بعد ان فقد تنظيم داعش الارهابي، الكثير من قوته بسبب الخسائر الكبيرة التي مني بها على أيدي القوات الأمنية والحشد الشعبي والعشائري، في عمليات تحرير مدينة الموصل التي يسيطر عليها التنظيم منذ عام 2014، اصبح اليوم وكما يقول بعض الخبراء يعتمد اساليب وخطط قذرة لأجل تعوض خسائره المتتالية، حيث بدأ التنظيم يوسع من حروبه المعنوية ويضاعف من سياسة الترهيب للحفاظ على تماسكه ومنع هروب عناصره، بعد ان عمد في الوقت نفسة الى تهريب قادته الكبار، عقب سلسلة من الهزائم لحقت به في أماكن مختلفة، كما سعى التنظيم الى تضخيم العمليات الإرهابية التي ينفذها وأصبح يتبنى أيضا تكتيكات جديدة للحروب النفسية، لرفع معنويات عناصر التنظيم بعد فرار الكثير منهم من المعارك الجارية في العراق.
كما ان هذا التنظيم الارهابي سيسعى ايضا استخدام المدنيين العزل كدروع بشرية بهدف ايقاف العمليات العسكرية وعرقلة تقدم الجيش، وتنفيذ عمليات انتحارية ضد المدنيين في مناطق مختلفة، كما ان التنظيم قد يستخدم ايضا أسلحة جديدة وغير تقليدية كالطائرة بدون طيار محلية الصنع التي تحمل متفجرات من نوع C4 واستخدمها التنظيم لمهاجمة القوات الفرنسية والكردية في شمال العراق في وقت سابق مما أسفر عن مقتل اثنين من الاكراد، ويرى بعض المراقبين ان داعش قد يسعى ايضا الى اعتماد تكتيك الارض المحروقة الذي انتشر في وقت سابق في هذه المعارك، اذ استخدم التنظيم الأسلحة الكيمياوية عندما احرق مصنع الكبريت جنوب كركوك وتصاعدت سحابة من الدخان السام عبر سهل نينوى، ما تسبب بصعوبات في التنفس ونزيف في الأنف، واختلطت الأبخرة مع الدخان المتصاعد من آبار النفط في المنطقة التي أضرم فيها تنظيم داعش النار في محاولة لخلق ستار من الدخان. ويخشى كثيرون من ان يدمر مسلحو التنظيم المصانع والمنشآت النفطية وغيرها من البنى التحتية الحساسة في حملة الأرض المحروقة، حالما تصل القوات العراقية الى الموصل.
وفيما يخص اخر تطورات هذه المعركة فقد اعلن جنرال اميركي من التحالف الدولي ان قادة من تنظيم داعش بداوا يغادرون الموصل التي تتعرض لهجوم تشنه القوات العراقية لاستعادتها متوقعا ان يبقى فيها جهاديون اجانب لخوض المعارك. وقال الجنرال غاري فوليسكي المسؤول في التحالف الدولي ضد الجهاديين عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة من بغداد "لقد شهدنا حركة" لمسؤولين ومقاتلين من تنظيم داعش خارج المدينة في حين ان مقاتلين اجانب هم "الذين سيبقون فيها وسيحاربون". ويقدر ان هناك ما بين ثلاثة الاف وخمسة الاف مقاتل من التنظيم في المدينة، وهي غير محاصرة بالكامل من قبل القوات العراقية المدعومة من التحالف الدولي. وبالتالي يمكن للجهاديين ان يفروا عبر الغرب نحو مدينة تلعفر العراقية او نحو سوريا.
وحذر الجيش الروسي من خروج الجهاديين الموجودين حاليا في العراق الى سوريا. وبحسب الجنرال الاميركي فوليسكي "هناك مؤشرات الى ان مسؤولين من تنظيم داعش غادروا" المدينة مضيفا "نقول للتنظيم ان قادتهم يتخلون عنهم". واوضح الجنرال الاميركي ان الجهاديين الاجانب هم الذين سيخوضون المعركة ضد القوات العراقية. وقال "نعتقد انهم هم من سيبقى ويقاتل" في المدينة "لان ليس لديهم اي مكان اخر للذهاب اليه. من الصعب بالنسبة اليهم ان يختلطوا بالسكان المحليين". ولفت الى ان العراقيين سيراقبون كل شخص يغادر الموصل مؤكدا ان محاولات المقاتلين الاجانب الاختلاط بين النازحين لن تنجح.
مذابح جديدة
في السياق ذاته قال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن هناك تقارير أولية تفيد بأن مقاتلي تنظيم داعش قاموا بقتل العشرات حول مدينة الموصل معقله بالعراق. وقال كولفيل إن تقارير أفادت بأن التنظيم قتل 50 فردا من رجال الشرطة السابقين الذين كانوا محتجزين في مبنى خارج الموصل كما اكتشفت قوات الأمن العراقية جثث 70 مدنيا في منازل في قرية تلول ناصر جنوبي الموصل. وفي قرية السفينة الواقعة على بعد نحو 45 كيلومترا جنوبي الموصل قُتل 15 مدنيا وألقيت جثثهم في النهر في محاولة لبث الرعب كما رُبط ستة رجال من أقارب زعيم عشائري يقاتل داعش بعربة وتم جرهم حول القرية. وقال كولفيل "زُعم أيضا أن الرجال الستة ضُربوا بهراوات وبمؤخرات بنادق. ولم يتضح ما حدث لهم بعد ذلك."
وقالت تقارير أيضا إن مقاتلي التنظيم قتلوا بالرصاص ثلاث نساء وثلاث فتيات وأصابوا أربعة أطفال آخرين بسبب سيرهم ببطء خلال ترحيل قسري من قرية. وقال كولفيل إن "الضحايا تخلفوا عن الباقين لأن طفلة كانت معوقة. وكانت من بين من أُطلقت النار عليهم وقُتلوا." وتضمنت مصادر المعلومات مدنيين ومصادر مؤكدة في شمال العراق استعانت بها الأمم المتحدة في الماضي.
وقال كولفيل "إنه خليط من المصادر وبوضوح بعضها لا يمكن حتى أن نلمح إلى تعريفها أو حتى أماكنها لأسباب تتعلق بحمايتها لا سيما بالنسبة لهؤلاء الموجودين في مناطق ما زال تنظيم داعش يسيطر عليها وفي حالات أخرى حيث تدور معركة كبيرة." وأضاف أن بعض التقارير جاء من مصادر حكومية عراقية لكن ما زال لابد أيضا من التحقق منها. وتابع قائلا "نخشى بشكل كبير جدا من أن هذه لن تكون آخر مثل هذه التقارير التي نتلقاها عن ارتكاب تنظيم داعش مثل هذه الأعمال الوحشية." بحسب رويترز.
وأضاف أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يحث القوات الحكومية العراقية وحلفاءها على عدم الانتقام من المدنيين ومعاملة مقاتلي التنظيم وفقا للقانون. وتشعر الأمم المتحدة أيضا بقلق بشأن طرد مئات النازحين في كركوك بعدما شن تنظيم داعش هجوما مفاجئا هناك والذي قال كولفيل إنه قد "يعقد بشكل كبير الوضع المثير للقلق بالفعل من النزوح الجماعي في المنطقة."
الى جانب ذلك قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن مسلحي تنظيم داعش جمعوا 550 عائلة من قرى حول مدينة الموصل العراقية ويحتجزونهم قرب مواقع للجماعة المتشددة داخل المدينة ربما لاستخدامهم كدروع بشرية. وقال المفوض السامي لحقوق الإنسان الأمير زيد رعد الحسين في بيان "نشعر بقلق بالغ حيال تقارير بأن تنظيم داعش يستخدم المدنيين داخل وحول الموصل كدروع بشرية أثناء تقدم القوات العراقية وهو يبقي المدنيين قريبا من مكاتبه أو أماكن تجمع مقاتليه وهو ما قد يسبب ضحايا بين المدنيين. "هناك خطر داهم من أن يستخدم مقاتلو التنظيم مثل هؤلاء الضعفاء ليس فقط كدروع بشرية بل قد يختارون أيضا قتلهم عوضا عن تحريرهم."
وقالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة رافينا شمدساني استنادا إلى "معلومات موثقة" من مصادر محلية إن 200 عائلة أجبروا على السير من الموصل إلى بلدة السلامية في 17 أكتوبر تشرين الأول وإن 350 عائلة أخرى غادرت قرية النجفية إلى الموصل في اليوم نفسه. وقالت "هذا يبدو أنه يشير إلى أن سبب هذه التحركات هو لاستخدامهم كدروع بشرية." ومع وجود نحو 1.5 مليون شخص في الموصل قالت المنظمة الدولية للهجرة إن التنظيم قد يستخدم عشرات الآلاف من السكان دروعا بشرية للتمسك بآخر معقل لهم في العراق. وقالت المنظمة إن من المرجح لجوء الجهاديين للهجمات الكيماوية والتي سبق واستخدموها ضد القوات الكردية العراقية.
انقلاب داخلي
على صعيد متصل يقول سكان ومسؤولو أمن عراقيون إن تنظيم داعش سحق مخطط تمرد في مدينة الموصل قاده أحد قادة التنظيم الذي كان يعتزم تغيير ولائه والمساعدة في تسليم عاصمة دولة الخلافة إلى قوات الحكومة. وأعدم التنظيم 58 شخصا يشتبه بأنهم شاركوا في المخطط بعد الكشف عنه وقال السكان الذين تحدثوا من بعض الأماكن القليلة التي لا تزال تعمل بها خدمات الاتصالات إن المتآمرين قتلوا غرقا ودفنت جثثهم في مقبرة جماعية في أرض بائرة على مشارف المدينة.
ومن بينهم مساعد محلي لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي قاد المشاركين في المخطط وفقا لروايات متطابقة من خمسة سكان ومن هشام الهاشمي وهو خبير في شؤون داعش يقدم المشورة للحكومة في بغداد ومن العقيد أحمد الطائي من قيادة عمليات محافظة نينوى. وكان هدف المتآمرين تقويض دفاعات داعش في الموصل. والموصل هي المعقل الرئيسي الأخير لداعش في العراق. وكان يسكنها قبل الحرب نحو مليوني شخص وهي أكبر خمس مرات من مساحة أي مدينة أخرى سيطر عليها التنظيم. ويقول مسؤولون عراقيون إن هجوما بريا كبيرا قد يبدأ هذا الشهر بدعم من قوة جوية أمريكية وقوات الأمن الكردية ووحدات شيعية وسنية غير نظامية.
ونجاح الهجوم على الموصل سيدمر فعليا الشطر العراقي من دولة الخلافة التي أعلنتها الجماعة المتشددة عندما اجتاحت شمال العراق في 2014. لكن الأمم المتحدة تقول إنه قد يتسبب أيضا في أكبر أزمة إنسانية في العالم وقد يؤدي في أسوأ سيناريوهاته إلى تشريد مليون شخص. ويرابط مقاتلو داعش في خنادق للدفاع عن المدينة ولهم باع في استخدام المدنيين كدروع بشرية في الدفاع عن الأراضي التي يسيطرون عليها.
ويقول الهاشمي إن المنشقين القي القبض عليهم بعد الامساك بأحدهم ومعه رسالة على هاتفه تتحدث عن نقل أسلحة. واعترف اثناء الاستجواب بأن الأسلحة كان مخبأة في ثلاثة مواقع لاستخدامها في التمرد دعما للجيش العراقي عندما يقترب من الموصل. وذكر أن التنظيم داهم ثلاثة منازل استخدمت لاخفاء الأسلحة في الرابع من أكتوبر تشرين الأول. وفي بغداد قال المتحدث باسم وحدة مكافحة الإرهاب العراقية صباح النعماني "هؤلاء كانوا أفرادا من داعش انقلبوا ضد التنظيم في الموصل... هذا مؤشر واضح إلى أن هذه المنظمة الإرهابية بدأت تفقد الدعم ليس فقط من قبل السكان بل حتى من قبل أفرادها."
ولم يتمكن متحدث باسم التحالف العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي ينفذ ضربات جوية ضد أهداف للتنظيم في سوريا والعراق من تأكيد أو نفي الروايات عن المخطط المُحبَط. وبدت مؤشرات إلى انشقاقات داخل الخلافة هذا العام عندما طرد التنظيم السني المتشدد من نصف الأراضي التي سيطر عليها قبل عامين في شمال وغرب العراق. وعبر بعض الأشخاص في الموصل عن رفض لحكم التنظيم المتشدد بكتابة حرف "م" على الجدران في إشارة إلى "المقاومة" أو كتابة كلمة "مطلوب" على منازل المتشددين. وتعاقب مثل هذه الأفعال بالقتل.
وقال النعماني إن وحدته نجحت على مدى الشهرين المنصرمين في فتح قنوات اتصال مع "متعاونين" بدأوا يقدمون معلومات ساعدت في توجيه ضربات جوية لمراكز قيادة المتشددين ومواقعهم في الموصل. وذكر السكان أن قائمة بأسماء أصحاب المخطط الثمانية والخمسين الذين أعدموا سلمت إلى مستشفى لإخطار أسرهم لكن التنظيم لم يُرجع جثثهم. وقال أحد السكان وهو قريب لواحد ممن نفذ فيهم حكم الإعدام "البعض من أقارب المعدومين أرسلوا نساء كبار السن للاستفسار عن الجثث. داعش وبٌخوهم وقالوا لهم لا توجد جثث ولا قبور. هؤلاء خونة مرتدون ومحرم دفنهم في مقابر المسلمين." بحسب رويترز.
وقال العقيد الطائي "بعد الانقلاب الفاشل قامت داعش بسحب الهويات الخاصة التي أصدرتها للقادة المحليين لمنعهم من الهرب من الموصل مع عوائلهم." وذكر أحد السكان أن داعش عينت مسؤولا جديدا هو محسن عبد الكريم أوغلو وهو قيادي في وحدة القناصة ومعروف عنه الصرامة الشديدة لمساعدة حاكم الموصل أحمد خلف الجبوري في الحفاظ على السيطرة. ووضع متشددو التنظيم شراكا خداعية في ارجاء الموصل وحفروا خنادق وجندوا أطفالا للعمل كجواسيس في إطار استعداداتهم للهجوم المرتقب.
الثأر من داعش
من جانب اخر يحكي علي يونس وقد جلس على كرسي متهالك في مدرسة تحتمي فيها مئات الأسر التي هربت من تنظيم داعش جنوبي الموصل كيف فقد أشقاءه الاربعة وشقيقاته الخمس. ويقول علي (20 عاما) عن داعش التي كانت تحكم قريته حتى "علمت أنهم حاولوا أن يتخذوا من أحد أشقائي درعا بشرية." وأضاف قائلا عن المأساة التي روتها له أمه "وعندما قاوم قتلوه رميا بالرصاص. لكن شقيقا آخر قتل أيضا عندما حاول أن يحول دون قتله." "وبعد ذلك قتل شقيق آخر عندما حاول أن يحضن الشقيق الذي قتل بالرصاص وحدث الشيء ذاته وقتلوا جميعا بالرصاص." ولم يتوقف المتشددون عند هذا الحد.. فقد خطفوا أيضا شقيقاته الخمس.
ويقول علي إنه عضو في فصيل عشائري مسلح يدعم هجوم الحكومة على الموصل. وتؤكد روايته أن داعش تلجأ لأسلوب يخشاه معظم السكان والقوات المهاجمة والمنظمات الإنسانية: الدروع البشرية. ولا يشغل علي نفسه كثيرا هذه الأيام بالتفكير فيما إذا كان هجوم الموصل سينجح في تخليص البلاد من داعش وتحقيق الوحدة بين العراقيين المنقسمين على أسس طائفية أبرزها السنة والشيعة. ويقول "كل ما أريده هو أن أعثر على أعضاء داعش وأقطع رؤوسهم".
وأثناء حديثه روت بضع نساء منتقبات قصصا مشابهة. وتذكرت ثيبان سليمان علي كيف أخذ التنظيم شقيقيها واثنين من أعمامها وعشرة من افراد عائلتها رهائن. وتقول "خطفت داعش 16 من أفراد عائلتي لاستخدامهم كدروع بشرية أو رهائن... ونسفوا أيضا بعضا من منازلنا." وتفحص قوات الأمن العراقية هويات مئات الأشخاص الذين تجمعوا في المدرسة ببلدة القيارة التي تسيطر عليها الحكومة على بعد 60 كيلومترا من الموصل للتأكد من أنه لا يوجد بينهم مقاتلون متنكرون.
وكان أربعة من مثل هؤلاء المشتبه بهم راكعين ووجوههم في مواجهة الحائط وقد قيدت أيديهم بأصفاد بلاستيكية خلف ظهورهم. ووقف الاخرون وسط التراب والحصى وهم يحاولون استيعاب الفوضى التي اجتاحت حياتهم. وينقل من يتم التأكد من شخصياتهم إلى مخيم للنازحين على بعد عشرين دقيقة بالسيارة. وعلى مقربة يقع مبنى مهجور مترامي الأطراف يقول مسؤولون محليون إنه كان يستخدم مصنعا لإنتاج القنابل من جانب المتشددين الذين كانوا يسيطرون على المنطقة حتى أغسطس آب.
ويقول سمير محمد وهو مسؤول محلي "انظروا حولكم لتروا عدد المباني التي تم تفجيرها." ويقول مسؤولون عراقيون إن معركة الموصل قد يكون فيها نجاح العراق أو إخفاقه تبعا للطريقة التي سيتعامل بها زعماء البلاد مع التوترات الطائفية. وهناك قلق من أن تتسبب هزيمة داعش في تأجيج العنف الطائفي والعرقي مرة أخرى بسبب الرغبة في الانتقام للفظائع التي ارتكبت بحق أقليات.
ويسكن محافظة نينوى خليط من الجماعات العرقية والدينية مثل العرب والتركمان والأكراد واليزيديين والمسيحيين والسنة والشيعة. ويشكل العرب السنة الغالبية الساحقة بين السكان. وعمرة علي مثال لكيفية انخراط الدولة الإسلامية في خطف واحتجاز رهائن حتى قبل بدء معركة الموصل. واحتجز التنظيم المرأة البالغة من العمر 30 عاما وهي ربة منزل قبل أربعة أشهر لأن زوجها عضو في فصيل شيعي مسلح يقود المعركة ضد التنظيم. بحسب رويترز.
وتقول عمرة التي قضت 40 يوما في الأسر "قالوا لي عندما سجنت في منزل حولوه إلى سجن إنهم سيحتفظون بي حتى يسلم زوجي نفسه." وتابعت قائلة "عندما لم يستسلم.. أخذوني إلى واحدة من محاكمهم الإسلامية وأعلنوا طلاقي منه." وتقول كوثر عبد اللطيف وهي زوجة أخرى في الثلاثينات من عمرها إنه رغم أن داعش رحلت عن قريتها فإنها لا تريد العودة وستظل في مخيم النازحين. وقالت "يمكن أن يعودوا في أي وقت وتوجد قنابل كثيرة هناك. أتمنى أن تتحسن حياتنا بعد استعادة الموصل."
قواعد الحرب
في السياق ذاته ناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل الأطراف المتحاربة بما في ذلك تنظيم داعش إظهار الإنسانية في ساحة القتال وتفادي المدنيين في مدينة الموصل العراقية مع تقدم القوات الحكومية لاستعادة المدينة التي يقطنها 1.5 مليون نسمة. وقال روبرت مارديني المدير الإقليمي للمنظمة للشرق الأدنى والأوسط إن اللجنة تذكر الحلفاء الذين يحاولون طرد المتشددين وهم الحكومة العراقية والسلطات الكردية والتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بواجباتهم وفقا للقانون الإنساني الدولي. ولم تنجح اللجنة حتى الآن في إقامة حوار مع التنظيم بشأن "قواعد الحرب الأساسية".
وقال مارديني "لكن طموحنا .. وسنبذل كل ما في وسعنا.. (هو) إجراء حوار مع هذه الجماعة لأنها تسيطر على مدينة الموصل ونحن نحتاج قطعا لبدء هذا الحوار. ومن ثم فكل ما يمكنني قوله الآن هو أننا سنواصل المحاولة والمحاولة بجد." ولم يحدد مارديني القنوات التي قد تستخدمها اللجنة الدولية للصليب الأحمر للاتصال بتنظيم داعش. وقال "علينا التمسك بالأمل وربما يكون الوضع في الموصل وقتا ترى فيه كل أطراف الصراع بما في ذلك تنظيم داعش مزايا أن تسود قواعد الحرب الأساسية وقواعد الكرامة الأساسية في القتال لأنها تعطي ضمانات للمعاملة الإنسانية للجميع."
وقالت القوات العراقية والكردية المطبقة على الموصل إنها سيطرت على نحو 20 قرية على أطراف المدينة في اليوم الأول من عملية تدعمها الولايات المتحدة لاستعادة آخر معقل كبير لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وتستعد وكالات الإغاثة لما تخشى أن يكون كارثة إنسانية. وقال مارديني إن نحو 900 من موظفي اللجنة الدولية للصليب الأحمر منتشرون في شتى أنحاء العراق وقضوا شهورا يستعدون لهذه الأزمة. وفي المرحلة الأولى من القتال تأهبت اللجنة لتوفير الطعام والماء والمأوى لنحو 270 ألف شخص فارين من الموصل. بحسب رويترز.
وقال في رد على سؤال بشأن احتمال استخدام التنظيم أسلحة كيماوية بأن اللجنة الدولية للصليب الأحمر عززت 13 مركزا طبيا في مناطق محيطة بالموصل بما في ذلك لعلاج أي ضحايا لهجمات بالغاز. وفي تفسير لما يقصده بالقواعد الأساسية للحرب قال مارديني "إنها تعني عدم استهداف المدنيين وتعني عدم استهداف البنية الأساسية المدنية وتعني عدم مهاجمة منشآت طبية وأطقم طبية وتعني تفادي استخدام الأسلحة ذات القوة التفجيرية الضخمة في مناطق كثيفة السكان. "رسالتنا لهؤلاء الذين يتقاتلون بسيطة جدا وهي أعطوا المدنيين أولوية. حافظوا على إنسانيتكم في قلب المعركة واثبتوا أن الإنسانية تهمكم."واشتهر تنظيم داعش خلال عامين منذ سيطرته على مساحات واسعة من العراق وسوريا وإعلان قيام خلافة إسلامية بارتكاب أعمال وحشية على نطاق واسع تشمل الاغتصاب وقطع الرؤوس واعترف مارديني بأن مناشدة التنظيم بإنسانيته ربما يكون أمرا خياليا. وقال "ربما يبدو أمرا ساذجا في أعقاب ما رأيناه حتى الآن لكن موقفنا هو اتباع نفس الخط بشكل حازم والرهان على الإنسانية في أي جماعة تشارك في القتال."
اضف تعليق