قضية تجنيد الشباب الأجانب في صفوف بعض التنظيمات الإرهابية المتشددة، تحظى اليوم وكما يقول بعض الخبراء باهتمام دولي وإعلامي واسع خصوصا بعد تزايد أعداد الشباب الراغبين في الانضمام إلى هذه التنظيمات ومنها تنظيم داعش الإرهابي، الذي يعد من أكثر التنظيمات استقطابا للمقاتلين من جميع أنحاء العالم، وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام حول قدرات وتأثير هذا التنظيم، ووفقا للمركز الدولي لدراسات التطرف والعنف السياسي في لندن فإن عشرات الأوروبيين والأمريكيين انضموا لمثل هكذا تنظيمات متطرفة. وقد اكدت بعض التقارير الدولية انضمام أكثر من 25 ألف مقاتل من 100 دولة لصفوف تنظيم داعش، تتراوح أعمارهم مابين الـ15 و الـ35 عاما، لترتفع نسبة المقاتلين الأجانب إلى 70 بالمئة منذ منتصف عام 2014.
ويرى الكاتب والمدون الألماني ، ارين جوفرسين أن معظم هؤلاء الشباب صغار السن لا يعملون الكثير عن دينهم ولا يجدون العروض المناسبة من المساجد وبالتالي يكون البديل في الرسائل المتطرفة التي يسهل الوصول إليها عبر الإنترنت. ويضيف الكاتب المعني بشؤون المسلمين في الغرب أن الإعلام الغربي يتحمل أيضا مسؤولية وصول هؤلاء الشباب لدرجة التطرف من خلال الصورة التي تميل للسلبية في عرضه للإسلام مما يجعل هؤلاء الشباب يشعرون بأنهم غير مقبولين في الدول التي يعيشون فيها. هذا الخطر المتزايد دفع الكثير من الدول والحكومات الى اعتماد خطط وقرارات جديدة في حربها على الإرهاب، خصوصا بعد ان سعت تلك المجاميع المتطرفة إلى تنفيذ عمليات إرهابية مختلفة أوقعت العديد من الضحايا الأبرياء.
وأشار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى FBI، جيمس كومى، إلى أن تنظيم داعش يستخدم وسائل التواصل الاجتماعى من أجل الوصول إلى مجندين محتملين، ومن يوصفون بـ«الذئاب المنفردة» الذين يقومون بتنفيذ هجمات بقرارات منفردة، والذين يتواصلون مع التنظيم عبر برامج المراسلات المختلفة الموجودة فى الهواتف الذكية، والمحمية بأنظمة تشفير تبقى الأجهزة الأمنية بمنأى عنهم، وهو ما اتفقت عليه مصادر استخباراتية بريطانية، معربة عن انزعاجها من أن هذه التطورات تؤكد أن الشرطة وأجهزة الأمن تفقد إمكانية تعقب المتطرفين. وفى تقرير نشرته صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن السجون تعتبر أحد الأماكن التى تنشط فيها عمليات التجنيد والتطرف. وأشارت إلى أن أحد الاقتراحات المطروحة فى فرنسا وبعض الدول الأوروبية لمعالجة الأمر فصل المساجين المتطرفين عن باقى السجناء، فى محاولة لحمايتهم من مجاراتهم والغرق فى التطرف. ومع ذلك يظل الاقتراح موضع جدل.
وقد كشفت بعض التقارير ان أن أكثر من 6 آلاف شخص يحملون جنسيات أوروبية ربما يقاتلون ضمن الجماعات التكفيرية فى سوريا. وأوضحت فيرا جوريفا، مفوضة شؤون العدل لدى الاتحاد الأوروبى، فى مقابلة مع صحيفة لوفيجارو الفرنسية أنه على المستوى الأوروبى فإن أعداد الشباب الذين انضموا للجماعات الإرهابية فى سوريا يقدر بين 5000 و6000 فرد.
وفى أحدث أرقام صادرة عن جهة رسمية فى الولايات المتحدة، قال رئيس مكتب التحقيقات الفيدرالى الأمريكى، جيمس كومى، إن أكثر من 200 أمريكى سافروا أو حاولوا السفر إلى سوريا للقتال بجانب المتشددين. وأبلغ كومى أعضاء لجنة مختارة من مجلس الشيوخ معنية بشؤون المخابرات، قائلا: نواصل تحديد هوية الأشخاص الذين يسعون للانضمام إلى مقاتلين أجانب، وكذلك تحديد المتشددين الذين ينزعون إلى العنف فى الداخل والذين ربما يأملون فى مهاجمة الولايات المتحدة من داخلها، وحث شركات التكنولوجيا على السماح لسلطات إنفاذ القانون بالاطلاع على الاتصالات المشفرة للتحقيق فى الأنشطة غير القانونية.
فرنسا
وفي ما يخص هذا الخطر المتفاقم فقد أعلن مدير مركز مكافحة الارهاب في مجموعة الدول المستقلة اندريه نوفيكوف ان حوالى الفي روسي يقاتلون في صفوف تنظيم داعش في سوريا والعراق وتقديرات الخبراء تقارب خمسة الاف" مقاتل. وحذر المسؤول بان "عودة هؤلاء المقاتلين ستزيد من خطور الوضع في بلدان مجموعة الدول المستقلة" التي تضم معظم الجمهوريات السوفياتية السابقة، في وقت تواجه عدة بلدان من اسيا الوسطى ظاهرة اصولية متزايدة.
وكان مدير جهاز الامن الفدرالي (اف اس بي) الكسندر بورتنيفوك قدر في مطلع حزيران/يونيو عدد المواطنين الروس الذين يقاتلون في العراق بحوالى 1700 معربا عن قلقه ازاء تنامي تاثير تنظيم داعش في روسيا ودعا الى تعاون متزايد مع واشنطن والغربيين بهذا الشان. وشهدت روسيا في الاسابيع الاخيرة مغادرة عدد من الشبان الروس الى سوريا وافادت جامعة موسكو الرسمية عن فقدان طالبة غادرت الى تركيا حيث يعتقد انها ستحاول الانتقال الى سوريا. بحسب فرانس برس.
وقالت متحدثة باسم اكاديمية موسكو لوكالة ريا نوفوستي ان مريم اسمعيلوف "كانت تدرس ادارة الاعمال والتسويق في جامعتنا" مشيرة الى انها استقلت الطائرة الى تركيا لتنضم هناك الى طالبة اخرى من الجامعة. واعرب دميتري بيسكوف المتحدث باسم فلاديمير بوتين عن قلقه لموجة رحيل اعداد من الطلاب الروس ووصفها للصحافيين بانها "ظاهرة خطيرة". وفي مطلع حزيران/يونيو اوقفت السلطات التركية 14 روسيا بينهم طالبة عمرها 19 عاما واربعة اذربيجانيين في كيليتش وهم يحاولون العبور الى سوريا. وفي دليل على اهتمام تنظيم داعش المتزايد بروسيا اطلق التنظيم في نهاية ايار/مايو نسخة روسية لمجلته الرسمية بعنوان "ايستوك" (المنبع).
وبحسب تقرير الصادر عن مجلس الشيوخ الفرنسى، فإن هناك نحو 200 جهادى فرنسى تركوا منطقة الصراع، ويرغبون فى العودة إلى فرنسا، هؤلاء يشكلون قلقًا خاصًا، ويثيرون مخاوف بشأن قيامهم بهجمات داخل البلاد على غرار هجمات شارلى إيبدو، والمتجر اليهودى، والتى أسفرت عن مقتل 17 شخصًا يناير الماضى. وحذر رئيس الوزراء الفرنسى قائلًا: إننا نواجه تهديدًا أمنيًا مرتفعًا مع عودة جهاديين إلى فرنسا ودول أوروبية أخرى، كما أننا نواجه خطر تنفيذ متطرفين شباب أعمالًا عنيفة على أراضينا، وأن هذا التهديد لا يزال أمامنا لفترة طويلة. وأشار إلى أن هناك عددًا كبيرًا من الجهاديين من بلجيكا وهولندا والدنمارك وبريطانيا، قد يرتفع ثلاث مرات من عددهم حاليًا، ودعا إلى مستوى عال من اليقظة، وإلى تعبئة المجتمع والأسر أيضًا إلى توجيه رسالة إلى هؤلاء الشباب.
بريطانيا
الى جانب ذلك قالت وسائل إعلام بريطانية إن فتى في السابعة عشرة من العمر أصبح أصغر انتحاري بريطاني حين فجر نفسه في سيارة ملغومة في شمال العراق بعدما نشر مسلحون بتنظيم داعش صوره على مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت. وذكرت صحيفة جارديان أن الشاب الذي عرف باسم أبو يوسف البريطاني ظهر واقفا بجوار مركبة سوداء في صور نشرت بحسابات تابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي. وقالت تلك الحسابات إنه شارك حينها في هجوم انتحاري بمحافظة صلاح الدين العراقية.
ويعتقد أن الاسم الحقيقي للشاب هو طلحة أسمال الذي غادر مقاطعة وست يوركشير بشمال إنجلترا في مارس آذار الماضي وانضم لتنظيم داعش حسبما أفاد بيان أصدرته عائلته. وقالت عائلة طلحة أسمال في البيان الذي صدر عن شرطة وست يوركشير "رغم أن المعلومات الواردة في هذه التقارير لم تتأكد وأن السلطات البريطانية المعنية تعكف على التحقق منها فإن بوسعنا التأكيد أن الصور المنشورة لشاب يسمي نفسه أبو يوسف البريطاني هي لابننا طلحة البالغ من العمر 17 عاما." وأضافت العائلة "نشعر بصدمة هائلة لهذه المأساة التي لا يمكن وصفها والتي يبدو الآن أنها ألمت بنا." بحسب رويترز.
وتقول الأجهزة الأمنية إن نحو 600 بريطاني على الأقل سافروا إلى سوريا أو العراق للانضمام للمجموعات المسلحة بينهم الرجل المعروف باسم "جون الجهادي" والذي ظهر في مقاطع فيديو عديدة للذبح بثها التنظيم. كما سافر مئات آخرون من الأوروبيين للانضمام للقتال.
من جهة اخرى اعلن متحدث باسم وزارة الدفاع الكينية ان جهاديا بريطانيا يحارب الى جانب حركة الشباب الصومالية قتل على الارجح خلال هجوم تم احباطه على قاعدة للجيش الكيني. وقال الكولونيل ديفيد ابونيو المتحدث باسم قوات الدفاع الكينية "كل المعلومات المتوافرة وبينها صور تشير الى انه توماس ايفانز. ويجري حاليا تحقيق يقوم به خبراء ادلة جنائية، والتدقيق في عينات الحمض النووي الريبي لتاكيد هويته".
وايفانز (في العشرينات) المعروف ايضا بعبد الحكيم كان اعتنق الاسلام واسرته تقيم في باكينغهامشر (جنوب بريطانيا). وتشير معلومات الى انه سافر الى الصومال في العام 2011 ليلتحق بحركة الشباب الاسلامية. واقدم مسلحون يعتقد انهم من حركة الشباب الصومالية على مهاجمة قاعدة عسكرية في كينيا وسيطروا لفترة وجيزة على احد القرى د، ضمن سلسلة الهجمات التي تظهر انعدام الامن في مناطق واسعة من البلاد. واذا تاكد مقتل ايفانز فسيكون اول جهادي اسلامي بريطاني يقتل في كينيا. واعلنت السفارة البريطانية في نيروبي انها "تسعى لتاكيد المعلومات" بان احد رعاياها قد قتل. وقال متحدث باسمها "نحن مطلعون على هذه المعلومات".
استراليا
على صعيد متصل اعلنت الشرطة الاسترالية انها اصدرت مذكرة توقيف بحق طبيب استرالي ظهر في شريط فيديو دعائي لتنظيم داعش يحث عاملين في المجال الطبي على الانضمام الى الجهاديين. وظهر طارق كاملة في شريط الفيديو، الذي تم تحميله على يوتيوب في نيسان/ابريل، معرفا عن نفسه باسم ابو يوسف، وموضحا انه سافر الى مدينة الرقة في سوريا لتوظيف مهاراته الطبية في مساعدة التنظيم المتطرف.
وقالت الشرطة انه كان طبيبا مدربا في اديلايد، يعمل في مستشفيات في جنوب استراليا، وكوينزلاند وشمال البلاد. وقالت الشرطة الاسترالية في بيان ان "فريق جنوب استراليا المشترك لمكافحة الارهاب قد حصل على امر اعتقال للدكتور طارق كاملة". ويعتقدون انه عضو تم تجنيده لصالح منظمة ارهابية، وانه دخل منطقة محظورة بموجب القانون الجنائي الاسترالي. واضاف البيان انه "في حال عودة الدكتور كاملة الى استراليا، فان هذا الامر يخول اعتقاله على الفور". بحسب فرانس برس.
ورفعت استراليا مستوى الخطر الارهابي ونفذت منذ ذلك الحين سلسلة من المداهمات والعمليات ضد الارهاب، بعد ارتفاع عدد الاستراليين الذين غادروا للقتال في سوريا والعراق. وزادت حكومة رئيس الوزراء توني ابوت من تمويل الشرطة والاجهزة الامنية كما تعتزم وضع قانون يتضمن سحب الجنسية الاسترالية من حاملي جوازي سفر الذين يتبين ارتباطهم بالارهاب. واكد ابوت امام البرلمان "اذا كنت مجرد مواطن استرالي وانت ارهابي وعدت الى استراليا، فتسنقبض عليك". واضاف "اذا كنت مواطنا تحمل جنسيتين وتركت استراليا للقتال من اجل جيش ارهابي، فلا نريدك ان تعود". وقال كاملة في الفيديو متحدثا بلكنة استرالية "اقوم بهذا كجزء من الجهاد في سبيل الاسلام لمساعدة المسلمين في المنطقة بقدر ما استطيع، في المجال الطبي. كنت اتمنى لو اتيت من قبل".
السويد و الدنمرك
الى جانب ذلك اعلنت الحكومة السويدية انها تعتزم اصدار قانون لمنع رعاياها من القتال في صفوف مجموعات جهادية مثل تنظيم داعش. وقال وزيرا العدل مورغان يوهانسن والداخلية اندرز يغمان في مقالة نشرت في صحيفة داغنز نيهتر "من غير المقبول اطلاقا ان يتوجه مواطنون سويديون (للانخراط في صفوف) تنظيم داعش او ان يمولوا هذه المجموعة او يقاتلوا في صفوفها". وتريد الحكومة ان يكون القتال في صفوف منظمة تعتبرها الامم المتحدة او الاتحاد الاوروبي ارهابية، نشاطا غير مشروع.
وقال الوزيران "ان الذين يعيشون هنا ويختارون الانخراط في صفوف التنظيم سيطرحون تهديدا كبيرا (على امن البلاد) لدى عودتهم (الى السويد). وجعل ذلك غير شرعي ليس الوسيلة الوحيدة لوقف هذه الظاهرة بل انه جزء مهم لاي تدبير لمكافحة الارهاب". وقال يوهانسن انه طلب تقريرا يتوقع ان يصدر في حزيران/يونيو 2016 حول احتمال تبني مثل هذا القانون. ولوقف تدفق المقاتلين الاجانب، كان مجلس الامن الدولي تبنى في ايلول/سبتمبر 2014 قرارا يرغم الدول الاعضاء على منع السفر الى الخارج للانضمام الى التنظيمات الجهادية.
وتأمل الحكومة في ان ترفع مشروع قانون مختلفا يلبي هذه المطالب بحسب ما قال يوهانسن في مؤتمر صحافي. ويوصي تقرير اخر طلبته الحكومة بانزال عقوبة قصوى بالسجن لعامين في تهم مماثلة. وبحسب اجهزة الامن السويدية توجه 150 سويديا على الاقل الى سوريا او العراق للانضمام الى المجموعات الارهابية، لكن هذا العدد قد يكون اعلى بمرتين.
في السياق ذاته قضت محكمة في الدنمرك بتجريد بائع كتب دنمركي من أصل مغربي من جنسيته بعد الحكم بسجنه لإدانته بالتحريض على الارهاب في أول قضية من نوعها في البلاد. وأدين سام منصور بدعم تنظيم القاعدة وجبهة النصرة في سوريا في تعليقات كتبها على فيسبوك والمساعدة في نشر كتب للشيخ ابو قتادة وهو رجل دين أردني أبعد من بريطانيا لمحاكمته في بلاده.
وقضت محكمة بسجن منصور أربع سنوات لكن الادعاء سعى أيضا لتجريده من الجنسية لأنه مازال يحمل الجنسية المغربية. ويواجه منصور الآن احتمال ترحيله إلى المغرب. وقال المدعي العام كريستيان براد جينسن خارج المحكمة "هذه التعليقات (على فيسبوك) تتجاوز بكثير حدود حرية التعبير وهو ما قبلته المحكمة." بحسب رويترز.
وطبقا لبيان من المحكمة فإن منصور أبلغ المحكمة بأنه قد يتعرض للتعذيب إذا أعيد إلى المغرب لكن المحكمة رأت أن هذا الأمر من اختصاص سلطات اللجوء وليس من شأن النظام القضائي. وسيتعين أن يقضي منصور مدة سجنه في الدنمرك قبل ترحيله على الرغم من أن محاميه ثوركيلد هوير قال إن الاتفاقيات الدولية قد تمنع ترحيله. وقال هوير للصحفيين إنه سيسعى لاستئناف الحكم أمام المحكمة العليا الدنمركية رغم أن هيئة الاستئناف سيكون عليها أن تقرر أولا إن كانت هناك أرضية صلبة لمثل هذه القضية.
بلجيكا
في السياق ذاته أعلن وزير الدولة لشؤون اللجوء والهجرة تيو فرانكن أن بلجيكا قررت أن تبعد للمرة الأولى إماما يحرض على العنف ويتم حاليا النظر في أربعة ملفات أخرى مماثلة. ووقع وزير الدولة أول قرار إبعاد بحق رجل متزوج وأب لأربعة أولاد يحمل الجنسيتين الهولندية والمغربية. وأفادت مجلة "لو فيف إكسبرس" أن الإمام يدعى الشيخ العلمي "وهو معروف في فيرفييه بخطبه النارية"، حيث كان يؤم المصلين في مسجد صومالي. وقالت المجلة إن بعض الشبان قد يكونون انضموا إلى مجموعات إسلامية في سوريا بتأثير من هذه الخطب.
ونقلت صحيفة "دي مورغن"، الناطقة بالعبرية، عن فرانكن قوله إن هذا الإمام "كان ناشطا جدا في الأوساط الإسلامية المتطرفة في فيرفييه وضواحيها (شرق) حيث تم إفشال مخطط لتنفيذ اعتداء في كانون الثاني/يناير". وأضاف أنه "يسمم عقول شبابنا وعلينا التصدي لذلك بأي ثمن".
وتابع أن الإمام "معجب للغاية" بمحمد مراح الذي قتل عددا كبيرا من الأشخاص بينهم ثلاثة أولاد يهود في جنوب غرب فرنسا في 2012 و"يحرض في خطبه على الحقد ويمجد أعمال العنف الإرهابية". وقتل جهاديان مفترضان في هجوم للشرطة في فيرفييه في 15 كانون الثاني/يناير لإفشال اعتداءات "وشيكة" وفقا للسلطات البلجيكية بعد أسبوع من اعتداءات باريس. ويخضع الدعاة لمراقبة مشددة في بلجيكا حيث يقيم 400 ألف مسلم. وبلجيكا من الدول الأكثر تأثرا في أوروبا بمغادرة جهاديين للقتال في سوريا. ويدرس مكتب الأجانب التابع لوزارة الداخلية أربعة ملفات لائمة آخرين يشتبه بتحريضهم على الحقد في خطبهم في بلجيكا، كما قال فرانكن الثلاثاء أمام مجلس النواب. وهم مغربيان وجزائري وأفغاني.
على صعيد متصل اصدر القضاء البلجيكي حكمين بالسجن 12 و20 عاما بحق شخصين دينا بالعمل على تجنيد جهاديين في بلجيكا للقتال في سوريا. وشملت المحاكمة 30 شخصا اضافة الى الشخصين المذكورين، دين 28 منهم. وبدأت هذه المحاكمة في ايار/مايو الماضي وحملت اسم "الشبكة السورية" وركزت على الكشف عن حملة جرت بين عامي 2011 و2014 لتجنيد مرشحين في بلجيكا للقتال في سوريا، حسب ما نقلت وكالة بلغا للانباء. وحوكم نصف المتهمين غيابيا.
ومن بين الغائبين عن المحاكمة عبد الحميد اباعود، البلجيكي من اصل مغربي البالغ السابعة والعشرين من العمر والذي حكم عليه بالسجن 20 عاما. واعلن اباعود في شباط/فبراير الماضي انه كان يعد لارتكاب اعتداءات في بلجيكا واكد انه انضم الى صفوف تنظيم داعش في سوريا. وتمكن اباعود في كانون الثاني/يناير الماضي من الافلات من كمين للشرطة البلجيكية الا ان اثنين من المتعاونين معه قتلا.
وهو متهم ايضا ب"بخطف قاصر" ليس سوى شقيقه يونس الذي انتقل الى سوريا في كانون الثاني/يناير 2014 وهو في ال13 من العمر حتى ان بعض وسائل الاعلام اطلقت عليه لقب "اصغر مجاهد في العالم". وحكمت محكمة بروكسل وجاهيا بالسجن 12 عاما على المتهم الثاني الاساسي خالد زركاني (41 عاما) وهو من بروكسل. ودين زركاني بالعمل بنشاط في تجنيد مقاتلين للجهاد خصوصا في صفوف الشبان المسلمين في بروكسل. بحسب فرانس برس.
واضافت وكالة بلغا ان احكاما بالسجن صدرت بحق اربعة افراد من عائلة واحدة هم ام واولادها الثلاثة (احدهم لم يحضر المحاكمة ويعتقد انه قتل في سوريا) وراوحت بين ثمانية اعوام وعشرين عاما. وشملت هذه المحاكمة 32 شخصا بينهم شبان وشابات. ولم تبرأ سوى شقيقتين.
اضف تعليق