رجل سطر التاريخ اسمه على جهابذة العلم، صنع حضارة وتاريخ لأمة بكاملها، لا يلهيه عن طلب العلم تجارة او سلطان، فبقيت خطى اقدامه، وحبر اقلامه وصحائف كتبه، تبعث للعالم رسائل من العلم والاختراع، رجل فاق علمه على عصره، فكانت نظريته وعلومه اطروحة العصر الحديث، لا يقاس بعلمه، فيلسوف طرز العلم بخيوط الابداع فكأن مدرسة لصنع الرجال تخرج على يده الالاف فحملوا رسائله ونظرياته فخدموا دينهم خدمة جليلة تشهد بها الكتب إلى اليوم، لنقف معكم أحبتي في محطتنا الاخيرة من اختراعات واكتشافات الامام الصادق (عليه السلام) في الافلاك والنجوم.
ماذا تعرف عن علم النجوم والفلك؟
علم الفلك: هو الأجرام السماوية (مثل النجوم، والكواكب، والمذنبات، والمجرات) والظواهر التي تحدث خارج نطاق الغلاف الجوي (مثل إشعاع الخلفية الميكروني الكوني) ويعد علم الفلك أحد العلوم القديمة.
بحوث فلكية، أجرى علماء الفلك الأوائل ملاحظات منهجية للسماء في الظلام، حيث تم اكتشاف تحف فلكية خلال فترات مبكرة جداً، وكان من الضروري اختراع التلسكوب قبل أن يتطور علم الفلك ليصبح من العلوم الحديثة، وشمل علم الفلك تخصصات متنوعة على مر التاريخ.
تاريخ علم الافلاك والنجوم: جمعت الثقافات الفلكية قطع أثرية ضخمة ذات أغراض علمية، ومع تطور الاستكشافات تم تجميع نقاط الرصد الفلكية في كل من العراق، اليونان، ومصر، وبلاد فارس، و في أمريكا الجنوبية، والهند، والصين، ومنذ القرن العشرين انقسم مجال علم الفلك إلى فرع علم الفلك الرصدي وعلم الفلك النظري.
الامام الصادق ونظرية الفلك
جاء فلكي من واسط ودخل على الإمام الصادق (عليه السلام) وسأله عن عالم النجم والشمس ومسيرة الافلاك، وحصلت مناظرة علمية بينهما.
قال الفلكي: قلت ما خلفت بالعراق ابصر بالنجوم مني.
فقال الامام (ع): كيف دوران الفلك عندكم؟
قال: فأخذت قلنسوتي عن راسي فادرتها.
فقال (ع): ان كان الامر على ما تقول، فما بال بنات النعش والجدي والفرقدين لا يرون يدورون يوما من الدهر في القبلة.
قال الفلكي: والله هذا شيء لا اعرفه، ولا سمعت احد من اهل الحساب يذكره.
فقال لي: كم السكينة من الزهرة جزء في ضوئها؟
فقال: هذا نجم والله ما سمعت به، ولا سمعت أحد من الناس يذكره.
فقال (ع): سبحان الله فسقطتم نجم بأسره، فعلى ما تحسبون؟
الى أن قال (عليه السلام) صدقت، أهل الحساب حق، ولكن لا يعمل ذلك إلا من علم مواليد الخلق كلهم، بهذا العلم كان يدحض الامام الصادق (عليه السلام) من يدعون العلم يحاجهم فلا يستطيعون جواباً.
الفلكيون من تلامذته
1- كان أبو إسحاق إبراهيم بن حبيب الفزاري المتوفى عام (161هـ - 777م) أول من عمل الإسطرلاب في الإسلام.
2- جابر بن حيان الكوفي: كان من تلامذة الإمام الصادق عليه السلام المتخصصين في العلوم الطبيعية وكذلك له اليد الطولى في علوم الفلك وله فيه عدة مؤلفات -كتاب الشمس- كتاب القمر.
الإسطرلاب: هو علم يبحث فيه عن كيفية استعمال آلة معهودة يتوصل بها إلى معرفة كثير من الأمور النجومية على أسهل طريق وأقرب مأخذ مبين في كتبها كارتفاع الشمس، ومعرفة الطالع، واتجاه القبلة، وعرض البلاد.
ان الحركة الفلكية التي أوجدها الامام الصادق(عليه السلام) بما فيها من دروس ومناظرات في دوران الكرة الارضية وحركتها عن دليل قراني وعلم رباني، فكان يلقي دروسه وافادته في هذا العلم على تلامذته وطلاب العلم من مختلف البلدان، ويناقش محترفي علم النجوم، ويستمع الى آرائهم ويناقشهم، فكانت تمثل أقوى حركة فكرية في عصره، وهذه الحركة العلمية الواسعة النطاق، فقد جاء احد المنجمين من اليمن الى الامام الصادق (عليه السلام) فسأله الامام ما صناعتك يا سعد؟.
فقال انا من أهل اليمن من ننظر في النجوم؟
فقال (ع) كم ضوء الشمس على ضوء القمر درجة؟
قال: لا ادري
قال (ع): فكم ضوء القمر على ضوء الزهرة درجة؟
قال: لا ادري
قال (ع): فكم من للمشتري من ضوء عطارد؟
قال: لا ادري
قال (ع): فما أسم النجوم التي اذا طلعت هاجت البقر؟
قال: لا ادري
قال (ع) يا أخ أهل اليمن عندكم علماء؟
قال سعد: نعم ان علمهم ليزجر الطير يقفو الاثر في الساعة الواحدة مسير سير الراكب المجد.
فقال (ع): ان عالم المدينة أعلم من عالم اليمن، لان عالم المدينة ينتهي الى حيث لا يقفو الاثر، ويزجر الطير ويعلم ما في اللحظة الواحة مسيرة الشمس، كان هذا الفلكي من اليمن التي كانت مركز من مراكز الاهتمام بالنجوم وعلم الفلك.
فتعلم من الامام اسرار الفلك والنجم حتى أصبح من علماء أهل اليمن، وكان من ارشادات الامام في علوم النجم والفلك، ان اهتم تلاميذه بهذه العلوم واشتغلوا بالا بحاث والتطور، وحضور الحلقات النقاشية التي تقام في دار الامام (عليه السلام) والاختبارات وغير ذلك من فروع علم الفلك.
الفلاك والاعجاز القرآني
(( وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ))
(( وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ))
(( النَّجْمُ الثَّاقِبُ)) يؤكد علماء وكالة ناسا أن هذه النجوم تصدر أصوات نبض أو خفقان.
(( تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرا)) أي أن الشمس تجمع إلى النور الحرارة فلذلك سمَّاها سراجًا، والقمر يبعث بضياء لا حرارة فيه لذلك سمِّيَ منيرا أن إضاءة الشمس ذاتية كالسراج، بينما نور القمر مجرَّد انعكاس.
(( اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَ القمر))
(( وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ))
(( الشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ))
(( دوران الأرض حول نفسها))
(( قل هي مواقيت للناس والحج))
(( واذا الكواكب انتثرت)) وردت كلمة السماء والسماوات في القران الكريم (310) مرة والشمس (30) مرة والقمر (27) مرة والنجم والنجوم (13) مرة.
فبعد هذه السلسة العلمية والتي بدانا فيها عزيزتي القارئ ان كنت معنا من الامام الصادق ونظرية الضوء .. والامام الصادق وعبقرية الكيمياء. واليوم نختم هذه السلسلة بالأمام وعلم النجوم .فهي نبذه عن المدرسة العلمية والتي يحق لنا ان نفتخر اننا من ابناء تلك المدرسة العملاقة.
وقد ذكر في كتاب فرج المهموم اهتمام الإمام الصادق( عليه السلام) بعلم النجوم وأورد جملة من الأخبار ولأجل اهتمام الإمام بعلوم الهيئة والفلك والطب وغيرها تأثر تلامذته والمقربون إليه بهذه الإرشادات وبحثوا عنها واشتغلوا بها فألفوا بالأرصاد والأزياج والتقاويم والتنجيم والكيمياء والاختبارات وغير ذلك من فروع علم الفلك من أقدم الأزمنة.
اضف تعليق