q
قال أردوغان: \"سندخل سنجار الآن، العمليات بدأت هناك. القتال داخلي وخارجي\"، لكنه لم يدلِ بتفاصيل بشأن العمليات التي يشير إليها، وسارعت وزارة الدفاع العراقية، عبر المتحدث باسمها، إلى نفي علمها بوجود أيّ عمليات عسكرية تركية في سنجار أو المناطق المحيطة بها...

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الأحد، بدء عمليات في منطقة سنجار العراقية، التي سبق أن هدد بعمل عسكري فيها عبر الحدود، وذلك بعد يومين فقط من إعلان مصادر أن مسلحي حزب العمال الكردستاني سينسحبون من تلك المنطقة.

وقال أردوغان أمام حشد في إقليم طرابزون، الواقع على البحر الأسود: "قلنا إننا سندخل سنجار. الآن، العمليات بدأت هناك. القتال داخلي وخارجي"، لكنه لم يدلِ بتفاصيل بشأن العمليات التي يشير إليها.

وسارعت وزارة الدفاع العراقية، عبر المتحدث باسمها، إلى نفي علمها بوجود أيّ عمليات عسكرية تركية في سنجار أو المناطق المحيطة بها. ونقلت وكالة "المعلومة" الإخبارية عن المتحدث باسم الوزارة، اللواء تحسين الخفاجي، قوله إن "معلومات انطلاق عمليات عسكرية في سنجار غير دقيقة وقد تفتقر إلى المصداقية". لكن الخفاجي أكد أن الحكومة العراقية "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أيّ تدخل عسكري خارجي في العراق"، على الرغم من أن الأحاديث عن عمليات تركية "لم تثبت صحتها".

من جانبها، أكدت "العمليات المشتركة" في بيان رسمي أنه "لا صحة لعبور قوات عبر الحدود العراقية إلى مناطق سنجار وباقي المناطق الحدودية في نينوى"، مشيرة إلى أن "الوضع الأمني في نينوى وسنجار والمنطقة الحدودية تحت سيطرة القوات العراقية". ولم يختلف إعلان "الحشد الشعبي" عن سابقيه، بل جاء مكملاً لها، إذ أكد قائد المحور الشمالي في "اللواء 40"، رائد الكروي، أن قواته الموجودة هناك منذ عمليات تحرير الموصل العام الماضي "لم تلحظ أي تحرك عسكري تركي لغاية الآن في المناطق المذكورة"، معتبراً أن ما ذكره أردوغان وتداولته وسائل إعلام هو "إشاعة".

عملية مرتقبة

وخلافاً للروايات الرسمية، رجّح مصدر ميداني في المنطقة المحيطة بسنجار، أن تبدأ عملية عسكرية خلال الساعات أو الأيام المقبلة، معتبراً أن تصريح أردوغان "إما أن يكون تهيئة للرأي العام لهذه العملية أو بالون اختبار". ومن جانبه، رأى الخبير الأمني هشام الهاشمي، أن العملية ربما لم تنطلق برياً، لكن تحضيراتها تأتي مكمّلة للقصف الجوي والصاروخي التركي، انطلاقاً من المثلث التركي السوري العراقي لغاية شمال سنجار (قرابة 104 كيلومترات). وأكد الهاشمي "استحالة" تحرك قوات تركية نحو سنجار إلا في حالتين، وهما "تنفيذ إنزال جوي أو التنسيق مع بغداد"، وذكر في تصريح لصحيفة الاخبار اللبنانية أن القوات التركية الوحيدة التي عبرت إلى الأراضي العراقية هي تلك الموجودة في معسكر بعشيقة وقرى إبراهيم والشيخ عمر في سيدكان منذ أعوام.

وعلى الرغم من النفي الرسمي المتعدّد الجهات، عمدت بغداد إلى إرسال "قوة كبيرة" من الجيش العراقي إلى سنجار مساء الاحد، وفق ما أعلن مدير ناحية سنوني (التابعة لقضاء سنجار) بالوكالة خوديدا جوكي، الذي أكد أن القوة تتمركز حالياً مع "وحدات حماية سنجار" (تتألف من أكراد وأيزيديين) في المواقع التي كان يوجد فيها "حزب العمال الكردستاني"، والتي تمتد حتى الحدود العراقية السورية. وبحسب ما نقلت عنه شبكة "روداو" الإعلامية الكردية، فإنه "لا يوجد حتى الآن أيّ تحرك عسكري تركي في سنجار".

ودخل الاحد قرار "العمال الكردستاني" بالانسحاب من سنجار، والذي تردد أنه جرى بتنسيق مع بغداد، حيّز التنفيذ. قيادي في الحزب أن قرار الانسحاب لن يتأثر بتصريحات أردوغان "التي تعوّدنا عليها"، قبل أن يؤكد جاهزية مقاتليه للعودة مجدداً "ليس إلى سنجار فحسب، بل إلى أيّ منطقة يتعرض فيها الكرد للخطر". وبحسب صحيفة الاخبار اللبنانية فقد أفصح القيادي أيضاً عن وجود "خطة قتالية" لمواجهة القوات التركية "لم تتوقف حتى اليوم"، وفيما قلل من أهمية تصريحات أردوغان وإعلانه بدء الهجوم، حذّر الحكومة العراقية من الانجرار وراء أردوغان، "لأن وجوده قائم على الخلافات بين مكوّنات المنطقة والمؤامرات".

الهجوم من الجو

وأوضح القيادي في التحالف الكردستاني، محسن السعدون، أن "الإقليم لم يسجل أي تحرك عسكري تركي إلى غاية الآن"، مبيناً أن "المسافة بعيدة جداً من الحدود التركية إلى سنجار، وأرجّح في حال كان هناك تحرك عسكري فإنه سيكون قصفاً جوياً". بحسب صحيفة "العربي الجديد".

وذكر عضو البرلمان العراقي، زانا روستاي، في تصريح صحفي أن "الحديث عن عملية عسكرية تركية تعني إما إنزالاً جوياً أو تنسيقاً مع بغداد، وغير ذلك مستحيل، كون المسافة بين أقرب نقطة تركية ومدينة سنجار أكثر من 100 كم، وتحتاج للوصول إلى المدينة تنسيقاً، فهناك قوات الجيش العراقي و"الحشد الشعبي"، إضافة إلى قوات البشمركة"، مبيناً أن "المدينة تغصّ بالمدنيين، وعلى الحكومة العراقية التحرك فوراً لوقف أي عملية محتملة ضد المدينة أو غيرها من مناطق العراق".

تهديد مكرر

وعاود الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين، التهديد بشن هجوم على منطقة سنجار، لإخراج عناصر حزب العمال الكوردستاني منها، في حال فشلت الحكومة العراقية بذلك.

وقال أردوغان قبل مغادرته لحضور قمة مع زعماء الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي، إن تركيا ستتخذ "كل ما يلزم" إذا فشلت عملية الحكومة العراقية في سنجار. وأضاف أن مسؤولاً عراقياً - لم يسمه - يصل اليوم إلى تركيا لبحث مسألة سنجار مع مدير الاستخبارات التركية.

وشددت الحكومة التركية على أنها لن تقبل ببقاء عناصر تنظيم بي كا كا في قضاء سنجار بالعراق تحت أي مسمى آخر. وقال الناطق باسم الحكومة التركية في مؤتمر صحافي عقب اجتماع الحكومة التركية في أنقرة، الاثنين: "من غير الممكن أن تقبل تركيا ببقاء عناصر تنظيم بي كا كا الإرهابي في سنجار تحت اسم آخر أو بلباس مختلف"، وأضاف بوزداغ: "نتابع التطورات في سنجار، استخباراتنا تأكدت من انتشار الجيش العراقي في بعض المناطق في سنجار".

اضف تعليق