أ.د. سامر مؤيد عبد اللطيف/كلية القانون–جامعة كربلاء.
م.م. حمد جاسم محمد/مركز الدراسات الاستراتيجية–جامعة كربلاء.
عاش شعب العراق بمختلف طوائفه جنبا إلى جنب عبر كل العصور، في تعايش تام بين مختلف اديانه وقومياته وطوائفه، ولم يتكدر صفو هذه العلاقة الا ما واجهه هذا البلد منذ سقوط نظام البعث في العراق عام 2003 من ارهاب افرز توترا طائفيا بين المكونات بصورة هددت استقرار العراق وديمقراطيته الهَّشة وخرقت نسيج التلاحم الاجتماعي بين تلك المكونات.
فقد فشلت النخبة السياسية العراقية في تطوير نظام للحكم شامل للجميع، وتعزّزت الانقسامات الداخلية بسبب الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003، وتداعيات الربيع العربي، وخاصة تأثيرات الثورة ضد النظام السوري وتعزيز الطائفية العابرة للحدود الوطنية.
لقد كان العراق ولا يزال مهد الحضارات والأديان، فقد نشأت فيه العديد من الحضارات إتبعت أديان مختلفة بعضها سماوي وبعضها غير سماوي،، فقد شملت حرية العقيدة باقي الأديان، لهذا رأينا مثلا إن الديانات الأخرى مثل الايزيدية والصابئة واليهودية والمسيحية، والمذاهب الإسلامية المختلفة بقيت تمارس طقوسها بكل حرية عبر الزمن.
ولكن في العصر الحديث ومع تطور الأمم، ظهر إلينا من يدعي انه يريد تطبيق الشريعة الإسلامية بطرق تنتهك التعايش الذي كان سائدا بين الأديان والمذاهب، فظهرت لنا تنظيمات إرهابية مسلحة مثل القاعدة وداعش والنصرة وغيرها والتي عاثت في ارض العراق فسادا وقتلت الآلاف وشردت الملايين، وأخذت بعضهم سبايا واستعبدتهم، على الرغم من إن الإسلام يحرم إجبار غير المسلم من دخول الإسلام بالقوة والتهديد.
لهذا ومن اجل الحيلولة دون حدوث المزيد من القتل والتشرذم أو ظهور نظام استبدادي جديد، يحتاج العراق إلى تعايش بين الأديان والأفراد وعبور الهويات الطائفية (الدينية والقومية).
وعلى الرغم من مرور وقت طويل نسبيا على سقوط النظام السابق في العراق، لا زال مفهوم التعايش السلمي بين مكوناته الدينية بمفهومة العلمي شبه غائب إن لم يكن غائبا تماما، تركة الماضي تلقي بظلالها على حياة الشعب، ولم يجد هذا الشعب من يقوم بتشجيع التعايش السلمي وإعادة بناء المجتمع العراقي المدمر نفسيا وماديا جراء النزاعات العنيفة خصوصا، بعد عام 2006، وهو ما احدث تشظيا للهوية الاجتماعية الوطنية، كنتيجة لتراكم أحداث العنف في البلاد، كانت سبب في الاقتتال الطائفي، الذي لم يدم طويلا بسبب وعي المواطن، وإدراكه بان ما حصل في البلاد جاء من خلال استغلال النفوس الضعيفة الساعية إلى مكاسب شخصية على حساب الأبرياء.
ويحاول البحث المساهمة في علاج هذه المشكلة من خلال الإجابة عن الأسئلة التالية:
- ما هو مفهوم الإرهاب والتعايش السلمي؟
- ما هي الأسباب الداعمة للإرهاب وتأثيره على تعايش الأديان والمذاهب في العراق؟
اضف تعليق