تواصل القوات العراقية المشتركة انتصاراتها وتقدمها في معاركها المستمرة لتحرير الاراضي العراقية من سيطرة تنظيم داعش الارهابي، حيث حققت وكما نقلت بعض المصادر، تقدم كبير في معركة تحرير الحويجة آخر الجيوب المتبقية في قبضة التنظيم. و التي انطلقت في الحادي والعشرين من شهر سبتمبر الماضي بتقدم القوات العراقية من ستة محاور في عمليات تحرير قضاء الحويجة (جنوب غربي كركوك) وأيسر الشرقاط وذلك ضمن المرحلة الأولى للعمليات.
وقد تسبب الهجوم الواسع للقوات العراقية في تقهقر عناصر داعش وهروبهم، ومنذ مبادرة قوات الجيش العراقي إلى محاربة تنظيم داعش في العراق تقلصت بشكل كبير الأراضي التي كان يسيطر عليها هذا التنظيم الارهابي منذ إعلانه في عام 2014 عن تأسيس الخلافة. الجدير بالذكر أن مدينة الحويجة تتبع قضاء الحويجة وتقع جنوب غربي كركوك وشمال غربي العاصمة بغداد ومنذ سيطرة التنظيم على القضاء فر منه نحو نصف مليون شخص، لجأ أغلبهم إلى محافظة كركوك.
وقال قائد عمليات تحرير الحويجة الفريق عبد الأمير يار الله في بيان أن "قطعات الجيش والشرطة الاتحادية والرد السريع وقطعات الحشد الشعبي باشرت بتنفيذ عملية واسعة لتحرير مركز قضاء الحويجة وناحية الرياض والقرى والمناطق المحيطة بها"، وقال يارالله إن "العملية تأتي ضمن الصفحة الثانية من المرحلة الثانية لعمليات تحرير الحويجة"، مؤكداً "قرب السيطرة على القضاء بالكامل والذي يعد آخر المعاقل المتبقية لتنظيم داعش الإرهابي في العراق". وكان يارالله قد أعلن تحرير قرية بريج والسيطرة على الجهة الشرقية لجسر الفتحة في إطار المرحلة الثانية من عمليات تحرير الحويجة.
بدء الهجوم
وفي هذا الشأن أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، صباح اليوم الجمعة (29 سبتمبر/أيلول)، انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير الحويجة والمناطق المحيطة بها إلى غرب كركوك، مؤكدا أن القضاء على تنظيم "داعش" بات قريبا جدا. ونُقل عن العبادي، القائد العام للقوات المسلحة، قوله في بيان "نعلن انطلاق المرحلة الثانية من عمليات تحرير الحويجة وجميع المناطق المحيطة بها إلى غرب كركوك، وكما وعدنا أبناء بلدنا بأننا ماضون بتحرير كل شبر من أرض العراق وسحق عصابات داعش الإرهابية والقضاء عليها، فإننا على موعد مع نصر جديد لتحرير أبناء هذه المناطق من هؤلاء المجرمين".
من ناحية أخرى، أعلن قائد عمليات تحرير الحويجة، الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، أن قوات الجيش العراقي، بالإضافة إلى قوات أخرى، بدأت تنفيذ المرحلة الثانية من عملية واسعه لتحرير مناطق مركز قضاء الحويجة، غربي محافظة كركوك. وأنهت القوات العراقية المرحلة الأولى، حيث استعادة ناحية الزاب بالكامل والقرى المجاورة لها، فضلا عن استعادة العديد من القرى في الجانب الأيسر من قضاء الشرقاط. بحسب فرنس برس.
وتكبد التنظيم خلال المرحلة الأولى خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. وتتضمن خطة تحرير قضاء الحويجة، مناطق ناحية الرشاد وناحية الرياض وناحية العباسي والقرى والمناطق المحيطة بها. يذكر أن قضاء الحويجة جنوب غربي كركوك يخضع منذ العاشر من حزيران/يونيو 2014 لسيطرة التنظيم "داعش"، حيث فرّ أكثر من 150 ألف مدني باتجاه كركوك منذ تلك السيطرة، فيما أطلق العبادي عمليات تحرير شرق دجلة وايسر الشرقاط وقضاء الحويجة.
وانطلقت حملة تحرير تلعفر في 21 سبتمبر/أيلول الجاري وانتهت المرحلة الأولى 27 سبتمبر/أيلول الجاري، باستعادة 103 قرى ومناطق من قبضة التنظيم، وهو ما يشكل نحو ثلث مساحة القضاء. وتركَّز القتال، خلال الأسبوع الأول من المرحلة الأولى من الحملة في مناطق ريفية، شمال غربي وغرب وجنوب غربي القضاء، بينما لا تزال المدن والبلدات الرئيسية تحت سيطرة التنظيم.
وقال يار الله، إن "المرحلة الجديدة تستهدف انتزاع مركز قضاء الحويجة ونواحي الرشاد والرياض والعباسي والقرى والمناطق المحيطة بها". وأوضح أن "القوات المشاركة في العمليات هي الجيش، ومن ضمنه قوات النخبة (مكافحة الإرهاب) والشرطة الاتحادية والرد السريع (تابعتان للداخلية) والحشد الشعبي والحشد العشائري ". وإلى جانب ما تبقى من الحويجة، لا يزال التنظيم يسيطر على قضائي راوه والقائم في محافظة الأنبار (غرب) على حدود سوريا، وهو كل ما تبقى تحت سيطرته بعد أن اجتاح ثلث مساحة العراق صيف 2014.
وبدأت القوات العراقية التحرك صوب الحويجة بعد يومين من السيطرة على قاعدة الرشاد الجوية الواقعة على بعد 30 كيلومترا إلى الجنوب والتي استخدمها المتشددون كمعسكر للتدريب وموقعا لوجستيا. من جانبه قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت أعلن عن انطلاق الصفحة الثالثة من عمليات تحرير الحويجة تحت قصف مدفعي وصاروخي موجه لمقرات التنظيم في الحويجه، وأشار إلى أن قطعات الشرطة الاتحادية والحشد تقتحم قضاء الحويجة من الجهة الغربية. وأشار إلى أنّ الشرطة الاتحادية تدفع بقطعات من مغاوير النخبة والفرقة الآلية والوية القناصيين والطائرات المسيرة مسنودة بقوات الحشد الشعبي من منطقة التمركز 9كم٢ شمال غرب الحويجة . وبحسب الفريق جودت فإنّ "الشرطة الاتحادية تحركت باتجاه أهدافها المرسومة حيث تسعى لاستعادة السيطرة على 7 مناطق رئيسية في القضاء و12 هدفاً حيوياً" . ولفت إلى أنّ قطعات الشرطة الاتحادية حررت قرى مصطفى العباس وشاووك وملا حماد والسبل الفاخرة الأولى وتقترب 5 كم من شمال غرب قضاء الحويجة. كما ذكر الإعلام الحربي أنّ قوات الحشد الشعبي اللواء 3 حررت قرية "الحوض السابع" وقرية "ياسين طه" وقريتي نايف ابراهيم والسعيدية من سيطرة داعش غرب مركز قضاء الحويجة.
انسحاب داعش
الى جانب ذلك أفاد مصدر محلي عراقي، بأن عناصر تنظيم "داعش" انسحبوا من مواجهة القوات العراقية المشتركة بمحاور قضاء الحويجة جنوب غربي محافظة كركوك، فيما اقدم التنظيم على تنفيذ اعدامات جماعية لعناصره المنسحبين من جبهات القتال. وقال المصدر في حديث لـ السومرية نيوز، إن "القوات العراقية احرزت تقدما سريعا للوصول الى مركز قضاء الحويجة (55كم جنوب غربي كركوك)، وان مسلحي التنظيم الارهابي انسحبوا من مواجهة القوات العراقية بعد مواجهة ضعيفة في محاور القتال". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن أسمه، أن "داعش الارهابي اقدم على تنفيذ اعدمات جماعية لعناصر التنظيم الذين فروا من جبهات القتال".
وكشفت استخبارات الحشد الشعبي، عن توعد والي الحويجة لعناصره المنهزمين من قرى الحويجة بسبب الانهيار الكبير الذي خلفوه.
وقال الحشد الشعبي ان، استخبارات الحشد كشفت ان ما يسمى "والي الحويجة" توعد عناصره المنهزمين من القرى المحاذية لمركز قضاء الحويجة بسبب الانهيار الكبير الذي خلفوه في تلك المناطق. يذكر ان ألوية الحشد الشعبي والقوات الأمنية شرعت بتنفيذ عمليات واسعة لتحرير مركز ناحية الرياض والقرى والمناطق المحيطة بقضاء الحويجة.
على صعيد متصل افاد مصدر محلي في محافظة كركوك، بان احد ابرز خبراء المتفجرات في تنظيم "داعش" الارهابي قتل مع اثنين من مرافقيه بانفجار عبوة ناسفة اثناء محاولتهم تفخيخ شارع فرعي في اطراف مركز الحويجة. وقال المصدر إن "احد ابرز خبراء المتفجرات في تنظيم داعش ويلقب بـ(الملا) وهو عراقي الجنسية قتل مع اثنين من مرافقيه بانفجار عبوة ناسفة اثناء محاولة تفخيخ شارع زراعي في اطراف مركز الحويجة جنوب غربي كركوك".
واضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، ان "داعش عمد الى نصب الكثير من العبوات والالغام في الشوارع للحيلولة دون تقدم القوات الامنية والحشد الشعبي التي حققت انجازات مهمة في الايام الماضية في عمليات تحرير الحويجة ومحيطها". وأفاد مصدر محلي في كركوك، بأن سبعة من ابرز قادة "داعش" قتلوا بقصف جوي جنوب غربي المحافظة.
اضف تعليق