يحاول تنظيم داعش الارهابي الذي تكبد خسائر كبيرة في سوريا والعراق توسيع نفوذه في أفغانستان وباكستان، حيث أعلن في وقت سابق كما نقلت بعض المصادر، إنشاء ولاية خراسان في هذه المنطقة التي تعيش حالة من عدم الاستقرار الامني، وعين عليها حافظ محمد سعيد من قادة طالبان باكستان السابقين من مديرية أوركزي القبلية، واختير عبدالرؤوف خادم أحد قادة طالبان أفغانستان السابقين نائباً للوالي وقائداً عسكرياً.غير أن الأحداث لم تمهل عبدالرؤوف خادم الذي قُتِل في تموز (يوليو) الماضي في غارة أميركية على مقره في هلمند جنوب أفغانستان، وتضاربت الأنباء حول مصير حافظ محمد سعيد الذي قالت مصادر إعلامية باكستانية أنه قتل في غارة للطيران الباكستاني على مناطق القبائل.
ويقول خبراء أمنيون ومحللون إن داعش لا تزال حتى الآن مجرد اسم في جنوب آسيا وليست قوة متماسكة في أغلب المنطقة. وشكل مقتل زعيم التنظيم في افغانستان وباكستان حافظ سعيد خان ضربة قاسية للجهاديين، لكن المراقبين يرون ان المنطقة لا تزال في دائرة تهديد التنظيم المتطرف. ومقتله الذي اعلنه البنتاغون هو الثاني لمسؤول اسلامي في ضربات اميركية في المنطقة خلال بضعة اشهر. ويشكل ضربة لتنظيم داعش الذي يسعى الى التوسع خارج قواعده التقليدية في العراق وسوريا. وقال هارون مير المحلل السياسي في كابول ان "مقتل زعيم تنظيم داعش حافظ سعيد خان يشكل ضربة قاسية للتنظيم الذي سيواجه صعوبات في تسجيل نقاط من دون قيادة متينة. لكن المنطقة لا تزال في دائرة التهديد".
ويقول المسؤولون الاميركيون في كابول ان للتنظيم المتطرف نحو 1500 مقاتل معظمهم من قدامى طالبان الافغانية فضلا عن باكستانيين منشقين واسلاميين من اوزبكستان وبعض افراد المجموعات المحلية. ولا شك أن هذا التمدد يدق ناقوس الخطر، فتوغل داعش في آسيا سيكون له تداعيات خطيرة، ولا سيما إن أفغانستان وباكستان تُعتبران معقلا لتنظيمات متطرفة أخرى على رأسها القاعدة. وهذا ما يقلق دولاً إقليمية تشترك في حدودها مع الدولتين كالصين وايران وباقي الدول الاخرى التي تخشى من استفحال خطر التنظيم في هذه المنطقة.
يرى بعض الخبراء أن التوقعات تشير إلى تصاعد نفوذ تنظيم داعش المتطرف في نسخته الأفغانية، خصوصا وان هذا التنظيم اصبح يهدد وجود حركة طالبان المسيطرة على أجزاء من البلد منذ عام 1996. حيث كشف تقرير لجنة القاعدة وطالبان التابعة للأمم المتحدة أن عدد المنضوين تحت لواء داعش ومبايعيه يتزايد باطراد في عدة ولايات أفغانية. وأوضح التقرير نقلا عن مصادر حكومية أفغانية أن هناك على ما يبدو أنه توسّع كبير لتنظيم داعش، مشيرا إلى أن المجموعات المرتبطة بالتنظيم تنشط اليوم في 25 ولاية من أصل 34 ولاية تتكون منها أفغانستان.
ووفق المعلومات المتوافرة فإن معظم المنضمين الجدد هم أفراد جرى تجنيدهم من مجموعات مسلحة، بعضها كان على خلاف مع القيادة المركزية لحركة طالبان، أو أنهم يسعون إلى هوية مختلفة من خلال ابتعادهم عن الحركة. التقرير الأممي أفاد أيضا بأن بين المنضمين أنصارا لتنظيم القاعدة وعددا قليلا من غير الأفغان جاءوا مباشرة من العراق وسوريا، وهم يشكلون حاليا حسب حكومة كابل النواة الصلبة لتنظيم داعش في البلاد.
من ناحية أخرى، تشير تقديرات قوات الأمن الأفغانية إلى أن نحو 10 في المائة من أعضاء حركة طالبان النشطين يؤيدون تنظيم داعش، لكن هذا الرقم غير ثابت نظرا لتغير التحالفات على الأرض بين الحين والآخر. وجاء أيضا أن المجموعات الموالية لـ«داعش» تقاتل القوات الحكومية الأفغانية بانتظام، لكنها نادرا ما تقاتل التنظيمات المسلحة الأخرى.
والحديث عن وجود داعش في أفغانستان وباكستان بدأ في منطقة وزيرستان، عندما أعلن شاهد الله شاهد، المتحدث الأسبق باسم حركة طالبان الباكستانية، وعبد الرحيم مسلم دوست، القيادي السابق في طالبان الأفغانية، مبايعتهما لتنظيم داعش. ولقد نُشرت مبايعة مسلم دوست في الموقع الرسمي للتنظيم المتطرف. أما شاهد الله شاهد فكان قد فُصل قبل فترة من طالبان بتهمة التواصل مع الاستخبارات الباكستانية، من ناحية أخرى، كانت أكبر مجموعة مقاتلة تنفصل عن طالبان وتعلن الولاء لـ«داعش» الأفغاني هي حركة أوزبكستان الإسلامية. وهذه الحركة تضم مقاتلين أجانب من دول آسيا الوسطى والقوقاز وإقليم الأويغور (تركستان الشرقية أو سنكيانغ لغرب الصين)، وزعيمها عثمان غازي. وكانت هذه المجموعة في الماضي جزءا أساسيا من حركة طالبان، ولكن بعدما انصرفت الحركة بعيدا عن برنامجها العالمي انفصلت هذه المجموعة عنها. وبايع زعيم هذه المجموعة أبو بكر البغدادي زعيم «داعش» عقب وفاة زعيم طالبان الملا عمر في ظروف غامضة.
مهمة شاقة
وفي هذا الشأن كانت الضربة الجوية الأمريكية التي قتلت قائد تنظيم داعش في أفغانستان وباكستان بطائرة بدون طيار أحدث لطمة توجه لطموحات التنظيم الذي يتحرك انطلاقا من الشرق الأوسط للتوسع في منطقة لا تزال حركة طالبان القوة الإسلامية المهيمنة فيها. وكانت داعش قد أغرت المئات وربما الآلاف من المقاتلين الجهاديين في أفغانستان وباكستان على مبايعتها بل وسيطرت على مساحة صغيرة من الأرض في إقليم ننكرهار في شرق أفغانستان حيث سقط زعيمها حافظ سعيد خان قتيلا في الضربة الجوية الأمريكية.
غير أن مسؤولين ومحللين أمنيين يقولون إن التنظيم لا يزال خارج هذا الجيب الصغير مجرد اسم أكثر منه قوة مسلحة متماسكة في معظم أنحاء تلك المنطقة. وقال مسؤول في الشرطة الباكستانية بمدينة إسلام آباد مشترطا إخفاء هويته لأنه غير مخول سلطة الحديث لوسائل الإعلام "الجماعات في مختلف أرجاء العالم تريد القفز إلى تلك العربة والاستفادة من شعبيتها وما تبثه في النفوس من خوف." وتتزايد المخاوف التي أثارها في أفغانستان وباكستان تنظيم داعش منذ سيطر التنظيم الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة على مساحات من الأرض في العراق وسوريا في عام 2014 وبدأ يروج لأفكاره على المستوى العالمي.
واكتسبت تلك المخاوف قوة جديدة بعد أن أعلنت "ولاية خراسان" التابعة لداعش في أفغانستان وباكستان مسؤوليتها عن تفجيرين دمويين أسفر كل منهما عن سقوط أكثر من 70 قتيلا أحدهما في العاصمة الأفغانية كابول والثاني في مدينة كويتا بجنوب غرب باكستان. ومع ذلك فقد أثار المسؤولون الباكستانيون والمحللون المستقلون الشكوك فيما أعلنه التنظيم خاصة فيما يتعلق بتفجير كويتا وقالوا إن إعلان المسؤولية الأكثر مصداقية عن الهجوم الانتحاري الذي وقع في مستشفى هو على الأرجح ما صدر عن جماعة الأحرار المنشقة على حركة طالبان.
وقال مايكل كوجلمان محلل شؤون جنوب آسيا في مركز وودرو ويلسون للأبحاث في الولايات المتحدة إن التنظيم "يتخذ على نحو متزايد وضع الدفاع وهو يكافح للدفاع عن دولة الخلافة الآخذة في التقلص في العراق وسوريا ولذلك فإن أمامه حافزا قويا لإظهار أنه ما زال موجودا على الساحة بإعلان مسؤوليته عن عملية لم ينفذها." وقبل عامين كان اسم تنظيم داعش أشهر من نار على علم وكان التنظيم قبلة الجهاديين العازمين على استخدام العنف في تدمير المؤسسات العلمانية وفرض تفسيرهم المتطرف للإسلام. وفي واقع الأمر أعلنت جماعة الأحرار في وقت من الأوقات مبايعة أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم في عام 2014 خلال خلاف مع قيادة حركة طالبان الباكستانية.
غير أنها عادت بعد بضعة أشهر إلى رفع راية طالبان كما أنها استخدمت اسمها الكامل "تحريك طالبان باكستان جماعة الأحرار" عندما أعلنت مسؤوليتها عن تفجير كويتا الذي وقع في الثامن من أغسطس آب. وقد أوضح تنظيم داعش التزامه بتطوير "ولاية خراسان" التي أعلنها في يناير كانون الثاني 2015. وعندما أعلنت القيادة المركزية للتنظيم مسؤوليتها عن تفجير كويتا أصدرت بيانات باللغات العربية والانجليزية والأردية المستخدمة في باكستان.
ولاسم "خراسان" أهمية خاصة في فكر التنظيم لأنه يشير إلى منطقة تاريخية تشمل جانبا كبيرا من إيران الحالية وأفغانستان وباكستان وإلى نبوءة بأن جيش المسلمين سيخرج من تلك المنطقة لفتح جميع أرجاء الشرق الأوسط بما في ذلك القدس. والإغراءات في جنوب آسيا واضحة بما يكفي في نظر التنظيم بفعل وفرة فرص تجنيد الأنصار من بين المقاتلين الموجودين والمسلحين تسليحا جيدا وكذلك خبراء صناعة القنابل. ونظرا لوجود عشرات من الفصائل الإسلامية التي تربطها تحالفات فضفاضة في أفغانستان وباكستان فإن المنطقة مؤهلة للتحولات الجاهزة في الولاءات.
غير أن حركة الدولة الإسلامية الناشئة في البلدين تواجه تحديات. ففصائل مختلفة من حركة طالبان وتنظيم القاعدة المتحالف معها ممن يعترضون على أحقية البغدادي في الخلافة ما زالت تسيطر على شبكات واسعة متداخلة للتمويل من تجارة الأفيون وعمليات الخطف وفرض الإتاوات على مناطق تخضع لسيطرتها. وقال مسؤول الشرطة الباكستاني "سيكون الثمن الذي تدفعه أي جماعة باكستانية غاليا جدا للانضمام إلى جماعة رفضتها حركة طالبان الأفغانية رفضا قاطعا."
وبخلاف انتزاع السيطرة على عدة مناطق في ننكرهار من طالبان فلم يسيطر أنصار داعش حديثو العهد بمبايعتها على أي مساحة أخرى تذكر من الأرض في أفغانستان. كذلك فإن حركة طالبان وتنظيم داعش يتعرضان لقصف عنيف من جانب الطائرات الأمريكية بدون طيار ولهجمات قوات الأمن الأفغانية في ننكرهار ومنها الهجوم الذي قتل فيه خان. وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق إنها تقدر أن حوالي 300 مقاتل من التنظيم قتلوا في يوليو تموز فقط. ولا يعد مقتل القائد المحلي ضربة قاضية لقدرات التنظيم المحدودة على تنفيذ عمليات في المنطقة لكنها تؤثر بشكل من الأشكال على صورته في منطقة تكثر فيها خيارات الانخراط في الجهاد. بحسب رويترز.
وشرح كوجلمان من مركز ويلسون الفرق بين إغراء اسم داعش في أفغانستان وباكستان وبينه في مناطق أخرى من العالم فقال "في أوروبا لن يجد الساخطون والمستاؤون بين الإسلاميين المحليين الكثير من الخيارات المغرية في بلادهم. وهذا ما يدفعهم للقيام بالرحلة إلى الشرق الأوسط للانضمام لصفوف التنظيم." أما في باكستان وأفغانستان فالوضع مختلف إذ يقول إن من اعتنق الأفكار المتطرفة حديثا ويبحث عن الانتماء لفصيل فليس ثمة ما يدعو إلى انجذابه لداعش لأن الخيارات الأخرى أمامه كثيرة.
حرب ومكاسب
في السياق ذاته قال الجنرال جون نيكلسون قائد القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان إن القوات الأفغانية بدعم من الولايات المتحدة قتلت نحو 300 من متشددي تنظيم داعش في عملية وصفها بأنها- ضربة قوية للتنظيم. وأضاف أن الهجوم في إقليم ننكرهار في شرق أفغانستان كان ضمن عمليات أمريكية لتقليص قدرات التنظيم أينما ظهر سواء كان في العراق أو سوريا أو أفغانستان.
وأعلن التنظيم الذي يعتقد أن أنشطته تقتصر على ثلاث أو أربع مناطق من جملة أكثر من 400 منطقة في أفغانستان المسؤولية عن تفجير استهدف الهزارة الشيعية في كابول مما أسفر عن مقتل 80 شخصا على الأقل. وقال نيكلسون -الموجود في نيودلهي لإجراء محادثات مع الجيش الهندي الذي وفر التدريب وبعض الأسلحة لأفغانستان- إن القوات الأفغانية بدعم أمريكي شنت لتوها عملية ضد تنظيم داعش في إطار مكافحة الإرهاب.
وقال للصحفيين "قتلوا عددا من كبار قادة التنظيم وما يصل إلى 300 من مقاتليه." وأضاف "بالتأكيد يصعب تحديد عدد محدد .. لكن هذا ربما يصل إلى 25 في المئة من أعضاء التنظيم على الأقل وهو ما يمثل انتكاسة كبيرة له."
من جانب اخر أعلن البنتاغون ان تنظيم داعش في افغانستان استولى على عتاد تركه جنود من القوات الخاصة الاميركية في ولاية ننغرهار (شرق) بعد اضطرارهم للانسحاب على عجل اثر هجوم شنه مقاتلون من التنظيم الجهادي. وكان التنظيم الجهادي نشر صورا تظهر ما بدا انه عتاد عسكري اميركي يتضمن رصاصات وقنابل ومماشط اضافة الى علم اميركي وهوية جندي اميركي. وأوضحت وزارة الدفاع الاميركية ان جنودا من القوات الخاصة الاميركية كانوا يؤازرون جنودا افغانا في مستشفى ميداني في ولاية ننغرهار حين استهدفهم الجهاديون بهجوم مباغت.
وقال المتحدث باسم الوزارة ادام ستامب انه بنتيجة الهجوم "تم نقل هذا المستشفى الميداني الى مكان اكثر امنا وخلال انتقال الجنود جرى ترك معدات في مكانها". واضاف انه "لاسباب يسهل يفهمها لم نعرض ارواح جنودنا للخطر من اجل استعادة هذه المعدات قبل عملية الاخلاء من هذه المنطقة والتي كان خطط لها اصلا". وشدد البنتاغون على ان قواته لم تخسر اي موقع من جراء الهجوم. بحسب فرانس برس.
وكان قائد قوات الاطلسي في افغانستان الجنرال الاميركي جون نيكلسون اعلن اصابة خمسة جنود اميركيين بجروح في عمليات مشتركة مع الجيش الافغاني ضد تنظيم داعش في ولاية ننغرهار. ولم يعرف ما اذا كان الجنود الخمسة اصيبوا في الهجوم الذي اضطروا خلاله الى ترك قسم من عتادهم ام في عملية اخرى. ورفض المتحدث باسم البنتاغون اعطاء تفاصيل عن الجنود الجرحى او ظروف اصابتهم. وقال "حفاظا على الحياة الخاصة للجنود المعنيين لن ندلي باي تعليق عن اية اصابات بعينها، كما اننا لن نعلق على صور العتاد الذي خسرناه". وتعد القوات الاميركية 9800 رجل في افغانستان. وتتمثل مهمتها في تقديم الاستشارة والمساعدة للقوات الافغانية ويمكن ايضا ان تنفذ عمليات قتال ضد قوات متطرفة مثل القاعدة وتنظيم الدولة الاسلامية.
داعش في باكستان
الى جانب ذلك قال الجيش الباكستاني إنه سحق محاولة تنظيم داعش لكسب موطئ قدم في البلاد نافيا مزاعم التنظيم بأنه نفذ تفجيرا كبيرا الشهر الماضي ووصفها بأنها دعاية. ولكن هذه التصريحات تعد إقرارا نادرا من مسؤول باكستاني كبير بأن التنظيم كان له أي نوع من التواجد النشط في البلد الذي تنتشر به الكثير من الجماعات المتشددة ومنها طالبان الأفغانية والباكستانية والقاعدة وشبكة حقاني.
ورفض اللفتنانت جنرال عاصم بجوة كبير المتحدثين باسم الجيش شكاوى أمريكية بأن الجيش لا يتحرك ضد شبكة حقاني المشتبه بتنفيذها تفجيرات في كابول قائلا إن باكستان تشن "عملية لا تمييز فيها" ضد كل المتشددين. وقال المتحدث إن باكستان ألقت القبض على 309 أشخاص مرتبطين بداعش حتى الآن موضحا إنهم تورطوا في هجمات على وسائل الإعلام وأفراد الأمن وكانوا يخططون لهجمات على الحكومة وأهداف دبلوماسية ومدنية. وقال بجوة "حاولوا إيجاد مدخل وفشلوا وألقي القبض عليهم." وأضاف أن أغلب الذين ألقي القبض عليهم جهاديون باكستانيون حولوا ولاءاتهم إلى لداعش لكنه أوضح أن بينهم أجانب منهم أفغان وبعض السوريين. وزاد القلق الدولي من سعي التنظيم لتأسيس تواجد في باكستان بعد إعلانه أنه نفذ تفجيرا انتحاريا على مستشفى في مدينة كويتا أودى بحياة 70 شخصا.
على صعيد متصل قال مسؤولون إن الشرطة الباكستانية ألقت القبض على رجلين للاشتباه بتوزيعما منشورات لتنظيم داعش عقب مداهمة في مدينة بيشاور بشمال غرب البلاد وسط مخاوف من شن التنظيم المتشدد هجمات في باكستان. وقال الجيش الباكستاني إنه أحبط محاولات داعش للتوسع في البلاد واعتقل أكثر من 300 شخص يشتبه في تخطيطهم لهجمات على أهداف حكومية ومدنية ودبلوماسية.
وبعد المداهمة قالت شرطة عاصمة إقليم خيبر بختون خوا إن متشددين يمارسون أنشطتهم في أجزاء من بيشاور وبعضهم ينتمون لداعش. وقال مسؤول في الشرطة يدعى اشتياق أحمد "بعض أجزاء العاصمة الإقليمية مثل تهسكال وبالوساي وتشارسادا رود وريجي تشتهر بأنشطة جماعات متشددة مثل داعش." وقال مسؤول آخر بالشرطة طالبا عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام إن اثنين آخرين من المشتبه بهم فرا أثناء المداهمة. وهناك مخاوف من انجذاب بعض المتشددين الباكستانيين السنة إلى داعش مثلما حدث في أفغانستان المجاورة. وعانت باكستان العنف الطائفي لفترة طويلة إذ استهدف متشددون سنة الأقلية الشيعية وأقليات دينية أخرى. بحسب رويترز.
وأعلنت وكالة الأنباء التابعة للتنظيم المتشدد في أغسطس آب مسؤولية التنظيم عن تفجير انتحاري أودى بحياة 74 شخصا في مستشفى بمدينة كويتا في جنوب غرب باكستان. لكن فصيلا منشقا عن حركة طالبان يعرف باسم جماعة الأحرار أعلن مسؤوليته أيضا عن الهجوم. وبايعت الجماعة قيادة تنظيم داعش بالشرق الأوسط في يوم من الأيام لكنها حولت ولاءها إلى طالبان فيما بعد.
اضف تعليق