عمدت اسرائيل من جديد وبدعم امريكي الى شن غارات ضد اهداف مختلفة تقول انها تابعة الى إيران داخل سوريا، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كما نقلت بعض المصادر، أن الضربة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، استهدفت منشآت عسكرية إيرانية، وكانت ردا على قصف تعرضت له إسرائيل...
تطورات جديدة وخطيرة يشهدها ملف الحرب في سوريا، التي تحولت وبحسب بعض المراقبين الى ساحة حرب بين الكثير من الدول والحكومات التي تسعى الى تأمين مصالحها في هذا البلد، فبعد التدخل العسكري المباشر من قبل تركيا والتي شنت هجمات لإنشاء منطقة آمنة بعمق الأراضي السورية وطرد الوحدات الكردية من حدودها الجنوبية، عمدت اسرائيل من جديد وبدعم امريكي الى شن غارات ضد اهداف مختلفة تقول انها تابعة الى ايران داخل سوريا، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كما نقلت بعض المصادر، أن الضربة التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي في سوريا، استهدفت منشآت عسكرية إيرانية، وكانت ردا على قصف تعرضت له إسرائيل.
وقال نتنياهو في تصريح: "لقد أوضحت أنه بغض النظر عن الجهة التي ستضر بنا، سنرد عليها ردا مؤلما، وهكذا فعلنا ضد أهداف عسكرية لقوات القدس الإيرانية ومنشآت عسكرية سورية بعد أن أُطلقت منها صواريخ باتجاه إسرائيل. سنكون ثابتين في ضمان أمن إسرائيل". وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نجح في اعتراض 4 صواريخ أطلقت من سوريا باتجاه إسرائيل. وفي وقت لاحق أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف مواقع عسكرية، قال إنها تابعة لفيلق القدس الإيراني والجيش السوري في محيط العاصمة دمشق، فيما أكدت دمشق تصدي دفاعاتها الجوية للصواريخ وأسقاط معظمها.
وفي وقت سابق نشرت صحيفة صنداي تايمز تقريرا كتبه أنشل فيفر حول "حرب خفية" بين إسرائيل وإيران في سوريا. ويقول الكاتب إن الجنرال الإسرائيلي الذي قاد عمليات منع إيران من بسط نفوذها في الشرق الأوسط أحصى "آلاف الهجمات" على قوات إيرانية في سوريا. ويؤكد الجنرال غادي إيزنكوت، بحسب التقرير، أن إسرائيل بدأت تهاجم المواقع الإيرانية في سوريا في يناير/ كانون الثاني 2017، وأن الهجمات كانت تقع كل أسبوع تقريبا، دون التصريح بذلك.
وأوضح إيزنكوت للصحيفة أن الهدف الرئيسي لإسرائيل في هذه الحرب الخفية تمثل في الحرس الثوري وفرعه فيلق القدس، وأن إسرائيل نفذت آلاف الهجمات على مواقع إيرانية في سوريا وفي عام 2018 وحده ألقت عليها ألفي قنبلة. وقال إن إسرائيل شرعت منذ بداية النزاع المسلح في سوريا عام 2011 في شن غارات جوية على قوافل تحمل أسلحة إيرانية لحزب الله اللبناني، ولكنها لم تستهدف الإيرانيين أنفسهم.
ويرى بعض المراقبين ان استمرار مثل هكذا امور مخالفة لجميع القوانين والاتفاقات والدولية، يمكن ان يسهم في خلق حرب كارثية في المنطقة، التي تعاني اصلاً من عدم استقرار امني خصوصا وان الأراضي السورية أصبحت منطقة مكتظة بالوجود العسكري الأجنبي، حيث تنتشر في جنباتها وأطرافها قواعد ونقاط عسكرية، بعضها تابع لروسيا وبعضها تابع للولايات المتحدة، وبعض القوى إقليمية أخرى، كما انها قد تكون سببا في اعادة خطر الجماعات الارهابية المدعومة من دول وحكومات مختلفة.
غارات اسرائيلية
وفي هذا الشأن أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف عشرات الأهداف "التابعة للحكومة السورية وإيران" داخل الأراضي السورية، ردا على إطلاق صواريخ من هضبة الجولان المحتلة باتجاه إسرائيل. وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على تويتر "أغارت طائرات حربية قبل قليل على عشرات الأهداف العسكرية التابعة لفيلق القدس الإيراني والجيش السوري داخل الأراضي السورية، تشمل صواريخ أرض-جو ومقرات قيادة ومستودعات أسلحة وقواعد عسكرية وذلك ردا على اطلاق الصواريخ من سوريا نحو إسرائيل".
وأكدت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) وقوع الهجمات الإسرائيلية، والتي تمت بطائرات حربية استهدفت العاصمة دمشق وضواحيها من داخل الأراضي الإسرائيلية، وتحديدا من ناحية الجولان المحتل، ومن فوق مرج عيون في لبنان. وأضافت أن أحد الصواريخ ضرب منزلا ودمره مما أدى لإصابة عائلة من أربعة أفراد. وقالت سانا إن "أنظمة الدفاع الجوي السوري تصدت للهجوم وأسقطت عددا من الصواريخ الإسرائيلية فوق العاصمة دمشق".
وذكرت تقارير محلية أن انفجارا قويا سمع في المدينة. كما أظهرت الصور على وسائل التواصل الاجتماعي عددا من الحرائق في مواقع بالعاصمة السورية. وبرر المتحدث الإسرائيلي هذه الغارات بأنها تأتي ردا على هجمات إيرانية من سوريا، وقال "الهجوم الإيراني على الأراضي الإسرائيلية، من خلال إطلاق صواريخ تم اعتراضها يعتبر دليلا واضحا للسبب الحقيقي (لوجود) إيران في سوريا". وأضاف "وضع إيران بات يشكّل خطرا على أمن إسرائيل، وعلى الاستقرار في المنطقة، وعلى النظام السوري". وحمَل أدرعي في سلسلة تغريداته "النظام السوري" مسؤولية أي هجمات ضد إسرائيل من أراضيه، مؤكدا أن الجيش الإسرائيلي "مستعد لكل السيناريوهات".
وقالت إسرائيل إن أنظمتها الدفاعية أسقطت أربعة صواريخ أُطلقت من سوريا بعد أن دوت صافرات الإنذار في هضبة الجولان. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رصد أربع عمليات إطلاق صواريخ قادمة من سوريا تجاه إسرائيل، وتصدت دفاعاته الجوية لها وأسقطتها دون أن يصيب أي منها هدفه.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية السورية (سانا) في وقت لاحق أنه سُمع "دويّ انفجارات في مطار دمشق" دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الصواريخ أُطلقت تجاه إسرائيل من مواقع على تخوم العاصمة دمشق تسيطر عليها جماعات موالية للحكومة السورية. ولم يوضح المرصد أيّ الجماعات تقف وراء إطلاق الصواريخ أو عمّا إذا كانت قد وقعت إصابات جراء الغارات الانتقامية الإسرائيلية.
وقال المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إن طائرة إسرائيلية أطلقت صواريخ على مواقع جنوبي وجنوب غربي دمشق تصدت لها الدفاعات الجوية السورية. يأتي ذلك بعد تصعيد شهده قطاع غزة وما حوله في أعقاب اغتيال إسرائيل قياديا في حركة الجهاد الإسلامي المتحالفة مع دمشق. وتزامنت عملية الاغتيال في غزة مع عملية أخرى، لم تؤكدها إسرائيل، استهدفت قياديا آخر في حركة الجهاد الإسلامي في دمشق وأسفرت عن مقتل ابنه وشخص آخر.
وقال رئيس المرصد، رامي عبد الرحمن إن "القصف الإسرائيلي استهدف مواقع تسيطر عليها جماعة موالية للنظام السوري وهي التي شنت صواريخ ضد إسرائيل". وشنت إسرائيل غارات جوية متكررة على أهداف داخل سوريا منذ انزلاق الأخيرة إلى دوامة الحرب الأهلية عام 2011. وكانت معظم الهجمات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية أو مواقع جماعة حزب الله اللبنانية الحليفة لإيران. بحسب بي بي سي.
كما نفذت إسرائيل هجمات استهدفت فصائل فلسطينية تتخذ من دمشق مقرا لها، على غرار الهجوم الذي قالت حركة الجهاد الإسلامي إنه استهدف أحد قيادييها. وانضمت حركة الجهاد الإسلامي وجماعات أخرى إلى اتفاق هدنة جديد هشّ برعاية الأمم المتحدة ومصر حول غزة بعد التصعيد الذي شهده القطاع.
روسيا واسرائيل
من جانبها أكدت روسيا وكما نقلت بعض المصادر أن الضربات الجوية التي تشنها إسرائيل على الأراضي السورية تزيد من حدة التوتر في المنطقة وتعرقل جهود حل الأزمة في سوريا. وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان "شهدت الآونة الأخيرة ارتفاعا حادا لكثافة الضربات الصاروخية التي تشنها إسرائيل على أراضي سوريا". وأوضحت الوزارة: "في يوم 12 نوفمبر، شنت الطائرات الإسرائيلية ضربة صاروخية على منزل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، أكرم العجوري، وسط دمشق، حيث تتمركز البعثات الدبلوماسية الأجنبية. وأسفر الهجوم عن سقوط ضحايا بين المدنيين السوريين الأبرياء، كما ألحق أضرارا كبيرة بالممتلكات العامة والمباني. وعلى الرغم من أن العجوري نفسه لم يصب، إلا أن الضربة أدت إلى مقتل عدد من أقربائه".
وتابعت: "وفي يوم 18 نوفمبر، تم شن هجوم على أهداف في منطقة البوكمال قرب الحدود السورية العراقية. وتفيد المعلومات الواردة بأن الطائرات الإسرائيلية خرقت مع ذلك المجال الجوي لكل من العراق والأردن. وفي يوم 19 نوفمبر، ضربت انفجارات منطقة مطار دمشق، كما جرى إطلاق صواريخ على أهداف واقعة على بعد 18 كيلومترا جنوبي العاصمة السورية، بينما يقال إن ذلك جاء ردا على قصف استهدف مرتفعات الجولان من الجانب السوري".
وأردفت: "وليلة 20 نوفمبر، استهدفت طائرات القوات الجوية الإسرائيلية ريف دمشق، حيث تم إطلاق 40 صاروخا مجنحا. وتفيد التقارير بمقتل وإصابة أكثر من 10 عسكريين ومدنيين سوريين". وأكدت الوزارة أن "هذه التطورات للأحداث تثير قلقا بالغا جدا ورفضا لدى موسكو"، مبينة: "نعتبر أن من فائق الأهمية احترام سيادة ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية وباقي الدول في المنطقة". وشددت الخارجية الروسية "على أن تصرفات إسرائيل الحالية تزيد من حدة التوتر وترفع احتمال النزاع في الأوضاع حول سوريا، كما تتناقض مع الجهود الرامية إلى تطبيع الأحوال وتحقيق الاستقرار في سوريا والتسوية السياسية في هذه البلاد".
قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في وقت سابق إن مواصلة الطيران الإسرائيلي شن غارات على الأراضي السورية يتسبب في زعزعة الاستقرار في المنطقة. وأضاف لافروف "فيما يتعلق بالضربات الجوية الإسرائيلية للأراضي السورية، لم نخف يوما موقفنا السلبي من مثل هذه التصرفات، التي تزيد من زعزعة الأوضاع، وتؤدي إلى مزيد من التصعيد، وربما حتى خروج الأوضاع عن السيطرة". وأكد وزير الخارجية الروسي أنه "لا يجب جعل سوريا مسرحا لمخطط أحد ما، أو ساحة لتصفية الحسابات"، مضيفا أن "المهمة الرئيسية لكل القوى المسؤولة يجب أن تكون المساعدة وإعادة الأمن للأرض السورية".
اضف تعليق