تواصل القوات العراقية المشتركة تقدمها الميداني وانتصاراتها المستمرة، ضد عصابات تنظيم داعش الارهابي في معركة تحرير مدينة الموصل، حيث حققت القوات العراقية في الايام القليلة الماضية تقدما كبيرا في مواجهة تنظيم "داعش" واستطاعت استعادة 80 % من شرق الموصل بعد تقهقر عناصر التنظيم، حسبما قال مسؤولون عسكريون. وتوغلت قوات خاصة في بعض الأحياء شرقي وشمال شرقي المدينة في الأيام القليلة الماضية، مع سعيها للوصول إلى نهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى شطرين من الشمال إلى الجنوب، قبل شن هجوم على غرب المدينة الذي لا يزال يخضع بالكامل لسيطرة "داعش". وقال قائد ميداني كبير إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتقدم في حي الصديق وحي 7 نيسان شمال شرقي الموصل.
وشهدت المحاور الأربعة للعمليات في الجبهة الشرقية لمركز الموصل النشاط الأكبر والأهم. في المحور الجنوبي الشرقي تقدمت قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية بدعم من الفرقة التاسعة المدرعة وبسطت السيطرة على حيي الساهرون وجديدة المفتي كما قامت بتأمين حيي دوميز وفلسطين وهي احياء كانت جزئياً تحت السيطرة خلال الأسابيع الماضية، ولم يتبق لها للسيطرة الكاملة في هذه الاتجاه سوى حي يارمجة الشرقية ومنطقة 112وتتحضر لدخول حي يارمجة الشمالية لتحقيق تماس مع نهر دجلة.
في المحور الشمالي اطلقت قوات الفرقة السادسة عشر هجوما كبيراً بدعم مروحي للسيطرة على ما تبقى من مناطق في حي الحدباء الذي تسيطر على ما يقرب من 30 بالمائة من مناطقه، كما شارفت عملياتها في حي السابع من نيسان على الانتهاء بدعم من قوات مكافحة الإرهاب. تحافظ قوات الفرقة على تماس مع داعش في أحياء الصديق والكفاءات الثانية والكندي.
في المحور الشرقي تستمر عمليات قوات مكافحة الإرهاب بإتجاهين، الأول تمت فيه تأكيد السيطرة على حي السكر وبدء عملية إقتحام حي الصديق، والثاني تمت فيه السيطرة على حي الضباط الذي يحتوى على عدد من المباني الحكومية المهمة منها مجمع للإتصالات والبريد ومديرية كهرباء نينوى ومبنى هيئة الإستثمار، كما بدأت عملياتها انطلاقا منه للسيطرة على حي المالية. بالسيطرة على حي الضباط يتوسع تماس القوات مع نهر دجلة وهذا حدا بتنظيم داعش بتفجير الجسر الخامس لينضم الى الجسر الرابع الذى تم تفجيره منذ أيام.
ويرى بعض الخبراء ان تنظيم داعش الإرهابي أصبح اليوم يعاني من انهيار تام في جميع مناطق العراق، الامر الذي دفع عناصر التنظيم الى اعتماد أساليب وخطط جديدة في سبيل إعاقة تقدم القوات العراقية، من خلال استخدام المدنيين كدروع بشرية وتكثيف هجماته الانتحارية في بعض المناطق والمدن العراقية.
تقدم مستمر
وفي هذا الشأن قال الجيش العراقي إن قواته دفعت مقاتلي داعش للتقهقر في الموصل في مساع متجددة للسيطرة على المدينة الواقعة بشمال البلاد وتوجيه ضربة قاصمة للتنظيم المتشدد رغم أن التقدم تباطأ في بعض الأحياء. ويقول مسؤولون إن القوات العراقية وحلفاءها سيطروا على قرى وبلدات تحيط بالموصل كما سيطروا على ثلثي الأحياء الشرقية على الأقل ليصلوا إلى الضفة الشرقية من نهر دجلة في الآونة الأخيرة.
لكن الحكومة كانت تأمل في بادئ الأمر في استعادة الموصل بحلول نهاية 2016 ورغم مرور ثلاثة أشهر حتى الآن على الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة فلا يزال المتشددون يسيطرون على كل الأراضي إلى الغرب من نهر دجلة الذي يقطع المدينة من الشمال إلى الجنوب. وقال رئيس الوزراء حيدر العبادي في ديسمبر كانون الأول إن الأمر سيستغرق ثلاثة أشهر أخرى لاستعادة الموصل أكبر مدينة تحت سيطرة الدولة الإسلامية في العراق أو سوريا.
واستعادة الموصل بعد أكثر من عامين من حكم داعش سيعني على الأرجح نهاية الشطر العراقي من دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم عبر مناطق من العراق وسوريا. لكن وتيرة التقدم داخل الموصل تباطأت في نوفمبر تشرين الثاني وديسمبر كانون الأول فيما خاضت القوات حرب مدن طاحنة مع المتشددين الذين يُعتقد أن عددهم عدة آلاف داخل المدينة. ويقول مسؤولون إن المتشددين ردوا بهجمات انتحارية بسيارات ملغومة وقناصة مندسين وسط السكان المدنيين. كما فجروا جسورا عبر نهر دجلة في مسعى لإبطاء تقدم القوات العراقية.
وقال العقيد عبد الأمير المحمداوي المتحدث باسم وحدات الاستجابة السريعة بالشرطة الاتحادية إن التحدي هو أن متشددي داعش يختبئون وسط العائلات المدنية لذلك التقدم بطيء وحذر جدا. وأضاف أن وحدات الاستجابة السريعة ووحدات الجيش العراقي شقت طريقها لكن متشددي التنظيم كانوا يطلقون النار على المدنيين الذين يحاولون الفرار. وقال إن العائلات عندما ترى القوات العراقية قادمة تفر من المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد باتجاه القوات وهي تلوح برايات بيضاء وإن المتشددين يقصفونهم بقذائف المورتر والقنابل الحارقة ويطلقون النار عليهم. وأضاف أن أي حي ينسحب منه المتشددون يقومون بقصفه عشوائيا وأن القصف مكثف.
وذكر الكولونيل دوريان أن المتشددين يختبئون في المساجد والمدارس والمستشفيات ويستخدمون المدنيين دروعا بشرية.
الوصول الى نهر دجلة
في السياق ذاته قال مسؤولون عسكريون إن القوات العراقية حققت تقدما جديدا في مواجهة تنظيم داعش في شرق الموصل وقاتلت المتشددين في مناطق قرب نهر دجلة محافظة على القوة الدافعة مع استئناف هجومها في آخر معقل كبير للجماعة المتشددة في العراق. وتوغلت قوات خاصة في بضعة أحياء في شرق وشمال شرق المدينة في الأيام القليلة الماضية مع سعيها للوصول إلى نهر دجلة الذي يقسم الموصل إلى شطرين قبل شن هجوم على غرب المدينة الذي لا يزال يخضع بالكامل لسيطرة المتشددين.
وقال قائد ميداني كبير إن قوات جهاز مكافحة الإرهاب تتقدم في حي الصديق وحي 7 نيسان في شمال شرق الموصل. في شرق الموصل تقاتل قوات الجهاز المتشددين في حي الصديق وتطلق نيرانها صوب جامعة الموصل وعلى حي الهضبة المجاور الذي توغلت فيه وحدات متقدمة من الجيش من جهة الشمال. وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي على خط الجبهة في حي الصديق قرب مجمع الجامعة ذي الأهمية الاستراتيجية "العميات مستمرة وسيتم تحرير هذا الحي خلال ساعات قريبا جدا إن شاء الله."
واستهدفت قذائف مدفعية ونيران أسلحة رشاشة وضربات جوية يشنها تحالف تقوده الولايات المتحدة يدعم القوات العراقية مسلحي تنظيم داعش الذين يتحصنون في عدد قليل من المباني القريبة. وفجر المتشددون عددا من السيارات الملغومة وردوا بإطلاق النار. وخلال الهجوم صوب الجنود العراقيون نيران أسلحتهم الرشاشة مرارا نحو السماء مستهدفين طائرات بدون طيار بيضاء تحلق على ارتفاع مئات الأمتار. غير أنهم لم يتمكنوا من إسقاط تلك الطائرات التي يستخدمها التنظيم للاستطلاع وتسجيل هجماته الانتحارية وإسقاط القنابل خلف خطوط عدوه.
ومن شأن تأمين حي الصديق وحي الهضبة ومناطق أخرى قريبة أن يمكن قوات مكافحة الإرهاب من مواصلة التقدم باتجاه نهر دجلة وستكون السيطرة على ضفته الشرقية حاسمة في شن هجمات على غرب الموصل. وفي حي السكر القريب من حي الصديق وحي 7 نيسان تصاعد عمود من الدخان الأبيض من موقع تفجير انتحاري شنه تنظيم داعش بينما تناثرت أشلاء بشرية وأجزاء سيارات جراء هجوم سابق بمحاذاة طريق للمركبات. بحسب رويترز.
وتدفق بعض السكان خارجين من المناطق التي تدور فيها الاشتباكات وهم يلوحون برايات بيضاء ويجرون حقائب وراءهم. لكن مدنيين كثيرين بقوا في بيوتهم يراقبون تقدم الجيش من وراء الستائر والأبواب الموصدة قبل أن يخرجوا في حذر لتحية الجنود وتقديم الشاي لهم. وأفاد بيان عسكري أن قوات مكافحة الإرهاب اشتبكت أيضا مع المتشددين في منطقة أبعد باتجاه الجنوب سعيا لتعزيز مكاسب حققتها على امتداد جزء من ضفة النهر وصلت القوات إليه لأول مرة في الحملة المستمرة منذ نحو ثلاثة أشهر.
طائرات مسيرة
في السياق ذاته قال مسؤول عسكري أمريكي إن مسلحي تنظيم داعش يستخدمون طائرات من دون طيار لاستهداف القوات العراقية في الموصل. وأضاف الكولونيل بريت سيليفا، قائد الوحدة العسكرية الأمريكية التي تقدم المشورة والمساعدة للقوات العراقية أن "تنظيمداعش يزود طائرات مسيرة صغيرة بمتفجرات في محاولة لقتل أكبر عدد من القوات العراقية خلال عملية استعادة الموصل التي تعد آخر وأكبر معاقل التنظيم في العراق". بحسب بي بي سي.
وأوضح المسؤول العسكري الأمريكي أن " الطائرات من دون طيار صغيرة كما أن المتفجرات التي تحملها أصغر حجماً من القنبلة اليدوية، إلا أنها كافية لتنفيذ ما يريده داعش، وهو القتل العشوائي". وأردف سيليفا أن "استخدام الطائرات من دون طيار من قبل التنظيم ليس أمراً جديداً، إذ أنهم استخدموها مسبقاً كوسيلة للاستطلاع". وأكد الكولونيل أن "القوات العراقية استطاعت بدعم استهداف هذه الطائرات، وجعلها أقل فعالية من قبل". وأشار سيليفيا أنه "ما زال هناك العديد من المعارك المقبلة في شرق الموصل ضد التنظيم"، مضيفاً أن "التنظيم لديه خطة دفاعية محكمة".
اضف تعليق