بعد تكبده خسائر كبيرة جراء الأعمال القتالية في سوريا والعراق، أجبر داعش الارهابي وكما نقلت بعض المصادر، على توقيع على اتفاق جديد مع حزب الله بالتنسيق مع السلطات السورية على الانسحاب من منطقة الحدود السورية اللبنانية، التي سيطر عليها قبل 3 سنوات، ويأتي هذا الانسحاب بعد أسبوع من القتال بين الجيش اللبناني ومسلحي التنظيم على الجانب اللبناني من الحدود، وبين الجيش السوري وحزب الله من جهة ومسلحي تنظيم داعش على الجانب السوري من الحدود، من جهة ثانية.
وبموجب هذا الاتفاق الذي اثار ايضا العديد من الاسئلة والاستفسارات لدى خصوم حزب الله في لبنان، سيخرج مئات المسلحين مع عائلاتهم من جانبي الحدود على متن حافلات تقلهم الى محافظة دير الزور في شرق سوريا الواقعة تحت سيطرة التنظيم. وأعلن حزب الله والتلفزيون السوري، أن الحافلات التي تقل مسلحي التنظيم غادرت من منطقة قارة السورية في القلمون الغربي باتجاه البوكمال في محافظة دير الزور. كما أعلن حزب الله أن مسلحي التنظيم المتطرف "لم يعودوا موجودين" في شرق لبنان على الحدود مع سوريا.
وقد وصف حزب الله ومسؤولون لبنانيون عملية إخلاء المنطقة بأنها استسلام من جانب داعش. وقال اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني "نحن لا نساوم. نحن بموقع المنتصر ونفرض الشروط". وقالت قناة "الإخبارية" السورية إن 600 شخص بينهم مقاتلو التنظيم وأفراد أسرهم سيغادرون في القافلة. وقال مصدر أمني لبناني إن مقاتلي التنظيم سيسافرون عبر سوريا تحت حراسة أمنية مشددة إلى خطوط التنظيم قرب البوكمال في شرق البلاد. وأضاف أن الجيش السوري وحزب الله يتواصلون مع تنظيم قرب البوكمال لترتيب نقل القافلة إلى المنطقة الخاضعة للتنظيم.
الى شرق سوريا
وفي هذا الشأن قالت وحدة الإعلام الحربي التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية إن قافلة تقل مقاتلي تنظيم داعش وعائلاتهم وصلت إلى نقطة تبادل في شرق سوريا حيث سينتقلون منها إلى أراض خاضعة لسيطرة التنظيم بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار. وغادرت قافلة الحافلات وسيارات الإسعاف الحدود اللبنانية السورية برفقة قوة من الجيش السوري بموجب وقف لإطلاق النار دخل حيز التنفيذ في وقت سابق.
وأنهى الاتفاق هجوما استمر أسبوعا على جيب جبلي للتنظيم المتشدد بمنطقة الحدود بين لبنان وسوريا وشنه الجيش اللبناني على جبهة فيما حارب حزب الله والجيش السوري على الجبهة الأخرى. وبهذا يسيطر لبنان على حدوده مع سوريا للمرة الأولى منذ سنوات. وتقوم قوة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة بدوريات على حدود لبنان الجنوبية مع إسرائيل. بحسب رويترز.
وأظهرت لقطات عرضتها قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله الجيش اللبناني وهو ينتشر في المنطقة التي انسحب منها التنظيم ويرفع علم لبنان قرب الحدود. وقال مصدر أمني إن هناك عددا غير معروف من الألغام في المنطقة وقد يكون نزعها صعبا لأن الجيش لا يملك خرائط لأماكنها. وأضاف أن جهود نزع الألغام ستبدأ قريبا حتى يتمكن الناس من العودة لأعمالهم في المنطقة الجبلية التي تشمل حقولا ومحاجر.وينهي الانسحاب وجود المتشددين على الحدود وهو ما يمثل هدفا مهما للبنان وحزب الله كما أنها المرة الأولى التي توافق فيها داعش علنا على الانسحاب مجبرة من أراض تسيطر عليها في سوريا.
استسلام داعش
الى جانب ذلك وصف حزب الله ومسؤولون لبنانيون عملية إخلاء المنطقة بأنها استسلام من جانب داعش. وقال الأمين العام لجماعة حزب الله اللبنانية حسن نصر الله إن الجماعة قبلت إجلاء مقاتلي التنظيم لأسباب منها معرفة مصير تسعة جنود لبنانيين أسرهم التنظيم في 2014. وقال في كلمة أذاعها التلفزيون إن القافلة التي اتجهت إلى سوريا ضمت 308 متشددين وأسلحتهم الخفيفة و331 مدنيا. وأوضح أن داعش ستسلم أسيرا من حزب الله وجثامين بعض مقاتلي الحزب فضلا عن جثة مقاتل إيراني سقط في معارك عبر سوريا. وقال إنه في المرحلة الأخيرة من الاتفاق ستجري مبادلة الجثامين بقافلة المتشددين في نقطة عبور داخل سوريا.
ووصف مسؤولون من حزب الله ومن الحكومة اللبنانية الإجلاء بأنه استسلام من قبل التنظيم. وقال اللواء عباس إبراهيم مدير عام الأمن العام اللبناني “نحن لا نساوم. نحن بموقع المنتصر ونفرض الشروط”. وحزب الله حليف وثيق للرئيس السوري بشار الأسد خلال الحرب المستمرة منذ ست سنوات. وقال الجيش اللبناني إن هجومه على داعش لم يتضمن التنسيق مع حزب الله ولا الجيش السوري.
وقال قائد في التحالف العسكري الموالي للرئيس السوري بشار الأسد إن سوريا وحزب الله قبلا خروج التنظيم بدلا من القتال حتى النهاية وذلك تفاديا لحرب استنزاف. وقال إن مقاتلي التنظيم كانوا يقيمون بين المدنيين وإن الدماء كانت ستسيل بكثرة لاستكمال الهجوم مؤكدا أن أي معركة تنتهي بمفاوضات أو استسلام فهي نصر. وقالت قناة الإخبارية السورية إن 600 شخص بينهم مقاتلو التنظيم وأفراد أسرهم سيغادرون في القافلة.
وقال مصدر أمني لبناني إن المتشددين سيسافرون عبر سوريا تحت حراسة أمنية مشددة إلى خطوط التنظيم قرب البوكمال في شرق البلاد. وأضاف أن الجيش السوري وحزب الله يتواصلون مع داعش قرب البوكمال لترتيب نقل القافلة إلى المنطقة الخاضعة للتنظيم. وأوضح أن داعش ستسلم أيضا أسيرا من حزب الله وجثامين خمسة من مقاتلي الحزب وجثامين بعض الجنود السوريين.
وشوهد مقاتلو التنظيم في وقت سابق وهم يحرقون معداتهم الثقيلة وأسلحتهم في الجيب الحدودي. ونص الاتفاق على أن يكشف التنظيم المتشدد عن مصير تسعة جنود لبنانيين خطفهم عندما اجتاح بلدة عرسال اللبنانية في 2014. وقال مسؤول أمني لبناني كبير إن الجنود ماتوا على الأرجح إذ انتشل الجيش رفات ستة أشخاص فيما يبحث عن رفات اثنين آخرين في مناطق كانت تحت سيطرة داعش.
واسترد لبنان وسوريا جيبين حدوديين آخرين هذا الشهر بعدما قبلت جماعات متشددة أخرى باتفاقات إجلاء مماثلة. وبدأ إبرام تلك الاتفاقات بعد هجوم نفذه حزب الله لفترة وجيزة في نهاية يوليو تموز ضد متشددين من جماعة كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة كانت مرتبطة بتنظيم القاعدة في سوريا حتى العام الماضي. واحتفظ حزب الله بوجود قوي في المناطق القريبة من الحدود مع لبنان في سوريا لسنوات فساعد الأسد على استعادة السيطرة على عدة بلدات وقرى كانت خاضعة لمقاتلي المعارضة هناك. بحسب رويترز.
واتضح حجم التهديد الذي تشكله جماعات المعارضة المسلحة والجماعات المتشددة في سوريا على الأراضي اللبنانية في هجوم عرسال في 2014. كما وقعت تفجيرات انتحارية في منطقة تقطنها أغلبية شيعية في جنوب بيروت يحظى فيها حزب الله بتأييد واسع في نوفمبر تشرين الثاني من عام 2015. وفي داخل سوريا منيت داعش بهزائم أجبرتها على التقهقر على كل الجبهات وخسرت أراضي انتزعها الجيش السوري وحلفاؤه وتحالف يتكون من فصائل كردية وعربية يدعمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد التنظيم.
اضف تعليق