وهب الواهب لوصيه ووارثه الإمام علي بن أبي طالب (ع) خصوصيات لم ولن يشاركه فيها أحد من الخلق، منها هذه الصفة التي التزقت به واتَّصف بها وهي (أمير المؤمنين) فهي لباس خاص لا تليق إلا به شخصياً وكل مَنْ لبسه من غيره فهو نشاز عليه، والروايات...
بايعت الأمة الإسلامية الإمام علي (ع) أميراً عليها في 18 ذي الحجة عام 10 ه
مقدمة تاريخية
الحقيقة التاريخية الواضحة في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية العطرة هي وجود الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، ولولا وجود هذه الشخصية المميزة بكل أبعادها لما قام الإسلام في منطقة متخلفة في قلب الصحراء العربية الواسعة وفي ذلك الوادي المقفر الذي لا زرع فيه ولا ضرع عند بيت الله المحرم.
ولذا كان شخص الإمام علي مثار جدل عبر التاريخ الإسلامي كله وانقسم الناس فيه، فهم ما بين محب غال، ومبغض قال، أي شمال متطرف، ويمين متطرف وقلَّما وقف أحدهم على النمرقة الوسطى فلسان الميزان فيه فهو في الدنيا كما في الآخرة بكلمة واحدة؛ (قسيم الجنة والنار)، حيث يقول للنار: (هذا لك فخذيه، وهذا لي فدعيه)، فهو في الدنيا قسيم البشر بين فئات الحق والباطل، أو الخير والشر، أو النور والظلمة، أو الإيمان والكفر، أو الإسلام والنفاق، فقفد ورد بهذا التقسيم الثنائي الكثير من الروايات عن الرسول الأعظم (ص) وأئمة المسلمين، والناس فيه في حيرة منذ أن كان إلى آخر لحظة في عمر الزمان، وجميل ما قاله الشافعي:
يموتَ الشافعيّ وليسَ يَدري *** عَليّ ربّهُ أم ربّه اللّه
وربما من أشهر تلك الروايات التي ربما وصلت حد التواتر قوله (ص): (عَلِيٌّ مَعَ اَلْحَقِّ وَاَلْحَقُّ مَعَ عَلِيٍّ)، فالحق وجوداً وعدماً يدور مدار علي وجوداً وعدماً أيضاً، ويعضده الرواية الشهيرة الثانية وهي تحمل نفس معنى الأولى وهي رواية سعد والتي أكدتها أمنا أم سلمة، وهي قوله (ص): (عَلِيٌّ مَعَ اَلْقُرْآنِ وَاَلْقُرْآنُ مَعَ عَلِيٍّ وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ اَلْحَوْضَ)، وجمعتهما رواية ثالثة تقول: (علي مع الحق والقرآن، والحق والقرآن مع علي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض)، فالأمر أصبح واضحاً في الدِّين الإسلامي الذي يدور على مدار الحق والقرآن الذي هو كلام الله حقاً وصدقاً، وهو ملازم لوجود الإمام علي (عليه السلام).
ولكن هذه الأمة تركت ميزانها وراحت تزن بميزان قريش الجاهلية، كما في هذا العصر حيث تركوا مقاييسهم وموازينهم كلها وراحوا يقيسون ويزنون بالمقاييس الأمريكية، لأن الإمبراطورية الأقوى صارت هي المقياس، حتى صاروا مقياس العالم في الخضوع والرضوخ والانبطاح تحت سنابكها في أمم الأرض، لأنك لن تجد في الأمم والشعوب مثل العرب يحاربون أنفسهم من أجل عدوهم، ويسرقون بلادهم ويعطونها لأعدائهم، ويفعلون كل جريمة بأهلهم فيدمرون بلادهم لترضى عنهم إمبراطورية الشر العالمي، ولن ترضى عنهم قطعاً.
أمير المؤمنين مقياس
وهنا لدينا مجموعة من الأوصاف والخصوصيات والميزات التي وهبها الخالق لرسوله الكريم دون غيره من الخلق فتبقى هذه خصوصيات الرسول الأكرم (ص)، سواء كانت معنوية وعبادية روحية كصلاة إحدى وخمسين، أو قيام ثلث الليل، أو حياتية كتعدد الزوجات بأكثر من أربعة في وقت واحد، وكذلك وهب الواهب لوصيه ووارثه الإمام علي بن أبي طالب (ع) خصوصيات لم ولن يشاركه فيها أحد من الخلق، منها هذه الصفة التي التزقت به واتَّصف بها وهي (أمير المؤمنين) فهي لباس خاص لا تليق إلا به شخصياً وكل مَنْ لبسه من غيره فهو نشاز عليه، والروايات تصفه بصفات تكون به، وتليق به أيضاً وأولها أنه مفتر كذَّاب.
ونأخذ رواية واحدة من روايات السلسة الذهبية الرَّضوية المعروفة حيث روى الإمام الثامن من أئمة المسلمين: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) لِعَلِيٍّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): يَا عَلِيُّ أَنْتَ حُجَّةُ اَللَّهِ، وَأَنْتَ بَابُ اَللَّهِ، وَأَنْتَ اَلطَّرِيقُ إِلَى اَللَّهِ، وَأَنْتَ اَلنَّبَأُ اَلْعَظِيمُ، وَأَنْتَ اَلصِّرَاطُ اَلْمُسْتَقِيمُ، وَأَنْتَ اَلْمَثَلُ اَلْأَعْلَى.. يَا عَلِيُّ أَنْتَ إِمَامُ اَلْمُسْلِمِينَ، وَأَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَخَيْرُ اَلْوَصِيِّينَ، وَسَيِّدُ اَلصِّدِّيقِينَ.. يَا عَلِيُّ أَنْتَ اَلْفَارُوقُ اَلْأَعْظَمُ، وَأَنْتَ اَلصِّدِّيقُ اَلْأَكْبَرُ.. يَا عَلِيُّ أَنْتَ خَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي، وَأَنْتَ قَاضِي دَيْنِي، وَأَنْتَ مُنْجِزُ عِدَاتِي.. يَا عَلِيُّ أَنْتَ اَلْمَظْلُومُ بَعْدِي.. يَا عَلِيُّ أَنْتَ اَلْمُفَارِقُ بَعْدِي.. يَا عَلِيُّ أَنْتَ اَلْمَحْجُورُ بَعْدِي، أُشْهِدُ اَللَّهَ تَعَالَى وَمَنْ حَضَرَ مِنْ أُمَّتِي أَنَّ حِزْبَكَ حِزْبِي وَحِزْبِي حِزْبُ اَللَّهِ، وَأَنَّ حِزْبَ أَعْدَائِكِ حِزْبُ اَلشَّيْطَانِ). (عيون الأخبار: ج۲ ص6)
ولو أن هذه الأمة أخذت هذا الرواية وأمثالها كثير لكفتهم في معرفة الميزان والقياس لهم في الدِّين والكفر، والإيمان والنفاق، والحق والباطل، فهذا كلام رسول الله الذي لا ينطق عن الهوى بل بوحي من الله تعالى، ولكنهم حليت الدنيا في أعينهم، وراقهم زخرفها وزبرجها وذهبها وفضتها فسرقوا كل هذه الأوصاف والسِّمات وحاولوا أن يلصقوها ببعض حكامهم وشخصياتهم ولكنها بدت عليهم نشازاً ولم تليق بهم ولا يجدرون بها، ما عليك إلا أن تقرأ هذه الرواية وتتذكر تلك الأوصاف لهم لتعرف الحق والحقيقة واضحة جلية.
سرق الأمارة أهل السياسة
وأعتقد أن أعظم صفة سُرقت هي صفة (أمير المؤمنين) التي هي خاصة وناصَّة بأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، دون غيره من الخلق، بل هناك روايات تفضح كل مَنْ تسمَّى بها أو لبس عباءتها، كرواية أَنَسٍ وابن عبَّاس عن النَّبيِّ (صلَّى اللَّه عليه وآلِهِ): (أَنَّ عَلِيّاً (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) دَخَلَ عَلَيْهِ فَقَالَ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اَللَّهِ، فَقَالَ: وَعَلَيْكَ اَلسَّلاَمُ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.. وَذَكَرَ اَلْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ: إِنَّ جَبْرَئِيلَ قَالَ إِنَّ اَللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ فِي غَزَاةِ بَدْرٍ أَنْ اِهْبِطْ عَلَى مُحَمَّدٍ فَمُرْهُ أَنْ يَأْمُرَ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَنْ يَجُولَ بَيْنَ اَلصَّفَّيْنِ، فَسَمَّاهُ اَللَّهُ فِي اَلسَّمَاءِ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَأَنْتَ يَا عَلِيُّ أَمِيرُ مَنْ فِي اَلسَّمَاءِ، وَأَمِيرُ مَنْ فِي اَلْأَرْضِ، وَأَمِيرُ مَنْ مَضَى، وَأَمِيرُ مَنْ بَقِيَ وَلاَ أَمِيرَ قَبْلَكَ وَلاَ أَمِيرَ بَعْدَكَ، إِنَّهُ لاَ يَجُوزُ أَنْ يُسَمَّى بِهَذَا اَلاِسْمِ مَنْ لَمْ يُسَمِّهِ اَللَّهُ بِهِ). (اثبات الهداة: ج۳ ص۱6۸)
ويدلُّ على خصوص هذا اللقب الشريف بالإمام علي (عليه السلام) ماورد من أحاديث وروايات منها، في حديث المعراج قال (صلى الله عليه وآله): ثُمَّ قَالَ (تعالى): (يَا مُحَمَّدُ، أَقْرِئْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلسَّلاَمَ، فَمَا سَمَّيْتُ بِهَذَا أَحَداً قَبْلَهُ، وَلاَ أُسَمِّي بِهَذَا أَحَداً بَعْدَهُ). (اثبات الهداة: ج۳ ص۱۰6)
وفي حديث المعراج أيضاً: قَالَ (تعالى): قَدِ اِخْتَرْتُ لَكَ عَلِيّاً فَاتَّخِذْهُ لِنَفْسِكَ خَلِيفَةً وَوَصِيّاً وَ َدْ نَحَلْتُهُ عِلْمِي وَحِلْمِي وَهُوَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ حَقّاً لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ قَبْلَهُ وَلَيْسَتْ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ يَا مُحَمَّدُ عَلِيٌّ رَايَةُ اَلْهُدَى وَإِمَامُ مَنْ أَطَاعَنِي وَنُورُ أَوْلِيَائِي وَهُوَ اَلْكَلِمَةُ اَلَّتِي أَلْزَمْتُهَا اَلْمُتَّقِينَ مَنْ أَحَبَّهُ فَقَدْ أَحَبَّنِي وَمَنْ أَبْغَضَهُ فَقَدْ أَبْغَضَنِي فَبَشِّرْهُ بِذَلِكَ يَا مُحَمَّدُ). (تأويل الآيات: ج۱ ص۵۷۸)
وعن الإمام علي (عليه السلام): (فَإِنَّ رَسُولَ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) أَمَرَ أَنْ أُدْعَى بِإِمْرَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَوْتِهِ وَلَمْ يُطْلِقْ ذَلِكَ لِأَحَدٍ غَيْرِي). (اثبات الهداة: ج۳ ص۸۰)
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ) قَالَ: سَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ اَلْقَائِمِ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ؟ قَالَ: لاَ ذَاكَ اِسْمٌ سَمَّى اَللَّهُ بِهِ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ لَمْ يُسَمِّ بِهِ أَحَداً قَبْلَهُ، وَلاَ يُسَمَّى بَعْدَهُ إِلاَّ كَافِرٌ قِيلَ: جُعِلْتُ فِدَاكَ كَيْفَ يُسَلَّمُ عَلَيْهِ؟ قَالَ: يَقُولُونَ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اَللَّهِ، ثُمَّ قَرَأَ: (بَقِيَّتُ اَللّٰهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ). (الکافي: ج۱ ص4۱۱)
وقيل: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ فَقَالَ: اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ، فَقَامَ عَلَى قَدَمَيْهِ فَقَالَ: مَهْ هَذَا اِسْمٌ لاَ يَصْلُحُ إِلاَّ لِأَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ)، اَللَّهُ سَمَّاهُ بِهِ وَلَمْ يُسَمَّ بِهِ أَحَدٌ غَيْرُهُ فَرَضِيَ بِهِ إِلاَّ كَانَ مَنْكُوحاً وَإِنْ لَمْ يَكُنْ بِهِ اُبْتُلِيَ بِهِ، وَهُوَ قَوْلُ اَللَّهِ فِي كِتَابِهِ: (إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلاّ إِناثاً وَإِنْ يَدْعُونَ إِلاّ شَيْطاناً مَرِيداً)، قَالَ: قُلْتُ: فَمَا ذَا يُدْعَى بِهِ قَائِمُكُمْ؟ قَالَ: يُقَالُ لَهُ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اَللَّهِ، اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ). (وسائل الشیعة: ج۱4 ص6۰۰)
وَقَالَ رَجُلٌ لِلصَّادِقِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَالَ: مَهْ فَإِنَّهُ لاَ يَرْضَى بِهَذِهِ اَلتَّسْمِيَةِ أَحَدٌ إِلاَّ اُبْتُلِيَ بِبَلاَءِ أَبِي جَهْلٍ). (المناقب: ج۳ ص۵۵)
وفي حديث عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام)، قال فيه: (يَا فُضَيْلُ لَمْ يُسَمَّ بِهِ (أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ) وَاَللَّهِ بَعْدَ عَلِيٍّ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ إِلاَّ مُفْتَرٍ كَذَّابٌ إِلَى يَوْمِ اَلنَّاسِ هَذَا). (الیقین: ج۱ ص۳۰۳)
وعَنْ أَبِي حَمْزَةَ ثَابِتِ بْنِ دِينَارٍ اَلثُّمَالِيِّ قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ اَلْبَاقِرِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ لِمَ سُمِّيَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ وَهُوَ اِسْمٌ مَا سُمِّيَ بِهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ وَلاَ يَحِلُّ لِأَحَدٍ بَعْدَهُ؟ قَالَ: (لِأَنَّهُ مِيرَةُ اَلْعِلْمِ يَمْتَارُ مِنْهُ وَلاَ يَمْتَارُ مِنْ أَحَدٍ غَيْرُهُ)، قَالَ فَقُلْتُ: يَا اِبْنَ رَسُولِ اَللَّهِ فَلِمَ سُمِّيَ سَيْفُهُ ذَا اَلْفَقَارِ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ): لِأَنَّهُ مَا ضُرِبَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اَللَّهِ إِلاَّ أَفْقَرَهُ مِنْ هَذِهِ اَلدُّنْيَا مِنْ أَهْلِهِ وَوُلْدِهِ وَأَفْقَرَهُ فِي اَلْآخِرَةِ مِنَ اَلْجَنَّةِ). (علل الشرایع: ج۱ ص۱6۰)
وعَنْ أَبِي عَبْدِ اَللَّهِ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) قَالَ: (إِنَّ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) مَرِضَ فَعَادَهُ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ) وَأَمَرَ هَؤُلاَءِ فَعَادُوهُ وَقَالَ لَهُمْ: سَلِّمُوا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ فَقَالُوا: أَ مِنَ اَللَّهِ وَمِنْ رَسُولِهِ؟ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ): مِنَ اَللَّهِ وَمِنْ رَسُولِهِ، قَالَ: فَانْطَلِقُوا فَسَلِّمُوا عَلَيْهِ بِإِمْرَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ رَسُولُ اَللَّهِ (صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ) وَهُمْ عِنْدَهُ فَقَالَ لَهُ: يَا عَلِيُّ مَا قَالُوا لَكَ؟ فَقَالَ: سَلَّمُوا عَلَيَّ بِإِمْرَةِ اَلْمُؤْمِنِينَ، قَالَ فَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ هَذَا اِسْمٌ نَحَلَهُ اَللَّهُ عَلِيّاً عَلَيْهِ السَّلاَمُ لَيْسَ هُوَ إِلاَّ لَهُ). (الیقین: ج۱ ص۳۱۲)
والتساؤل الذي يخطر في البال والذهن هنا: لماذا تقدَّم القوم على أميرهم؟ ولماذا لبسوا قميصه وهو خاص به ولا يليق إلا بصاحبه لأنه من الله له دون غيره؟ ولماذا تقمَّصوا لقب أمير المؤمنين والرسول الأكرم يقول: أن مَنْ يدَّعيه دون علي فإنه مفتر كذاب...؟
والعجيب أنك تسمع إلى اليوم هناك مَنْ يدَّعي ويتقمَّص هذه الصفة الخاصَّة بأمير المؤمنين ويفضح نفسه على رؤوس العالمين بأنه كذاب مفتري، وأنه ملعون...
السلام عليك يا أمير المؤمنين فكنت ومازلت وستبقى ميزاناً للعالمين.
اضف تعليق