لا تزال الولايات المتحدة الامريكية إحدى أكثر دول العالم خطورة من حيث انشار الجرائم اعمال العنف المختلفة، ولأسباب مختلفة من اهمها انتشار المخدرات والاسلحة الشخصية المرخصة، ويحتل الامريكان المرتبة الأولى في معدل حيازة الفرد للأسلحة، وتبلغ معدلات جرائم القتل باستخدام الأسلحة النارية في الولايات المتحدة...
لا تزال الولايات المتحدة الامريكية إحدى أكثر دول العالم خطورة من حيث انشار الجرائم اعمال العنف المختلفة، ولأسباب مختلفة من اهمها انتشار المخدرات والاسلحة الشخصية المرخصة، ويحتل الامريكان وبحسب بعض المصادر، المرتبة الأولى في معدل حيازة الفرد للأسلحة، وتبلغ معدلات جرائم القتل باستخدام الأسلحة النارية في الولايات المتحدة التي يمتلك مواطنوها ما يتراوح بين 300 و350 مليون قطعة سلاح ناري، أعلى بنحو 25 مرة منها في سائر البلدان مرتفعة الدخل مجتمعة.
يقول جيفري سوانسون، أستاذ علم النفس والعلوم السلوكية بكلية الطب بجامعة ديوك في ولاية نورث كارولينا، إن حوادث إطلاق النار في الولايات المتحدة تحصد أروح نحو 100 شخص يوميا في الولايات المتحدة. والسبب في انتشار هذا الكم الرهيب من الأسلحة داخل الولايات المتحدة هو التعديل الثاني في الدستور الأمريكي، والذي ينص على حق حمل السلاح لجميع مواطني الولايات المتحدة بغرض الدفاع عن النفس، حيث تقول المادة: "وجود مليشيا حسنة التنظيم ضروري لأمن أية ولاية حرة، لذا لا يجوز التعرض لحق الناس في اقتناء أسلحة وحملها".
وأيد ترامب في مايو 2018 في كلمة أمام الرابطة الوطنية الأمريكية للسلاح، عدم تشديد قوانين الأسلحة في البلاد على الرغم من إشارته، عقب حادث إطلاق الرصاص في مدرسة بفلوريدا، إلى أنه سيتصدى للجماعات المدافعة عن الحق في حمل السلاح والتي تتمتع بنفوذ كبير. ويطالب ترامب المواطنين باقتناء الأسلحة للدفاع عن أنفسهم في حال تعرضوا لأي هجوم ناري، بما في ذلك تسليح المعلمين في المدارس، وهو الأمر الذي أثار استهجاناً واسعاً.
وأصدرت منظمة العفو الدولية، في وقت سابق تحذيراً من السفر إلى الولايات المتحدة، يدعو المسافرين المحتملين والزوار إلى توخي أقصى درجات الحذر عند السفر في جميع أنحاء البلاد بسبب انتشار العنف بالأسلحة النارية، والذي أصبح سائداً في الولايات المتحدة إلى حد يمكن اعتباره "يصل إلى حد أزمة حقوق إنسان". وقال إرنست كوفرسو، مدير حملة End Gun لمكافحة العنف في منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة الأمريكية، إنه "لا يمكن أن يتوقع الناس في الولايات المتحدة بشكل معقول أن يكونوا خاليين من الأذى- ضمان عدم إطلاق النار أمر مستحيل. مرة أخرى، من الواضح بشكل مخيف أن الحكومة الأمريكية غير راغبة في ضمان الحماية من عنف الأسلحة".
وفي ما يخص هذا الملف فقد أظهرت دراسة نشرتها جماعة (إيفري تاون)، المعنية بفرض قيود على حيازة السلاح، أن ثلاثة من كل أربعة أطفال ومراهقين أمريكيين قتلوا في حوادث إطلاق نار جماعي خلال السنوات العشر الماضية كانوا ضحايا للعنف المنزلي وتوفوا عموما في بيوتهم. وبينما يؤرق الآباء الأمريكيين شبح إطلاق النار في المدارس، مثلما حدث في مذبحة نيوتاون بولاية كونيتيكت وباركلاند بولاية فلوريدا وأماكن أخرى في أنحاء البلاد، كشفت مراجعة الجماعة لحوادث إطلاق النار من عام 2009 حتى 2018 عن أن عددا أكبر بكثير من الأطفال لاقوا حتفهم في بيوتهم.
وقالت سارة بيرد شاربز، مديرة الأبحاث في جماعة إيفري تاون ”هذه ليست أعمال عنف عشوائية“. وخلص تقرير إيفري تاون، الذي اعتمد على سجلات الشرطة والمحاكم إضافة إلى تقارير وسائل الإعلام، إلى أن 54 في المئة من عمليات إطلاق النار الجماعي شملت استهداف منفذ العملية لأحد أفراد أُسرته أو لشريك حميم وقتله. وقُتل في المجمل 1121 شخصا في 194 عملية إطلاق نار جماعي خلال السنوات التي شملتها الدراسة، وكان ثلث الضحايا من الأطفال أو المراهقين. ووجدت الدراسة أن نحو ثلثي كل عمليات إطلاق النار الجماعي وقعت بالكامل داخل المنازل.
أخطر من أفغانستان
من جانب اخر قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال اجتماع للجمعية الدولية لقادة الشرطة إن شيكاجو أخطر من أفغانستان التي تخوض الولايات المتحدة حربا فيها منذ 18 عاما مشيرا إلى معدل الجريمة المرتفع في ثالث أكبر مدينة أمريكية من حيث عدد السكان. وأضاف ”هذا محرج لنا كدولة. الناس في جميع أنحاء العالم يتحدثون عن شيكاجو. أفغانستان مكان آمن بالمقارنة بها. هذا صحيح“.
ووجه ترامب انتقادات لاذعة لقائد شرطة شيكاجو إيدي جونسون الذي رفض حضور الاجتماع تعبيرا عن معارضته للرئيس الجمهوري الذي يقوم بأول زيارة له للمدينة منذ توليه الرئاسة في 2017. ويتمتع الحزب الديمقراطي بتأييد كبير في شيكاجو. وفي إشارة لجونسون، قال ترامب ”هذا رجل لم يكلف نفسه عناء حضور اجتماع لقادة الشرطة، أكثر الناس احتراما في البلاد، في مدينته ومع رئيس الولايات المتحدة. وهل تعرفون لماذا؟ هذا لأنه لا يؤدي عمله“.
وبلغ عدد جرائم القتل في شيكاجو العام الماضي 561 جريمة بعدما كان 653 جريمة في 2017. وذكرت صحيفة شيكاجو تريبيون أن عدد جرائم القتل في شيكاجو منذ بداية العام الحالي بلغ 436 جريمة. وردت لوري لايتفوت رئيسة بلدية شيكاجو، وهي ديمقراطية، على ترامب على تويتر قائلة إنه لا مفاجأة في أنه ”أتى بتهريجه الجاهل المهين إلى شيكاجو“. بحسب رويترز.
وأضافت ”من حسن الحظ أننا في هذه المدينة نعرف الحقيقة، ولن نسمح لأحد، أيا كان منصبه، بأن يحط من قدرنا كبشر أو من وضعنا كمدينة مضيافة“. وشارك الآلاف في شيكاجو في مظاهرة خارج برج ترامب حيث كان الرئيس يجمع حوالي أربعة ملايين دولار لحملة انتخابه لفترة ثانية عام 2020 وللجنة الوطنية للحزب الجمهوري. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بالمضي في مساءلة ترامب تمهيدا لعزله وإدانته.
قتل مستمر
على صعيد متصل قالت الشرطة إن ستة أشخاص بينهم شرطي ومسلحان مشتبه بهما قتلوا في تبادل لإطلاق النار استمر ساعات قرب مقبرة ومتجر لبيع أطعمة يهودية في مدينة جيرزي بولاية نيوجيرزي الأمريكية. وقال قائد شرطة جيرزي مايكل كيلي إن المسلحين المشتبه بهما اللذين قتلا كانا يعملان بمفردهما. وأضاف كيلي أن وفاة المسلحين الاثنين وثلاثة مدنيين آخرين أعلنت داخل متجر الأطعمة اليهودية. وأصيب مخبر الشرطة القتيل بجراح مميتة قرب مقبرة تقع على بعد ميل تقريبا من موقع إطلاق النار الذي بدأ على ما يبدو عندما حاول اعتراض أحد المشتبه بهما.
وقال كيلي للصحفيين إنه لا توجد أدلة مباشرة على أن إراقة الدماء جريمة بدافع الكراهية أو مرتبطة بالإرهاب. وأضاف كيلي أنه يعتقد أن المدنيين ومخبر الشرطة أصيبوا جميعا بالنيران التي أطلقها المشتبه بهما اللذين وصلا في شاحنة مسروقة ومنعوا الشرطة من الاقتراب من المتجر لساعات قبل أن ينتهي تبادل إطلاق النار.
وقال قائد الشرطة”حركتهما كانت سريعة ومستمرة لأربع ساعات في محيط تلك المنطقة“. ووصف موقع الجريمة بأنه ”واسع جدا“ ويضم ثلاثة مواقع على الأقل. وقال إن مئات الأعيرة النارية أطلقت. وقال كيلي إن المحققين يعتقدون أن السيارة كان بها ”عبوة حارقة“ قام أفراد من خبراء المفرقعات بنزعها وأخذها بعيدا لفحصها. ونشر مكتب مدعي مقاطعة هدسون على حسابه على تويتر إن اثنين آخرين من ضباط الشرطة ومدنيا أصيبوا لكن التقارير أفادت أن حالتهم مستقرة. وقالت الشرطة إن الضابطين المصابين غادرا المستشفى لاحقا. بحسب رويترز.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز نقلا عن مسؤولين أن المشتبه بهما فرا من منطقة المقبرة في شاحنة ووصلا إلى متجر الأطعمة اليهودية وفتحا النار على ضباط الشرطة والمدنيين. وأفادت الصحيفة بأن المسؤولين يعتقدون أنه تم اختيار المتجر عشوائيا. وأدى تبادل إطلاق النيران إلى انتشار مكثف للشرطة المحلية وضباط اتحاديين في مكان الحادث وكذلك خدمات الطوارئ من إدارة شرطة نيويورك المجاورة.
الى جانب ذلك قالت الشرطة في مدينة ديترويت بالولايات المتحدة إن أحد أفرادها قتل بالرصاص وأصيب آخر أثناء التحقيق في سطو على منزل في الجانب الغربي من المدينة. وقال قائد الشرطة جيمس كريج للصحفيين إن شرطيا يعمل متطوعا في قوة الشرطة قتل برصاصة في العنق انطلقت من بندقية فيما أصيب آخر بجروح خطيرة في الساق. ورد بقية أفراد الشرطة بإطلاق النار على المسلح المجهول وأصابوه. وألقي القبض على المشتبه به في المكان ونقل إلى المستشفى وحالته خطيرة. وكشفت إحصاءات أعلنها مكتب التحقيقات الاتحادي أن 55 شرطيا قتلوا بالرصاص أثناء أداء الواجب خلال عام 2018.
العنف المدرسي
في السياق ذاته قال مسؤولون إن طالبا في مدرسة ثانوية بولاية كاليفورنيا يرتدي ملابس سوداء فتح النار في حرم المدرسة مما أدى إلى مقتل فتاة تبلغ من العمر 16 عاما وفتى في الرابعة عشرة وإصابة ثلاثة فتية آخرين قبل أن يحاول الانتحار بإطلاق الرصاص على رأسه. وأضاف المسؤولون أن المشتبه به الذي أكمل عامه السادس عشر في حالة حرجة للغاية.
وقال الكابتن كينت واجنر من إدارة الشرطة في مقاطعة لوس أنجليس في مؤتمر صحفي إن الطالب سحب مسدسا من عيار 45 من حقيبة ظهره وأطلق النار على الطلبة الآخرين واحتفظ بالرصاصة الأخيرة لنفسه. وقال الضابط بمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بول ديلاكورت ”في تلك المرحلة ليس لدينا مؤشرات على الدافع ولا على وجود أيديولوجية معينة“. وقال واجنر إن المصابين هم فتاتان في الرابعة عشرة والخامسة عشرة وفتى في الرابعة عشرة. ووصفت الشرطة المشتبه به بأنه طالب آسيوي في مدرسة سوجوس الثانوية في سانتا كلاريتا التي تبعد نحو 65 كيلومترا شمالي لوس انجليس.
من جانب اخر اعتقلت الشرطة في نيويورك صبيا عمره 13 عاما فيما يتعلق بقتل طالبة جامعية في متنزه بمانهاتن حسبما قالت وسائل الإعلام المحلية مما أثار توترا في مدينة تراجعت فيها معدلات الجريمة في السنوات الأخيرة. وقالت إدارة الشرطة بمدينة نيويورك إن تيسا ماجوريس (18 عاما) تلقت عدة طعنات بسكين لدى تعرضها لسرقة أثناء عبورها متنزه هارليمز مورننج سايد قرب كليتها بارنارد كوليدج. وتعتقد الشرطة إن ثلاثة أشخاص شاركوا في الجريمة.
ورغم إصابتها استطاعت ماجوريس أن تخرج مترنحة من المتنزه واستنجدت بكشك حراسة بمدرسة قريبة ولكنها لفظت أنفاسها الأخيرة في أحد المستشفيات. ويشتهر متنزه مورننج سايد منذ فترة طويلة بأنه غير آمن وشهد عدة جرائم من بينها جرائم قتل. وقال رودني هاريسون كبير مفتشي مباحث شرطة نيويورك على تويتر” تم اعتقال شخص والتحقيق ما زال جاريا“ دون ذكر أي معلومات إضافية عن هوية الشخص المعتقل. بحسب رويترز.
وذكرت محطة (سي.بي.إس 2) التلفزيونية نقلا عن مسؤولين بالشرطة لم تذكر أسماءهم إن الشرطة عثرت على الصبي أثناء تمشيط بهو مبنى قريب. وقالت المحطة إن ملابسه تطابقت مع أوصاف المشتبه به. وأضافت المحطة وقنوات إخبارية محلية أخرى أن هذا الصبي اعترف للشرطة بمحاولته هو وصديقان سرقة ماجوريس وطعنها.
جهاز الرجل العنكبوت
من جانب اخر تقوم إدارات الشرطة في أنحاء الولايات المتحدة بتجربة جهاز يطلق رباطا يشبه ”الرجل العنكبوت“ على المشتبه بهم لشل حركتهم، وذلك بعد وفاة 49 شخصا العام الماضي نتيجة استخدام المسدسات الصاعقة ضدهم. ويطلق الجهاز، المسمى ”بولاراب“، رباطا طوله 2.4 متر مثبت بطرفه كرة ليلتف حول ساقي المشتبه به ومن ثم منعه من الهرب. ويعمل الجهاز على مسافة تتراوح بين 3 أمتار إلى 7.6 متر.
وقال توم سميث رئيس شركة (راب إندستريز) مصنعة الجهاز ”سواء أكانت الوسيلة مسدسا صاعقا أو رذاذ الفلفل أو الهراوة ..فإن ثمة فجوة أوجدتها المحاكم بطلب استخدام مستوى أعلى من القوة في الوقت المناسب“. وأضاف ”يسد هذا الجهاز بصورة كاملة تلك الفجوة، إذ يمنح الضباط خيارا أخر لاستخدامه قبل استخدام مستوى عال من القوة لإنهاء أي محادثة بشكل آمن جدا جدا“. بحسب رويترز.
وقال سميث إن جهاز ”بولاراب“ أكبر بقليل من الهاتف المحمول وهو مصمم كي يتم وضعه بسهولة في حزام ضباط الشرطة وتصل سرعة الرباط الذي يطلقه الجهاز إلى حولي 200 متر في الثانية ”ولذلك لن ترونه“. وقال سميث إنه شرح فكرة عمل الجهاز لعشرات من إدارات الشرطة في الولايات المتحدة وأيضا في أستراليا ونيوزيلندا. وتم توثيق ما لا يقل عن 1081 حالة وفاة جراء استخدام الشرطة للمسدسات الصاعقة. وجاءت غالبية الوفيات بعد استخدام هذه المسدسات على نطاق واسع في أوائل العقد الماضي ومنها 49 وفاة عام 2018.
اضف تعليق