q

م.د. فلاح مبارك الفهداوي، ا.م. د. ثائر شاكر الهيتي-مركز الدراسات الإستراتيجية /جامعة الانبار

 

الاعتدال والوسطية في الدين والسياسة يمكن لها أن تكون منهاج عمل متكامل في تجاوز الأزمات الداخلية لا بل وحتى الإقليمية والدولية، لما لهذه المفردتين من معاني كبيرة وما يترتب عليها من انعكاسات إيجابية في مسار العمل السياسي.

وكلنا يعلم ان العراق ما بعد 2003 يزخر بالكثير من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي خلفها التدخل الإقليمي والدولي في شؤون البلاد والتي أدت الى بروز ظاهرة التطرف والعنف الطائفي وانتشار الإرهاب في كافة مدن العراق، وما سبق يستدعي منا كباحثين وأكاديميين بالتصدي لهذه الظاهرة الخطرة على السلم المجتمعي.

ومستخلص بحثنا لا يخرج من هذا السياق فهو يتناول دور الاعتدال الديني والسياسي في إدارة الأزمات بكافة إشكالها ونخص بالذكر منها أزمة الإرهاب وهذا يشكل منطلقاً لإشكالية البحث الذي يسعى للإجابة على سؤال مركزي وهو كيف يمكننا صياغة إستراتيجية شاملة يكون الاعتدال منهجها وضمان الامن الوطني غايتها والحوار والانفتاح سبيلها؟.

لذلك، تنطلق فرضية البحث من فكرة مفادها " أن الاعتدال والحوار الإيجابي هو سلاح فعال في تجاوز الازمات، وكلما انقطع هذا الحوار وطغى التطرف في التعامل بين مكونات المجتمع هذا سيعقد الوضع الأمني وبالتالي بروز أزمات جديدة وبالتي تعقيد في إدارتها.

وهيكلية بحثنا تنسجم مع هذه الفرضية حيث ستتضمن ثلاث مباحث يتضمن المبحث الأول دراسة نظرية في معنى ومفهوم الاعتدال وإدارة الأزمة، اما المبحث الثاني فهو يتضمن دراسة نماذج من الأزمات التي يعاني منها العراق وأسبابها، اما المبحث الثالث فهو محور الدراسة الرئيسي حيث يركز على الجوانب العملية والإستراتيجية التي تحتوي على معالجات واقعية لهذه الأزمات من خلال توظيف الاعتدال والانفتاح على الجميع.

أن أهمية هذه الدراسة تأتي من مضامينها التي تهتم بالوسائل والخطوات العملية في إطار منهج واقعي وعقلاني بعيداً عن العاطفية في توصيف الواقع السلبي الذي خلفه التطرف الديني والسياسي وهو نقيض الاعتدال والحوار الذي يمثل جوهر الديمقراطية وأهم معالم نجاح الدول في التعايش السلمي بين مكوناتها.

* ملخص بحث مقدم الى مؤتمر الاعتدال في الدين والسياسة الذي يعقد بمدينة كربلاء المقدسة في 22-23/3/2017، والذي ينظم من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية-جامعة كربلاء، ومؤسسة النبأ للثقافة والاعلام، ومركز الفرات للتنمية للدراسات الاستراتيجية

اضف تعليق