شهدت معركة تحرير مدينة الموصل من سيطرة عصابات تنظيم داعش الارهابي، في الفترة الاخيرة تطورات ميدانية مهمة، حيث حققت القوات العراقية المشتركة وكما نقلت بعض المصادر، المزيد من التقدّم لتقترب بشكل كبير من هدفها النهائي والمتمثّل في إنهاء وجود تنظيم داعش في العراق، وستوجه خسارة الموصل التي اصبحت اقرب الى التحرير ضربة قوية لداعش. كونها اهم معقل للتنظيم المتشدد منذ أن أعلن البغدادي منها ما يسمى بـ(دولة الخلافة) في عام2014.

وقد اكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، إن الهجوم الذي تشنه حكومته لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم داعش في مراحله الأخيرة. وحذر العبادي مسلحي التنظيم من أنهم سيقتلون إن لم يستسلموا. وطردت القوات الحكومية التنظيم المتشدد من شرق الموصل وتحقق الآن تقدما في القطاع الغربي في العملية التي بدأت في أكتوبر تشرين الأول. وقال العبادي "داعش أصبحت يوما بعد يوم تحاصر في منطقة ضيقة... اعلموا أن الدواعش محاصرون فى أيامهم الأخيرة." كما تعهد بمعاملة أسر مقاتلي داعش بإنصاف. وأضاف "حتى العوائل المدنية للدواعش نحافظ عليهم من غير المقاتلين.. عوائل.. نحمى العوائل وما نتعرض للعوائل ولكن إرهابيي داعش نقتص منهم. "إذا تم اعتقالهم نحيلهم إلى المحاكمات العادلة وإذا تمت المواجهة يقتلون." وقال العبادي إنه سيزور واشنطن وسيلتقي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب لبحث الحرب. وتقدم الولايات المتحدة الدعم الجوي والمدفعي في الهجوم.

تقدم مستمر

وفي هذا الشأن قالت الشرطة الاتحادية العراقية إن القوات الحكومية التي تقاتل تنظيم داعش من أجل استعادة الموصل سيطرت على جسر رئيسي على نهر دجلة وتقدمت صوب الجامع الكبير الذي أعلن منه زعيم التنظيم قيام دولة الخلافة في عام 2014. وبالسيطرة على الجسر الحديدي الذي يربط القطاع الشرقي من الموصل بالمدينة القديمة على الجانب الغربي يصبح تحت سيطرة الحكومة ثلاثة من خمسة جسور تربط ضفتي نهر دجلة ما يعزز تأكيدات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن المعركة تقترب من مراحلها الأخيرة.

وكان ضرر لحق بالجسر في القتال أواخر العام الماضي. وقال بيان للشرطة إنها ووحدات الرد السريع التابعة لوزارة الداخلية سيطرا على الجسر. وتحققت هذه المكاسب بعد معارك شرسة اشتبكت فيها القوات من شارع لشارع مع خصم يستخدم الهجمات الانتحارية بسيارات ملغومة ونيران القناصة والطائرات بلا طيار التي تسقط قنابل للدفاع عما كان ذات يوم معقله الرئيسي.

وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية "قواتنا تتقدم بثبات باتجاه الجامع الكبير ونحن الآن نبعد أقل من 800 متر من الجامع." وخسارة الموصل ستمثل ضربة كبيرة لتنظيم داعش الذي كان يعتبر المدينة عاصمته الفعلية منذ أن أعلن أبو بكر البغدادي نفسه خليفة على أراض في العراق وسوريا من جامع النوري أو الجامع الكبير في يوليو تموز عام 2014.

والسيطرة على الجامع ستمثل انتصارا رمزيا كبيرا ومكسبا فعليا. ولكن ربما تكون هناك أيام صعبة كثيرة قادمة قبل أن تتمكن القوات الحكومية من إحراز تقدم في الشوارع والأزقة الضيقة بالمدينة القديمة. وزرع مقاتلو التنظيم ألغاما في منازل كما ستقاتل القوات الحكومية أيضا وسط مدنيين مما يدفعها لاستبعاد الاستخدام الواسع للدعم الجوي ونيران المدفعية. وتحدث صحفيون ومقاتلون عن اندلاع قتال شرس أيضا حول متحف الموصل. وفجر تنظيم داعش سيارة ملغومة قرب المتحف. وهاجمت طائرات هليكوبتر المنطقة بنيران المدافع الرشاشة والصواريخ.

ويمثل القتال الشرس مرحلة حاسمة في المعركة من أجل السيطرة على الموصل والتي بدأت في 17 أكتوبر تشرين الأول من العام الماضي وفي الصراع الأوسع ضد داعش. وفي سوريا تتقدم قوات ثلاثة أطراف منفصلة صوب مدينة الرقة المعقل الرئيسي للتنظيم في سوريا. وخرج السكان من الأحياء السكنية الغربية التي استعادتها الحكومة وكثير منهم يعانون من الجوع وصدمة العيش تحت حكم داعش القاسي.

وقال التاجر حيدر إبراهيم روحي وهو يغادر حيه مع أسرته ويجرون ممتلكاتهم على عربة يد "بعد وصول الجيش. قبل يوم كان الدواعش في منازلنا معنا. كان هناك قتال. أطلقوا النار على أحد الدواعش أمامي. الجميع مهدد من داعش ولهذا نرحل. المنطقة تحررت. ليس عندنا كهرباء أو وقود أو أي شيء." وما زال هناك ما يصل إلى 600 ألف مدني محاصرين مع المتشددين داخل الموصل. وقالت وزارة الهجرة والمهجرين إن نحو 13 ألفا نزحوا في الأيام الأخيرة من غرب الموصل ويحصلون يوميا على مساعدة وإيواء مؤقت بخلاف إلى 200 ألف نازح من قبل. وقال العقيد فلاح العبيدي من جهاز مكافحة الإرهاب إن قواته سيطرت على اثنين من الأحياء بهما مخازن الأسلحة الرئيسية للمتشددين في الموصل غربي المدينة القديمة. بحسب رويترز.

وأضاف أن المقاومة في هذه المنطقة كانت قوية للغاية لأن مخازن المتشددين هناك كما يقيم هناك أيضا رجال ونساء سواء من مؤيديهم أو من أعضاء التنظيم. وقال العبيدي إن صورا جوية أوضحت نساء يحملن أسلحة. وجلبت قوات جهاز مكافحة الإرهاب أيضا صاروخا روسي الصنع ورأسين حربيين. وعثرت القوات على 40 من هذه الصواريخ مخزنة في منازل هناك.

نهاية المعركة

الى جانب ذلك أكد القيادي في الحشد الشعبي كريم النوري، أن معركة الموصل شارفت على الانتهاء في ظل التقدم الكبير للقوات الأمنية، فيما اشارت إلى أنها بانتظار اوامر رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لتحرير تلعفر. وقال النوري بحسب بعض المصادر إن معركة تحرير مدينة الموصل شارفت على الانتهاء ولم يتبق الا ايام قليلة وسيتم الإعلان عن تحرير كامل الساحل الأيمن للمدينة الذي يشهد تقدما كبيرا للقوات الأمنية.

واضاف ان نتائج الصفحة السادسة من العمليات اسفرت عن اكثر من 700 قتيلا داعشيا وتدمير مئات العربات المفخخة وكتائب انغماسية بالكامل وتحرير عشرات القرى فضلا عن احكام الطوق على تلعفر والبعاج والقيروان”. وأكد النوري، أن قيادة الحشد تنتظر اوامر القائد العام للقوات المسلحة للشروع بتحرير قضاء تلعفر بعد تطويقه بالكامل، مشيرا الى ان اوامر تحرير تلعفر وشيكة وسيتم تحريرها على يد ابناء المدينة وباسناد من قوات الحشد الشعبي.

في السياق ذاته قتلت القوات العراقية قائد تنظيم داعش في الحي القديم بالموصل مع تركيز المعركة التي ترمي إلى استعادة آخر معاقل المتشددين في العراق على جسر فوق نهر دجلة. ومع زيادة حدة القتال تدفق مدنيون للخروج من الأحياء الغربية التي استعادتها القوات الحكومية وهم يعانون من البرد والجوع لكنهم يشعرون بالراحة لتخلصهم من قبضة التنظيم المتشدد.

وقال ضابط بالشرطة الاتحادية إن الشرطة قتلت عبد الرحمن الأنصاري القائد العسكري لتنظيم داعش في الحي القديم أثناء عمليات لتطهير حي باب الطوب. ومع انسحاب كثيرين من قادة التنظيم بالفعل من الموصل يعد مقتل الأنصاري ضربة للمتشددين الذين يدافعون عن منطقتهم المنطقة الخاضعة لسيطرتهم الآخذة في الانكماش.

وبدأت القوات العراقية في 19 شباط/فبراير عملية انطلاقا من المحور الجنوبي للموصل لاستعادة السيطرة على الجانب الغربي وهو الاكثر اكتظاظا بالسكان، من ايدي تنظيم داعش. وازدادت حرب المدن الآن ضراوة عن ذي قبل لتركز مقاتلي التنظيم في أحد شطري المدينة ولأن الشطر الغربي الذي يوجد فيه الحي القديم ووسط المدينة كثافته السكانية أعلى.

وقال علاء شاكر (32 عاما) أحد أفراد جهاز مكافحة الإرهاب "القتال أكثر تلاحما بكثير. كان من قبل من شارع لشارع والآن أصبح من بيت لبيت." وأضاف "كثيرا ما نكون فعليا في بيت واحد على السطح وداعش في الدور السفلي. أحيانا نلقي قنابل يدوية. وإذا وجد مدنيون وعوائل في البيت نصيح فيهم أن يحتموا داخل إحدى الحجرات." ومع تقدم مجموعة متنوعة من القوات لإسقاط دولة الخلافة بدأ يظهر المزيد من الدلائل على جرائم الحرب التي ارتكبها المتشددون الذين استهدفوا الشيعة والأقليات الدينية وحتى معارضيهم من السنة. بحسب رويترز.

وقال متحدث باسم قوات الحشد الشعبي إن القوات عثرت على مقبرة جماعية تضم رفات مئات من السجناء أغلبهم من الشيعة قتل لتنظيم عندما اجتاح مقاتلوه سجن بادوش في يونيو حزيران عام 2014. واستعادت قوات الجيش العراقي وفرقة العباس وهي إحدى جماعات الحشد الشعبي الشيعي منطقة بادوش في الأيام القليلة الماضية وقطعت خطوط الإمداد المتبقية للموصل مستكملة تطويق المدينة.

اضف تعليق