسة أيام رغم تعبي ومرضي لكني مصر على إتمام طريقي والتشرف بزيارة سيد الشهداء التي ارجوا منها ثواب رب العالمين وشفاعة الحسين.
أم محمد عجوز مسنة من اهالي العمارة تحدثنا إليها اثنا استراحتها القصيرة فقالت: بدأت المسير من النجف منذ ثلاثة أيام قاصده الى زيارة الإمام الحسين(ع) بهذا المسير أواسي سيدتي ومولاتي الزهراء(ع) بهذا المصاب العظيم واطلب منها الشفاعة كلمات عفوية صدرت بلسان متلعثم ومتعب بسبب الإجهاد والتعب تغلبت علية مشاعر الولاء والإصرار بأكمل المسيرة.
الحاج ناظم حسين أبو فارس من اهالي النجف 75عام تعود المسير الى كربلاء منذ شبابه وتحدى المنع ورجال النظام البائد تحدث الى شبكة النبأ قائلا: طريق الحسين(ع) طريق خاص ومميز ومن يقصد الحسين لا يشعر بتعب او إرهاق مهما كان عمره...لان قضية الحسين قضية متعلقة برب العرش جل جلاله، وأنا من المواظبين على المسير منذ الستينيات وحتى يومنا هذا فقد كنت أسير الى زيارة الأربعين في تلك الأيام أما بعد المنع الذي فرضه النظام البعثي على الشعائر الحسينية فقد قررت التحدي والمسير في أيام الشعبانية والأربعين، كنت أسير لمدة (3-4) أيام كي أصل الى كربلاء لكون المسير كان في جنح الظلام وكنت اتبع بعض الطرق المتعرجة وبعض مجاري الأنهار والمبازل لغرض تضليل رجال الأمن وقد تعرضت للاعتقال والتعذيب لكن وبفضل الله مازلت أسير ومازال طريق الحسين(ع) يحتضن زائريه هذه الإحداث استذكرها اليوم وأنا اسير بحرية مع ملايين الزوار.
اضف تعليق