العصابات الإجرامية والمنظمات الإرهابية المحلية أصبحت اليوم، وفي ظل ما يشهده العالم من مشاكل وأزمات مختلفة من اخطر القضايا التي تهدد امن واستقرار العديد من الدول التي باتت تعاني من انتشار هذه العصابات والتي تعرف بالمافيا، فقد شهد العالم وكما تنقل بعض المصادر الاعلامية، خلال النصف الثاني من القرن الماضي تطورا كبيرا في النشاطات الإجرامية و تزايدا ملحوظا في عدد المجموعات الإجرامية، وتمارس هذه العصابات عمليات متعددة في سبيل تحقيق منافع خاصة، ومنها السرقة والقتل والابتزاز وغسيل الأموال والتجارة غير المشروعة وتهريب المخدرات وغيرها من الأنشطة الأخرى التي تدر مليارات الدولارات سنويا. ولعل من اشهر تلك العصابات هي عصابة ياكوزا اليابانية التي تعد الأشهر في العالم ويبلغ عدد أعضائها حوالي 150000 عضو، ودخلها السنوي 80 مليار دولار.
وفيما يخص بعض أخبار المافيا العالمية ونشاطاتها المتعددة وحربها المستمرة مع رجال الأمن في مختلف دول العالم فقد قالت الشرطة الايطالية إنها صادرت أصولا تزيد قيمتها على 1.6 مليار يورو مملوكة لخمسة أشقاء من صقلية يشتبه في صلتهم بمافيا (كوسا نوسترا). ويشتبه بأن هذه المافيا ساعدت ثلاثة أشقاء وشقيقتين -وصفوا بأنهم من أباطرة قطاع الأعمال في منطقة قريبة من باليرمو عاصمة صقلية- على الفوز بعقود انشاء مرتبطة بقطاع الأشغال العامة. وقالت شرطة باليرمو في بيان ان الأصول المصادرة من أكبر الأصول التي صادرتها على الاطلاق. بحسب رويترز.
وتعاني ايطاليا من عصابة كوسا نوسترا ومعقلها صقلية وعصابة الكامورا القريبة من نابولي وعصابة ندرانجيتا في اقليم كالابريا وخلال السنوات القليلة الماضية امتدت أنشطتها من معاقلها في الجنوب الى المدن الشمالية. وساهم الكساد المستمر منذ ثلاث سنوات في انتشار الفساد المتجذر في ايطاليا. وجاءت ايطاليا في المركز 69 بين 177 دولة شملها مؤشر الفساد لمنظمة الشفافية الدولية لعام 2014.
اميركا الوسطى
من جانب اخر كان خوسيه في سن الثالثة عشرة عندما انضم الى عالم الـ"مارا" السري، هذه المجموعات الاجرامية التي يعرف عنها عنفها الشديد وتنشط خصوصا في اميركا الوسطى كما تضم عشرات الاف الشبان الذين يحملون مصيرهم على شكل وشم مرسوم على اجسادهم: الموت. ويقول هذا الشاب الاسمر الهزيل ذو العينين السوداوين والملامح الحادة ان "العصابة اشبه بالعائلة". ويعيش خوسيه البالغ حاليا 26 عاما في سان سلفادور حيث يحاول ان يطوي صفحة الماضي عن طريق الدراسة وانضمامه الى كنيسة انجيلية.
والاوشام ليست بكثيرة على جسده، على الاقل تلك الظاهرة منها، لكنه قام بعمليات اتجار بالمخدرات وابتزاز وتهديدات قبل ان يدخل السجن بتهمة القتل. ويقر خوسيه "عندما كنت في الداخل (العصابة)، لم اكن افكر انني سأتسبب ببكاء اطفال وزوجات وامهات واباء". ويطبع الموت اسلوب حياة افراد هذه العصابات التي اصبحت تمثل تركيبات معقدة للجريمة المنظمة في "مثلث الموت" - هندوراس وغواتيمالا وسلفادور - حيث يتم تسجيل مستويات قياسية لجرائم القتل.
وأعنف هذه العصابات هي "مارا سالفاتروشا" و"باريو 18" اللتان تحظيان بتنظيم هرمي على شكل خلايا متفرقة تسيطر على احياء بكاملها مع لغات وقواعد سلوك خاصة. وابرز علاماتهم الفارقة هي الاوشام التي تغطي اجسام الكثير من عناصر هذه العصابات من الرأس الى اخمص القدمين، اضافة الى الرسوم على الجدران التي تحمل الشعار الشهير "أنظر واسمع والزم الصمت".
ويشير خايمي مارتينيز مدير اكاديمية السلامة العامة في سلفادور الى ان افراد هؤلاء العصابات لديهم "اشكالهم الخاصة من التواصل المرمز: كتابيا وشفهيا وحركيا، ما يندرج في اطار ثقافة فرعية مع مؤشرات واضحة الى بنية منظمة". ويحاول الخبراء فك رموز هذه الاوشام: "18" او "13" او "ام اس" وهي رموز تدل الى الانتماء لعصابات معينة. كذلك ترمز الدموع السوداء الى عدد جرائم القتل المرتكبة والصلبان لعدد الشركاء المقتولين والمهرجين الى الافراح والاتراح والجمجمة الى الموت.
ويوضح كارلوس مينوكال وزير داخلية غواتيمالا السابق ان الـ"وياس" هي الرسائل الرئيسية التي تضم الاوامر الواجب تنفيذها. كل رجل لديه اسم مستعار للتعريف عن نفسه، وكل عصابة لها حركيتها. ويقول خوسيه "الدخول الى مارا (عصابة) لا يكلف شيئا، المشكلة تكمن في كيفية الخروج منها. عندما يريد احدهم الخروج، يبحثون عنه لقتله، ليس فقط هو بل اقرباؤه ايضا". وتتمثل طقوس الدخول الى العصابة بضرب بالعصا لـ13 او 18 ثانية تبعا للمجموعات او بواجب قتل أحد الخصوم. ويشير مينوكال الى ان الفرد في هذه العصابات يجب ان يكون له خصوم وأن يكون قد تعرض للضرب وأن يكون مسلحا.
وفي داخل المجموعة، لكل فرد وظيفته (رئيس خلية او مسؤول عن الترصد او جندي...) ويتم تحديدها ضمن مصطلحات معينة. ويلفت خوسيه الى ان "القادة الكبار (الذين غالبا ما يكونون في السجن) يواصلون اصدار الاوامر، بوجود شخص من الخارج يعلمهم بما يحصل. رئيس الخلية ينظم اجتماعا كل اسبوع للتحدث عن الخطوات وتخطيط كل شيء: جرائم القتل وعمليات الابتزاز. وكل عنصر يعرف مهتمه يوما بيوم". وقد تسبب انتشار هذه العصابات بهرب سكان من احيائهم ليحتلوا بعدها منازلهم المهجورة للسكن وتنظيم خطواتهم او تعذيب خصومهم.
كذلك يتلقى كل فرد من هذه العصابات مبلغا ماليا بشكل اسبوعي لدفع ثمن الطعام والملبس وارسال الاموال لعائلاتهم، بحسب هذا الشاب. وثمة حضور نسائي في هذه العصابات ايضا. وعلى هؤلاء النسوة رسم اوشام باسماء ازواجهن والتفرغ لعمليات النصب والمحاسبة. وبعدما كان افراد هذه العصابات يرتدون ملابس فضفاضة في السابق، باتوا اليوم يظهرون بملابس عادية واوشامهم في كثير من الاحيان غير ظاهرة، وذلك لعدم اثارة شكوك الشرطة. بحسب فرانس برس.
ويوضح وزير داخلية غواتيمالا السابق ان هؤلاء العناصر "مولعون بالمسدسات من عيار 9 ملم ورشاشات ايه كاي 47 والبنادق من عيار 12 ملم التي يجدونها بسهولة في السوق السوداء". وظهر نشاط عصابتي "مارا سالفاتروشا" و"مارا 18" اللتين همشتا بسبب طابعهما الاجرامي وتطورتا بسبب الفقر وفشل السلطات العامة والتفكك العائلي، خصوصا في الثمانينات في الاحياء اللاتينية في لوس انجليس قبل ان تزدهر في اميركا الوسطى بعد طرد الولايات المتحدة لالاف المهاجرين. ولا تزال عصابات الـ"مارا" تضم نحو 100 الف عنصر في هذه البلدان الثلاثة في اميركا اللاتينية على الرغم من جرائم القتل وسجن الالاف من عناصرها.
هندوراس والسلفادور
في السياق ذاته وقبل سنة افلت خوسيه سائق الحافلة باعجوبة من هجوم عصابة كانت تطالب ب"خوة" وهو تهديد يومي في وسائل النقل العام في هندوراس. وكان هذا الرجل البالغ 46 عاما الذي تشهد الندوب على عنقه وفكه وذراعيه على الهجوم الذي تعرض له، يجهل ان عليه ان يدفع هذه الاتاوة التي تفرضها العصابات الاجرامية على سائقي الحافلات وسيارات الاجرة وصغار التجار او مواطنين عاديين في مناطق نفوذها.
وعقاب هذا الاغفال رهيب قد اتى في احد ايام ايار/مايو 2014. فعندما كان يقود حافلته في تيغوسيغالبا صعد اربعة شباب اليها وهددوا الركاب الستة والثلاثين بالسلاح. ويضيف خوسيه طالبا عدم الكشف عن هويته كاملة "انزلوا الركاب معهم واغلقوا باب الحافلة وحطموا الية فتح الباب للتأكد من اني لن انجح في الخروج والقوا زجاجة حارقة عبر النافذة". لكنه تمكن من القفز من النافذة هربا من النيران، الا ان ألسنة النار أمسكت به، فامضى شهرين في المستشفى.
وقصة خوسيه ليست نادرة من نوعها في بلد تتقاسم فيه العصابات الاجرامية المعروفة باسم "مارا" مناطق النفوذ، وتمارس الابتزاز والاتجار بالمخدرات وعمليات الاغتيال والهجمات المسلحة وسرقة السيارات. ورغم الضرر الجسدي والنفسي، يرى خوسيه انه محظوظ، فهو على الاقل ما زال حيا ليروي قصته. الا ان اخرين لم يحالفهم الحظ، فقبل اسابيع قليلة قتل سائق سيارة الاجرة نويه مارتينيس البالغ 19 عاما فقط، حرقا وهو حي داخل سيارته.
وخلال العام 2015 وحده قتل خمسون شخصا من بينهم 17 سائق حافلة او سيارة اجرة فيما جرح 25 اخرون في هجمات طالت نظام النقل العام على ما قالت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان. وتقف وراء هذه المأساة حرب غير معلنة بين اهم عصابتين في البلاد "مارا سالفاتروتشا" (ام اس-13) و"مارا 18". ومن اجل جباية هذه "الخوة" تعتمد هذه العصابات تقنيات مختلفة يقوم اخرها على ما يؤكد خوسيه واحد زملائه، على الاقتراب من المدققين في مواقف الحافلات وتسليمهم هاتفا نقالا مكتفين بالقول "سنتصل بك".
وعندما يرن الهاتف تأمره العصابة بجمع 600 الف لمبيرا (حوالى 30 الف دولار) في صفوف السائقين في اقل من ست ساعات. وفي حال فشل في مهمته تبدأ العصابة بتصفية سائقين. ويوضح خافيير وهو مدقق في الرابعة والاربعين لم يفصح عن اسم عائلته خشية من عمليات الانتقام "طلب مني 200 الف لمبيرا وفي حال الرفض يقدمون على قتلنا". ويشدد خافيير على ان العصابات المسلحة توظف "اشخاصا مختلفين لقبض المال بغية التخويف" اما الاشخاص الذي يخشى جانبهم اكثر من غيرهم فهم يعرفون باسم "غاتييروس" (اذ كلمة "غاتييو" تعني الزناد) و"هم مكلفون التصفيات الجسدية".
ويؤكد ا ن"مارا سالفاتروتشا" و "مارا 18" تفرضان 25 الى 30 دولارا اسبوعيا على السائقين في بلد يصل فيه متوسط الاجر الشهري الى 350 دولارا تقريبا. ولمواجهة عمليات الابتزاز هذه، تجري شركات النقل الخاصة رحلات من دون توقف بعد تفتيش دقيق للركاب وهو امر لا يمكن تطبيقه على الحافلات في المدن. وتقول خوانيتا وهي بائعة خضار في السابعة والاربعين "نركب وسائل النقل العام والخوف يعترينا لاننا شهدنا جميعا هجمات. في احدى المرات تظاهرت بالنوم عندما صعد مهاجمان الى الحافلة لكن حتى بهذه الطريقة لم افلت منهما". وتقول متذكرة "لقد تخلينا جميعا عن اغراضنا لان الخوف تملكنا وكان احد المهاجمين مسلحا بمسدس والاخر بسكين".
وتنعكس هيمنة هذه العصابات على هندوراس رقما قياسيا عالميا في عمليات القتل مع 90 جريمة قتل لكل مئة الف نسمة في العام 2012 على ما تظهر ارقام الامم المتحدة. ويقول ويلفريدو منديس مدير مركز التحقيقات وتعزيز حقوق الانسان ان هذا العنف بات يعتبر طبيعيا. ويوضح باسف "نشهد عملية تفكك النسيج الاجتماعي بسبب الافلات من العقاب والعنف" وبات الكثير من السكان "يجدون في الجنحة عملا طبيعيا مدرا للارباح". وتعمد الشرطة الى توقيف مجرمين لكن خوانيتا تقول "للاسف يفرج عنهم بعد الظهر".
وتدين مساعدة مفوض حقوق الانسان ليندا ريفيرا هذا الافلات من العقاب. وقد تم رفع مشروع قانون الى البرلمان يسمح بنصب كاميرات في الحافلات وازرار لطلب النجدة موصولة مباشرة بمراكز الشرطة. وفي حال اقرار القانون وتطبيقه سيتمكن السائقون والركاب من السفر بطمأنية اكبر ربما في المستقبل على ما يشير الكولونيل غوستافو باز قائد قوات الامن الداخلي الوطنية. على اي حال، "يستحيل" نشر عسكريين وعناصر من الشرطة في كل الحافلات. بحسب فرانس برس.
على صعيد متصل أعلن زعماء عصابات رئيسية في السلفادر إن أعضاءها لن يهاجموا من الآن فصاعدا الشرطة والجيش في محاولة لاستئناف هدنة وتخفيض معدلات أعمال العنف المرتفعة والتي تهز هذا البلد الواقع في أمريكا الوسطى. وقال زعماء خمس عصابات في السلفاور إنه تم التوصل لهذا الاتفاق لاستئناف هدنة تعود لمارس آذار 2012 أدت إلى تقليص معدلات جريمة القتل بنسبة 40 في المئة.
ولكن معدلات جريمة القتل وصلت خلال أول ثمانية اشهر من عام 2014 إلى 2054 بمتوسط 11 جريمة يوميا وهو ما يزيد بشكل كبير عن المستوى الذي سجل العام الماضي والذي تراوح بين خمس وثماني جرائم قتل يوميا. وقال الزعماء في بيان "كلنا ضحايا وضع العنف الذي ابتليت به البلاد ولا يمكن أن نرى نتائج إيجابية إذا لم نتعهد بتعاوننا القاطع." وقال البيان إن أفراد العصابات سيحاولون أيضا تفادي مهاجمة "الضحايا المدنيين" الذين غالبا ما يعدمون للضغط على أفراد عائلاتهم لدفع اموال على سبيل الابتزاز.
ايطاليا
من جانب اخر حظى رأس عائلة اجرامية كبيرة في روما بجنازة ضخمة ألقت خلالها طائرات هليكوبتر الزهور من الجو على المشيعين وعزفت فرقة موسيقية اللحن المميز لفيلم (الأب الروحي) او (جاد فاذر). وندد ساسة ايطاليون بالوداع المهيب الذي اقيم من أجل فيتوريو كازامونيكا (65 عاما) وطالبوا وزارة الداخلية بتوضيح اذا كانت أصدرت تصاريح خاصة من أجل هذه المراسم.
وسارت عربة تحمل النعش تجرها ستة خيول سوداء باتجاه كنيسة كاثوليكية في احدى ضواحي روما حيث اقيمت مراسم الجنازة. ووضعت على باب الكنيسة لافتة كتب عليها "انت غزوت روما والآن تغزو الفردوس" بينما كتب على أخرى "ملك روما". واتهمت عائلة كازامونيكا بابتزاز الأموال والربا. وقالت بلدية روما إن فيتوريو كازامونيكا شخصيا كان موضع "تحقيقات كثيرة بشأن الاجرام في روما".
وكتب ماتيو اورفيني رئيس الحزب الديمقراطي الحاكم على تويتر "ليس مجددا. روما لن يهزمها هؤلاء الذين يريدونها ان تصبح نموذجا للأب الروحي." وطالب حزب سي.إي.ال اليساري المتشدد وزير الداخلية انجلينو ألفانو بتفسير كيف اقيمت مثل هذه الجنازة.
على صعيد متصل أدلى الرئيس الايطالي جيورجيو نابوليتانو بشهادته لأكثر من ثلاث ساعات في ظهور لم يسبق له مثيل في محاكمة كبيرة تتهم الدولة باجراء محادثات سرية مع مافيا صقلية في التسعينات من القرن الماضي. ويسعى الادعاء في باليرمو الى تسليط الضوء على فترة غامضة حين استهدفت العصابة الدولة باغتيالات وتفجيرات. واستجوب المدعون رئيسا حاليا للدولة في محاكمة مافيا للمرة الأولى في تاريخ البلاد.
وبين المدعى عليهم نيكولا مانسينو الذي كان وزيرا للداخلية في ذلك الوقت وهو متهم بالادلاء بشهادة كاذبة. وبينهم ايضا سلفاتور ريينا الذي كان في وقت ما اقوى زعيم للمافيا في ايطاليا. ويواجه رينا وثمانية آخرون في القفص اتهامات بمحاولة ابتزاز الدولة. وينفون جميعا ارتكاب أي اخطاء. ونابوليتانو البالغ من العمر 89 عاما ليس متهما بأي جريمة. واستدعي كشاهد قد تكون لديه معرفة مفيدة للمحاكمة لكن الجلسة قد تلطخ صورة رئيس قاد ايطاليا في فترة من الاضطراب السياسي والاقتصادي.
وقال بيان من مكتب الرئيس بعد الجلسة إن نابوليتانو رد على الاسئلة "بأقصى درجة من الشفافية والطمأنينة" وبدون الاستناد الى حقه الدستوري في لزوم الصمت. وقال لوكا سيانفيروني المحامي عن زعيم المافيا ريينا المولود في كورليوني للصحفيين خارج قصر كويرينيل الرئاسي حيث جرت المحاكمة وراء ابواب مغلقة إن الرئيس "كان شاهدا على أحداث 1992-1993 لا أكثر من ذلك".
ويزعم المدعون أن سياسيين كبارا والشرطة أجروا في اطار سعيهم لوضع حد للعنف المتزايد محادثات مع زعماء العصابة بعد مقتل قاضي التحقيق المناهض للمافيا جيوفاني فالكوني وزوجته وثلاثة حراس في انفجار قنبلة زرعتها المافيا على طريق عام 1992 . ويقول المدعون إن استعداد الدولة للدخول في محادثات بعد مقتل فالكوني شجع في الواقع على مزيد من التفجيرات ومنها واحد قتل باولو بورسلينو وهو قاضي تحقيق آخر مناهض للمافيا بعد ذلك بشهرين.
وفي وقت التفجيرات كان نابوليتانو رئيسا لمجلس النواب الايطالي. وقد اصبح رئيسا للبلاد في 2006 . وسأل المدعون الرئيس عن خطاب أرسل اليه عام 2012 من مستشاره القانوني لوريس دامبروزيو الذي اشار الى "اتفاقات لا يمكن الحديث عنها" وأوحى بأن نابوليتانو كان على علم بالمحادثات. وقالت نيكوليتا بيرجنتيلي وهي محامية دفاع إن "الرئيس لم يتحدث مطلقا صراحة عن مفاوضات" بين الدولة والمافيا وانه وصف الكلام عن أي اتفاقات لا يمكن الحديث عنها بأنه "ظنون بدون أي عناصر موضوعية لدليل". بحسب رويترز.
ولم يسمح لوسائل الاعلام بتغطية اجراءات الجلسة مما أثار احتجاجات من الصحفيين الايطاليين. ولم يسمح للموجودين في الجلسة التي عقدت وراء ابواب مغلقة بتسجيلها. وحث نابوليتانو في بيانه بعد الجلسة على كتابة نص الشهادة سريعا كي يمكن نشرها وهي خطوة تتفق مع دوره النشط كرئيس للدولة. وحضر حوالي 40 شخصا بينهم مدعون وقضاة ومحامو دفاع الجلسة في قاعة واسعة في قصر كويرينيل في وسط روما.
المكسيك و هونج كونج
من جانبها قالت شرطة المكسيك إنها ألقت القبض على أخطر زعماء عصابات المخدرات في البلاد ويدعى سرفاندو "لا توتا" جوميز زعيم عصابة فرسان الهيكل. واعتقال جوميز يمثل دفعة لجهود الرئيس إنريك بينينا نييتو الذي يتصدى لعنف العصابات. وكان جوميز وهو مدرس سابق يبلغ من العمر 49 عاما الهدف الرئيسي لمسعى بينينا نييتو للسيطرة على ولاية ميتشواكان المضطربة الواقعة غرب البلاد والتي شهدت اشتباكات بين العصابة وحراس مسلحين يحاولون القضاء عليها.
ويسعى بينينا نييتو للحد من الغضب بسبب العنف والافلات من العقاب والفساد في المكسيك بعد خطف 43 معلما وقتلهم على ما يبدو في سبتمبر أيلول الماضي على يد رجال شرطة فاسدين على صلة بأفراد عصابات. وأثار الحادث أسوأ أزمة للرئيس المكسيكي. وقال مسؤول حكومي كبير إن المحامي العام خيسوس موريلو سيتنحى قريبا بعدما تعرض لانتقادات منذ شهور بسبب إدارته للتحقيق.
وقال متحدث باسم الشرطة إن الشرطة الاتحادية اعتقلت جوميز في موريلا عاصمة ولاية ميتشواكان بعد شهور من جمع المعلومات. ولم تطلق أي أعيرة نارية خلال عملية الاعتقال. وصادرت الشرطة عددا من الممتلكات في المنطقة واعتقلت عدة أشخاص مرتبطين بجوميز. وأفادت وسائل إعلام محلية أن هذه الحملات أدت لاعتقاله. وجوميز أب لسبعة أبناء على الأقل ومطلوب في الولايات المتحدة بتهمة تهريب الميتامفيتامين والكوكايين. وتقول وزارة العدل إنه ضالع أيضا في مقتل 12 من ضباط الشرطة الاتحادية المكسيكية في عام 2009. بحسب رويترز.
وكانت السلطات المكسيكية قد أعلنت عن جائزة قدرها 30 مليون بيزو (مليوني دولار) لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض عليه. وقال أنطونيو مازيتيلي مندوب المكسيك لدى مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة إن اعتقال جوميز نبأ طيب رغم أنه بات أضعف بعد اعتقال الكثير من مساعديه. وقال "كان هاربا من العدالة يعيش في الغابة . لكنها خطوة مهمة فيما يتعلق بمصداقية (بينينا نييتو(."
في السياق ذاته أطلقت شرطة هونج كونج حملة بأنحاء المدينة لمطاردة عصابة هربت بفدية مالية قدرها 3.6 مليون دولار دفعتها أسرة امرأة تبلغ من العمر 29 عاما مقابل إطلاق سراحها. وقالت الشرطة في بيان إن العصابة المكونة من ستة أشخاص فرت في سيارة بيضاء بعد خطف امرأة -لم يكشف عن هويتها- وسرقة أشياء ثمينة بقيمة مليوني دولار هونج كونج من منزلها في منطقة نيو تيريتوريز. واطلق سراح المرأة لاحقا دون ان يصيبها أذى.
وقالت الشرطة إن أربعة من المشتبه بهم يحملون الجنسية الصينية لكن لم تذكر تفاصيل بشأن الاثنين الاخرين. وشهدت هونج كونج -التي عادت للحكم الصيني في 1997- عمليات خطف مأساوية عديدة. وفي قضية شهيرة في التسعينات خطفت عصابة صينية فيكتور لي نجل الملياردير لي كا-شينج. وذكرت تقارير إعلامية انه خطف تحت تهديد السلاح في المسافة بين مكتبه ومنزله وقيدت يديه وعصبت عيناه واحتجز طوال الليل ثم اطلق سراحه بعد دفع فدية مالية.
اضف تعليق