للحديثِ عن الثقافةٍ والشعوب المثقفةِ والمتحضرةِ والحكامِ الذينَ يعملونَ بإخلاصٍ وشرفٍ من اجلِ أوطانٍهم, هو ليسَ حديثٌ يقالُ على شاشاتِ الفضائياتِ المأجورةِ أو من خلالِ اللقاءاتِ والبرامجِ التي تبثُها العشرات من الفضائياتِ المسييسةِ والمحدودة الأفقِ, فكل ذلكَ يجبَ أن يتجسدَ بصورةِ الواقع وان يبرهنَ على الأرض, ويوّضح أمامَ الشعوب كحقيقة, وغير ذلك يصبحٌ كلام الحكام والساسة كذب وافتراء وخداع ونفاق ورذيلة, لان الإنسان بطبيعتهِ التكوينية قادر على الحديثِ, مجرد الحديث وبكلِ سهولةٍ لكنّ الصعوبةَ بالأمرِ هو أن يفعلَ الإنسان ما يقول من اجلِ أن تتحققَ مصاديق القول بشكل جلي وواضح.
إننا وبكل أسف بتنا اليوم وفي ظل كٍذب الحكومات المتعاقبة على العراق لا نملك أي موضعٍ من مواضعِ الفخرِ حتى تجاهَ أي سياسي من سياسي الصدفةِ والمرحلة المأزومة, بل كل ما نَملِكَهُ صارَ مقارنة وضرب للأمثالِ واسترجاع واستحضار لماضيٍ وتاريخٍ لا نعرف هل كان حقيقةّ أم كذبّ حول ما كّتِبَ ومجّد لحضارة ولت وقيادات لا نعرفها سوى من خلالِ الأفلامِ الوثائقيةِ وبطون الكتب المشكوك بصحتِها !!.
كما إننا أصبحنا نخجل من مشاهدةِ كلّ معالم الإعمار التي تفتخرَ بها دول وشعوب العالم ,حتى تلك التي كنا نعيبَ عليها بداوتِها وتخلفِها, لأننا أصبحنا لا نقتصر في تخلفنا وعدم إدراكنا لشعوبِ العالمِ وإعمارِهم لبلدانهم فحسب, بل رحنا نهّدم آثارَنا ومعالِمَنا الحضاريةِ, ونسرقَها ونبيعها بثمنٍ بخسٍ, وبطائفيةِ ما نفكَر وبشعور ساسَتِنا التي تنطَلق في تعاملَها مع الوطن والشعب بدوافع الإحساس بالنفس والعقد النفسية والروح المريضة والعقول المتخلفة هدمنا حضارة الأمس ,وتقاعسنا بل تغابينا في التعاملِ مع الحاضر ,وقتلنا الطموح والغد وما كان الشعبُ يحلمَ بأحلامٍ جميلةٍ.
فلننظر ولينظَر كل من يريد أن يصبحَ رمزا في وطني المذبوح بسكاكين الساسة وغدرهم وأطماعهم, لينظَر الجميع إلى ما يصنع الزعماء في أوطانِهم, وكيف يتعاملون مع شعوبَهم, بل كيف يبعثون الرسائلَ الإنسانيةَ الراقيةَ لهم ولشعوبِ العالمَ كله, لينظَر قادة الكتل المتصارعة على دماءِ الشعب, لينظر الجميع ممن يملكون اليومَ السلطة والمالَ والسلاحَ والقرارَ, لينظرّ المتأسلِم والعلماني, لينظَر الشعب الذي يصفق وينحني ويقبّل الكتفَ والكفَ والقدمَ على حدٍ سواء, لينظر من يكتبَ على صفحاتِ التواصل الاجتماعي ويمجدَ بهذا الزعيم القزم وذلك السياسي أو البرلماني المغبون, لينظر كلّ شعبي الذي لا يريد أن يعيَش كما الشعوب بكرامةٍ وعزٍ وفخرٍ وسعادةٍ وأمان, لينظر علماءَ أمتي كيف الدينَ وحدهَ من دون إنسان وإنسانية لا يخلق حياة, وليكتبَ القلم ما يملي عليه ضمير مخلص ووطني, نعم أقولها بحرقة وأنا أقول انظروا جميعا يا من تدّعون الإسلامَ والعروبةَ والوطنيةَ كيف يَبعَثَ الأمراء الأمن للعالمِ كلّه, وان كان البعضٌ يشكك في مصاديقِ النوايا, لكن كما نقولَ للمسلمين (ابنوا في أحكامكم على الآخرين في أفعالهم وأقوالهم على حسن الظن) فلماذا لا نبنيها على غير المسلمين بحسنِ الظن؟!!، ولأقف بكم على هذا الخبر من بريطانيا ولنقارنِ بينَ حٌكامَنا وساستنا وأي رسائل دم لازالوا يبعثونها للشعب العراقي وللعالمِ وشعوبهِ وبين العائلة المالكةِ لهذه الدولةِ التي الكل يتفق على إنها عظيمة.
فقد (أطلق الأمير وليام، وزوجته كيت، وشقيقه الأمير هاري حملة جديدة لدعمِ الصحة العقلية، متعهدين بإيجادِ طرق عمليةٍ لتقديمٍ الدعمٍ والرعاية المناسبة لكل من يحتاج إلى المساعدة وفي كلمتهِ خلالَ إطلاق الحملة من حديقةِ الملكةِ إليزابيث الأوليمبية، أكدوا أن أول شيء هو تغيير الحوار الوطني من الخوفِ من الصمتِ والعاِر إلى التفاؤل والدعم".
وكدلالة على أهميةِ الرياضةِ البدنيةِ في المساعدةِ على التقليلِ من مشاكلِ مثل الضغط العصبي، ارتدى الثلاثي الملكي قفازات ملاكمة حيث قاموا ببعض حركات الملاكمة بصحبة بطل العالم السابق دوك ماكينزي)، فمتى أيها الحكام العرب وسياسيو الصدفة والصيرورة الرعناء تنتبهوا لشعوبكم؟، ومتى تنتبه الشعوب لخيانتكم وفشلكم وفسادكم, فتثور قبل فوات الآوان؟!.
اضف تعليق