الهجمات المسلحة والتهديدات الأمنية المتكررة التي تقوم بها بعض الجماعات والتنظيمات الارهابية المسلحة في مختلف دول العالم، لها العديد من اضرار والتأثيرات السلبية على مختلف القطعات ومنها القطاع السياحي، الذي يعد الشريان الاقتصادي الاول في العديد من الدول كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان هذا القطاع يعد اكثر القطاعات حساسية إزاء الاضطرابات الأمنية، فأية حوادث أمنية خطيرة تصيب المناطق السياحية ستؤدي إلى خوف السياح ومنعهم من التوجه إليها او الذهاب إلى وجهات بديلة موجودة في دول أخرى. وهو ما سيؤدي إلى تعطيل عمل المنشآت السياحية بشكل كلي أو جزئي في مناطق الحوادث وجوارها، الامر الذي سينعكس سلبا على باقي القطاعات الاخرى التي تفي بمتطلبات السياح والمنتجعات السياحية. ومن هنا يمكن تصوّر حجم الأضرار الكبيرة التي تسببها الهجمات الإرهابية على قطاع حيوي كالسياحة لاسيما وأنها تستهدفه في أوقات حساسة ومدروسة من حيث التوقيت والمكان والحجم.
ويرى بعض الخبراء ان التنظيمات الارهابية المتشددة، قد سعت في الفترة الاخيرة الى اعتماد تكتيكات وخطط جديدة نفذت في العديد من دول العالم وخصوصا المنطقة العربية التي تشهد حالة من عدم الاستقرار الامني، حيث عمدت هذه التنظيمات الى استهداف القطاع السياحي والسياح الاجانب بشكل مباشر الامر الذي مكنها من تحقيق العديد من الاهداف، منها قتل اكبر عدد ممكن من الرعايا الاجانب خصوصا رعايا الدول المعادية واضعاف قوة الدول المستضيفة، يضاف الى ذلك الخسائر الاقتصادية الكبيرة التي ستلحق بها جراء هكذا عمليات.
وقد بلغت خسائر الدول العربية في قطاع السياحة بحسب بعض المصادر أكثر من 30 مليار دولار، وأدت الصراعات في المنطقة العربية، إلى تراجع نشاط المؤسسات السياحية بنسب تراوحت بين 50 و70 بالمائة خلال السنوات الأربع الماضية في تونس ومصر، وبين 30 و50 بالمائة في الأردن ولبنان. أما في سوريا واليمن فتعاني السياحة من شلل تام. وبالمجمل تراجع دخل السياحة في دول ما يسمى "الربيع العربي" إلى أكثر من 44 بالمائة، من 24.5 مليار دولار في عام 2010 إلى 13.6 مليار دولار عام 2014 حسب معطيات البنك الدولي. وفي حال استمرت الهجمات الإرهابية ضد المنشآت السياحية والمواقع الأثرية والتاريخية من حين لآخر فإن الوضع سيتدهور أكثر ومعه مستوى معيشة شرائح اجتماعية كبيرة تعتمد على السياحة في توفير متطلبات حياتها اليومية. وسيرافق ذلك ازدياد حدة البطالة والفقر، لاسيما في صفوف الشباب الذين يشكلون نحو ثلثي المجتمعات العربية.
هجمات باريس
على صعيد متصل بدت المعالم السياحية الرئيسية في باريس والتي يقصدها الناس من كل انحاء العالم شبه مقفرة بعدما دفعت بدورها ثمن الاعتداءات الدامية التي وقعت اخيرا. وهذه الاعتداءات التي خلفت 128 قتيلا و300 جريح ضربت القلب النابض للعاصمة الفرنسية التي تحتل المرتبة الاولى بين الوجهات السياحية في العالم، وفي وقت اعلنت الحكومة السعي الى اجتذاب مئة مليون اجنبي العام 2020.
وظلت المتاحف الرئيسية وبينها فرساي واللوفر مغلقة، ومثلها العديد من المسارح على غرار الاوبرا ومدينة يوروديزني الترفيهية. والحال نفسها تنطبق على برج ايفل الشهير الذي يشكل مرادفا للسياحة في باريس واعلن اغلاقه حتى اشعار اخر. اما المتاجر الكبرى فبادرت الى فتح ابوابها قبل ان يقرر عدد كبير منها الاغلاق بعد بضع ساعات. وبعدما اكد "عزمه على المقاومة"، اعلن مجمع "غاليري لافاييت" بدوره في بيان انه سيغلق ابوابه في ظل "صعوبة تأمين نوعية خدمة ممتازة".
وعلى بولفار هوسمان الذي تحول مسرحا لدوريات عناصر الشرطة المسلحين، تعبر امرأة قائلة لمن يتصل بها عبر سماعة هاتفها النقال "لا انصحك بالذهاب الى المتاجر الكبرى، لا احد يعلم، الافضل عدم المجازفة بالتوجه الى اي مكان"، امام متجر "لو برانتان" بدا المشهد مغايرا بعض الشيء. جمع من السياح الصينيين يحاول الدخول وتقول احدى البائعات "كانوا في برلين وسيكونون في روما. انهم لا يعلمون شيئا".
وتعلق بائعة اخرى بقلق "طوال ثلاثة اسابيع اعقبت (اعتداءات) شارلي ايبدو، لم نحظ باي زبون. ثم عاد الناس للاستفادة من الحسومات. لكن اعياد نهاية السنة باتت على الابواب"، مقهى ستارباكس في بولفار هوسمان شبه خال ايضا، النادل بريان احصى ثلاثة زبائن بعد ساعة ونصف ساعة من فتح الابواب، لكنهم لم يبقوا طويلا، ويقول "المقهى مقفر في حين اننا اعتدنا على خمسة او ستة اشخاص على الاقل، غالبا من السياح الذين لا يتناولون فطورهم في فنادق حي الاوبرا".
وفي هذا الوقت، تسارع بائعات في متجر "اتش اند ام" الى تعليق لافتة "من اجل سلامة عاملينا وزبائننا، سنغلق اليوم استثنائيا". وسط هذه "الصحراء"، يجازف ثنائيان من بلجيكا بالتجول في باريس، علما بان بلجيكيين على الاقل قتلا في اعتداءات. وتقول جانين احدى المرأتين "نعيش مع الخوف لكننا لن نكف عن السفر. هذا ما يريده الارهابيون، ان يلازم الناس منازلهم". وطلب رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال من مواطنيه تجنب التوجه الى باريس "اذا لم يكن ثمة ضرورة".
من جهته، يقول بن رجل الاعمال المتحدر من مالطا والذي حضر لشراء مجوهرات لزوجته قبل ان يعود "كنت اريد ان امضي عيد الميلاد مع زوجتي في باريس، لكنني قررت التوجه الى لندن". المشهد نفسه يتكرر في جادة مونتان حيث متجر غوتشي الفاخر مغلق ايضا. وفي الشانزيليزيه، خلت ارصفة مقاهي "اجمل جادة في العالم" من الرواد واغلقت ايضا المتاجر الرئيسية مثل "زارا". بحسب فرانس برس.
اما صالة سينما غومان مورينيان ففتحت ابوابها باكرا لحفنة من الرواد. وقالت مسؤولة في الصالة تولت بنفسها تفتيش حقائب اليد "طلبنا الاستعانة بعنصرين امنيين لم يحضرا حتى الان". لكن عددا كبيرا من الموظفين ابلغوا الادارة انهم لن يحضروا، الامر الذي يجيزه القانون في حال الخطر الوشيك. واضافت المسؤولة "سنضطر اذن الى الاغلاق في وقت لاحق اليوم حفاظا على الامن". وعند الظهر، اعلنت كبرى صالات السينما في باريس اغلاق ابوابها.
من جانب اخر استقرت الأسهم الأوروبية مدعومة بمكاسب في قطاع الطاقة عوضت أثر التراجع الحاد في أسهم شركات السفر بعد هجمات باريس. وتفوقت أسهم الطاقة على السوق عموما بفضل احتمالات ارتفاع أسعار النفط إثر تصعيد الغارات الجوية الفرنسية على أهداف لتنظيم داعش في سوريا. وكان أداء الأسهم الفرنسية أسوأ بقليل عند إعادة فتح الأسواق للمرة الأولى منذ التفجيرات الانتحارية المنسقة والهجمات التي شنها إسلاميون.
وفقد مؤشر قطاع السفر والترفيه نحو 2.3 مليار يورو (2.46 مليار دولار) وسط مخاوف من تضرر القطاع جراء تراجع ثقة المستهلكين. وهبطت أسهم مجموعة أكور الفندقية الفرنسية 4.7 بالمئة واير فرانس 5.7 بالمئة. لكن مؤشر يوروفرست 300 الأوروبي ارتفع 0.2 بالمئة إلى 1460.76 نقطة بينما هبط مؤشر كاك 40 الفرنسي 0.1 بالمئة. وتصدرت أسهم شركات الطاقة المكاسب وارتفع مؤشر القطاع واحدا بالمئة في ظل ارتفاع أسعار النفط الخام بعد الضربات الجوية واسعة النطاق التي شنتها فرنسا على تنظيم الدولة في سوريا.
تحقيقات بريطانية
في السياق ذاته قال قاضي تحقيقات بريطاني في مراجعة أولية ان تحقيقا بريطانيا في وفاة 30 سائحا قتلوا في هجوم على شاطئ بتونس في يونيو حزيران سيجري في أواخر العام القادم أو أوائل عام 2017. وكانت المذبحة التي وقعت في فندق في سوسة على ساحل البحر المتوسط هي أفدح خسارة في الأرواح تتعرض لها بريطانيا في مثل هذا الحادث منذ تفجيرات يوليو تموز 2005 في لندن.
ووعد نيكولاس لورين سميث -وهو قاض كبير يقوم بدور المحقق في أسباب الوفاة- بإجراء تحقيق "شامل ونزيه لا يعرف الخوف" في الوفيات. وسيشمل المجال الأولي للتحقيق الذي يقوده فحص مدى سلامة نصيحة السفر التي قدمتها وزارة الخارجية وشركات السياحة في بريطانيا بالإضافة الى الحادث نفسه وتحقيقات ما بعد الوفاة. وكان كثير من الضحايا في عطلة مع شركة تومسون وهي جزء من شركة تي.يو.آي جروب العملاقة التي ذكرها القاضي بالاسم على انها طرف معني في القضية.
وفي تطور منفصل بدأت مجموعة من 15 أسرة فقدت أقارب لها في الهجوم وعدد من الضحايا الذين نجوا في إقامة دعوى قانونية ضد شركة تي.يو.آي بزعم أنها تقاعست عن توفير أمن كاف في الفندق. وبعد أسبوعين من الهجوم حذرت بريطانيا من ان وقوع هجوم آخر في تونس "محتمل بدرجة كبيرة" وألغت شركات السياحة العطلات هناك. ولم تُستأنف الرحلات حتى الآن وسط صورة قاتمة لأمن السفر في أماكن أخرى مع توقف رحلات الطيران إلى منتجع شرم الشيخ المصري من المملكة المتحدة بعد سقوط طائرة روسية وبعد هجمات باريس. بحسب رويترز.
وفي وقت سابق قال مسؤول تونسي انه تم اعتقال خلية من 17 متشددا إسلاميا وهو ما حال دون وقوع هجوم آخر كبير على فنادق وقوات الأمن في سوسة كان مخططا له هذا الشهر. وتجري تونس تحقيقا خاصا بها في هجمات سوسة وقال لورين سميث انه على اتصال مع قاضي التحقيق التونسي ويتوقع تلقي معلومات منه في ديسمبر كانون الاول. وحدد قاضي التحقيق مراجعة ثانية قبل التحقيق يوم 21 من يناير كانون الثاني وقال إن التحقيق الكامل سيبدأ إما 31 من أكتوبر تشرين الاول من العام القادم أو التاسع من يناير كانون الثاني 2017.
خسائر كبيرة
في هذا الشأن قال وزير السياحة المصري هشام زعزوع إن مصر ستخسر 2.2 مليار جنيه (281 مليون دولار) شهريا جراء قرار بريطانيا وروسيا تعليق الرحلات الجوية إليها بعد تحطم طائرة الركاب الروسية في شبه جزيرة سيناء. وعلقت بريطانيا الرحلات إلى مدينة شرم الشيخ المصرية بعد أربعة أيام من سقوط الطائرة الروسية عقب إقلاعها بوقت قصير في 31 أكتوبر تشرين الأول من مطار المدينة مشيرة إلى احتمال إسقاط الطائرة عن طريق قنبلة. وقتل جميع من كانوا على متن الطائرة الروسية وعددهم 224 شخصا.
وعلقت عدة شركات الرحلات إل شرم الشيخ كما أعلنت روسيا في وقت لاحق وقف رحلاتها لكل المطارات المصرية. وقال زعزوع إن السياح الروس والبريطانيين يشكلون ثلثي حركة السياحة في شرم الشيخ بينما يمثل الروس وحدهم نصف السياح في مدينة الغردقة المقصد السياحي المصري الرئيسي المطل على البحر الأحمر. وقال زعزوع إنه يعتزم إطلاق حملة بقيمة خمسة ملايين دولار للترويج للسياحة المصرية في بريطانيا وروسيا ردا على ما وصفه بالتأثير السلبي للتغطية الإعلامية الغربية لحادث الطائرة. بحسب رويترز.
وكان مسؤول روسي كبير استبعد إلغاء قرار موسكو قريبا. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن سيرجي إيفانوف مدير الديوان الرئاسي الروسي قوله "إنه (القرار سيظل ساريا) لفترة طويلة، لا يمكنني حقا القول إلى متى لكن أعتقد أنه لعدة أشهر على الأقل"، وأضاف أنه يجب تعزيز الأمن ليس في شرم الشيخ فقط ولكن أيضا في الغردقة والقاهرة "في الأماكن التي تحلق فيها الطائرات الروسية". وقال زعزوع إن الحكومة ستسعى إلى تعويض خسارتها من السياحة العالمية من خلال تشجيع السياحة الداخلية والخليجية وتسهيل حصول السياح القادمين من شمال أفريقيا على تأشيرات الدخول.
من جانب اخر قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال تفقده منتجع شرم الشيخ السياحي إن بلاده آمنة وستبذل كل جهدها لحماية زائريها من السياح الأجانب. ووجه السيسي رسالة للدول الغربية في تصريحات تلفزيونية وقال "مصر آمنة ومستقرة وسالمة ومرحب بمواطنيكم أن يأتوا لمصر بسلام وأن يغادروا بسلام. نحن سنبذل كل جهد كي نحميهم ونحافظ عليهم".
وأضاف السيسي أن "زيارة اليوم الهدف منها طمأنة الناس داخل مصر وخارج مصر. مهم جد أن تعرفوا أننا خلال الشهور الماضية كانت هناك مراجعه دورية ومستمرة من الجهات الأمنية ليس فقط في مطار شرم الشيخ لكن في كل المطارات." وتعهد السيسي بدعم حكومته لقطاع السياحة. وقال "نحن هنا كي نبعث برسالة للمستثمرين الموجودين هنا وفي الغردقة وفي كل مكان... نحن معهم وسنساندهم. وأقول للمصريين لن تنطفئ أنوار شرم ولا الغردقة ونحن موجودون." وأضاف "هذا القطاع مستمر وسندعمه في مواجهة ما نحن فيه... ليس الحكومة فقط بل كل المصريين".
لكن تصريحاته لم تنجح على ما يبدو في طمأنة عشرات العمال الذين كانوا يحتجون على تسريحهم خارج أحد الفنادق في شرم الشيخ. وقال سيد مجاهد رئيس رابطة مستأجري المحلات والبازارات في شرم الشيخ "السيسي يقول ولا يفعل. ذهب وقابل من يحكمون البلد وترك الناس. أثناء وصول السيسي... سرحت الفنادق العمال." وأضاف "عندنا كارثة في السياحة والمستثمرون أول شيء يأتون عليه هو العامل الصغير".
وعائدات السياحة مصدر حيوي للعملة الصعبة في مصر التي تراجعت احتياطياتها من العملات الأجنبية بشدة خلال سنوات من الاضطرابات السياسية التي أعقبت انتفاضة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك. وزار ما يقرب من عشرة ملايين سائح مصر العام الماضي مقارنة بنحو 14.7 مليون في 2010. وكان المسؤولون يطمحون في نمو طفيف هذا العام لكن يتوقع أن يأتي حادث الطائرة بنتائج عكسية إذ وقع في بداية ذروة موسم العطلات في منتجعات البحر الأحمر.
اجازات بدون راتب
من جهة اخرى اجبر حادث تحطم الطائرة الروسية في مصر الفنادق في منتجع شرم الشيخ إلى منح عشرات الموظفين "اجازات بدون راتب" بسبب تناقص اعداد السياح، في ظاهرة تهدد بخسارة عشرات الالاف لوظائفهم خلال اشهر. وذكر احمد، الموظف في احد الفنادق الفاخرة "ابلغوني بعدم الحضور الى العمل ابتداء من الغد (..) وقالوا انهم سيستدعوني في حال تحسن الوضع. لا شيء واضح". وقال احمد الذي فضل عدم الكشف عن اسمه كاملا، وهو من صعيد مصر، ان الفندق منح خمسة موظفين اخرين اجازة بدون راتب.
واكدت اربعة فنادق فاخرة على الاقل انها طلبت من العديد من موظفيها اخذ اجازة. ويوظف قطاع السياحة واحدا من بين تسعة عمال في مصر، وتعد السياحة مصدر رزق نحو 80 الف شخص في شرم الشيخ. وقال غيفارا محمد الجافي رئيس غرفة شركات السياحة بجنوب سيناء "في الوضع الحالي فان نحو 40 الف شخص مهددون بفقدان وظائفهم خلال اشهر".
وقبل تحطم الطائرة بدأت مؤشرات التحسن تظهر على السياحة في مصر قبل عيد الميلاد وراس السنة الجديدة، بعد سنوات من عدم الاستقرار التي شهدتها مصر عقب الاطاحة الرئيس السابق حسني مبارك في 2001، وتزايد هجمات المسلحين التي تسببت في ابعاد الزوار. حتى ان القائمين على المنتجع كانوا يفكرون في تعيين موظفين جدد، ولكن ذلك كله تغير الان. وقال انور هواري مدير فندق خمس نجوم "اوقفنا تعيين موظفين جدد (..) ومن يريدون ترك العمل يمكنهم ذلك".
ويقول الخبراء ان على اي فندق ان يحقق نسبة اشغال 30% من غرفه اذا اراد تجنب الخسارة. واذا فشلت الفنادق وخاصة الجديدة منها في تحقيق ذلك، فانها ستغلق ابوابها. وفي منتجع لقضاء الاجازات مثل شرم الشيخ، يعمل العديد من الاجانب في منتجعات وشركات تخدم السياح. وقالت اوكسانا الروسية التي تعمل في شركة عطور مصرية مقرها شرم الشيخ "قبل يومين خسرت وظيفتي". واضافت "وتم كذلك تسريح 16 من فريق المبيعات المؤلف من 20 موظفا". وذكرت اوكسانا (40 عاما) ان زبائنها هم من المصطافين الروس الذين كانوا يقيمون في المنتجع لاسابيع. بحسب فرانس برس.
واضافت انها كانت تعيش مرتاحة براتب 600 دولار في شرم الشيخ الذي يعد وجهة سياحية مفضلة لملايين الزوار بسبب شواطئه وطقسه المشمس ومواقع الغطس المنتشرة فيه. واضافت "استطيع ان اعيش من مدخراتي لمدة شهرين، ولكن اذا لم تتحسن الامور بعد ذلك، علي ان اعود الى موسكو". واكدت ان العثور على وظيفة في موسكو صعب بسبب الركود الاقتصادي الذي تعاني منه روسيا، واضافت "افضل العمل هنا (..) فالطقس جميل وشرم الشيخ منطقة آمنة". وبالنسبة لعدد من المنتجعات الكبيرة فان هدوء الحركة في المنتجع تعتبر فرصة لتجديد مرافقها. وقال المدير العام لسلسلة فنادق فاخرة طلب عدم الكشف عن اسمه "رب ضارة نافعة (..) نعتزم اغلاق جناحين في فندقنا للتجديد، وعندما يتغير الوضع، سنكون جاهزين".
معاقبة مصر
الى جانب ذلك منعت سلطات الطيران الروسية شركة مصر للطيران من تسيير رحلات الى روسيا على خلفية تحطم الطائرة الروسية في سيناء واستنادا الى تعليمات الوكالة الفدرالية الروسية المكلفة النقل الجوي، الامر الذي نددت به الشركة المصرية. واكد المكتب الاعلامي لمطار دوموديدوفو في موسكو انه تبلغ قرار المنع.
وتسير مصر للطيران ثلاث رحلات اسبوعية الى موسكو مباشرة من القاهرة أيام السبت والثلاثاء والخميس. وياتي منع رحلات مصر للطيران الى روسيا بعد وقف روسيا، بناء على توصية لاجهزة الاستخبارات، كل رحلات الشركات الجوية الروسية من مصر واليها اثر تحطم الطائرة الروسية في سيناء. واعتبر رئيس شركة مصر للطيران شريف فتحي ان القرار الروسي "غير مبرر وغير مهني" معربا عن "استغرابه الشديد" له و"اعتراضه" عليه.
وقال فتحي ان سلطات الطيران الروسية "طلبت منا ترجمة بعض ادلة العمل الخاصة بنا (الشركة) رغم انها موجودة لديهم بالفعل باللغة الانكليزية (وهي لغة التعامل في مجال الطيران دوليا) ويتم تحديثها بشكل دوري حسب الاجراءات المتبعة"، موضحا ان ادلة العمل تتعلق ب "بالإجراءات الخاصة بالخدمة التي تقدمها الشركة في المطارات". واضاف "قمنا بترجمة الادلة المطلوبة للغة الروسية في وقت قياسي وتم تسليمها للسلطات الروسية عن طريق مدير محطة مصر للطيران" في العاصمة الروسية.
وتابع "بعد تقديم هذه الترجمة طلبوا تعليق تشغيل (رحلات مصر للطيران الى موسكو) الى حين اتمام مراجعة ادلة العمل هذه، وهو امر غريب وغير متعارف عليه وغير مبرر لاسباب عدة من ابرزها ان مصر للطيران تعمل على خط موسكو منذ سنوات عديدة بدون اي مشاكل او ملاحظات من الجانب الروسي". واوضح ان السلطات الروسية "طلبت تعليق الخط (بين القاهرة وموسكو) لكي يتسنى لها مراجعة الاجراءات بدون ابداء اي اسباب ومن المتعارف عليه عالميا انه حتى ان وجدت ملاحظات على ادلة العمل فان الشركات تمنح وقتا لعمل التعديل اللازم ولا يتم تعليق تشغيلها".
وشدد فتحي على ان "مصر للطيران حاصلة على اعلى الشهادات الخاصة بالامن والسلامة والتشغيل في صناعة الطيران"، و"اجراءات الامن يتم التفتيش عليها بصفة دورية من الاتحاد الاوروبي ومن الاف ايه ايه (فدرال افياشن اوثورتي) في الولايات المتحدة". واضاف "نحن نستغرب جدا ونسجل اعتراضنا على الاجراء الذي تم اتخاذه معنا لعدم وجود مبرر مهني لمثل هذا الاجراء".
وتابع ان مصر للطيران "ترجو اعادة النظر في هذا القرار لما يترتب على ذلك من إضرار غير مبرر بسمعة الشركة ومصالح الركاب الذين لديهم حجوزات بالفعل على طائرات مصر للطيران وخصوصا ان مصر لم يسجل عليها اي ملاحظة او خطأ يبرر هذا التصرف". وفي وقت سابق اعلن وزير الطيران المدني المصري حسام كمال ان شركة مصر للطيران الغت رحلتها التي كانت مقررة الى موسكو بعد ان "تلقت اخطارا من مطار دوموديدوفو" بالغاء هذه الرحلة اثر اعلان وكالة الطيران الروسية منع مصر للطيران من تسيير رحلات الى روسيا. بحسب فرانس برس.
واكد الوزير ان "سلطة الطيران المصري تجري اتصالات مع الجانب الروسي لمعرفة دوافع هذا القرار الذي لم تبلغ به رسميا حتى الان". من جانبها، اعلنت ايروفلوت اول شركة طيران روسية والتي ترسل مع شركات روسية اخرى طائرات فارغة الى مصر لاعادة السياح الروس، انها ستعلق تماما رحلاتها الى هذا البلد اعتبارا من اول كانون الاول/ديسمبر. وقالت الشركة في بيان ان "ايروفلوت ستعلق رحلاتها بين موسكو والمدن المصرية حتى نهاية العمل بالتوقيت الشتوي"، اي حتى 27 اذار/مارس 2016.
اضف تعليق