الحروب والصراعات المسلحة وما تشهده من انتهاكات وجرائم خطيرة، كانت ولا تزال محط اهتمام متزايد من قبل المنظمات والمؤسسات العالمية، التي سعت ومن خلال البيانات والتقارير الخاصة اعطاء بعض الارقام والحقائق المهمة المتعلقة بهذه الحروب، التي شهدت العديد من الممارسات والانتهاكات ضد الكثير من المدنيين هذا بالإضافة الى الخسائر الاقتصادية الكبيرة وغيرها من الاضرار الصحية والنفسية، التي قد تستمر الى اوقات طويلة وتؤثر على الاجيال القادمة كما يقول بعض الخبراء، الذين عبروا عن خشيتهم من تفاقم الخلافات والصراعات المسلحة في عالمنا اليوم، بسبب تفاقم الازمات والمشكلات السياسية والاقتصادية.
والحرب كما تشير المصادر هي نزاع مسلح تبادلي بين دولتين أو أكثر من الكيانات غير المنسجمة، حيث الهدف منها هو إعادة تنظيم الجغرافية السياسية للحصول على نتائج مرجوة ومصممة بشكل ذاتي. وقد قال المنظر العسكري البروسي كارل فون كلاوزفيتز في كتابه عن الحرب أنها "عمليات مستمرة من العلاقات السياسية، ولكنها تقوم على وسائل مختلفة." وفيما يخص بعض التقارير والدراسات الاخيرة فقد قالت دراسة إن عدد قتلى الصراعات الأشد عنفا في العالم قفز الى أكثر من 28 بالمئة العام الماضي مقارنة مع عام 2013 وإن إراقة الدماء في سوريا كانت أسوأ من جميع الصراعات الأخرى للعام الثاني على التوالي. وقام مركز ابحاث (مشروع دراسة القرن الحادي والعشرين) بتحليل بيانات من مصادر من بينها الجيش الأمريكي والأمم المتحدة والمرصد السوري لحقوق الإنسان وجماعة ضحايا حرب العراق تظهر أن أكثر من 76 ألف شخص قتلوا في سوريا العام الماضي ارتفاعا من 73447 قتيلا في 2013.
وتضمنت كثير من الحروب الأشد عنفا جماعات إسلامية متشددة. ووفقا للتحليل -الذي قال مركز الأبحاث إن الأرقام التي توصل إليها هي على الأرجح أقل من الواقع- فإن حوالي 21 ألف شخص قتلوا في العراق في الحرب بين قوات الحكومة ومتشددي تنظيم داعش يليها الصراع في أفغانستان حيث قتل 14638 شخصا ثم الصراع في نيجيريا حيث سقط 11529 قتيلا. بحسب رويترز.
وقال بيتر أبس المدير التنفيذي لمشروع دراسة القرن الحادي والعشرين "تقدير أرقام الضحايا في الصراع مهمة بالغة الصعوبة والكثير من الأرقام التي لدينا هنا هي على الارجح تقديرات أقل من الواقع." "لكن الشيء المهم هو انك عندما تقارن بين بيانات 2014 وبيانات 2013 فإنك تجد زيادة كبيرة جدا." ودفع الصراع الانفصالي في شرق أوكرانيا البلاد إلي المرتبة الثامنة في القائمة بعد أن كان صراعا خاليا من الضحايا الي حد كبير في 2013. وقتل 14 انفصاليا على الأقل وأكثر من 1000 شخص في أوكرانيا في عام 2014 ارتفاعا من عشرة قتلى في عام 2013.
باكستان وافغانستان و اوكرانيا
من جانب اخر ذكرت دراسة جديدة اجراها معهد اميركي ان الحروب في افغانستان وباكستان اسفرت عن مقتل نحو 150 الف جندي ومدني منذ العام 2001. ودلت الدراسة التي اجراها معهد واطسون للدراسات الدولية في جامعة براون الاميركية ان 162 الف شخص اخرين اصيبوا منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على افغانستان للإطاحة بحكومة طالبان عقب هجمات 11 ايلول/سبتمبر على الولايات المتحدة.
وقالت الدراسة التي حملت عنوان "تكلفة الحرب" ان الحرب في افغانستان تميل نحو التصعيد بدلا من الانتهاء، حيث زاد عدد القتلى والجرحى بشكل كبير في السنوات الاخيرة. واشارت الدراسة المؤرخة في 22 ايار/مايو الى ان هذا الامر، اضافة الى اعلان الولايات المتحدة هذا العام انها ستبطئ سحب قواتها، "يؤكدان ان الحرب في افغانستان ليست في طريقها الى الانتهاء، بل انها تصبح اسوأ".
وفي باكستان تراجعت حدة الحرب في السنوات الاخيرة رغم وجود "نزاع ساخن جدا" في شمال غرب البلاد. وطبقا للدراسة فان الحرب تتسبب كذلك بوفيات غير مباشرة حيث يموت الناس بسبب سوء التغذية ونقص الرعاية الصحية والصعوبات التي ترافق النزوح. واستندت الدراسة في احصاء جميع فئات الوفيات والاصابات المباشرة -- الجنود والمدنيون بمن فيهم الصحافيون وموظفو الاغاثة والمتعاقدون المدنيون -- على مصادر من بينها احصاءات الحكومة الاميركية وغيرها من حكومات الحلفاء وبعثة الامم المتحدة في افغانستان وبيانات اصدرتها المنظمات الاهلية ومؤسسات الابحاث.
وقالت نيتا كروفورد التي اعدت الدراسة ان الدراسات حول الحروب منذ التسعينات تشير الى "قاعدة متعارف عليها" انه مقابل كل شخص يموت بسبب مباشر من الحرب هناك ثلاثة الى 15 شخصا يموتون بشكل غير مباشر. ولكن البلدين اللذين خضعا للدراسة هذه المرة يعانيان من نزاعات عسكرية، وفي افغانستان التي تمزقها الحرب المستمرة منذ عقود فانه "لا يوجد خط مرجعي لوقت السلم" بحسب كروفورد منسقة برنامج "تكلفة الحرب" واستاذة العلوم السياسية في جامعة بوسطن.
ولذلك فمن شبه المستحيل تقييم الوفيات غير المباشرة في البلدين، بحسب كروفورد. واضافت "ما نعلمه هو ان التأثيرات الصحية غير المباشرة للحرب تستمر الى ما بعد نهاية القتال". وتابعت "ستستمر الحاجة في افغانستان وباكستان الى ضخ المساعدات في نظام الرعاية العامة بعد انتهاء هاتين الحربين الامر الذي لا يبدو وشيكا".
على صعيد متصل قتل اكثر من ستة الاف شخص في اوكرانيا منذ بدء اعمال العنف في نيسان/ابريل 2014 وفق حصيلة اعلنها المفوض الاعلى لحقوق الانسان في الامم المتحدة منددا ب"دمار هائل لحق بمدنيين وببنى تحتية". وقال زيد رعد الحسين في اعلان صدر في جنيف "قتل اكثر من ستة الاف شخص في اقل من سنة نتيجة المعارك في شرق اوكرانيا".
واشار تقرير للجنة التحقيق التابعة للامم المتحدة حول حقوق الانسان في اوكرانيا الى "دمار هائل لحق بالمدنيين والبنى التحتية"، كما قال زيد رعد الحسين. واضاف "ان النساء والاطفال والمسنين والمجموعات الضعيفة هي الاكثر تضررا". واكد المفوض الاعلى "انه من الضروري ان تحترم جميع الاطراف القرارات (الواردة في) اتفاقات مينسك وتوقف عمليات القصف العشوائي والاعمال الحربية الاخرى التي تسببت بوضع كارثي للمدنيين في انتهاك فاضح للقوانين الدولية الانسانية وحقوق الانسان". بحسب فرانس برس.
وندد التقرير ايضا بالاعتقالات التعسفية وعمليات التعذيب والاختفاء القسري التي ترتكبها بشكل عام الجماعات المسلحة وفي بعض الاحيان القوات الاوكرانية. كما لفت ايضا الى الوضع الصعب للغاية الذي يعيشه مئات الاف النازحين من البلاد بسبب هذا النزاع.
قنابل الحرب العالمية الثانية
على صعيد متصل لا تزال مخاطر القنابل التي لم تنفجر منذ الحرب العالمية الثانية تطارد المانيا بعد 70 عاما على انتهاء الحرب إذ تنفجر دون سابق انذار أو تظهر على السطح بعد فترات الصقيع. ويتم العثور على أكثر من 2000 طن من القنابل والذخيرة الحية سنويا في المانيا حتى تحت المباني. وتقوم السلطات الالمانية بإبطال مفعول هذه القنابل أو تفجيرها في تفجيرات محكمة لكن بعد أن تكون قد تسببت بالفعل في ارتباك أو عمليات اجلاء أو ربما أودت بحياة البعض.
وقال ديتليف جاب خبير المفرقعات في شرطة برلين الذي نزع فتيل الاف القنابل على مدار 23 عاما "كلما كانت قديمة كلما زادت خطورتها. "انها مهمة خطيرة لكن هناك الكثير من الخيارات والحرية في اتخاذ القرارات بشأن إمكانية ابطال مفعول القنبلة أو تفجيرها حيثما وجدت إذا كانت تالفة بشكل كبير."
وتعود أصوات وروائح الحرب العالمية الثانية الى الحياة من جديد في منطقة بغابة جرونيفالد ببرلين حينما تقوم فرقة جاب بتفجير ما عثرت عليه من القنابل ثماني مرات سنويا. وتدوي صافرات الانذار من الغارات الجوية قبل ان تهتز الأرض في المنطقة المحاطة باجراءات أمنية مشددة تحت وقع تفجيرات متتالية. وفي بعض الأحيان ترتج الأرض وتتطاير شظايا ملتهبة في أرجاء الغابة ويتصاعد الدخان في سمائها. يقول جاب "لا يزال هناك ما يقدر بنحو 2500 قنبلة مدفونة في برلين وعدد أكبر من قذائف المدفعية. منذ عام 1948 عثرنا على 1395 قنبلة." بحسب رويترز.
والعام الماضي تم العثور على نحو 56 طنا من الذخائر غير المنفجرة في برلين التي كانت الهدف الرئيسي لحملة قصف جوي من قبل البريطانيين والأمريكيين قبل أن تدمرها المدفعية والقنابل السوفيتية في معركة برلين قبل 70 عاما. وأمطرت الطائرات الحربية الأمريكية والبريطانية برلين بنحو 1.5 مليون طن من القنابل التي أودت بحياة 600 ألف شخص. ويقدر المسؤولون الالمان ان 15 في المئة من القنابل لم تنفجر وان بعضها ما زال مدفونا على عمق ستة مترات تحت الأرض.
قبل قرن من الآن
في السياق ذاته يستعيد لبنان هذا العام بالذاكرة فصول المجاعة التي ادت قبل قرن من الزمن الى هلاك ثلث سكانه، نتيجة حصار مزدوج فرض خلال الحرب العالمية الاولى وبفعل اجتياح الجراد الذي قضى على الاخضر واليابس. وتوفي اللبنانيون الذين عايشوا ظروف تلك المأساة بين 1915 و1918، لكن تم الكشف مؤخرا عن ارشيف جديد يعيد تسليط الضوء على الظروف التي أودت بحياة ما بين 150 ومئتي الف شخص من نساء ورجال واطفال ماتوا جوعا على جوانب الطرق او اضطروا الى تامين قوتهم من قشور الاشجار.
ويقول المؤرخ يوسف معوض ان هذه المجاعة "كانت الكارثة الاكبر في تاريخ لبنان. حتى الحرب الاهلية (1975-1990) لم تكن نسبيا بهذا الحجم". وكانت منطقة جبل لبنان (وسط) الاكثر تضررا بفعل المجاعة، وكانت حينها عبارة عن كيان مستقل، متصرفية جبل لبنان، في ظل الحكم العثماني، وتعد 450 الف نسمة. وقد شكلت نواة الجمهورية اللبنانية التي ابصرت النور بصيغتها الحالية عام 1920.
وكانت هذه المجاعة احد الاسباب غير المباشرة لضم مناطق زراعية اليه على غرار سهل البقاع (شرق) لتامين استمرارية جمهورية لبنان الناشئة. وينقل كتاب بالفرنسية صادر حديثا عن المؤرخ كريستيان توتل والأب بيار ويتوك بعنوان "الشعب اللبناني ومآسي الحرب العالمية الأولى" عن شاهد قوله ان الناس وبفعل الجوع والامراض "كانوا ينهارون على الارض ويتقيأون دما". ويضيف "كانت جثث اطفال تلقى بين اكوام النفايات".
ويستند الكتاب بشكل رئيسي الى مذكرات الاباء اليسوعيين في لبنان التي تبرز إلى العلن للمرة الاولى، بينها شهادة كاهن عثر عام 1917 على ارملة ميتة منذ ثلاثة ايام مع طفلها البالغ عشرة اعوام. ويصف ما رآه فيروي ان "الفئران (...) قضمت اذنيهما ووجنتيهما وكان بطن الطفل مفتوحا". ويسرد الكتاب حالات أكل لحوم البشر على غرار اقدام رجل على قتل طفليه البالغين ثمانية وعشرة اعوام ليقتات منهما. ويوضح معوض ان "الناشطة الاصلاحية التركية المعروفة خالدة اديب قالت انها لم تعد تجرؤ على النوم في بيروت لانها كانت تسمع طوال الليل اشخاصا يصرخون: جوعان جوعان (أنا جائع)".
ويشير المؤرخ والاستاذ الجامعي عصام خليفة الى ان مجموعة عوامل تضافرت ضد لبنان منها "الواقع الجغرافي لجبل لبنان إذ كانت اراضيه لا تؤمن الغذاء الا لاربعة اشهر في السنة". ويوضح ان الوضع ازداد سوءا بعد "الحصار البحري الذي فرضه الحلفاء" على البحر الابيض المتوسط لقطع الامدادات عن العثمانيين. وشكل الحصار البري الذي فرضه الحاكم العثماني العسكري جمال باشا العامل الابرز في خنق سكان منطقة جبل لبنان الذين كانوا بمعظمهم من المسيحيين الموارنة المحميين من فرنسا. فمن وجهة نظره، "كان يمكن للموارنة دعم حملة الحلفاء، لذا كان لزاما تجويعهم قبل ان يتسلحوا"، بحسب ما يقول خليفة.
في عام 1915 الذي عرف بـ"عام الجراد"، يقول خليفة ان "جحافل الجراد التهمت كل شيء". ويقول معوض ان العثمانيين خلال الحرب "صادروا الحيوانات التي كانت تستخدم في النقل والمحاصيل". ويرى انه جرى طمس هذه الحقبة المؤلمة في اذهان الناس انطلاقا من شعور بالخجل والذنب. ويقول "الموت جوعا ليس عملا بطوليا على غرار الموت خلال الدفاع عن القرية او في الخنادق". ويشير الى ان عائلات لبنانية اصبحت ثرية من خلال بيع منتجات كانت مخزنة لديها بأسعار باهظة. ويضيف "باعت نساء اجسادهن للحصول على كسرة خبز فيما تخلى رجال عن اراضيهم للحصول على برتقالة".
ولم يقتصر الامر على الجوع اذ خلت قرى باكملها بعد وقوعها فريسة امراض التيفوئيد والكوليرا التي انتشرت كالنار في الهشيم. ويتردد المؤرخون في الحديث عن "ابادة" باعتبار ان وجود نية "لتصفية شعب باكمله لم تثبت"، بحسب معوض. اما على الصعيد الرسمي، فقد دخلت المأساة طي النسيان لانها لم تكن تشكل عامل وحدة في الجمهورية الناشئة حينها، وتبقى الصور النادرة التي التقطها المدير العام للجمعيات الخيرية في جبل لبنان انذاك ابراهيم نعوم كنعان، مخاطرا بحياته بسبب الرقابة العثمانية المشددة، بمثابة الشاهد المادي الوحيد المتبقي عن تلك الحقبة المؤلمة. بحسب فرانس برس.
وتوثق صور كنعان وقائع صادمة، بينها امرأة نحيلة برزت عظامها تتناول قطعة من الخبز واخرى لجثث هزيلة مرمية على الارض. ويقول حفيده اميل عيسى الخوري ان الصور "كنز تاريخي". ويضيف "قدم جدي، وهو بطل من دون ان يعرف، دليلا يثبت هذه المأساة". وطبعت المجاعة الادب اللبناني مع رواية الرغيف (1939) لتوفيق يوسف عواد وقصيدة "مات اهلي" لجبران خليل جبران، اكثر الادباء اللبنانيين شهرة. وقال جبران في قصيدته هذه "مات اهلي جائعين (...) ماتوا صامتين لأن آذان البشرية قد أغلقت دون صراخهم".
تشرشل ونابليون
الى جانب ذلك قد تتحول محطة قطارات انفاق مهجورة استخدمها ونستون تشرشل كملجأ محصن خلال الحرب العالمية الثانية في لندن الى حانة او قاعة فنية في اطار خطة اطلقتها سلطات النقل في العاصمة البريطانية. وتقع محطة "داون ستريت" في حي مايفير الراقي وقد دشنت في العام 1907 لكنها اغلقت في العام 1937 فيما يتكدس الغبار في اروقة انفاقها المظلمة منذ 83 عاما.
وقد فقدت واجهة المحطة لوحتها الا انها لا تزال تحافظ على الاحجار الحمراء التي كانت تستخدم في محطات قطارات "اندرغراوند" وهي اقدم قطارات الانفاق في العالم. وتأمل شركة "ترناسبورت فور لندن" (تي اف ال) المعنية بالنقل العام في العاصمة البريطانية الان ان تؤجر هذه المحطة للاستخدام التجاري لتصبح بذلك اول محطة من بين سبع او ثماني محطات مهجورة اخرى تستخدم مجددا.
ويقول غراهام كريغ مدير التطوير التجاري في "تي اف ال" في نفق يعاني من تشققات في حجارته "تعد المحطات المهجورة مواقع معقدة من الصعب إدارتها". ويضيف فيما صدى هدير قطارات "بيكاديلي لاين" في محطة "غرين بارك" المجاورة يتردد في الانفاق "ليس من السهل ايجاد استخدام جديد لها. ساكون سعيدا جدا في حال وجدنا استخداما لهذه المحطة يعكس تاريخها وموقعها والفسحة الفريدة التي توفرها".
فخلال الحرب العالمية الثانية استخدمت المحطة بداية كمقر عام طارئ لخدمة سكك الحديد البريطانية. واستخدمها بعد ذلك ونستون تشرشل مع مجلسه الحربي للاتقاء من عمليات القصف النازية قبل بناء قاعات المجلس الحربي الشهيرة في وايتهال. والمحطة مجهزة بمطبخ وقاعة طعام وحمام استخدمها تشرشل ومعاونوه. وتفيد السلطات ان مجموعة من الكابلات الهاتفية في احدى زوايا المحطة هي دليل على استخدامها كمركز اتصالات تحت الارض.
ويقول نيال بروللي مدير المشاريع في "تي اف ال" الذي اشرف على دراسة الجدوى للمحطة هذه "العيش هنا قد يبدو فظيعا. لكن عندما كانت القنابل تتساقط كانت توفر على الارجح شعورا بالامان". وتنص الخطة على فتح اجزاء المحطة التي لها قيمة تاريخية امام زيارات الجمهور فيما سيتم تأجير مساحة 400 متر مربع للاستخدام التجاري. وقد يحول نفق الى متجر للاحذية على ما تظهر رسوم وضعتها شركة الهندسة المعمارية "كارمودي غرورك" لحساب "تي اف ال".
اما الفسحة الاجمل بالنسبة للقيمين على المكان فهي بيت المصعد السابق البالغة مساحته 156 مترا مربعا. ويقول المصممون انه بالامكان ان يحول على مستويات مختلفة الى مسرح صغير او مطعم او متجر او حانة. وقد ابدى نحو مئة مستثمر اهتماما بالمحطة وامامهم حتى 22 حزيران/يونيو لتقديم اقتراحاتهم على ما تؤكد "تي اف ال".
ويضيف كريغ ان الفسحات الجديدة يمكن ان تبنى في غضون 18 شهرا او سنتين مشيرا الى ان المشاريع المحتملة تشمل متاحف وقاعات عرض فنية. وقال مصدر مطلع ان المكان قد يضم متحفا للاشباح او مخزنا للاعمال الفنية. ويمكن للمهتمين ان يلقوا نظرة على محطتين سابقتين للحصول على افكار. فقد حول جزء من محطة "كلابهام نورث" المهجورة الى مزرعة فيما سيستضيف نفق في محطة "شارينغ كروس" استخدم في تصوير احد افلام "جيمس بوند"، عروضا سينمائية.
من جانب اخر افتتحت مدينة واترلو البلجيكية معرضا مكرسا للمحطات الرئيسية في حياة نابليون ودوق ويلينغتون الذي هزمه في المعركة الشهيرة.. مصنوعة كلها من احجار الليغو. وقد صنعت نسخ عن قانون "نابليون" المدني ومكتب الامبراطور وقبعته الشهيرة وبورتريه له بريشة دافيد ومواقع رمزية في معركة وارتلو التي يحتفل هذه السنة بذكراها المئوية الثانية، بالاستعانة ب1,2 مليون حجر ليغو متعدد الالوان. واوضح مفوض المعرض اريك جوس "اردنا ان ننظم حدثا عابرا للاجيال". بحسب فرانس برس.
ويمتزج الطابع التاريخي بجانب التسلية في هذا المعرض الذي يستمر حتى 31 تموز/يوليو في الاسطبلات القديمة في وسط المدينة. وتنظم مشاغل ايضا للاطفال لكي يلعبوا بقطع الليغو. وبناء هذه القطع تطلب وقتا طويلا وبلغ ذروته مع نسخة عن قبة مبنى الانفاليد في باريس الذي يضم قبر نابليون. واحتاجت هذه العملية الى اكثر من الف ساعة عمل والى 274 الف قطعة ليغو للتوصل الى هذه النتيجة الملفتة اذ يبلغ ارتفاع القبة 2,5 مترا ووزنها حوالى 500 كيلوغرام.
اضف تعليق