الإمام جعفر الصادق الذي ولد في المدينة المنورة في بيت العلم والأدب والدِّين والفضيلة، في بيت الإمام محمد الباقر (ع) شبيه رسول الله (ص) الذي ينتسب إلى السبطين الكريمين الحسن والحسين (عليهم السلام)، الذي جعله الله الإمام الذي يُفجِّر ينابيع العلم، ويستنبط الفروع من الأصول، ويُعلمها لطلابها...
في 17 ربيع الأول عام 83 ولد النور السادس من أئمة المسلمين في المدينة المنورة
مقدمة
الباحث في التاريخ الإسلامي، والسيرة المطهرة لرسول الله (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) يجد أنهم كانوا أنواراً هادية، وأدلاءً مرشدين، يُلهمون العلماء والفضلاء، ويُربون الحكماء في هذه الأمة لأنهم أئمة هدى وسفينة نجاة، جعلهم الله عيبة علمه، وحكمته، وأمر الناس باتباعهم والأخذ منهم والتعلم من مدرستهم الربانية.
ونحن في هذه الأيام حيث المولد الشريف لنور الإمام السادس من أئمة المسلمين المتزامن مع ذكرى مولد جده الرسول الأعظم (ص)، في 17 ربيع الأول، نُحاول أن نتتبع بعض كلمات ومواقف ذاك الإمام العظيم الذي وصفوه بأنه أستاذ الأئمة والمذاهب الإسلامية كلها، وذلك لأنهم تتلمذوا جميعاً في مدرسته إما على يديه المباركتين أو على أيدي تلاميذه وطلابه من العلماء الأعلام، والفضلاء الكرام، الذين كانوا في القمة العالية من العلم والفضل والحكمة.
الحوزة العلمية (الجامعة الكبرى)
الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) الذي ولد في المدينة المنورة في بيت العلم والأدب والدِّين والفضيلة، في بيت الإمام محمد بن علي الباقر (ع) شبيه رسول الله (ص) الذي ينتسب إلى السبطين الكريمين الحسن والحسين (عليهم السلام)، الذي جعله الله الإمام الذي يُفجِّر ينابيع العلم، ويستنبط الفروع من الأصول، ويُعلمها لطلابها، مع كل ما كان هناك من مضايقات من السلطة الأموية الظالمة، إلا أنه استطاع أن يُشكل أول حوزة علمية في التاريخ الإسلامي في مسجد جده رسول الله (ص)، وكان من أبرز وأعظم تلاميذه ولده المبارك ووصيه في رسالته الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) الذي ورث تلك الحوزة العلمية ثم حوَّلها إلى جامعة كُبرى تضم الآلاف من الطلاب والعلماء وتُلهمُ الأعلام والفضلاء، وتُربِّي الأتقياء والحكماء، فقد ذكر المؤرخون أنه تخرج من تلك الجامعة حوالي اثني عشر ألف من الطلاب بمختلف الفروع والفنون الفكرية والعلمية، من العربية، والفقهية، والأصولية، والكلامية، والكيميائية، والهيئة، وغيرها..
يقول الإمام الراحل السيد الشيرازي في تلاميذ الإمام الصادق (ع) وعددهم: "أنه كان للإمام الصادق (عليه السلام) اثنا عشر ألف تلميذ، ربَّاهم على العلم والعمل، وأصبحوا فضلاء علماء، وانتشروا في مختلف أنحاء الأرض.. وكان في الكوفة أربعة آلاف كل يقول: (حدثني جعفر بن محمد الصادق (ع). (رجال النجاشي: ص40)
وفي بعض التواريخ: (إنهم قد جمعوا أصحاب الإمام والرواة منهم الثقاة على اختلافهم في الآراء فكانوا أربعة آلاف رجل)، وفي بعض الكتب: (كان أصحاب الإمام عشرين ألفاً).
ثم يُعلِّق سماحته على ذلك بقوله: "ولا يبعد الأخير؛ لأن الإمام (عليه السلام) فترة انتقال الحكم من بني أمية إلى بني العباس حصل على بعض الحرية النسبية في نشر العلوم، فتمكن من تربية الآلاف من التلامذة والعلماء". (من حياة الإمام الصادق (ع): ص61)
سياسة المداراة للعباسيين
كيف سمح المنصور العباسي وهو الطاغية الجاهل، للإمام جعفر الصادق بنشر العلم، وافتاء الناس في كل ما يحتاجونه من أمورهم وشؤون دينهم، وهو الذي كان يتربص به، ويُحاول اغتياله فلم يستطع، فمنعه بداية من الجلوس والتدريس أو الإفتاء، بل ومنع أحداً أن يجلس غليه في مسالة من مسائل الدين أو الدنيا، فكان لا بد للإمام الصادق (ع) من طريقة يُحرج بها المنصور فيتركه وشأنه في الدرس والتدريس، ومتابعة شؤون الجامعة الإسلامية والحوزة العلمية التي كانت فريدة من نوعها ودروسها وطلابها وأساتذتها في العالم أجمع في عصرها.؟
يروي الإمام الراحل السيد الشيرازي (رحمه الله) فيقول: "الإمام جعفر الصادق (عليه الصلاة والسلام) تمكن في فترة معينة من تأسيس جامعات علمية كبيرة، ونشر العلوم التي يحتاجها البشر، وثقف المسلمين علمياً، وطور الأمة الإسلامية في مختلف العلوم، حيث روي عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر: إن المنصور قد كان همَّ بقتل أبي عبد الله (عليه السلام) غير مرة، فكان إذا بعث إليه ودعاه ليقتله، فإذا نظر إليه هابه ولم يقتله، غير أنه منع الناس عنه (عليه السلام)، ومنعه (عليه السلام) من القعود للناس، واستقصى عليه أشد الاستقصاء، حتى أنه كان يقع لأحدهم مسألة في دينه في نكاح، أو طلاق، أو غير ذلك، فلا يكون علم ذلك عندهم، ولا يصلون إليه، فيعتزل الرجل وأهله. فشق ذلك على شيعته وصعب عليهم، حتى ألقى الله عز وجل في روع المنصور، أن يسأل الصادق (عليه السلام) ليتحفه بشيء من عنده، لا يكون لأحد مثله، فبعث إليه بمخصرة كانت للنبي (صلى الله عليه وآله) طولها ذراع، ففرح بها فرحاً شديداً، وأمر أن تشق له أربعة أرباع، وقسمها في أربعة مواضع، ثم قال له: "ما جزاؤك عندي، إلا أن أطلق لك، وتفشي علمك لشيعتك، ولا أتعرض لك ولا لهم، فاقعد غير محتشم، وأفتِ الناس، ولا تكن في بلد أنا فيه"، ففشى العلم عن الصادق (عليه السلام). (من حياة الإمام الصادق (ع): ص57 عن بحار الأنوار: ج47 ص180)
حوار المنصور وموعظته
وكم كان للإمام الصادق (ع) من مواقف مشرفة بوجه أولئك الحكام الظلمة، ينصحهم، ويُؤدبهم بآداب الإسلام، ويعظهم ويذكرهم الرحمن، فعن الربيع صاحب المنصور، قال: بعث المنصور إلى الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) يستقدمه لشيء بلغه عنه، فلما وافى بابه، خرج إليه الحاجب. فقال: أعيذك بالله من سطوة هذا الجبار؛ فإني رأيت حرده عليك شديداً.
فقال الصادق (عليه السلام): (عليَّ من الله جُنَّة واقية تعينني عليه إن شاء الله، استأذن لي عليه)، فاستأذن، فأذن له.
الفضل ما شهدت به الأعداء
فلما دخل سلم، فردَّ عليه السلام، ثم قال له: يا جعفر، قد علمتَ أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لأبيك علي بن أبي طالب(عليه السلام): (لولا أن تقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في المسيح، لقلت فيك قولاً، لا تمر بملأ إلا أخذوا من تراب قدميك يستشفون به).
وقال عليٌّ (عليه السلام): (يهلك فيَّ اثنان ولا ذنب لي: محب غالٍ، ومبغض مفرط)، قال: قال ذلك اعتذاراً منه، أنه لا يرضى بما يقول فيه الغالي والمفرط، ولعمري، إن عيسى بن مريم (عليه السلام) لو سكتَ عمَّا قالت فيه النصارى (أنه ابن الله) لعذبه الله، ولقد تعلم ما يُقال فيك من الزور والبهتان، وإمساكك عن ذلك ورضاك به، سخط الدَّيان؛ زعم أوغاد الحجاز، ورعاع الناس، أنك حبر الدهر وناموسه، وحجة المعبود وترجمانه، وعيبة علمه وميزان قسطه، ومصباحه الذي يقطع به الطالب عرض الظلمة إلى ضياء النور، وأن الله لا يقبل من عامل جهل حدَّك في الدنيا عملاً، ولا يرفع له يوم القيامة وزناً.. فنسبوك إلى غير حدِّك، وقالوا فيك ما ليس فيك، فقل فإن أول مَنْ قال الحق جدك (رسول الله (ص))، وأول مَنْ صدقه عليه أبوك (أمير المؤمنين(ع))، وأنت حري أن تقتصَّ آثارهما، وتسلك سبيلهما"، هذا اعتراف صريح وليس فيه غمز وتلويح من هذا الطاغية العباسي كما تقرأ، ولذا ترى الإمام الصادق (ع) الذي بشَّره بالوصول إلى الكرسي قبل ذلك بسنوات، لا يهابه ولا يعطيه أي أهمية بل يعظه موعظة تدوِّخه وملأه معه.
فقال الصادق (عليه السلام): (أنا فرع من فرع الزيتونة، وقنديل من قناديل بيت النبوة، وأديب السفرة، وربيب الكرام البررة، ومصباح من مصابيح المشكاة، التي فيها نور النور، وصفوة الكلمة الباقية في عقب المصطفين إلى يوم الحشر).
فالتفت المنصور إلى جلسائه، فقال: هذا قد أحالني على بحر موَّاج، لا يُدرك طرفه، ولا يبلغ عمقه، تحارُ فيه العلماء، ويغرق فيه السُّبَحَاء، ويضيق بالسَّابح عرض الفضاء، هذا الشجا المعترض في حلوق الخلفاء، الذي لا يجوز نفيه، ولا يحلُّ قتله، ولولا ما يجمعني وإياه شجرة طاب أصلها، وبسق فرعها، وعذب ثمرها، وبوركت في الذرِّ، وقدِّست في الزبر، لكان مني إليه ما لا يُحمد في العواقب؛ لما يبلغني عنه من شدة عيبه لنا، وسوء القول فينا.
نصيحة توزن بالذهب
فقال الصادق (عليه السلام): (لا تقبل في ذي رحمك، وأهل الرعاية من أهل بيتك، قول من حرم الله عليه الجنة، وجعل مأواه النار؛ فإن النمام شاهد زور، وشريك إبليس في الإغراء بين الناس، فقد قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات: 6)، ونحن لك أنصار وأعوان، ولملكك دعائم وأركان، ما أمرت بالمعروف والإحسان، وأمضيت في الرعية أحكام القرآن، وأرغمت بطاعتك لله أنف الشيطان. وإن كان يجب عليك في سعة فهمك، وكثرة علمك، ومعرفتك بآداب الله، أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك؛ فإن المكافي ليس بالواصل، إنما الواصل من إذا قطعته رحمه وصلها، فصل رحمك يزد الله في عمرك، ويخفف عنك الحساب يوم حشرك).
فقال المنصور: قد صفحت عنك لقدرك، وتجاوزت عنك لصدقك، فحدِّثني عن نفسك بحديث أتعظ به، ويكون لي زاجر صدق عن الموبقات.
فقال الإمام الصادق (عليه السلام): (عليك بالحلم؛ فإنه ركن العلم، واملك نفسك عند أسباب القدرة؛ فإنك إن تفعل ما تقدر عليه، كنت كمَنْ شفى غيظاً، أو تداوى حقداً، أو يحب أن يذكر بالصولة.. واعلم أنك إن عاقبت مستحقاً، لم تكن غاية ما توصف به إلا العدل، والحال التي توجب الشكر، أفضل من الحال التي توجب الصبر).
فقال المنصور: وعظتَ فأحسنتَ، وقلتَ فأوجزتَ.. فحدِّثني عن فضل جدك علي بن أبي طالب (عليه السلام) حديثاً، لم تأثره العامة.
فقال الإمام الصادق (عليه السلام): (حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لما أُسري بي إلى السماء، عهد إليَّ ربي جل جلاله في عليٍّ ثلاث كلمات.. فقال: يا محمد، فقلت: لبيك ربي وسعديك. فقال عز وجل: إن علياً إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين، ويعسوب المؤمنين، فبشره بذلك.. فبشره النبي (صلى الله عليه وآله) بذلك، فخر علي (عليه السلام) ساجداً شكراً لله عز وجل، ثم رفع رأسه فقال: يا رسول الله، بلغ من قدري حتى أني أذكر هناك؟! قال: نعم، وإن الله يعرفك، وإنك لتذكر في الرفيق الأعلى).
فقال المنصور: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء". (الأمالي للصدوق: ص611)
هكذا استطاع الإمام الصادق (ع) عن طريق هذه الهدية للمنصور أن يسمح له ببث علومه في الناس وإفادتهم بما يحتاجونه من فتاوى تهمهم في تسيير حياتهم اليومية، لأن الإمام تهمُّه الأمة الإسلامية وسلامتها، ونقاء دينها وعقائدها ولا يعوِّل كثيراً على السلطة والجاه، وأما السلطان الحاكم فكان لا يهمه إلا الكرسي، والسلطة، وخضوع الناس له، ولا شأن له بالدِّين إلا بما يخدم الكرسي واستقرار السلطة بيد الحاكم.
التبرُّك بعصا رسول الله (ص)
وهنا تستوقفني قصة جميلة يذكرها المؤرخون عن الإمام الصادق (ع) وعصا جده رسول الله (ص) حيث أنه كان يحملها بيده دونما حاجة إليها إلا للتبرك بها، لأنها من إرث وآثار رسول الله (ص)، فقد رَوى ابن حَیُّون المغربي قائلاً: وَرُوِّينَا عَنْ بَعْضِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ أَنَّهُ قَالَ: أَتَى أَبُو حَنِيفَةَ إِلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، فَخَرَجَ إِلَيْهِ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَصاً.
فَقَالَ لَهُ أَبُو حَنِيفَةَ: مَا هَذِهِ الْعَصَا يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَا بَلَغَ بِكَ مِنَ السِّنِّ مَا كُنْتَ تَحْتَاجُ بِهِ إِلَيْهَا؟
قَالَ: (أَجَلْ، وَلَكِنَّهَا عَصَا رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَبَرَّكَ بِهَا).
قَالَ: أَمَا إِنِّي لَوْ عَلِمْتُ ذَلِكَ وَأَنَّهَا عَصَا رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) لَقُمْتُ وَقَبَّلْتُهَا.
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: "سُبْحَانَ اللَّهِ - وَحَسَرَ (رفع) عَنْ ذِرَاعِهِ - وَقَالَ: (وَاللَّهِ يَا نُعْمَانُ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ هَذَا مِنْ شَعْرِ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَمِنْ بَشَرِهِ فَمَا قَبَّلْتَهُ!)
فَتَطَاوَلَ أَبُو حَنِيفَةَ لِيُقَبِّلَ يَدَهُ فَأَسْبَلَ (عليه السلام) كُمَّهُ وَجَذَبَ يَدَهُ، وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ". (دعائم الإسلام: 1 / 59)
فتأمل أرجوك أيها العزيز كيف كان السلف يتعاملون مع آثار رسول الله (ص) وكيف يُقابلهم أهل الزيغ والأهواء والبدع من خوارج هذه العصور المتأخرة التي ابتليت فيهم الأمة الإسلامية، الذين كفَّروا الأمة قاطبة باسم البعد، وهم أهل البدع في عدم التبرك بآثار رسول الله (ص) ولا الزيارة ولا التكريم، والتقدير، والتقديس له بل قال كبيرهم الذي علمهم الكفر: "عصاي خير منه"، تكبراً وتجبراً والعياذ بالله.
شواهد واعترافات
وهنا نأخذ بعض الشواهد والاعترافات من العلماء بحق أستاذ الأئمة، ومعلمهم، ومؤدبهم، ومربيهم، وملهمهم، قال مالك بن أنس: ما رأت عيني أفضل من جعفر بن محمد فضلاً، وعلماً، وعبادةً، وورعاً.. وكان لا يخلو من إحدى ثلاث خصال: إما صائماً، وإما قائماً، وإما ذاكراً.. وكان من عظماء البلاد، وأكابر الزهاد الذين يخشون ربهم، وكان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد). (مناقب آل أبي طالب (ع): ج4 ص275)
وقال النعمان المعروف بأبي حنيفة: "لولا السنتان لهلك النعمان"، ويقصد السنتين التي درسهما عند الإمام الصادق (ع) فتأمل بهذا الرجل الذي درس سنتين فقط عند الإمام (ع) فصار يلقبونه: بالإمام الأعظم، فأين أستاذه إذن؟
وقال أبو نعيم في حلية الأولياء: "ومنهم الإمام الناطق، ذو الزمام السابق، أبو عبد الله جعفر بن محمد الصادق، أقبل على العبادة والخضوع، وآثر العزلة والخشوع، ونهى عن الرئاسة والجموع).
وأخيراً صدق ما قاله الشبلنجي الشافعي بحقه (ع): "مناقبه كثيرة تكاد تفوت عدّ الحاسب، ويحار في أنواعها فهم اليقظ الكاتب"، هكذا كان الإمام الصادق (ع) الذي قلَّ أن يجود بمثله الزمان، أو أن يحوي نظيره المكان.
سلام الله عليه أبد الدهر ومدار العصر، واسعد الله أيامكم بمولد الميمون أحبتي الكرام.
اضف تعليق