عندما نشاهد أوضاع المجتمع وما وصل إليه من مأساة سوف نتأسف كثيراً، يا ترى ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء الناس لينزل عليهم العذاب ويحل بهم الدمار، وتكون أوضاعهم مأساويه ومدمرة إلى هذا الحد الكبير، يا ترى هل أنهم ولدوا ليعيشوا في هذا الدمار؟...
عندما نشاهد أوضاع المجتمع وما وصل إليه من مأساة سوف نتأسف كثيراً، يا ترى ما الذنب الذي اقترفه هؤلاء الناس لينزل عليهم العذاب ويحل بهم الدمار، وتكون أوضاعهم مأساويه ومدمرة إلى هذا الحد الكبير، يا ترى هل أنهم ولدوا ليعيشوا في هذا الدمار؟.
أم أن هناك لعنة خيمت على حياتهم لتقضي على سعادتهم؟!.
ولكن عندما ننظر إلى الجانب الآخر من الأرض نجد هناك من يعيش في سلام ويقضي يومه بسعادة وله ما له من حقوق وخدمات من جانب الدولة، حيث في الصغر تُحترم حقوق الإنسان وعندما يصل الى سن المراهقة والشباب لديه حقوق خاصة أيضاً وعندما يكبر ويشيخ لديه مراقبة خاصة من جانب الدولة، ونجد أن هذه الحقوق قد وردت في نصوصنا الدينية والكتاب الحكيم، ولكن لا يُعمل بها وأصبحت تعاليم الإسلام مجرد اسم أو ماركة تجاريه توضع على بعض السلع لجذب الزبائن كي تُباع!.
إن الإسلام أصبح مجرد إسم لبعض الأشخاص وماركة لمجموعة غير حضارية كما هو معروف للأسف الشديد، عكس ما كان في الماضي حيث أن اهل الغرب كانوا يفتخرون لأنهم درسوا في جامعات شرقيه وتعلموا من علومهم، هناك عوامل وأفعال كان لها أثر كبير بما يحدث في مجتمعنا وتسبب الدمار كما ورد في كلام شمس الشموس وأنيس النفوس علي بن موسى الرضا عليه السلام، نحن لا نقول أن هذه الأمور مطبقه في الغرب، ولكن كثير من أحكام الإسلام وقواعده أصبحت من أركان بعض المجتمعات في الغرب، مثلا التطوع الى العمل الخيري، مساعدة الكبار والصدق من ابرز الأمور، ولكن ما حدث في مجتمعنا وأثر على حياة الناس هو:
الابتعاد عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!.
قال الإمام علي الرضا (عليه السلام):
(لتأمرنّ بالمعروف ولتنهن عن المنكر، أو ليستعملن عليكم شراركم، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم).
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الأمور التي يجب أن يعمل بها ويرى مولانا الرضا عليه السلام إن عدم الإتيان بها سيكون سبب ولاية الأشرار وعدم استجابة الدعاء *
تداعيات الكذب
قال الامام علي الرضا (عليه السلام):
اذا كذب الولاة حُبس المطر، واذا جار السلطان هانت الدولة*
الكذب من أسوأ الصفات التي قد يتحلى بها الفرد، وهو ذنب يجر الانسان إلى المهلكة لأنه عندما بدأ بكذبة سوف يجب أن يكذب ثانية وثالثة... لكي يخفي ما خرج منه كذباً والمجتمع الذي يتعلم على كذب سوف يكثر فيه الغش والسرقة والنصب، والمجتمع الذي يكذب سوف يختفي فيه الإعتماد والإطمئنان فيا ترى كيف يكون حال الزوج والزوجة، المدير والعامل، البائع والمشتري في المجتمع الذي لا يثق فيه أحد بأحد.
لذلك يقول جورج برنارد شو: "عقاب الكاذب ليس بأن لا يصدقه أحد، لكن بأنه لن يصدق أحد".
والكذب يسبب حبس المطر والسقوط في المهالك!
حبس الزكاة
قال الامام علي الرضا (عليه السلام):
اذا حبست الزكاة ماتت المواشي*
الزكاة الواجبة فيما يملك الانسان من الأموال، سوف يصرف في مصارف الزكاة للمستحقين، قال الله تعالى:
(وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ
لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ
مال الزكاة بالمعنى الشرعي أي: الذي تجب فيه الزكاة، الذي يملك من الأموال التي حددها الشرع من النقد والعرض والمواشي والنبات، بمعايير مخصوصة.
مصارف الزكاة هي الجهات التي تصرف إليها الزكاة، وهي في الشرع الإسلامي محددة بأدلة من الكتاب والسنة والإجماع: تؤخذ من الأغنياء فترد الى الفقراء» وتدفع الزكاة إلى الأصناف الثمانية وقد بينت هذه الأصناف في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾
عدم اعطاء الزكاة وإخراجها ستكون سبباً في موت المواشي حيث يبخل صاحب المال عن اعطاء الزكاة ولكن في المقابل هناك آفات تضر المجتمع.
الإنفراد بالأكل وعدم الاهتمام بالآخرين
« إِنَّ شَرَّ النّاسِ مَنْ مَنَعَ رِفْدَهُ وَ أَكَلَ وَحْدَهُ وَ جَلَدَ عَبْدَهُ ».
من يفكر بنفسه فقط، سوف يفعل كل شيء لأجل إرضاء نفسه ولا يهمه الآخرون لذلك في المجتمع الذي يهتم كل شخص بنفسه فقط ودائرة اهتمامه نفسه فقط سوف تهجم أمراض عصيبة على جسد هذا المجتمع وتفكك أهله بقسوة لأن الشخص لا يهمه حال بني جلدته وما يتحملون من الأذى.
اذن سيصبح من شر الناس كما قال الامام الرضا عليه السلام باستطاعته أن يفعل كل شيء ويدمر ويقتل لتمسكه بالأنا!
عدم مخافة الله
قال الامام الرضا عليه السلام:
خَمْسٌ مَنْ لَمْ تَكُنْ فيهِ فَلا تَرْجُوهُ لِشَىْء مِنَ الدُّنْيا وَ الاْخِرَةِ:مَنْ لَمْ تَعْرِفَ الْوَثاقَةَ فى أُرُومَتِهِ، وَ الكَرَمَ فى طِباعِهِ، وَ الرَّصانَةَ فى خَلْقِهِ، وَ النُّبْلَ فى نَفْسِهِ، وَ الَمخافَةَ لِرَبِّهِ.
من لم يكن في قلبه مخافة الله سيفعل كل شيء ولا يبالي سيفعل كل صغيرة وكبيرة دون أن يهتم بما سيحدث أو يفكر في عاقبة الأمور لأن الذي لا يحمل في قلبه مخافة الله سيكون مستعدا للقيام بجميع المحرمات!.
إذاً سعادة الدارين في التمسك بمحمد وآله عليهم السلام مَن كلامهم رشد ووصيتهم التقوى وفعلهم الخير وعادتهم الإحسان وسجيتهم الكرم وطريقهم ينتهي بالرضوان... بالتأكيد أفعال الإنسان تؤثر على المناخ والطبيعة والمجتمع لذلك يقول الله في كتابه الكريم: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ.
ويقول أيضا: وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِنْ كَذَّبُوا.
إذاً مفتاح التغيير بيد الإنسان عندما يودع الأنا ويتمسك بدرر المعصومين ويعمل بعلومهم سيكون باستطاعته أن يتطور وينجح ويصبح خير أمة أخرجت للناس كما كانت في الماضي:
((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ))
ليس هناك أثر للعنة ولم يولد الناس ليعيشوا في دمار ولكن هناك آثار تتحكم في المجتمع بسبب بعض الافعال التي تصدر من الناس، إذاً افعالنا لها تأثير كبير على احوالنا في حاضرنا ومستقبلنا فلنكن مع الله ونحب الخير للآخرين لنرتقي مرة أخرى.
اضف تعليق