ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﻓﺄ ﺑﻴﺮﻭﺕ، ﺻﱠﻌﺪ ﺧﺼﻮﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ﻭﺃﻋﺪﺍءﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺿﻐﻮﻁﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎً ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺃﺻﻼً ﻣﻦ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ. ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ. ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺯﻕ ﺳﻴﺎﺳﻲ...
ﻣﺎ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ؟ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﻲ ﻓﻲ ﻣﺮﻓﺄ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ، ﺻﱠﻌﺪ ﺧﺼﻮﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ﻭﺃﻋﺪﺍءﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺿﻐﻮﻁﻬﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺣﺪﺙ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎً ﻓﻲ ﺑﻠﺪ ﻳﻌﺎﻧﻲ ﺃﺻﻼً ﻣﻦ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻱ. ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺜﺮﺕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻗﺎﺩﺗﻬﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﺤﺸﺪ ﺍﻟﺪﻋﻢ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﻷﺟﻨﺪﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ.
ﻣﺎ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﺫﻟﻚ؟ ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﺄﺯﻕ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻋﺮﻗﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻜﻞ ﺷﺮﻁًﺎ ﻣﺴﺒﻘًﺎ ﻟﺘﻠﻘﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟﻠﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ. ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺤﻞ، ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻭﺍﻻﺿﻄﺮﺍﺑﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺗﻔﻜﻚ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ.
ﻣﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻓﻌﻠﻪ؟ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﺗﺠﺪﺩ ﻧﺰﺍﻉ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻷﻧﻪ ﺳﻴﺨﺎﻁﺮ ﺑﺤﺪﻭﺙ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺧﻄﻴﺮ ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ، ﺍﻟﺘﻲ ﺛﻤﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻹﺟﺮﺍﺋﻬﺎ، ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ.
I. ﻟﻤﺤﺔ ﻋﺎﻣﺔ
ﺷﻜﻞ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻬﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻣﺮﻓﺄ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ 4 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺍﻧﺤﺪﺍﺭﺍً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﻭﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ، ﺳﻠّﻂ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻧﻈﺎﺭﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ، ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ ﻭﺍﻟﻔﺼﻴﻞ ﺍﻟﻤﺴﻠﺢ، ﻭﺣﻤﻠﻮﻩ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻛﺘﺴﺐ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻴﻪ ﻗﻮﺓ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ. ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻣﻨﺘﻘﺪﻭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺇﻧﻪ ﺃﺷﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﺰﻻﻕ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﻓﻼﺱ ﻭﺣﻤﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﻓﺴﺎﺩﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻭﺟﺪﺩ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺗﺤﺪﻳﺎﺗﻬﻢ ﻻﻣﺘﻼﻛﻪ ﺟﻬﺎﺯﺍً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻣﺴﺘﻘﻼً ﻭﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﺷﺒﻪ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﻧﻪ ﻓﺮﺽ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ.
ﺍﻵﻥ، ﻭﻣﻊ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﻣﻦ ﺗﺮﺩّﻳﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻣﻨﻘﺴﻤﻮﻥ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺼﺮ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺗﺤﺘﺎﺟﻬﺎ. ﻭﻗﺪ ﺿﻤﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺇﻟﻰ ﻣﺒﺎﺩﺭﺗﻬﺎ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺪﻋﻢ ﻭﺍﺳﻊ ﻳﻜﻔﻲ ﻹﻁﻼﻕ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﻭﺍﻹﻓﺮﺍﺝ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ. ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺛﻨﺎء، ﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺟﻬﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺤﻮ ﺗﻘﻠﻴﺺ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﺤﺰﺏ. ﻭﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻬﻢ ﻟﻠﻀﻐﻂ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺒﺒﺎً ﻓﻲ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻋﺎﻫﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ.
ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻣﺄﺯﻗﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻁﻮﻳﻼً ﺳﻴُﺤﺪﺙ ﺗﺒﻌﺎﺕ ﻛﺎﺭﺛﻴﺔ، ﻣﻊ ﺍﺯﺩﻳﺎﺩ ﺿﻌﻒ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺳﻘﻮﻁ ﺳﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻘﺮ ﻭﺍﻟﻴﺄﺱ. ﺭﺑﻤﺎ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺧﺼﻮﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ﻭﺃﻋﺪﺍءﻩ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺇﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻫﺪﻓﺎﻥ ﻳﻜﻤﻼﻥ ﺑﻌﻀﻬﻤﺎ ﺑﻌﻀﺎً. ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺗﺮﺟﻴﺤﺎً ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﻓﻲ ﺍﻻﺗﺠﺎﻫﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻦ ﻳﺤﻘﻖ ﺃﻳﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻬﺪﻓﻴﻦ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﻢ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺗﻔﺎﺩﻱ ﻧﺰﺍﻉ ﺟﺪﻳﺪ ﺣﻮﻝ ﺩﻭﺭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻌﻤﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻳﺠﻌﻞ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺗﻮﺍﻓﻖ ﺩﺍﺧﻠﻲ ﺧﻠﻒ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﺗﺨﺎﺫ ﺧﻄﻮﺍﺕ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﺴﺘﺤﻴﻼً.
II. ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﺄ، ﻭﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ
ﻓﻲ 4 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ 2020، ﺃﻭﺩﻯ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﻫﺎﺋﻞ ﻓﻲ ﻣﺮﻓﺄ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﺑﺤﻴﺎﺓ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 200 ﺷﺨﺺ ﻭﺟﺮﺡ 6,500، ﻭﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ 300,000 ﺷﺨﺺ ُﻫّﺠﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺑﻴﻮﺗﻬﻢ ﻭﺗﻌﺮﺽ ﺟﺰء ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺎﺻﻤﺔ ﻟﻠﺪﻣﺎﺭ.1 ﻳﻘﺪﺭ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺃﻥ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺃﺣﺪﺛﺖ ﺃﺿﺮﺍﺭﺍً ﻭﺧﺴﺎﺋﺮ ﺑﻘﻴﻤﺔ 8.1-6.6 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ.2 ﺃﺳﻘﻂ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺪ ﻣﻀﻰ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻠﻬﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﺔ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺃﻭﺻﻞ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺃﺩﻧﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺘﻬﺎء ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ.1990
ﺗﻜﺘﻨﻒ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﻁﻮﺍﺭﺉ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻣﻨﺬ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2019، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺧﺮﺝ ﻣﻮﺍﻁﻨﻮﻩ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺮﺳﻤﻲ، ﻭﺗﺮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺗﺪﻫﻮﺭ ﺃﺣﻮﺍﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﻌﻴﺸﻴﺔ.3 ﻛﻤﺎ ﺃﺟﺠﺖ ﺍﻟﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﺃﺯﻣﺔ ﺛﻘﺔ ﺗﺘﻔﺎﻋﻞ ﻣﻨﺬ ﻭﻗﺖ ﻁﻮﻳﻞ ﺑﺎﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺑﺎﻟﻌﻤﻠﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻣﺎ ﺩﻓﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻤﺘﺮﻧﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺭﻉ.4
ﻭﻟﻢ ﺗﻨﺠﺢ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﻓﻲ 29 ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2019 ﻭﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺣﺴﺎﻥ ﺩﻳﺎﺏ ﻓﻲ 21 ﻛﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ﻳﻨﺎﻳﺮ 2020 ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻓﻲ ﻭﻗﻒ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻘﻮﻁ ﺍﻟﺤﺮ. ﺍﺯﺩﺍﺩﺕ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺳﻮءﺍً ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺴﺘﻤﺮ، ﻭﻓﻲ 9 ﺁﺫﺍﺭ/ﻣﺎﺭﺱ، ﺍﻣﺘﻨﻊ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻦ ﺗﺴﺪﻳﺪ ﺩﻳﻨﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻲ ﻭﻟﻢ ﺗﺤﻘﻖ ﺍﻟﻤﺤﺎﺩﺛﺎﺕ ﻣﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﺣﻮﻝ ﺣﺰﻣﺔ ﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺗﻘﺪﻣﺎً ﻳﺬﻛﺮ ﻷﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻨﺎﻓﺴﺔ ﻗﻮﺿﺖ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺿﻲ ﻟﻠﺤﻜﻮﻣﺔ.5 ﻭﺑﺤﻠﻮﻝ ﻣﻄﻠﻊ ﺗﻤﻮﺯ/ﻳﻮﻟﻴﻮ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻗﺪ ﺗﻮﻗﻔﺖ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً.6
ﻗﺪﺭ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﻲ ﻓﻲ 4 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺳﺒﻘﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺩﻳﺎﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ، ﺇﻻ ﺃﻥ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﺗﺤﻤﻠﺖ ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻌﺎﺻﻔﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺘﻬﺒﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺘﻪ. ﻗﻮﺑﻞ ﺍﻟﻤﺤﺘﺠﻮﻥ ﺍﻟﻐﺎﺿﺒﻮﻥ ﻓﻲ ﻋﻄﻠﺔ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻷﺳﺒﻮﻉ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﺑﺮﺩٍ ﻗﺎﺱٍ ﻣﻦ ﻗﻮﺍﺕ ﺍﻷﻣﻦ، ﺣﻴﺚ ُﺟﺮﺡ ﺍﻟﻤﺌﺎﺕ ﻣﻨﻬﻢ ﻭﻗﺘﻞ ﺃﺣﺪ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﻣﻦ.7 ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﻁﻮﻻً ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء، ﺃﻋﻠﻦ ﺩﻳﺎﺏ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻓﻲ 10 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ.8
ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﺄ، ﺗﺪﺧﻠﺖ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﺘﻴﺴﻴﺮ ﺗﺄﻣﻴﻦ ﺣﺰﻣﺔ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ، ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻭﺍﻗﻌﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﺗﺤﺖ ﺍﻧﺘﺪﺍﺑﻬﺎ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻜﻞ ﻧﻘﻄﺔ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻟﺴﻴﺎﺳﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ. ﺗﻜﻔﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺇﻳﻤﺎﻧﻮﻳﻞ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﺑﺎﻟﻤﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﻓﻲ ﺣﺸﺪ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ ﻭﺩﻓﻊ ﻧﺨﺒﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻟﺘﻨﻔﻴﺬ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻬﺎ ﺇﻓﺴﺎﺡ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﻟﻮﺻﻮﻝ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ. ﻓﺒﻌﺪ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻭﻣﻮﺍﺳﺎﺓ ﺍﻟﻀﺤﺎﻳﺎ، ﺃﻭﺻﻞ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻟﻨﺨﺐ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻔﺎﺩﻫﺎ ﺃﻥ ﺇﺟﺮﺍء ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﺟﺬﺭﻳﺔ ﻳﻤﺜﻞ ﺷﺮﻁﺎً ﻣﺴﺒﻘﺎً ﻟﻠﺪﻋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ.9 ﻭﻳﺬﻛﺮ ﺃﻧﻪ ﺃﺑﻠﻐﻬﻢ: "ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺇﺟﺮﺍء ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ، ﻓﺈﻥ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﺮﻕ".10
ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﺑﺪﺍ ﺃﻥ ﺗﺪﺧﻞ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ – ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻋُﺮﻑ ﻣﺬﺍﻙ ﺑـ "ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ" ﺣﻘﻖ ﻧﺘﺎﺋﺞ. ﻓﻌﺸﻴﺔ ﻋﻮﺩﺗﻪ ﺇﻟﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻓﻲ 1 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﺳﻤّﺖ ﺷﺮﻳﺤﺔ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻣﻦ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺳﻔﻴﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﻟﻤﺎﻧﻴﺎ، ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﺩﻳﺐ، ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻗﺎﺩﻣﺎً ﻟﻠﻮﺯﺭﺍء. ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻁﺮﻳﻖ ﻹﺟﺮﺍء ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﺭﺋﻴﺴﻴﺔ، ﻭﺃﻛﻤﻠﻬﺎ ﺑﺘﺤﺪﻳﺪ ﻣﻮﺍﻋﻴﺪ ﺻﺎﺭﻣﺔ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ، ﻭﺗﺤﺬﻳﺮﺍﺕ ﺣﺎﺳﻤﺔ ﺑﺘﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻋﺪﻡ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ، ﺗﺸﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺟﺢ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﻋﻀﺎء ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﻘﻮﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ.11
ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻭﺍﺟﻬﺖ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﺩﻳﺐ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﺳﻊ ﺧﻼﻝ ﺃﺳﺒﻮﻋﻴﻦ، ﻛﻤﺎ ﺍﻗﺘﺮﺣﺖ ﺧﺮﻳﻄﺔ ﻁﺮﻳﻖ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ، ﺍﻟﺼﻌﻮﺑﺎﺕ. ﻭﻗﺪ ﻋﺎﺭﺽ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ ﺍﻟﻤﺘﺤﺎﻟﻔﺔ ﻣﻌﻪ – ﻭﺍﻟﻠﺬﺍﻥُﻳﺴﻤﻴﺎﻥ ﻣﻌﺎً ﻓﻲ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ "ﺍﻟﺜﻨﺎﺋﻲ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ" – ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﺃﺩﻳﺐ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﺘﻜﻮﻥ ﻣﻤﺎ ﻳﻔﺘﺮﺽ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﻮﺍ "ﺧﺒﺮﺍء" ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺘﺸﺎﻭﺭ ﻣﻌﻬﻤﺎ ﻭﻣﻊ ﺃﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺍﻷﺧﺮﻯ.12 ﻓﻲ 9 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ –ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺆﺩﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻮﻋﺪ ﺍﻟﻨﻬﺎﺋﻲ– ﺃﺿﺎﻓﺖ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﺃﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺴﺘﻬﺪﻑ، ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ، ﺣﻠﻔﺎء ﻛﺒﺎﺭ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ، ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻮﺗﺮ.13 ﺛﻢ ﻓﺸﻠﺖ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﺻﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺮﺷﺤﻬﻤﺎ ﻟﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ.14 ﻭﻓﻲ 26 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﺍﺳﺘﻘﺎﻝ ﺃﺩﻳﺐ، ﻣﺎ ﺃﻋﺎﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻭﻣﻌﻬﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺮﺑﻊ ﺍﻷﻭﻝ.15
ﻓﻲ ﻣﺆﺗﻤﺮ ﺻﺤﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺍﻟﺘﺎﻟﻲ ﻭﺟّﻪ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﻗﺎﺳﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﻤﺎﻩ "ﺧﻴﺎﻧﺔ" ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻁﺒﻘﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻭﺣﻤّﻞ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ، ﻗﺎﺋﻼً ﺇﻧﻬﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﻔﻴﺎ ﺑﺎﻻﻟﺘﺰﺍﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﻄﻌﺎﻫﺎ ﻟﻪ. ﻛﻤﺎ ﺟﺎﺩﻝ ﺑﺄﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻁﻖ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ "ﺣﺰﺑﺎً ﻣﺤﺘﺮﻣﺎً" ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ:
ﻫﻞ ﻫﻮ ﺣﻘﺎً ﺣﺰﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺃﻡ ﺇﻧﻪ ﻳﺘﺒﻊ ﻣﻨﻄﻘﺎً ﺗﻤﻠﻴﻪ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﻗﻮﺍﺗﻬﺎ ﺍﻹﺭﻫﺎﺑﻴﺔ؟ ﺳﻨﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺷﻲء. ﺃﻧﺎ ﻟﺴﺖ ﺳﺎﺫﺟﺎً.16
ﺑﻌﺪ ﺃﻳﺎﻡ، ﺭﺩ ﺍﻷﻣﻴﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ ﺣﺴﻦ ﻧﺼﺮ ﷲ ﺑﺨﻄﺎﺏ ﻗﺪﻡ ﻓﻴﻪ ﻋﺮﺿﺎً ﻟﻠﻤﺤﺎﻭﻟﺔ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺣﻤّﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﺨﺼﻮﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ.17
ﻭﻓﻲ 22 ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ،ُﺭﺷّﺢ ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ.18 ﺇﻻ ﺇﻧﻪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﻛﺴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻁﺎﺣﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﺑﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺃﺩﻳﺐ. ﻓﻲ 6 ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ/ﻧﻮﻓﻤﺒﺮ، ﻓﺮﺿﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺃﺣﺪ ﺣﻠﻔﺎء ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﻴﻦ، ﻣﻊ ﻣﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﻏﻴﺮ ﻣﺆﻛﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ.19 ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﻏﺮﺑﻲ ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﻣﺘﺸﺎﺋﻤﺔ ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺏ ﻓﺸﻞ ﺃﺩﻳﺐ:
ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ ﻳﻠﻌﺐ ﺃﻟﻌﺎﺑﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ. ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ (ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ) ﻟﻢ ﺗﺴﺘﻮﻋﺐ ﺍﻟﺨﻄﺮ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻮﺍﺟﻬﻬﺎ. ﺇﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﺗﺰﺍﻝ ﺗﺘﺼﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺷﻴﺎء ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺪﻣﱠﺮ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ ﺧﻼﻝ ﺃﺷﻬﺮ ﻗﻠﻴﻠﺔ.20
III. ﻣﻌﻀﻠﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ
ﻟﻘﺪ ﺑﻌﺜﺖ ﺗﺪﺍﻋﻴﺎﺕ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ 4 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻭﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ – ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﺪﺍﺋﺮ ﺣﻮﻝ ﻣﻮﻗﻊ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻣﻨﻘﺴﻤﻴﻦ ﺣﻴﺎﻝ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺰﺩﻭﺟﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ، ﻛﺤﺰﺏ ﻟﺒﻨﺎﻧﻲ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻭﺃﻳﻀﺎً ﻛﻘﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ "ﻣﺤﻮﺭ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ"، ﻭﻫﻮ ﺗﺤﺎﻟﻒ ﺗﻘﻮﺩﻩ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﺳﺎﺋﺮ ﺃﻧﺤﺎء ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻳﺘﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﻻﻋﺒﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻭﻏﻴﺮ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﻣﻌﺎﺭﺿﻴﻦ ﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﺩﺍﻋﻤﻴﻬﺎ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺤﻠﻴﻔﺔ ﻟﻠﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ. ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﻌﻘﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﻴﻦ، ﻣﺎ ﺗﻐﻴﺮ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﺿﻄﻠﻊ ﺑﺪﻭﺭ ﻣﺮﻛﺰﻱ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﺍﻵﻥ ﺍﺳﺘﺜﻤﺮ ﺧﺼﻮﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻟﻴﺠﺎﺩﻟﻮﺍ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ.
ﺁ. ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻮﺍﻣﺶ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ
ﺗﻌﻮﺩ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﻔﺮﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺇﻟﻰ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ.(1990-1975) ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺗﻢ ﺗﻔﻜﻴﻚ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻭﻧﺰﻉ ﺳﻼﺣﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1991، ﻓﺈﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﺣﺘﻔﻆ ﺑﺠﻬﺎﺯﻩ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺑﺮﺭﻩ ﻓﻲ ﺇﻁﺎﺭ ﻣﻘﺎﻭﻣﺘﻪ ﺍﻟﻤﺴﻠﺤﺔ ﻻﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻻﺣﺘﻼﻝ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ ﻷﺟﺰﺍء ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ.21 ﻣﻊ ﺗﻤﺘﻌﻪ ﺑﺎﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺴﻮﺭﻱ، ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ 2005، ﻭﺑﺪﻋﻢ ﻣﺎﺩﻱ ﻣﻦ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﺑﻨﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺫﺍﺕ ﻗﺪﺭﺍﺕ ﻣﺘﻨﺎﻣﻴﺔ. ﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2006، ﺻﻤﺪ ﻓﻲ ﺣﺮﺏ ﻣﻔﺘﻮﺣﺔ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ، ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ، ﺩﺃﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻮﺳﻴﻊ ﺗﺮﺳﺎﻧﺘﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺒﺮ.22 ﻟﻘﺪ ﺩﻋﺎ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﻟﻨﺰﻉ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﻤﻴﻠﻴﺸﻴﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺗﻌﺰﻳﺰ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ.23 ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺠﺪ ﻧﻔﻌﺎً، ﻓﻘﺪ ﻅﻞ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻻﻋﺒﺎً ﻣﺴﻠﺤﺎً ﻣﺴﺘﻘﻼً. ﻭﺑﻤﻮﺍﺯﺍﺓ ﺫﻟﻚ، ﺑﻨﻰ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﻣﺪﻧﻴﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻤﺴﺘﺸﻔﻴﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻮﺻﻔﺎﺕ، ﻭﺍﻟﻤﺪﺍﺭﺱ، ﻭﻣﻨﺸﺂﺕ ﺍﻹﻗﺮﺍﺽ ﻭﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ.24
ﻣﻨﺘﻘﺪﻭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺃﺩﺍﻧﻮﻩ ﺑﻮﺻﻔﻪ "ﺩﻭﻟﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺩﻭﻟﺔ".25 ﻭﺃﺻﺒﺤﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺃﻛﺜﺮ ﺑﺮﻭﺯﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2000 ﻣﻦ ﺟﻨﻮﺏ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺑﺸﻜﻞ ﺃﻛﺒﺮ ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺴﺤﺎﺏ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻣﻦ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺁﺫﺍﺭ/ﻣﺎﺭﺱ 26.2005 ﺣﺮﺏ 2006 ﺑﻴﻦ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﺧﻠّﻔﺖ ﺍﺳﺘﻘﻄﺎﺑﺎً ﺷﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ ﺃﻋﻘﺎﺑﻬﺎ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﺨﺼﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ، ﺷﻜﻠﺖ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻟﺪﻟﻴﻞ ﺍﻟﺤﺎﺳﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻷﺻﻮﻝ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﺘﺨﺪﻡ ﻟﺠﺮ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻣﻜﻠﻔﺔ ﻭﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻮﺿﻊ ﺗﺤﺖ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ. ﺣﺰﺏ ﷲ، ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ، ﺻﻮّﺭ ﻣﺜﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺑﻮﺻﻔﻬﺎ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﺗﺸﻨﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ، ﻭﺣﻠﻔﺎﺅﻫﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ ﻹﺯﺍﻟﺔ ﺗﺤﺪ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﻟﻬﻴﻤﻨﺘﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ.27
ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 2006 ﻭ 2008، ﻣﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻋﺸﺮ ﺷﻬﺮﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺂﺯﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﻁﺎﻟﺐ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﻠﻔﺎﺅﻩ ﺑﺤﺼﺔ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﺛﻢ، ﻓﻲ 5 ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2008، ﺃﻣﺮﺕ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺑﺘﻔﻜﻴﻚ ﺷﺒﻜﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ. ﺭﺩ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﻠﻔﺎﺅﻩ ﺑﺎﺣﺘﻼﻝ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﻐﺮﺑﻲ ﻣﻦ ﺑﻴﺮﻭﺕ ﻭﺃﺟﺒﺮﻭﺍ ﺧﺼﻮﻣﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ، ﻣﻊ ﻋﺪﻡ ﺗﺪﺧﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﻭﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ.28
ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻔﻌﻠﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺃﻋﻤﺎﻝ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﻓﻲ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2008 ﺳﻮﱠﺕ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺣﻮﻝ ﺃﺳﻠﺤﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ، ﻭﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ ﻻ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ﻭﻻ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺎﺩﺭﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺇﺟﺒﺎﺭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺨﻠﻲ ﻋﻨﻬﺎ. ﻭﻁﻮﺍﻝ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻼ ﺫﻟﻚ، ﺍﺳﺘﻤﺮ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺑﺘﻮﺳﻴﻊ ﻭﺗﺤﺪﻳﺚ ﻗﺪﺭﺍﺗﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺗﻄﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﻻﻋﺐ ﺇﻗﻠﻴﻤﻲ ﻗﻮﻱ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺪﺧﻞ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺭﻭﺳﻴﺎ، ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻧﻈﺎﻡ ﺍﻷﺳﺪ.29
ﻛﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺻﺮﺍﻉ ﻋﺎﻡ 2008 ﺇﻟﻰ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺣﺎﺳﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻠﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﺣﺘﻰ ﻋﺎﻡ 2005، ﺃﺑﻘﺖ ﺍﻟﻬﻴﻤﻨﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺳﻼﺡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺇﺟﻤﺎﻻً ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ. ﻣﻊ ﻓﻘﺪﺍﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻀﻤﺎﻧﺔ، ﺗﺨﻠﻰ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻋﻦ ﺇﺣﺠﺎﻣﻪ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﻴﻮﻣﻴﺔ، ﻭﻓﻲ ﻋﺎﻡ 2005، ﺍﻧﻀﻢ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻠﻤﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ. ﺑﻌﺪ ﺻﺪﺍﻣﺎﺕ ﻋﺎﻡ 2008، ﺿﻤﻦ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻗﻮﺓ ﺗﻌﻄﻴﻠﻴﺔ ﺑﺤﻜﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ، ﻣﺎ ﺳﻤﺢ ﻟﻪ ﺑﺈﺣﺒﺎﻁ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﻤﺒﺬﻭﻟﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺃﻧﺸﻄﺘﻪ. ﻭﺻﻞ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺇﻟﻰ ﺫﺭﻭﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﻌﺎﻡ 2018، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺣﻠﻔﺎﺅﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ. ﺑﻌﺪ ﺫﻟﻚ، ﺷﻜﻠﻮﺍ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻭﺣﺪﺓ ﻭﻁﻨﻴﺔ ﻣﻊ ﺧﺼﻢ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺴﺎﺑﻖ، ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺳﻌﺪ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ.
ﻭﺑﺎﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎً، ﺣﺸﺪ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﻠﻴﻔﺘﻪ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ، ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺠﻤﻊ ﺍﻟﺜﻘﻞ ﺍﻻﻧﺘﺨﺎﺑﻲ ﻟﺸﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ (ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺸﻜﻠﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺛﻠﺚ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ). ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺯﻋﻴﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺮﻱ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻘﻮﺓ ﻫﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﻣﻨﺬ ﻋﺎﻡ.1992 ﻛﻤﺎ ﺷﻜﻞ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺗﺤﺎﻟﻔﺎً ﺍﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺎً ﻣﻊ ﺃﻗﻮﻯ ﻗﻮﺓ ﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﺤﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺻﺒﺢ ﻣﺆﺳﺴﻪ ﻣﻴﺸﻴﻞ ﻋﻮﻥ ﺭﺋﻴﺴﺎً ﻟﻠﺠﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ.2016
ﺭﻏﻢ ﺍﻟﺼﻌﻮﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﻪ ﻟﻢ ﺗﺘﻼﺷﻰ. ﻓﻤﻨﺘﻘﺪﻱ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﺗﻬﻤﻮﻩ ﺑﺨﺪﻣﺔ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻴﺔ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺗﻮﺭﻳﻂ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺮﺍﻋﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.30 ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻋﺎﻡ 2008، ﻟﻢ ﺗﻌﺪ ﺗﻠﻚ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺗﺠﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮﺍً ﺣﻘﻴﻘﻴﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ؛ ﻓﻘﺪ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﻤﺤﻠﻲ ﻓﻌﻠﻴﺎً ﺣﻮﻝ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ.
ﻣﻊ ﺗﻌﻤﻖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﻋﺎﻡ 2020، ﻧﺸﺄﺕ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ. ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﺳﺘﻤﺮﻭﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻜﻮﻯ ﻣﻦ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﺤﺰﺏ، ﻭﺣﻤﻞ ﻋﺪﺩ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻟﻠﺒﻼﺩ ﻭﺭﺑﻄﻮﺍ ﺍﻻﻧﺘﻘﺎﺩﻳﻦ ﺑﺒﻌﻀﻬﻤﺎ. ﻭﺟﺎﺩﻝ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺪﻳﻦ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻦ ﺑﻴﻦ ﺟﻤﻴﻊ ﻓﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻤﻮﻗﻊ ﻣﻬﻴﻤﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻫﻴﻤﻨﺘﻪ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻦ ﺇﻓﻼﺱ ﺍﻟﺒﻠﺪ ﻭﻓﺸﻠﻪ.
ﺏ. ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ
ﺗﺤﺪﺕ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﺗﺸﺮﻳﻦ ﺍﻷﻭﻝ/ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2019 ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻨﺨﺒﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺄﺳﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﺍﺣﺘﺸﺪﺕ ﺧﻠﻒ ﺷﻌﺎﺭ "ﻛﻠﻦ ﻳﻌﻨﻲ ﻛﻠﻦ".31 ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ ﻋﺒﺮ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻋﻦ ﺩﻋﻢ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﻟﺒﻌﺾ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ، ﻣﺜﻞ ﺭﻓﺾ ﻓﺮﺽ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﺟﺪﻳﺪﺓ. ﻟﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﺗﺨﺎﺫ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻧﺰﻋﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﺛﻮﺭﻳﺔ، ﺗﻐﻴﺮ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺰﺏ. ﻓﺒﻌﺪ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ، ﺩﻋﺎ ﻧﺼﺮ ﷲ، ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﻣﺘﻠﻔﺰ، ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﺭﻛﺔ. ﻭﺍﻧﺘﻘﺪ ﻣﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻫﺠﻤﺎﺕ ﺳﻮﻗﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻴﺎﺳﻴﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺍﺩﻋﻰ ﺃﻥ ﻗﻮﻯ ﺃﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﺧﺼﻮﻡ ﻣﺤﻠﻴﻴﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻄﻔﻮﺍ ﺍﻟﺤﺮﺍﻙ ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ.32 ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ، ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺣﺘﻜﺎﻛﺎﺕ ﻗﺪ ﺟﺮﺕ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻭﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ. ﻓﻲ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺖ، ﺩﺃﺏ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ ﻣﻦ ﺣﻲ ﺷﻴﻌﻲ ﻣﺠﺎﻭﺭ ﻟﻠﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﻈﺎﻫﺮﺍﺕ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﻜﺮﺭ، ﻭﺃﺛﺎﺭﻭﺍ ﻋﺮﺍﻛﺎً ﻣﺘﻜﺮﺭﺍً ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ.33
ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ، ﺃﺣﺠﻤﺖ ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻈﺎﻫﺮﻳﻦ ﻭﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻹﺷﺎﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﺧﺎﺹ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﻣﻈﺎﻫﺮﺍﺗﻬﻢ ﺿﺪ ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻠﻨﺨﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﻮﻥ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺟﺮﻳﺖ ﻣﻌﻬﻢ ﻣﻘﺎﺑﻼﺕ ﻓﻲ ﺃﻭﺍﺧﺮ ﻋﺎﻡ 2019 ﺣﻜﻤﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺣﻮﻝ ﺳﻼﺡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺑﺄﻧﻪ ﺻﺮﻑ ﻟﻸﻧﻈﺎﺭ ﻋﻦ ﻣﻌﺮﻛﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ، ﺍﻟﻤﻬﻤﺔ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻘﺴﺎﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺜﻴﺮﻩ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺣﺘﻰ ﺩﺍﺧﻞ ﺻﻔﻮﻑ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻻﺣﺘﺠﺎﺟﻴﺔ ﻧﻔﺴﻬﺎ.34
ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺪﺓ ﺍﻟﻘﺼﻴﺮﺓ ﻟﻮﻻﻳﺔ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺣﺴﺎﻥ ﺩﻳﺎﺏ. ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺪﺍﻳﺔ، ﺣﺎﻭﻝ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﻠﻔﺎﺅﻩ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﺋﺘﻼﻓﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺮﺋﺎﺳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﺃﻭ ﻣﺮﺷﺢ ﻳﺴﻤﻴﻪ. ﻟﻜﻦ ﺑﻌﺪ ﻓﺸﻞ ﺳﺘﺔ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻣﻊ ﻣﻌﺴﻜﺮ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﻓﻲ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺷﻲء، ﺗﺨﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﻠﻔﺎﺅﻩ ﻋﻦ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﻭﺩﻋﻤﻮﺍ ﺩﻳﺎﺏ. ﻣﻦ ﺛﻢ، ﻭﻣﻊ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺃﻛﺜﺮ، ﺑﺪﺃ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻮﻥ ﺑﺎﺳﺘﻬﺪﺍﻑ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻋﻠﻰ ﻧﺤﻮ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ، ﻭﺣﻤّﻠﻮﻩ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺿﻌﻒ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺩﻳﺎﺏ ﻭﺗﻔﺎﻗﻢ ﺍﻷﺯﻣﺔ.35
ﻭﺍﺟﻪ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺗﺤﺪﻳﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً ﻣﺒﺎﺷﺮﺍً ﺟﺪﻳﺪﺍً ﻓﻲ ﺗﻤﻮﺯ/ﻳﻮﻟﻴﻮ، ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺃﻁﻠﻖ ﺑﻄﺮﻳﺮﻙ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺎﺭﻭﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﺰﻋﻴﻢ ﺍﻟﺮﻭﺣﻲ ﻷﻛﺒﺮ ﺍﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﺑﺸﺎﺭﺓ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ، ﺍﻧﺪﻓﺎﻋﺔ ﺗﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﻨﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻟـ "ﺍﻟﺤﻴﺎﺩ ﺍﻟﻔﻌﺎﻝ". ﻭﺟﺎﺩﻝ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺃﻥ ﺗﻌﻴﺪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﻼﻗﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻤﺎ ﻭﺻﻔﻪ ﺑﺄﻧﻪ ﺍﻧﺤﻴﺎﺯ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻭﺍﻟﻤﻴﻞ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻐﺮﺏ ﻭﺩﻭﻝ ﺍﻟﺨﻠﻴﺞ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ36. ﺍﻧﺘﻘﺪ ﺍﻟﺮﺍﻋﻲ ﺳﻴﻄﺮﺓ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻭﺻﻒ ﺍﻧﺨﺮﺍﻁﻪ، ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺇﻳﺮﺍﻥ، ﻓﻲ ﺻﺮﺍﻋﺎﺕ ﻓﻲ ﺩﻭﻝ ﻣﺜﻞ ﺳﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻴﻤﻦ ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻋﻘﺒﺔ ﺗﺤﻮﻝ ﺩﻭﻥ ﺗﻠﻘﻲ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ.37 ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﺻﻌّﺪ ﺍﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ ﺧﻄﺎﺑﻪ، ﺣﺘﻰ ﺇﻧﻪ ﺩﻋﺎ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﺇﻟﻰ ﻣﺪﺍﻫﻤﺔ ﻣﺴﺘﻮﺩﻋﺎﺕ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ "ﻏﻴﺮ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ" ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻁﻖ ﺍﻟﺴﻜﻨﻴﺔ – ﻓﻲ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻣﻜﺸﻮﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ.38 ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ ﻟﻠﺮﺍﻋﻲ ﻳﻀﻊ ﺣﻠﻴﻒ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ، ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻮﻁﻨﻲ ﺍﻟﺤﺮ، ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻒ ﺻﻌﺐ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻲ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﺘﻴﺎﺭ، ﻋﺒّﺮ ﻋﻦ ﺍﺗﻔﺎﻗﻪ ﻣﻊ ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﻄﺮﻳﺮﻙ.39
ﻟﻘﺪ ﻭﺍﺟﻪ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻧﺘﻘﺎﺩﺍﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﺄ ﻓﻲ ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ. ﻭﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺎﺕ ﺍﻷﻭﻟﻴﺔ ﺯﻋﻤﺖ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﻴﻦ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ، ﻓﺈﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﻟﻢ ﺗﺆﻛﱠﺪ ﺑﺎﻷﺩﻟﺔ؛ ﺑﻞ ﺇﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﺆﺷﺮﺍﺕ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ ﻛﺎﻥ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻧﻌﺪﺍﻡ ﺍﻟﻜﻔﺎءﺓ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻄﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ.40 ﻟﻜﻦ ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﺟﺪﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﻤﻨﺘﻘﺪﻳﻦ ﺟﺎﺩﻟﻮﺍ ﺑﺄﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﻋﻦ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ، ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻔﻴﺪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺫﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﻤﺮﻓﺄ – ﺍﻟﻔﺸﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺠﺎﺩﻟﻮﻥ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﻟﺘﺪﻓﻘﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻭﺑﻮﺟﻮﺩ ﻫﻴﻜﻠﻴﺎﺗﻪ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﺔ.41 ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺈﻧﻪ ﺣﺼّﻦ ﺣﻠﻔﺎءﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺎءﻟﺔ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺰﻋﻢ ﺃﻥ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﻳﺒﺪﺃ ﺑـ "ﻭﺿﻊ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻧﻪ". ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺩﻋﻮﺍ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﺬﻝ ﺟﻬﻮﺩ ﻟـ "ﺇﺳﻘﺎﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ".42
ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﻟﻪ ﺑﻌﺪ ﺷﻬﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﻧﻔﺠﺎﺭ، ﻟﺨﺺ ﺯﻋﻴﻢ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻘﻮﺍﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺳﻤﻴﺮ ﺟﻌﺠﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺠﺞ ﻛﻤﺎ ﻳﻠﻲ:
ﻻ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻳﺮﺗﺠﻰ، ﻭﻻ ﺇﺻﻼﺣﺎﺕ ﻓﻌﻠﻴﺔ، ﻭﻻ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻧﺎﻓﻌﺔ ﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺘﻢ ﺗﺤﺮﻳﺮ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﺳﻠﻄﺘﻬﺎ ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺼﺒﺢ ﺳﻼﺡ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻫﻮ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ.... ﺃﺗﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ: ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ ﺗﺮﻳﺪ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ؟ ﻫﻞ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﻮﺃ ﻣﻤﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ؟ ﻫﻞ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﻣﺠﺎﻋﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ؟ ﻫﻞ ﺗﻨﺘﻈﺮ ﺃﻥ ﻳﻤﻮﺕ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ، ﻛﺒﺎﺭﺍً ﺃﻭ ﺻﻐﺎﺭﺍً، ﺇﻣﺎ ﺟﻮﻋﺎً ﺃﻭ ﻣﺮﺿﺎً، ﺃﻭ ﺍﺣﺘﺮﺍﻗﺎً ﻭﺧﻨﻘﺎً ﻭﺳﺤﻨﺎً ﻓﻲ ﺍﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﻏﺎﻣﻀﺔ؟ ﺣﺎﻥ ﺍﻷﻭﺍﻥ ﻟﻼﻋﺘﺮﺍﻑ ﺑﺎﻟﻮﺍﻗﻊ ﻭﺍﻟﻮﻗﺎﺋﻊ ﻭﺇﺟﺮﺍء ﻣﺮﺍﺟﻌﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻭﺍﻟﺨﻴﺎﺭﺍﺕ. ﺣﺎﻥ ﻭﻗﺖ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺇﻟﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ﻟﻠﻜﻠﻤﺔ.... ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺃﻥ ﻳﺴﻠﻢ ﻗﺮﺍﺭ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺍﻟﺴﻠﻢ ﻟﻠﺪﻭﻟﺔ، ﻭﻋﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺃﻥ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﺗﺪﺧﻼﺗﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻟﺴﺎﻓﺮﺓ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭﺓ ﻓﻲ ﺷﺆﻭﻥ ﻭﺷﺠﻮﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺩﻭﻟﺔ ﻋﺮﺑﻴﺔ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻒ ﻋﻦ ﻟﻌﺐ ﺩﻭﺭ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﺤﺮﺑﺔ ﻟﻠﻤﺸﺮﻭﻉ ﺍﻹﻳﺮﺍﻧﻲ ﺍﻟﻤﺘﻤﺪﺩ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﻏﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ.43
ﻳﻌﺪ ﺟﻌﺠﻊ ﺑﻴﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺧﺼﻮﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ﺿﺮﺍﻭﺓ. ﻟﻜﻦ ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺮﺍﻗﺒﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻴﻠﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻻﺻﻄﻔﺎﻑ ﻣﻊ ﺣﻠﻔﺎء ﺳﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻓﺎﺳﺪﻳﻦ ﻭﺭّﻁ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻧﻔﺴﻪ. ﻣﺤﻠﻞ ﻣﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻗﺎﻝ:
ﺑﻌﺪ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻋﺎﻡ 2018، ﻭﺑﺎﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑـ (ﺯﻋﻴﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ ﻧﺒﻴﻪ ﺑﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ، ﺇﻟﺦ (ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ) ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺃﺻﺒﺤﻮﺍ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺒﺔ ﺍﻟﺤﺎﻛﻤﺔ. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﺈﻥ ﺟﺰءﺍً ﻣﻦ ﺍﻟﺒﻴﺌﺔ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻳﺤﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ: ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﺃﻧﺘﻢ ﻣﻜّﻨﺘﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺗﻌﻤﻴﻖ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻭﺩﻓﻌﺘﻢ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻻﻧﻬﻴﺎﺭ.44
ﻟﻴﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﺃﻥ ﻳﺮﻓﺾ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻠﻮﻡ ﺑﺸﻜﻞ ﺧﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﺑﻬﺎ ﻣﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺷﺎﺭﻛﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ. ﻁﺒﻘﺎً ﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺭﻓﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ:
ﻟﺴﻨﺎ ﻧﺤﻦ ﻣﻦ ﺃﻓﻘﺮ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ، ﺃﻭ ﺳﺮﻗﻨﺎ ﺍﻷﻣﻮﺍﻝ ﺍﻟﻤﻮﺩﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺭﻑ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﻟﻘﺪ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻮﻥ 120 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺩﻭﻻﺭ – ﻛﺴﺒﻮﻫﺎ ﺑﻌﻤﻠﻬﻢ ﺍﻟﺸﺎﻕ – ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺭﻑ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﻭﺍﻵﻥ ﺗﺒﺨﺮﺕ. ﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺑﺬﻟﻚ؟... ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﻫﻢ ﺣﻠﻔﺎء ﺃﻣﻴﺮﻛﺎ.45
ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻳﺠﺎﺩﻝ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺑﺄﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺗﺴﺎﻫﻞ ﺍﻟﺪﻭﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ ﻣﻊ ﻓﺴﺎﺩ ﺃﺻﺪﻗﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺍﻟﻤﻔﺎﺟﺊ ﻋﻠﻰ ﺳﻮء ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻟﻪ ﺑﺎﻟﺤﻮﻛﻤﺔ ﺍﻟﺠﻴﺪﺓ ﺑﻘﺪﺭ ﻣﺎ ﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ – ﺃﻱ، ﻣﻮﻗﻒ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺣﻴﺎﻝ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ.46 ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﺍﻟﺮﻓﻴﻊ:
ﺛﻤﺔ ﻓﺼﻴﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ ﻋﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺻﻮﺭﺓ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﻤﻮﺟﺒﻬﺎ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ، ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ، ﻭﻣﺆﺧﺮﺍً ﺍﻧﻔﺠﺎﺭ ﺍﻟﻤﺮﻓﺄ ﺟﻤﻴﻌﻬﺎ ﻣﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺃﺳﻠﺤﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ. ﺍﻟﻤﺸﻜﻠﺔ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ، ﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻫﻲ ﺃﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻳﺤﺎﺭﺏ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ. ﻭﻛﻮﻧﻬﻢ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻓﺈﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺰء ﻷﻧﻬﻢ ﻻ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﻘﻔﻮﻥ ﻣﻊ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ. ﻟﻜﻦ ﻧﺘﻨﻴﺎﻫﻮ ﺳﻴﻨﻬﻲ ﺍﻟﺠﻤﻠﺔ ﻧﻴﺎﺑﺔ ﻋﻨﻬﻢ.47
ﻭﺃﻛﺪ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻭﺗﺨﻠﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻋﻦ ﻣﻬﻤﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﻟﻴﺴﺎ ﻣﻮﺿﻊ ﻧﻘﺎﺵ: "ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ (ﻣﻨﺎ) ﻫﻮ ﺃﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻗﻮﺓ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺗﺸﻜﻞ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻟﻠﻐﻄﺮﺳﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻴﺔ. ﻭﻫﺬﺍ ﻟﻦ ﻳﺤﺪﺙ".48
IV. ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ-ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻭﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺍﻧﺨﺮﻁﺘﺎ ﺩﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻴﺎً ﻭﺃﻛﺪﺗﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺎﺟﺔ ﻟﻺﺻﻼﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﺮﺑﻪ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ، ﻓﺈﻧﻬﻤﺎ ﺍﺧﺘﻠﻔﺘﺎ ﺑﺤﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﺃﻱ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﻐﻴﻴﺮ. ﻭﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺟﻤﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺨﺼﻮﻡ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺪﻓﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺿﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺗﻤﺘﺮﺱ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻌﻪ. ﻭﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﺬﻟﻚ ﻓﻘﺪ ﺗﻌﺜﺮ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﺍﻷﻣﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺆﺧﺮ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻠﺤّﺔ.
ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺣﻆ ﺃﻥ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﺷﻤﻠﺖ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﺣﻮﺍﺭﻫﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﺍﻧﺴﺠﺎﻣﺎً ﻣﻊ ﺍﺗﺼﺎﻻﺗﻬﺎ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﻦ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ. ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻨﺪﺕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﻓﻲ ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺪﻋﻢ ﻭﺍﺳﻊ ﻣﻦ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ؛ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺸﻜﻞ ﺗﻨﺎﻗﻀﺎً ﻣﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ. ﻭﻫﻜﺬﺍ، ﻓﻔﻲ ﻛﻠﺘﺎ ﺍﻟﺰﻳﺎﺭﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻗﺎﻡ ﺑﻬﻤﺎ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ، ﺷﻤﻠﺖ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻪ ﻣﻊ ﺍﻟﻜﺘﻞ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ. ﻭﻹﺑﻘﺎء ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ، ﺍﺧﺘﺎﺭ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﺃﻳﻀﺎً ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﻭﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻼﻧﻘﺴﺎﻡ ﻣﺜﻞ ﺳﻼﺡ ﺣﺰﺏ ﷲ.49 ﻓﻲ 31 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ، ﺩﻋﻢ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ ﺍﻟﺪﺑﻠﻮﻣﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﺩﻳﺐ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﺍﻧﻀﻤﺖ ﺍﻟﻜﺘﻠﺔ ﺍﻟﺒﺮﻟﻤﺎﻧﻴﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﺩﻳﺐ، ﻭﺑﺸﻜﻞ ﻳﺴﺎﻋﺪ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ.50
ﻟﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻮﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻮﻥ ﻣﺘﺸﻜﻜﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻧﺨﺮﺍﻁ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﷲ، ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎً ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺎً ﻭﺳﺒﺒﺎً ﺭﺋﻴﺴﻴﺎً ﻟﻌﻄﺎﻟﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﻓﺸﻞ ﺩﻭﻟﺘﻪ.51 ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻢ ﺗﺮﻓﺾ ﺻﺮﺍﺣﺔ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻣﻊ ﻭﺟﻬﺔ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﺍﻟﻘﺎﺋﻠﺔ ﺑﺄﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺷﺮﻳﻚ ﺿﺮﻭﺭﻱ ﻓﻲ ﺟﻬﻮﺩ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﺑﻞ ﺗﻌﺘﺒﺮﻩ ﻋﻘﺒﺔ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻨﺎﺳﺐ ﻟﻠﻤﻬﻤﺔ.52 ﺗﺒﺪﻭ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻘﺘﻨﻌﺔ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺍﻟﺴﻲء ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﺒﺮ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻘﺒﻮﻝ ﺑﺎﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﺍﻟﺤﺰﺏ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻋﺔ. ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﺤﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺘﻘﺪ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻓﻴﻪ ﺃﻥ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺳﺘﻀﻌﻒ ﺣﺰﺏ ﷲ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺗﻘﻠﻴﺺ ﻧﻔﻮﺫ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺗﻌﺪ ﺃﻫﺪﺍﻓﺎً ﻣﺘﻜﺎﻣﻠﺔ ﻻ ﻣﺘﻌﺎﺭﺿﺔ.53
ﻓﻲ ﺣﻴﻦ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﻋﻨﺪ ﺇﻋﻼﻧﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻔﺎء ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻓﻲ 8 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺒﺮﺭ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻭﺍﻷﺳﺎﺱ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻲ ﻟﻠﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﻅﻞ ﺗﺼﻨﻴﻒ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﺗﻨﻈﻴﻤﺎً ﺇﺭﻫﺎﺑﻴﺎً.54 ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﺤﻴﻦ ﻓﺮﺿﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻋﻘﻮﺑﺎﺕ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻴﻒ ﺭﺋﻴﺴﻲ ﺁﺧﺮ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ ﺑﺴﺒﺐ ﻓﺴﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺰﻋﻮﻡ، ﻭﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﻋﻼﻗﺘﻪ ﺑﺤﺰﺏ ﷲ55. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻭﺍﺷﻨﻄﻦ ﻅﻠﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺻﺎﻣﺘﺔ ﺇﺟﻤﺎﻻً ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻻﺗﻬﺎﻣﺎﺕ ﺑﺎﻟﻔﺴﺎﺩ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻤﻘﺮﺑﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ.56 ﺍﻟﺘﺼﺮﻳﺤﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻨﻴﺔ ﻟﻮﺯﻳﺮ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﺎﻳﻚ ﺑﻮﻣﺒﻴﻮ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﻘﺪ ﺑﺤﺪﺓ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺘﻬﺎ ﺣﻴﺎﻝ ﺇﻳﺮﺍﻥ ﻭﺣﺰﺏ ﷲ ﺗﺒﺮﺯ ﻛﻴﻒ ﺃﻥ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻋﻀﻮﻱ ﺑﻤﻮﺍﺟﻬﺘﻬﺎ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﺍﻥ.57
ﺳﺎﻋﺪ ﺍﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻲ ﻣﻊ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺿﻊ ﺣﺪ ﻟﺠﻬﻮﺩ ﺃﺩﻳﺐ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ. ﻓﺈﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ، ﺍﺩﻋﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺧﺼﻮﻡ ﻣﺤﻠﻴﻴﻦ ﻣﺪﻋﻮﻣﻴﻦ ﺧﺎﺭﺟﻴﺎً ﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻣﻴﺰﺍﻥ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﻟﻐﻴﺮ ﺻﺎﻟﺤﻪ، ﻣﺘﻬﻤﺎً ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺑﻘﻴﺎﺩﺓ ﺍﻟﺤﺮﻳﺮﻱ ﺑﺘﻮﺟﻴﻪ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﻟﻮﺯﺭﺍء ﺍﻟﻤﻜﻠﻒ ﺃﺩﻳﺐ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻘﺼﻴﻬﻢ ﻭﺗﻘﺼﻲ ﺣﻠﻴﻔﻬﻢ ﺣﺮﻛﺔ ﺃﻣﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ.58 ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ، ﺃﺻﺮ ﺍﻟﺤﺰﺑﺎﻥ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺣﺘﻔﺎﻅ ﺑﺎﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻔﺮﺽ ﻗﻮﺓ ﺗﻌﻄﻴﻠﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﻔﻘﺎﺕ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺍﺕ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻭﺳﺘﻜﻮﻥ ﻣﺤﻮﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺃﻱ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺇﺻﻼﺣﻴﺔ.59 ﻣﻊ ﺍﺭﺗﻔﺎﻉ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪ ﻭﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺃﺻﺒﺢ ﻋﻠﻨﻴﺎً، ﻭﺟﺪ ﻛﻼ ﺍﻟﻄﺮﻓﺎﻥ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﻣﺘﺰﺍﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻊ، ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺃﺩﻳﺐ ﺃﻥ ﻻ ﺧﻴﺎﺭ ﺃﻣﺎﻣﻪ ﺳﻮﻯ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻜﻠﻴﻒ.
ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﺃﺳﺒﺎﺑﺎً ﺩﺍﺧﻠﻴﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻓﺸﻞ ﺃﺩﻳﺐ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، ﻓﺈﻥ ﺃﻓﻌﺎﻝ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺃﻁﺮﺍﻓًﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻧﻬﺎ ﺃﺳﻬﻤﺖ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺑﻮﺿﻊ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺩﻓﺎﻋﻲ ﻭﺗﻘﻮﻳﺾ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻮﻓﺎﻕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ.60 ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﺼﺤﻔﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﻓﻲ 27 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﺑﻌﺪ ﻳﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺃﺩﻳﺐ، ﺃﻛﺪ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻟﻢ ﺗﻜﻦ ﻗﺪ ﻧﺴﻘﺖ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﺮﺿﺘﻬﺎ ﻓﻲ 8 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴﺎ. ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻧﻪ ﺭﻏﻢ ﺃﻥ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﺑﺪﺍ ﺃﻧﻪ ﻳﺘﺼﺮﻑ ﺑﻨﻴﺔ ﻁﻴﺒﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺗﺨﻔﻴﻒ ﺣﺪﺓ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﺔ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻳﺔ. ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺭﻓﻴﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻗﺎﻝ:
ﺍﻟﻀﻮء ﺍﻷﺧﻀﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﺣﺼﻠﻮﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻛﺎﻥ ﻣﺸﺮﻭﻁﺎً ﻭﻣﺤﺪﻭﺩﺍً. ﻣﻨﺤﺖ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻣﻮﺍﻓﻘﺘﻬﺎ، ﻟﻜﻦ ﺑﺴﻘﻒ ﻣﻨﺨﻔﺾ، ﻭﻣﻘﺎﺑﻞ ﻣﻜﺎﺳﺐ ﻳﺤﺼﻞ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﻠﻔﺎﺅﻫﺎ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻮﻥ، ﻭﺇﺿﻌﺎﻑ ﺣﺰﺏ ﷲ. ﺃﻅﻬﺮﺕ ﺍﻟﻌﻘﻮﺑﺎﺕ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻟﻦ ﻳﻨﺘﻈﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺗﻴﺴﻴﺮ ﺍﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ. ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﻔﺮﺿﻮﺍ ﺍﻟﻀﻐﻮﻁ ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺗﻨﺎﺳﺒﻬﻢ.61
ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺃﻟﻘﺎﻩ ﻓﻲ 30 ﺃﻳﻠﻮﻝ/ﺳﺒﺘﻤﺒﺮ، ﺃﻭﺿﺢ ﻧﺼﺮ ﷲ ﺃﻥ ﻫﻮﺍﺟﺲ ﺣﺰﺑﻪ ﺃﺑﻌﺪ ﻣﻦ ﺗﻮﺯﻳﻊ ﺍﻟﺤﻘﺎﺋﺐ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﻳﺔ. ﻭﻗﺎﻝ ﺇﻥ ﺣﺰﺑﻪ ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺍﻵﻥ ﺃﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻛﻲ ﻳﻜﻮﻥ ﻟﻪ ﺭﺃﻱ ﻓﻲ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ. ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺗﺒﺮﻳﺮﻩ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﻮﺍﺕ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﺃﻱ ﺍﺳﺘﺒﻌﺎﺩ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺃﻱ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻏﻴﺮ ﺻﺪﻳﻘﺔ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺆﺩﻱ ﺃﻓﻌﺎﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺗﻜﺮﺍﺭ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ.2008 ﻭﻁﺒﻘﺎً ﻟﻨﺼﺮ ﷲ:
ﻧﺤﻦ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﻅﻬﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ ﺣﺘﻰ ﻻ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺣﻜﻮﻣﺔ 5 ﺃﻳﺎﺭ.2008 ﺣﺴﻨﺎً، ﺣﻜﻮﻣﺔ 5 ﺃﻳﺎﺭ 2008 ﻣﻦ ﻛﺎﻧﺖ؟ ﻫﺆﻻء ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻳﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺸﻜﻠﻮﺍ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪﺓ، ﻫﺬﻩ ﻣﺜﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ 5 ﺃﻳﺎﺭ 2008، ﺑﺤﻜﻮﻣﺔ 5 ﺃﻳﺎﺭ 2008 ﱡﺍﺗﺨﺬ ﻗﺮﺍﺭ ﺧﻄﻴﺮ ﻛﺎﻥ ﺳﻴﺆﺩّﻱ ﺇﻟﻰ ﺻﺪﺍﻡ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﻭﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺸﺮﻭﻉ ﺃﻣﻴﺮﻛﻲ – ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻠﻲ – ﻭﺳﻌﻮﺩﻱ. ﻣﻦ ﺣﻘﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﺣﺬﺭﻳﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻠﻄﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ، ﻭﻧﺤﻦ ﻗﺮﺭﻧﺎ ﺃﻥ ﻧﻜﻮﻥ ﻣﻮﺟﻮﺩﻳﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻟﻨﺤﻤﻲ ﻅﻬﺮ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻣﺔ.62
ﺭﻏﻢ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺩﻋﻤﻬﺎ ﻟﻤﺒﺎﺩﺭﺓ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮﺩﻫﺎ ﻓﺮﻧﺴﺎ ﻟﺒﻨﺎء ﺩﻋﻢ ﻋﺎﺑﺮ ﻟﻠﻔﺼﺎﺋﻞ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺫﺍﺕ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﺇﺻﻼﺣﻴﺔ ﻅﻠﺖ ﻣﻌﻄﻠﺔ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ. ﺩﻭﻥ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺗﺘﻤﺘﻊ ﺑﺼﻼﺣﻴﺎﺕ ﻛﺎﻓﻴﺔ، ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﻢ ﺇﺟﺮﺍء ﺃﻱ ﻣﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ. ﻭﺩﻭﻥ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ، ﻭﺩﻭﻥ ﺩﻋﻢ ﻛﺒﻴﺮ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻴﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﺎﻟﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺻﻼﺣﻲ ﺍﻟﻤﻘﺘﺮﺡ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﺳﻴﺴﺘﻤﺮ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺗﺮﺩﻳﻪ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ.
V. ﻣﻨﻊ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ
ﻣﻊ ﺗﺤﺪﻳﻖ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻓﻲ ﺃﺯﻣﺘﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ – ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻮﺍﺟﻪ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺒﺪﻭ ﺗﻬﺪﻳﺪﺍً ﻭﺟﻮﺩﻳﺎً. ﺇﻥ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﻋﺰﻝ ﻭﺇﺿﻌﺎﻑ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺑﺎﻟﺬﺍﺕ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﺠﻌﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺻﻌﺒﺔ ﺃﺻﻼً ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻣﺴﺘﺤﻴﻠﺔ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﻨﺤﻮﺍ ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺇﺿﻌﺎﻑ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺗﺸﺠﻴﻊ ﺍﻟﻘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺪﻋﻤﻮﻧﻬﺎ ﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺸﻲء ﻧﻔﺴﻪ.
ﺁ. ﺍﻻﻧﺰﻻﻕ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ
ﻛﺎﻧﺖ ﻅﺮﻭﻑ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺳﻴﺌﺔ ﺣﺘﻰ ﻗﺒﻞ 4 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ. ﻭﺑﺤﻠﻮﻝ ﺃﻳﺎﺭ/ﻣﺎﻳﻮ 2020 ﻛﺎﻥ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺑـ %55 ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﺳﻘﻄﻮﺍ ﺗﺤﺖ ﺧﻂ ﺍﻟﻔﻘﺮ، ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﺿﻌﻒ ﺍﻟﻤﻌﺪﻝ ﻗﺒﻞ ﻋﺎﻡ ﻭﺍﺣﺪ.63 ﻟﻘﺪ ﺷﻬﺪﺕ ﺃﺳﻌﺎﺭ ﺍﻟﻤﺴﺘﻬﻠﻚ ﺍﺭﺗﻔﺎﻋﺎً ﺻﺎﺭﻭﺧﻴﺎً، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﺴﻠﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﺗﺘﺠﺎﻭﺯ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺸﺮﺍﺋﻴﺔ ﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ، ﺇﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮﻳﻦ، ﺑﻤﻦ ﻓﻴﻬﻢ ﺍﻟﻼﺟﺌﻮﻥ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻮﻥ ﻭﺍﻟﻔﻠﺴﻄﻴﻨﻴﻮﻥ.64 ﻛﻤﺎ ﺣﺬﺭ ﻣﺼﺮﻑ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ ﺻُﻨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﺣﺘﻴﺎﻁﻴﺎﺗﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ ﺳﺘﻨﺨﻔﺾ ﺇﻟﻰ ﻣﺴﺘﻮﻳﺎﺕ ﺣﺮﺟﺔ ﺧﻼﻝ ﺃﺷﻬﺮ، ﻣﺎ ﺳﻴﺠﺒﺮﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻮﻗﻒ ﻋﻦ ﺩﻋﻢ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ، ﻭﺍﻟﻘﻤﺢ ﻭﺍﻷﺩﻭﻳﺔ.65 ﻭﺑﺪﻭﻥ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺇﻧﻘﺎﺫﻳﺔ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻭﺿﺦ ﺭﺃﺱ ﺍﻟﻤﺎﻝ ﺍﻷﺟﻨﺒﻲ، ﻓﺈﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺳﺘﺰﺩﺍﺩ ﻋﻤﻘﺎً.66
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻢ ﺃﻥ ﺗﺆﺛﺮ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺰﺩﺍﺩ ﺳﻮءﺍً ﻋﻠﻰ ﺃﻣﻦ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺒﻼﺩ. ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻷﻣﻨﻲ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﺻﻼً ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﻔﻜﻚ. ﻓﺨﻼﻝ ﺍﻷﺳﺎﺑﻴﻊ ﺍﻟﻘﻠﻴﻠﺔ ﺍﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﻭﺣﺴﺐ، ﺷﻬﺪ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻋﺪﺓ ﺷﺠﺎﺭﺍﺕ ﻣﻬﻠﻜﺔ ﺑﺎﻷﺳﻠﺤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺭﻳﺔ ﻭﺃﻣﺜﻠﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺼﺪّﺭ ﻋﻨﺎﻭﻳﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ.67 ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﺃﻥ ﺍﻷﺳﻠﺤﺔ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻮﻓﺮﺓ، ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﻌﺎﻁﻠﻴﻦ ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻭﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺪﻳﻦ ﻻﺳﺘﺨﺪﺍﻣﻬﺎ.68 ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﺒﻄﻴﻦ ﻣﻦ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻵﻓﺎﻕ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻭﻟﻠﺒﻼﺩ ﺇﺟﻤﺎﻻً، ﻗﺪ ﻳﻠﺠﺆﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﻨﻒ ﺃﻭ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﺠﻨﱠﺪﻭﺍ ﻓﻴﻪ.69
ﺑﻌﺾ ﺻﻨﺎﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻷﻣﻴﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻴﻴﻦ ﻳﺒﺪﻭﻥ ﻣﻘﺘﻨﻌﻴﻦ ﺃﻧﻪ ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺯﻣﺔ ﻁﻮﻳﻠﺔ ﺳﺘﻠﺤﻖ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺸﻴﻌﺔ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻛﻤﺎ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﺋﻒ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻣﺠﺒﺮﺍً ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﻢ ﺍﻟﺘﻨﺎﺯﻻﺕ. ﻟﻜﻦ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﻗﻌﺎﺕ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻠﻬﺎ؛ ﻓﻔﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ، ﻳﺒﺪﻭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﺪﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ ﺍﻟﺤﺎﺻﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ؛ ﻓﻠﺪﻯ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺑﺪﻳﻠﺔ ﻏﻴﺮ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻟﻠﺪﻋﻢ ﺍﻟﻤﺎﺩﻱ، ﻭﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﻣﺆﺳﺴﺎﺗﻪ ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ ﻭﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺮﻓﺎﻩ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻣﻨﺎﻁﻘﻪ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻴﺔ. ﻭﻣﻦ ﺍﻟﻤﺆﻛﺪ ﺃﻥ ﻣﺆﻳﺪﻳﻪ ﺳﻴﻌﺎﻧﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﺗﺮﺩﻯ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺃﻛﺜﺮ، ﻟﻜﻦ ﺑﺎﻗﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺳﺘﺘﺤﻤﻞ ﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺳﻮﺃ ﺑﻜﺜﻴﺮ. ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺆﺷﺮ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺼﺎﻋﺐ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺳﺘﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﺗﺂﻛﻞ ﺍﻟﻘﺎﻋﺪﺓ ﺍﻟﺸﻴﻌﻴﺔ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ.70 ﻋﻠﻰ ﺣﺪ ﺗﻌﺒﻴﺮ ﻣﺴﺆﻭﻝ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﷲ:
ﺇﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻔﺴﻨﺎ. ﺇﻻ ﺃﻧﻨﺎ ﻣﺴﺘﻬﺪﻓﻮﻥ، ﻭﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﻤﻠﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻦ ﺿﺪﻧﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻦ ﺗﻬﺰﻧﺎ. ﻻ، ﻧﺤﻦ ﻧﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺩﻱ، ﺳﺘﻨﺘﺸﺮ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ، ﻭﺳﻴﺨﺴﺮ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﻴﻦ. ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﺨﺸﻰ ﻋﻠﻰ ﺣﺰﺏ ﷲ – ﻧﺤﻦ ﻣﺴﺘﻌﺪﻭﻥ، ﻭﻟﺪﻳﻨﺎ ﺧﻴﺎﺭﺍﺕ؛ ﻭﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺃﻥ ﻧﺘﺤﻤﻞ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻓﺼﻴﻞ ﺁﺧﺮ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺛﺖ ﺍﻟﻔﻮﺿﻰ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ، ﻭﺍﻧﻬﺎﺭﺕ ﺍﻷﻣﻮﺭ، ﻣﻦ ﺳﻴﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻧﻔﺴﻪ، ﻭﺇﺩﺍﺭﺓ ﻣﺤﻴﻄﻪ؟ ﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﺮﻓﻮﻥ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ.71
ﺏ. ﺿﺮﻭﺭﺓ ﻣﺸﺎﺭﻛﺔ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﻭ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻟﺘﺤﺎﺷﻲ ﺳﻴﻨﺎﺭﻳﻮ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺗﺘﻤﺜﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺎﻋﺪﺓ ﺩﻭﻟﻴﺔ ﻛﺒﺮﻯ ﻹﻧﻘﺎﺫ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﺸﺮﻭﻁﺔ ﺑﺘﻠﺒﻴﺔ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ، ﻭﻗﺪ ﺟﻌﻠﺖ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﻣﻨﺬ ﺍﺳﺘﻘﺎﻟﺔ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺩﻳﺎﺏ ﻓﻲ 10 ﺁﺏ/ﺃﻏﺴﻄﺲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﺪﻯ ﺻﻌﻮﺑﺔ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺣﺸﺪ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﺧﻠﻒ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺍﻟﺘﻔﺎﻭﺽ ﻋﻠﻰ ﺍﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻭﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ. ﺇﻥ ﺃﻱ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﻧﻴﺎﺑﻴﺔ ﻟﺘﺴﻤﻴﺔ ﺭﺋﻴﺴﻬﺎ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﻏﻠﺒﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻟﻠﻤﻮﺍﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻮﻣﺘﻪ ﻓﻲ ﺗﺼﻮﻳﺖ ﻟﻤﻨﺢ ﺍﻟﺜﻘﺔ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺣﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺑﻬﺎ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﺃﻥ ﺗﻤﺮ ﻋﺒﺮ ﻣﺠﻠﺲ ﺍﻟﻨﻮﺍﺏ. ﻭﻓﻲ ﻏﻴﺎﺏ ﺣﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭ، ﺳﻴﺘﺮﺗﺐ ﺃﻥ ﺗﻤﻀﻲ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﻓﻲ ﻁﺮﻳﻘﻬﺎ ﻋﺒﺮ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﻠﻲء ﺑﺎﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﻳﻌﺘﺮﺿﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺗﺸﺮﻳﻌﺎﺕ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺃﻭ ﻳﻔﺴﺪﻭﻫﺎ.
ﺭﻏﻢ ﻣﺨﺎﻭﻑ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﺘﻤﻠﻴﻦ ﺑﺸﺄﻥ ﺣﺰﺏ ﷲ، ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺎﻣﻬﻢ ﺧﻴﺎﺭ ﺳﻮﻯ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻊ ﺣﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ – ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺰﺏ ﷲ. ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﺍﻟﻨﻴﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺤﺰﺏ ﻭﺣﻠﻔﺎﺋﻪ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﻣﻨﺬ ﺍﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻋﺎﻡ 2018، ﻓﺈﻥ ﺑﺮﻧﺎﻣﺠﺎً ﻟﻺﺻﻼﺡ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻩ ﺑﺒﺴﺎﻁﺔ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺎﻭﻧﻬﻢ. ﻟﻘﺪ ﻗﺎﻝ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺇﻧﻪ ﻣﺴﺘﻌﺪ ﻟﺪﻋﻢ ﺃﺟﻨﺪﺓ ﺍﻹﺻﻼﺡ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺗﻔﺎﻕ ﻣﻊ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ. ﻣﺴﺆﻭﻝ ﺣﺰﺑﻲ ﺭﻓﻴﻊ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻤﻜﻦ ﺗﺤﻴﻴﺪ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ "ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﺔ" ﺃﻭ "ﺍﻷﺟﻨﺒﻴﺔ" ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﺳﺎﺕ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻣﺸﺮﻭﻉ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻟﻤﻘﺎﻭﻡ، ﻋﻨﺪﻫﺎ:
ﺩﺍﺧﻠﻴﺎً، ﻧﺤﻦ ﻣﺮﻧﻮﻥ ﺟﺪﺍً، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺑﺸﺄﻥ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻤﻮﺿﻮﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﻭﻟﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ. ﻟﺪﻳﻨﺎ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﺆﻳﺪ ﺍﻟﺨﺼﺨﺼﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﺃﻭ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻠﺤﻖ ﺍﻟﻀﺮﺭ ﺑﺎﻟﻄﺒﻘﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﻠﺔ، ﺑﻤﺎ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﺮﺽ ﺿﺮﺍﺋﺐ ﺟﺪﻳﺪﺓ. ﻟﻜﻨﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺃﻥ ﺻﻨﺪﻭﻕ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﺍﻟﺪﻭﻟﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻵﻥ ﻋﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ، ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻻ ﻧﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﻤﻔﺎﻭﺿﺎﺕ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻣﻊ ﺍﻟﺼﻨﺪﻭﻕ.72
ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ، ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺳﻢ ﺃﻥ ﻳﺸﺎﺭﻙ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ. ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ، ﻓﺈﻥ ﻧﺠﺎﺓ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﻟﻴﺲ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﺆﻛﺪﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻁﻼﻕ. ﻓﻠﻜﻲ ﺗﻨﺠﺢ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ، ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺍﺳﺘﻔﺎﺩﻭﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺮﺍﻫﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﻮﺍ ﻋﻦ ﺑﻌﺾ ﺷﺒﻜﺎﺕ ﺍﻟﻤﺤﺴﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺴﺠﻮﻫﺎ ﻓﻲ ﻣﺆﺳﺴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ؛ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻗﻞ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺳﻴﺘﺮﺩﺩ، ﻛﻤﺎ ﻓﻌﻞ ﺭﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺴﺎﺑﻘﺔ ﺑﺈﺟﺮﺍء ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ. ﺇﻥ ﺩﻓﻌﻬﻢ ﻟﻠﺘﻌﺎﻭﻥ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﺃﺻﻼً ﺗﺤﺪﻳﺎً ﺟﺪﻳﺎً ﻟﻠﺸﺮﻛﺎء ﻭﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻴﻦ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻟﻠﺒﻨﺎﻥ. ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺍﻟﻤﺘﺒﺎﺩﻟﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻼﻋﺒﻴﻦ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﻴﻦ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺃﻛﺜﺮ ﺻﻌﻮﺑﺔ. ﻓﺈﺫﺍ ﻭﻗﻒ ﺍﻟﻼﻋﺒﻮﻥ ﺩﺍﺧﻞ ﻭﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻣﻊ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺃﻭ ﺫﺍﻙ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻭﺇﺫﺍ ﺗﻢ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺷﻠﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻷﺣﻘﺎﺩ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ، ﻓﺈﻥ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻘﺪﻡ ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺴﺘﺤﻴﻼً.
ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺧﺼﻮﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺃﻋﺪﺍءﻩ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﻣﺪﻓﻮﻋﻴﻦ ﺑﺈﺿﻌﺎﻑ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﺳﻼﺣﻪ ﺩﻭﺭﺍً ﻏﻴﺮ ﻣﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﺣﺠﻤﻪ ﻭﻳﺘّﺒﻊ ﺳﻴﺎﺳﺔ ﺧﺎﺭﺟﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﻠﺔ ﻋﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﻌﻤﻖ. ﺇﻥ ﻓﻜﺮﺓ ﺃﻥ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻭﺗﻘﻠﻴﺺ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﺤﺰﺏ ﷲ ﻫﺪﻓﺎﻥ ﻣﺘﻜﺎﻣﻼﻥ ﻟﻬﺎ ﺟﺎﺫﺑﻴﺔ ﺧﺎﺻﺔ. ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﻬﺪﻓﻴﻦ ﻣﻌﺎً ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻧﻔﺴﻪ ﺇﻟﻰ ﻋﺪﻡ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺃﻱ ﻣﻨﻬﻤﺎ. ﻟﺪﻯ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻤﻨﻊ ﺇﺣﺪﺍﺙ ﺗﻐﻴﻴﺮ؛ ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻅﻬﺮﺕ ﺗﺴﻤﻴﺔ ﻣﺼﻄﻔﻰ ﺃﺩﻳﺐ ﺍﻟﻔﺎﺷﻠﺔ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻟﻦ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻓﻲ ﺍﺳﺘﻌﻤﺎﻝ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻨﻔﻮﺫ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺃﻥ ﻣﺼﺎﻟﺤﻪ ﺍﻟﺤﻴﻮﻳﺔ ﻣﻌﺮﺿﺔ ﻟﻠﺨﻄﺮ. ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺳﺘﻌﺼﺖ ﺍﻟﻤﻤﺎﺭﺳﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ، ﻓﺈﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻲ ﺳﻴﺪﻓﻊ ﺍﻟﺜﻤﻦ.
ﻣﺎ ﻳﺰﺍﻝ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﻟﻤﻨﻊ ﺣﺪﻭﺙ ﻛﺎﺭﺛﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ. ﺇﻻ ﺃﻥ ﺫﻟﻚ ﺳﻴﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺭﻋﺎﺗﻬﺎ ﺍﻷﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﻣﻌﺎً ﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻟﺒﻼﺩ، ﻭﻹﺑﻘﺎء ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﺩﺍﺋﻤﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ. ﺇﻥ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ ﺑﺈﻋﻄﺎء ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ ﻟﻺﺻﻼﺣﺎﺕ ﻭﺍﻹﻧﻘﺎﺫ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﺑﺪﻻً ﻣﻦ ﺗﺼﻔﻴﺔ ﺍﻟﺤﺴﺎﺑﺎﺕ ﻣﻊ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﺻﺤﻴﺤﺔ، ﺭﻏﻢ ﺃﻧﻬﺎ، ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ، ﻭﺻﻠﺖ ﺇﻟﻰ ﻁﺮﻳﻖ ﻣﺴﺪﻭﺩ. ﻳﻮﺍﺟﻪ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﻓﻲ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺃﺻﻼً ﻁﻴﻔﺎً ﻭﺍﺳﻌﺎً ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻘﺒﺎﺕ.73 ﻭﻓﺘﺢ ﻗﻀﻴﺔ ﺩﻭﺭ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺍﻵﻥ ﺳﻴﻀﻴﻒ ﻋﻘﺒﺎﺕ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻳﺼﻌﺐ ﺍﻟﺘﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ. ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺎﻧﺤﻴﻦ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻤﺴﻚ ﺑﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﻣﺎﻛﺮﻭﻥ، ﺳﻮﺍء ﺑﺈﺣﻴﺎﺋﻬﺎ ﺃﻭ ﺇﻁﻼﻕ ﻣﺒﺎﺩﺭﺓ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻣﺸﺎﺑﻬﺔ ﺗﺮﻛﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺡ. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﺪﻳﻞ ﺍﻟﻮﺍﺿﺢ ﻓﺴﻴﻜﻮﻥ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﻓﺸﻞ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻓﻲ ﺣﻮﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ.
VI. ﺍﻟﺨﻼﺻﺔ
ﺇﻥ ﻣﺎ ﺗﺒﻘﻰ ﻣﻦ ﺃﻣﻞ ﻓﻲ ﺇﻧﻘﺎﺫ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﻳﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻨﺨﺐ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺍﻟﺸﺮﻛﺎء ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺻﻼﺣﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺛﻤﺔ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ ﻟﻬﺎ. ﻟﺪﻯ ﺧﺼﻮﻡ ﺣﺰﺏ ﷲ ﻭﺃﻋﺪﺍﺋﻪ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﻴﻴﻦ ﺍﻋﺘﺮﺍﺿﺎﺕ ﺟﺪﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺩﻭﺭ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺆﻭﻥ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻟﻠﺒﻨﺎﻧﻴﺔ. ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻁﺮﻳﻘﺔ ﻟﻠﺪﻓﻊ ﺑﺒﺮﻧﺎﻣﺞ ﺍﻹﺻﻼﺡ ﺩﻭﻥ ﺗﻌﺎﻭﻧﻪ. ﺇﻥ ﺍﻹﺟﺮﺍءﺍﺕ ﺍﻟﻌﺎﺟﻠﺔ ﺍﻟﻼﺯﻣﺔ ﺍﻵﻥ ﺗﺘﻄﻠﺐ ﺗﻮﺍﻓﻘﺎً ﺳﻴﺎﺳﻴﺎً، ﺃﻭ ﺷﻴﺌﺎً ﻗﺮﻳﺒﺎً ﻣﻨﻪ. ﻭﻳﺒﺪﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺟﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺬﻟﻬﺎ ﺍﻟﻮﻻﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﺤﺪﺓ ﻭﺁﺧﺮﻭﻥ ﻹﺿﻌﺎﻑ ﺣﺰﺏ ﷲ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﺳﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺯﻣﺔ ﺳﺘﺆﺩﻱ ﺇﻟﻰ ﻭﻗﻮﻑ ﺍﻟﻔﺼﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﺿﺪ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺑﻌﻀﺎً، ﻣﺎ ﺳﻴﻤﻨﻊ ﺍﻟﻌﻤﻞ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻲ ﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ ﺍﻟﺘﺤﺪﻱ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩﻱ. ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ 7، ﻻ ﻳﺴﺘﻄﻴﻊ ﻟﺒﻨﺎﻥ ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺘﻘﻄﺎﺏ ﻭﺍﻟﻔﺸﻞ. ﻭﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻙ ﻭﻗﺖ ﻟﺬﻟﻚ.
اضف تعليق