تتسارع التحضيرات لمعركة تحرير مدينة الرقة السورية، من سيطرة تنظيم داعش الارهابي حيث أعلنت بعض المصادر عن بدء المرحلة جديدة من عملية «غضب الفرات» تهدف إلى عزل مدينة الرقة (معقل التنظيم) ومن ثم تحريرها، وسيشارك في هذه المعركة المهمة عشرات الآلاف من المقاتلين منهم 3 آلاف مقاتل تلقوا تدريبات على يد القوات الأميركية، التي زودتهم ايضا ببعض المعدات والأسلحة المتطورة، فقد اكدت بعض التقارير ان قوات سوريا الديمقراطية تسلمت عن طريق الائتلاف العربي الذي يمثل جزءا من قوات سوريا الديمقراطية، عددا من المصفحات والمدرعات كدم مباشر من بأن الإدارة الأميركية الجديدة، التي ستزيد دعمها لقوات سوريا الديمقراطية.
ويتوقع محللون ان تكون معركة الرقة طويلة وصعبة مع شراسة الارهابيين في الدفاع عن معقلهم، يضاف الى ذلك التحديات الاخرى ومنها تعدد الجهات والفصائل التي المشاركة في هذه المعركة ومنها قوات سوريا الديمقراطية وعلى رأسها وحدات حماية الشعب الكردية المدعوم من امريكا، منذ الخامس من نوفمبر 2016 حملة لطرد تنظيم داعش من الرقة. ويشكل دعم واشنطن كما تنقل بعض المصادر لقوات سوريا الديمقراطية مصدر قلق دائم بين الولايات المتحدة وتركيا، اذ تصنف الأخيرة وحدات حماية الشعب الكردية منظمة إرهابية وتعتبرها امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقود تمردا ضدها منذ ثمانينات القرن الماضي. وحرصت واشنطن في عهد أوباما على التأكيد مرارا أنها تسلّح المكون العربي لقوات سوريا الديمقراطية وليس المكون الكردي.
ووضع دونالد ترامب قتال تنظيم داعش في سوريا على سلم أولوياته، ووقع بعد نحو تسعة أيام من تسلمه الحكم، على أمر تنفيذي يمنح الجيش الأميركي 30 يوما لوضع استراتيجية جديدة لإلحاق الهزيمة بتنظيم داعش. وقد أعلن متحدث عسكري أمريكي باسم التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أن مدينة الرقة السورية التي تعتبر عاصمة التنظيم الجهادي في سوريا ستصبح قريبا "معزولة" عن بقية العالم. وقال الكولونيل الأمريكي جون دوريان من بغداد "نتوقع أن تصبح مدينة الرقة معزولة بشكل شبه كامل خلال الأسابيع القليلة المقبلة". وأوضح أن المدينة لن تكون محاصرة تماما إلا أنه "سيصبح من الصعب جدا الدخول إليها أو الخروج منها".
وأعربت تركيا عن رغبتها بالمشاركة في الهجوم على الرقة، حسب ما قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، موضحا أن بلاده مستعدة لإرسال قوات خاصة للمشاركة في معركة استعادتها. إلا أن تركيا تتحفظ بشدة على قوات سوريا الديمقراطية لأنها تتألف بشكل خاص من قوات كردية تعتبرها أنقرة إرهابية ومدعومة من حزب العمال الكردستاني.
وتابع المتحدث العسكري الأمريكي "لقد قلنا منذ أشهر عدة إننا منفتحون" على مشاركة تركيا في استعادة الرقة. وتنشر تركيا قوات في شمال سوريا منذ نهاية آب/أغسطس الماضي تشارك في معارك ضد التنظيم وضد القوات الكردية السورية. وتشارك القوات التركية بشكل فاعل مع فصائل سورية معارضة موالية لها في الهجوم على مدينة الباب الإستراتيجية الواقعة شمال حلب.
مرحلة جديدة
وفي هذا الشأن أعلن تحالف قوات سوريا الديمقراطية عن بدء مرحلة جديدة من عملياته في مدينة الرقة الخاضعة لسيطرة تنظيم داعش بهدف إكمال عزل المدينة وقطع الطريق المؤدي لمحافظة دير الزور على المتشددين. وقال التحالف في بيان إن العملية تجري "بدعم متزايد من قوات التحالف الدولي سواء عبر تأمين التغطية الجوية لتقدم قواتنا أو عبر المساعدة التي تقدمها فرقها الخاصة لقواتنا في أرض المعركة." وأضاف "وسيكون اكتمال عملية عزل مدينة الرقة هدفا أساسيا في هذه المرحلة من حملتنا العسكرية."
وشنت قوات سوريا الديمقراطية -وهي تحالف يضم أيضا وحدات حماية الشعب الكردية السورية- حملتها في نوفمبر تشرين الثاني بهدف تطويق الرقة للسيطرة عليها في النهاية. واستعر القتال أيضا بين داعش وقوات الحكومة السورية إلى الشمال الشرقي من حلب حيث يقترب الجيش من مدينة الباب الخاضعة للتنظيم في مجازفة بمواجهة محتملة مع القوات التركية التي تقاتل التنظيم في نفس المنطقة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الجيش السوري طرد مسلحي داعش من بلدة إلى الجنوب من الباب بينما سيطرت قوات مدعومة من تركيا على بلدة أخرى إلى الشرق. وقال قيادي في التحالف إن القوات تقدمت حتى الآن بضعة كيلومترات في المرحلة الأخيرة التي تهدف للسيطرة على مناطق تقع إلى الشرق من المدينة بما يشمل الطريق السريع الذي يربطها بمحافظة دير الزور.
وتخضع محافظة دير الزور بالكامل تقريبا لسيطرة تنظيم داعش وهي تمتد حتى الحدود العراقية. وقال مصدر عسكري كردي إن أهداف هذه المرحلة تشمل السيطرة على الطريق السريع الرئيسي في المنطقة. ويساند مئات من القوات الأمريكية الخاصة عمليات قوات سوريا الديمقراطية ضد داعش في شمال سوريا. وقالت فرنسا في يونيو حزيران إن قواتها الخاصة تقدم المشورة لمقاتلي المعارضة في ذات المنطقة. وحضر ممثلون عن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة تلاوة بيان في قرية بشمال محافظة الرقة يعلن بدء المرحلة الجديدة.
وهذه هي المرحلة الثالثة من عملية تحرير الرقة. واستهدفت المرحلة الأولى مناطق إلى الشمال من مدينة الرقة. ولا تزال المرحلة الثانية التي تستهدف مناطق إلى الغرب من المدينة مستمرة إذ لم تسيطر قوات سوريا الديمقراطية بعد على سد الفرات الخاضع لسيطرة داعش. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن ضربات جوية أصابت جسرين على نهر الفرات مما تسبب في إعاقة الحركة من المدينة باتجاه الجنوب ومقتل ستة من مسلحي التنظيم. بحسب رويترز.
وأثار دعم الولايات المتحدة لقوات سوريا الديمقراطية توترات مع تركيا حليفتها في حلف شمال الأطلسي والتي تعتبر وحدات حماية الشعب امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يقاتل على مدى ثلاثة عقود للحصول على حكم ذاتي. وتقول الولايات المتحدة إنها تقدم التدريب والدعم المادي للعناصر العربية فقط في قوات سوريا الديمقراطية. وقد زودتها الشهر الماضي وللمرة الأولي بمركبات عسكرية مدرعة للمساعدة في عملية تحرير الرقة.
قوات النخبة السورية
من جانب اخر قال المعارض السوري البارز أحمد الجربا إن قوة عربية مؤلفة من ثلاثة آلاف مقاتل تحت قيادته تتلقى تدريبا مع قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة استعدادا للمشاركة في حملة عسكرية لطرد تنظيم داعش من معقله في مدينة الرقة. ويقود الجربا قوات النخبة السورية التي وصفها الجيش الأمريكي بأنها مكون هام في التحالف ضد داعش.
ورحبت واشنطن بمشاركة قوات النخبة في معركة الرقة إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد نظرا لحرصها على توسيع القاعدة السياسية لقوات المعارضة في المنطقة. وقال الجربا الذي أسس ويترأس تيار الغد السوري إنه "الآن يبدأ التحضير لمعركة الرقة." وأضاف "هناك برنامج مع قوات التحالف للتدريب. سنكون حاضرين بهذه المعركة بقوة ونحن في طور التجهيز لها لتحرير بلادنا وتطهيرها من هذا السرطان الإرهابي الذي هو داعش."
وقال الجربا إنه أبرم اتفاقا مع التحالف الدولي لمحاربة داعش بقيادة الولايات المتحدة في ديسمبر كانون الأول لإشراك قوات النخبة السورية في معركة الرقة. وقال إنه "صار بالشهرين الأخيرين لقاءات مع كبار المسؤولين بالجيش الأمريكي وقوات التحالف الدولي ضد الإرهاب... الاتفاق تم إعلانه رسميا من قبل البنتاجون ومن قبل هيئة التحالف." ووصف الكولونيل جون دوريان المتحدث باسم عملية (العزم الصلب) -التي تقودها الولايات المتحدة في سوريا والعراق- قوات النخبة بأنها "إحدى القوى البارزة". وقال عن الجربا إنه "شخصية مؤثرة في المنطقة ولديه القدرة على تعبئة القوات المحلية لدعم الهجوم."
وقال الجربا إن تيار الغد السوري الذي أسسه في القاهرة العام الماضي أبرم اتفاقا مع قوات سوريا الديمقراطية منذ شهور للتعاون في محاربة المتشددين. وشدد الجربا - الذي ترأس في السابق الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية - على أن قواته ستعمل إلى جانب الأكراد وليس تحت لوائهم. وأكدت قوات سوريا الديمقراطية في ديسمبر كانون الأول مشاركة قوات النخبة السورية لها بدءا من المرحلة الثانية للهجوم على الرقة.
وحاليا تتواجد قوات النخبة في مناطق محاذية للمحافظات الثلاث بالتنسيق مع قوات سوريا الديمقراطية. وقال الجربا "بيننا وبين هذا التنظيم الإرهابي ثأر ونحن نرفض هذه المجاميع الإرهابية من بدايات الثورة." ويتوقع الجربا انضمام عناصر جديدة لقوات النخبة في الفترة المقبلة. ورغم الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه روسيا للأسد يرى الجربا أنه لا يمكن الوصول لحل للصراع السوري المستمر منذ ست سنوات بدون مشاركتها. وهناك اتصالات ولقاءات بين الجربا والروس ويصف علاقة تياره بموسكو بأنها متوازنة.
وقال "نحن نظرتنا لروسيا أنها دولة عظمى ودولة صاحبة قرار وقرار كبير ورقم صعب في المعادلة السورية. ما في إمكانية يصير أي حل سوري إذا ما كان الروس مشاركين فيه وليس فقط راضين عنه." ويعتقد الجربا أن روسيا أصبحت أكثر جدية في الوصول لحل سياسي بعد حسم الأسد وحلفائه لمعركة حلب عسكريا. وقال "بعد حلب الروس ما عاد يريدوا ينغمسوا في المقتلة السورية... في الحرب السورية. يريدوا يعملوا حل سياسي. يصير التوجه نحو الحرب على الإرهاب."
ورحب الجربا بتوجه ترامب لرأب الخلافات مع روسيا وتعهده بالتعاون معها في محاربة داعش. وقال إنه قد يزور روسيا قريبا وربما يزور الولايات المتحدة بين الربيع والصيف. وأضاف "ما نأمله أنه يكون في اتفاق أمريكي روسي لأن الخلاف الأمريكي الروسي هو مضر لنا كسوريين." ويشارك تيار الغد السوري في محادثات جنيف المقبلة من خلال "منصة القاهرة" المنبثقة عن اجتماعات لقوى المعارضة السورية بالقاهرة.
وقال الجربا إن محادثات جنيف لن تنجح بدون ضغط روسي على الأسد وبدون تعامل جدي من المعارضة. وقال "الروس لازم يكون في ضغط كبير على النظام والمعارضة تكون جادة بالجلوس مع النظام للتفاوض على جوهر بيان جنيف." وكان يشير إلى البيان الصادر عن مجموعة العمل من أجل سوريا بعد اجتماعها في جنيف عام 2012 والذي يدعو إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية بمشاركة أعضاء من حكومة الأسد ومن المعارضة. وقال الجربا إن "النظام ليس له مصلحة بالتفاوض. نحن لنا مصلحة بالتفاوض ... النظام متعنت... ويريد أن يعمل في سوريا مثلما عمل في حلب."
ويعتبر الجربا أن وصول ترامب للبيت الأبيض واهتمام روسيا بالوصول لحل سياسي للصراع في سوريا يمثل "فرصة" يتعين على فصائل المعارضة السورية استغلالها. وقال الجربا "بوجود إدارة أمريكية جديدة مختلفة عن الإدارة الأمريكية السابقة جذريا... واليوم الروس في تغيير... خلونا نستغل هذه الفرصة." وأكد الجربا وجود تواصل مع إدارة ترامب بعد فوزه بالانتخابات الأمريكية. ويقول الجربا إن تيار الغد له علاقات مهمة بالسعودية والإمارات ومصر لكنه "مستقل" تماما. وقال "نحن محسوبون على أنفسنا... محسوبون على سوريا. المشكلة في المعارضة السورية اليوم هي عدم استقلالية القرار الوطني حتى النظام ما عنده استقلاله الكامل." وأضاف "نحن حضارتنا عربية وبعدنا عربي لكن العلاقات معهم متوازنة لا يفرضوا علينا شيئا... شيء غير مقتنعين فيه نحن ما نمشي فيه نهائيا."
وذكر الجربا أن التيار لديه أيضا قنوات تواصل مع تركيا بحكم أنها "دولة جارة ودولة مهمة في المسألة السورية" لكنه على خلاف مع الأتراك بسبب محاولاتهم تعظيم دور جماعة الإخوان المسلمين في فصائل المعارضة. ونفى وجود أي قنوات اتصال بإيران التي تدعم الأسد أو بالحكومة السورية. وانتقد الجربا عدم دعوة الدول عربية لمحادثات آستانة التي رعتها موسكو وشاركت فيها فصائل المعارضة المسلحة في عاصمة قازاخستان الشهر الماضي. وكانت تركيا وإيران من ضمن الدول المشاركة في المحادثات. بحسب رويترز.
وقال "الذي حصل في آستانة فنحن بالنسبة لنا كتيار نرفض جزءا منه ونقبل جزءا منه. الجزء اللي نقبل فيه هو وقف إطلاق النار وتثبيته... لأن وقف إطلاق النار هو اللبنة الأولى لإطلاق العملية السياسية." وأضاف الجربا "الغياب العربي الكامل عن آستانة. هو بالنسبة لنا هو أمر غير مقبول نهائيا... غياب الخليج وغياب السعودية وغياب مصر هو أمر نرفضه ونستنكره." وتابع "أصلا سوريا بدون حاضنة عربية حقيقية ما راح يكون فيه حل."
اقامة جبرية
على صعيد متصل شدد تنظيم داعش القيود على تنقلات سكان مدينة الرقة، ووضعهم "تحت الاقامة الجبرية" وفرض تعتيما كاملا على اخبار المعركة الجارية على بعد كيلومترات عنهم لعزلهم تماما، وذلك منذ بدء قوات سوريا الديموقراطية هجوما باتجاه أبرز معاقله في سوريا. ومنذ سيطرة التنظيم على الرقة في 2014، بات التواصل مع السكان مهمة صعبة في منطقة محظورة على الصحافيين. وتمكنت وكالة فرانس برس من التواصل مع مواطنين فضلوا استخدام أسماء مستعارة عبر حملة "الرقة تذبح بصمت" التي تنشط سرا في المدينة منذ نيسان/ابريل 2014 وتوثق انتهاكات وممارسات التنظيم.
ويقول موسى (31 عاما) "بحكم الرقابة الشديدة التي يفرضها تنظيم داعش على الانترنت فضلا عن منعه لأجهزة الاستقبال الفضائي، فان متابعة اخبار معركة الرقة" الجارية على بعد عشرات الكيلومترات "أمر صعب جدا". ويضيف "نعتمد على ما ينقله لنا اشخاص تمكنوا من مشاهدة الاخبار عبر الانترنت وان بشكل صعب جدا وخطر جدا". وتقتصر خدمة الانترنت في الرقة على مقاه معدودة بعدما قطع تنظيم داعش خدمة الانترنت عن المنازل والمحال منذ فترة طويلة. كما ينفذ دوريا مداهمات على تلك المقاهي لبث الرعب بين السكان.
ويخاطر احمد، وهو ناشط معارض (22 عاما)، من اجل الحصول على الاخبار الصحيحة للمعركة. ويقول "احاول الدخول الى الانترنت بين الحين والآخر، اتصفح صفحات معينة ولكن بحذر شديد بسبب تشديد تنظيم داعش الارهابي على مقاهي الانترنت"، مشيرا الى ان التنظيم "أغلق العديد من مقاهي الانترنت داخل المدينة" منذ بدء الحملة، وكثف حواجزه الامنية.
ولا تكمن الخطورة فقط في الوصول الى الاخبار بل في الحديث عن المعركة بحد ذاتها. ويقتصر ما يروجه التنظيم عن المعركة الدائرة في ريف الرقة الشمالي، بحسب احمد، على "قتل وتفجير عربات مفخخة بالاكراد". ويروي موسى ان الحديث المسموح به هو "ما يريده عناصر التنظيم اي الشائعات التي تقول انهم يتقدمون ويكبدون الخسائر للطرف الآخر الذي لن يتمكن من دخول الرقة على حد قولهم". اما وضع المعركة الحقيقي "فلا يمكن الحديث عنه لانه يؤدي للاعتقال وربما الموت".
وبرغم ان تنظيم داعش حصن على مراحل معقله بالانفاق وزنره بالالغام لاعاقة اي تقدم محتمل نحو المدينة، الا انه وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، استقدم أخيرا مقاتلين جدد مكلفين زرع الغام اضافية حول المدينة. ويقول موسى "نرى وجوها جديدة، وهذا دليل على تبديل العناصر بين مناطق الاشتباكات المختلفة من ريف حلب (الشمالي) وريف الرقة (الشمالي) والموصل" العراقية. وكانت الرقة اولى المدن الكبرى التي سيطر عليها التنظيم في سوريا، وتعد الوجهة الاساسية للمقاتلين الاجانب الذين ينضمون الى صفوف داعش. ويعيش فيها حوالى 300 الف شخص، فيما ترجح تقديرات غربية وجود اكثر من عشرة آلاف من المقاتلين الجهاديين الاجانب مع افراد عائلاتهم في المدينة التي تشتبه اجهزة الاستخبارات الغربية بانها المكان الذي يخطط فيه التنظيم لتنفيذ هجمات خارجية.
ويغذي التنظيم المتطرف منذ سيطرته على الرقة الشعور بالرعب بين الناس من خلال الاعدامات الوحشية والعقوبات التي يطبقها على كل من يخالف احكامه او يعارضه. ويتحدث كل من موسى واحمد عن خوف سكان الرقة من تكثيف الغارات الجوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن على المدينة في اطار الحملة الحالية. وقتل في مدينة الرقة عشرات المدنيين جراء غارات التحالف الدولي منذ بدء عملياته ضد الجهاديين في سوريا في صيف العام 2014.
ويقول موسى ان سكان الرقة "يخشون استخدامهم كدروع بشرية" من الجهاديين مع اقتراب المعارك خصوصا انهم ممنوعون من مغادرة المدينة، وهم "حاليا تحت الاقامة الجبرية". ويمنع التنظيم المدنيين من الخروج من الرقة من دون الحصول على اذن مسبق. ويقول الناشط في حملة "الرقة تذبح بصمت" ابو محمد "منذ اشهر عدة، بات الحصول على إذن مستحيلا". وتحدث ابو محمد "عن كثيرين يحاولون الفرار، ولكن اذا كشف امرهم يتم اعتقالهم ومصادرة اموالهم. اما المهرب الذي يساعدهم فمصيره الاعدام".
ومنذ اطلاق قوات سوريا الديموقراطية معركة الرقة، "حاولت عائلتان من 14 فردا، بينهم اطفال، الفرار من المدينة خوفا من الغارات التي قد ترافق الحملة وتشدد داعش الامني"، وفق ابو محمد. ويضيف ان عناصر التنظيم "أمسكوا بهم"، بعدما كانوا وصلوا الى قرية حزيمة (17 كلم شمال المدينة). وسجن الجهاديون الرجال، وأعادوا النساء والاطفال الى منازلهم في الرقة بعدما صادروا اموال العائلتين ومستنداتهما الشخصية. ويتخوف احمد ايضا مما قد يقوم الجهاديون به في حال وصلت المعركة الى المدينة، "خصوصا اننا نشاهد كيف يقوم التنظيم بتفخيخ وتفجير المناطق قبل انسحابه منها". ينتظر موسى بفارغ الصبر التخلص من "احتلال" التنظيم الجهادي، ويقول "الخلاص هو حلم جميع أهل الرقة الاحرار".
اضف تعليق