يشبه كثيرون عائلة بن لادن في السعودية بعائلة كنيدي الأمريكية لثرائها الشديد ولما مرت به من مآس، فقد تولت مجموعة بن لادن السعودية شق الطرق وبناء المساجد والقصور. ومات محمد رب الأسرة في حادث طائرة ولقي ابنه الذي خلفه في قيادة المجموعة المصير نفسه...
(رويترز) - يشبه كثيرون عائلة بن لادن في السعودية بعائلة كنيدي الأمريكية لثرائها الشديد ولما مرت به من مآس، فقد تولت مجموعة بن لادن السعودية شق الطرق وبناء المساجد والقصور. ومات محمد رب الأسرة في حادث طائرة ولقي ابنه الذي خلفه في قيادة المجموعة المصير نفسه. كما دبر الابن الأصغر أسامة هجمات 11 سبتمبر أيلول في الولايات المتحدة.
وصل محمد إلى السعودية قادما من اليمن خلال عشرينيات القرن الماضي شابا فقيرا في سن المراهقة يبصر بعين واحدة. وسعى لتحقيق الثروة بين الحجاج والعمال الذين كان ميناء جدة على البحر الأحمر يعج بهم.
وبعد تأسيس شركة صغيرة للبناء في 1931 كسب الحظوة لدى الملك عبد العزيز عندما استكمل بناء قصر له في غضون 20 يوما وذلك وفقا لما جاء في كتاب عن سيرة حياة بن لادن ألفه خلف آل سيبيه المدير التنفيذي السابق بالمجموعة.
وأصبح بن لادن مقاول البناء المفضل على غيره في المملكة وكسب تعاقدات لأغلب المشروعات ذات الأهمية الاستراتيجية في البلاد، ومع نمو المجموعة طورت أسرة بن لادن المؤلفة من حوالي 70 ابنا وعشرات الزوجات علاقات مع أبناء الملك عبد العزيز وأحفاده لضمان استمرار هذا التحالف.
فمن خلال هذه العلاقات تم إبرام عقود وتوسيعها بدلا من عملية تقديم العطاءات ذات الطابع الرسمي. وتم منح الكثير من العقود على أساس سعر التكلفة مضافا إليه نسبة ربح. والمشكلة في هذا النموذج أنه لا يوجد لدى المقاول في كثير من الأحيان حافز للحد من المصروفات، وسلطت الأضواء على الأسرة بعد أحداث 11 سبتمبر أيلول 2001 عندما وصمها ابنها أسامة أصغر أبناء محمد بالسمعة السيئة. وحافظت الشركة تحت قيادة بكر بن لادن الهادئة على مكانتها وبلغت أوجها في عهد الملك عبد الله الذي اعتلى العرش في 2005.
وخلال سنوات حكم الملك عبد الله العشر قفز سعر النفط متجاوزا 100 دولار للبرميل واتجهت المملكة للإنفاق ببذخ. واقتنصت مجموعة بن لادن العقود لإدارة أعمال البناء في مشروعات جديدة بعشرات المليارات من الدولارات بما في ذلك مركز الرياض المالي ومطار جديد في جدة ومدينة اقتصادية على البحر الأحمر يفترض أن تسع مليوني نسمة.
وتولت المجموعة أمر أكثر مشروعات المملكة حساسية بما فيها توسعات الحرمين في مكة والمدينة، وقال رجل أعمال في جدة يعرف الأسرة منذ عشرات السنين إن الأخوة الكبار لاسيما بكر وصالح وسعد أجروا لمثل هذه الصفقات مفاوضات مباشرة في كثير من الأحيان مع الملك عبد الله ووحدة خاصة في الحكومة السعودية أنشأها العاهل السعودي لهم.
وقال رجل الأعمال إن هذه العقود كانت تشارك فيها عموما وحدة للمشروعات المستعجلة بمجموعة بن لادن يمكنها تنفيذ الأعمال بإشعار قصير الأجل لحساب الحكومة. كما تولت تلك الشعبة بناء قصر الملك عبد الله الجديد في جدة.
وعلى مسافة غير بعيدة عن هذا القصر بنى بكر لنفسه فيلا بممرات رخامية وأحواض سباحة تطل على البحر الأحمر كثيرا ما كان يفتحها لإقامة حفلات تقليدية لا يشارك فيها سوى الرجال وذلك لتوطيد العلاقات مع أفراد الأسرة الحاكمة حسب ما قاله مصدر حضر إحدى هذه الحفلات، ومع ازدهار نشاط الأخوة في الداخل عمدوا إلى توسعة أعمالهم في الخارج ففتحوا أسواقا في أفريقيا بصفة خاصة. وفي العام 2011 طرحوا فكرة بيع حصة من أسهم المجموعة في طرح عام أولي. وكانت المجموعة حينها كيانا عملاقا يضم أكثر من 500 شركة تابعة، وبدأ بكر يقضي فترات طويلة في قصره بمدينة شرم الشيخ المصرية. واستمر في إدارة علاقة الشركة بكبار أعضاء الأسرة الحاكمة فكان يسافر بطائرته الخاصة لحضور الاجتماعات المهمة، ويقول أحد المديرين التنفيذيين بمجموعة بن لادن إنه بدا أن الأخوين سعد ومحمد سيخلفان بكر في قيادة الشركة على أن ينتقل الأمر للجيل التالي من خلال ابنه نواف.
اضف تعليق