q

من منا حاول تعلم لغة جديدة وواجهه الإحباط بسبب صعوبتها أو عدم إتقانه لها رغم المحاولات المستمرة؟، نعرض عليكم مجموعة من النصائح التي قد تسهّل تعلم اللغة الجديدة، كثير من الناس يعزم على تعلم لغة جديدة، لكنه يصطدم بواقع صعوبة تعلم هذه اللغة، إما بسبب تعقيدها أو لضيق الوقت أو للانشغال بأمور أخرى تطرأ في الحياة. فيبدأ الحماس الذي انطلق به المرء لتعلم هذه اللغة بالفتور تدريجياً، وفي النهاية يستسلم المرء للواقع ويتخلى عن تعلمها.

يعتقد خبراء اللغة أن بإمكاننا تعلم مهارات التواصل الأولية باللغة الأجنبية خلال أسابيع فقط، تخيل موقفك وأنت تنوي التقدم للعمل خارج البلاد، وكان ذلك العمل لا مثيل له إلا في الأحلام، لكن هناك مشكلة واحدة فقط تواجهك، وهي أنه ينبغي عليك أن تكون ماهراً في لغة لا تجيدها، والوقت ليس في صالحك.

لعل الأمر يبدو كمهمة مستحيلة، إلا أن خبراء اللغة يعتقدون أن بإمكاننا تعلم مهارات التواصل الأولية باللغة الأجنبية خلال أسابيع فقط، وإجادة الجوانب الأساسية لتلك اللغة خلال عدة أشهر.

ومع أننا لن نصل بسرعة إلى مستوى الطلاقة التي تتيح لنا فهم الأعمال الأدبية التقليدية المكتوبة بتلك اللغة الأجنبية، سنتمكن من فهم العبارات والمصطلحات الفنية التي تتعلق بما نحتاجه، سواء كان ذلك عملاً في السلك الدبلوماسي، أو في شركة متعددة الجنسيات لصناعة الرقائق الإلكترونية.

بالنسبة لمعظم الناس، لن يستغرق الأمر وقتا طويلا قبل أن يكونوا في طريقهم لمناقشة آخر الأخبار مع شخص ينطق بلغته الأصلية في روما مثلا، أو مشاركة زملائهم الفرنسيين في باريس في نقاش أثناء فترة راحة قصيرة عن العمل.

تخيل دائماً أن كل خطوة تخطوها نحو تعلم اللغة الجديدة – مهما كان حجمها – ستساعدك على تحقيق هذا الهدف وبلوغه في وقت أقصر.

تعدد اللغات

كم سيكون الأمر مثيرا أن تنشئ طفلك ليتقن ويتكلم أكثر من لغة. باحثون توصلوا إلى حقائق مذهلة تميز قدرات الأطفال متعددي اللغات في التعامل مع محيطهم، فيما اكتشف آخرون أن متعددي اللغات يعيشون أطول!.

التعرف بالطفلة كاترينا يثير في أغلب الناس مشاعر الغبطة، فهي ما زالت في الحادية عشرة من العمر لكنها تتقن التحدث بالألمانية والانكليزية والألمانية بطلاقة، رغم أنها لم تكدح في حفظ المعاني والمترادفات، ولا في إتقان قواعد اللغات الثلاثة، لأنها تعلمت اللغات شفاها وسمعا منذ طفولتها. وبالنسبة لها، لا تمثل اللغات الثلاث شيئا خاصا فهي تقول عنها ضاحكة "انه أيسر شيء في العالم" وبالنسبة لها، يثير حديث الأطفال المسهب مع ذويهم بالألمانية مشاعر غريبة تصفها بالقول"كلما سمعتهم يثرثرون مع ذويهم، ينتابني شعور أنّ شيئا ما ناقص في عباراتهم".

فولفغانغ والد كاترينا ألماني، وأمها ماريسا مولودة في كولومبيا بأمريكا اللاتينية، وتعيش كل الأسرة اليوم في مدينة كولونيا غرب ألمانيا. الأم هي الأخرى مزدوجة اللغة، فقد كبرت وعلى لسانها اللغتان الاسبانية والانكليزية، وحين رأت كاترينا النور قررت الأم – وهي خبيرة لغوية متعلمة- أنّ كاترينا سوف تكبر مع لغتين وفي هذا تقول "رأيت في اللغتين هدية تليق بها". وفي البيت تتحدث ماريسا بالاسبانية مع ابنتها، فيما يحادثها الأب بالألمانية، وهو"أمر طبيعي أن يتمسك كل من الوالدين بلغته" كما تعلق الأم بروح الخبيرة اللغوية التي تميزها.

بعد ذلك جرت الأمور بشكل آخر، إذ أنّ ألمانية إلام ماريسا اليوم ممتازة، لكن الأمر لم يكن كذلك عند ولادة كاترينا، لذا كان الأم والأب يتكلمان بالانكليزية دائما، وفي الجلسات التي كانت تجمع أفراد الأسرة على مائدة الفطور وغيرها كان لابد من الاستعانة بإحدى اللغتين الأخريين، الألمانية أو الاسبانية لتفهم الطفلة عمّ يدور الحوار.

وتسرد ماريسا واقعة فريدة" في أحد الأيام – وكانت كاترينا في الثالثة حينها- كنا نتسوق من سوبرماركت، وإذا بالصغيرة كاترينا تتحدث معنا بالانكليزية بشكل مفاجئ، وأخذت تشير إلى الأشياء وتقول بالانكليزية "موز، تفاح، انظري ماما كمثرى!" ، فدهش الوالدان لهذا التطور المثير، فالصغيرة كاترينا قد أدركت حاجتها للانكليزية للتواصل معنا، وهكذا بدأت تتقنها، ومضت ماريسا إلى القول "ومنذ ذلك الحين باتت اللغة المشتركة التي تجمع العائلة هي الانكليزية" وهي بالطبع لم تكن اللغة الأم لأي من أفراد الأسرة، لكنها بالنسبة لكاترينا باتت بالطبع لغة أم ثالثة.

كيف تتعلم لغة أجنبية بسرعة؟

البداية أحياناً، سيجبرك السفر حول العالم بغرض العمل على أن تستنبط طرقاً لإتقان التحدث بعدة لغات. المهندس "بيني لويس" واحدا من عشاق السفر، وله تجربة مفيدة. تعلم لويس ما يكفيه للتحدث بسبع لغات– من بينها الإسبانية والفرنسية والألمانية- لكي يمارس مهام عمله بسهولة. كما أنه بلغ مرحلة قريبة من الطلاقة في عدة لغات أخرى، مثل اللغة الصينية الشمالية، التي تعرف باسم "الماندرين".

يعتقد غايسلر أن إحاطة نفسك بشكل كلي بلغة ما، هو مفتاح الحل لإتقان تلك اللغة الأجنبية بسرعة، وقد استغرق تعلمه الإسبانية، وكانت اللغة الأولى التي تعلمها بعد لغته الأم، أكثر من سنة. إلا أن تعلم اللغات اللاحقة، وحتى تعلم مباديء المحادثة بلغة "الماندرين"، كان أسرع من ذلك، السرّ الذي يتّبعه لويس هو أنه عندما يريد أن يتعلم لغة ما، يقوم في البداية بجمع عبارات ونصوص يختارها لنفسه كي يستطيع الرد على استفسارات بسيطة تصدر عن الغرباء الذين يلتقيهم. حتى أنه استطاع خلال فترة تعلمه للغات جديدة، أن يعمل كمترجم لمصطلحات فنية في مجال الهندسة.

وقد أثبت فكرة تدوين العبارات في كراسات، وفكرة التعلم من خلال البرامج التعليمية عبر الإنترنت فاعلية في المراحل الأولى، بحسب قول الخبراء. فتلك الكراسات والبرامج تزودك بالمفردات اللازمة، وبالثقة بالنفس للدخول في نقاشات مبسطة مع متحدثين بتلك اللغة الأجنبية، وهي خطوات أولى حاسمة في تعلم أية لغة، يقول لويس: "أكبر حاجز في البداية هو إنعدام الثقة بالنفس. تحسنتُ، من هذه الناحية، شيئاً فشيئاً كلما تحدثت بها أكثر".

في الواقع، وحسبما يقول خبراء اللغة، يكفي أن تمتلك الشجاعة لكي تتحدث. ذلك أمر ضروري إذا كنت تريد أن تحسّن أداءك في أية لغة أجنبية، يقول "مايكل غايسلر"، نائب رئيس قسم اللغات بكلية "ميدلبري" في مدينة "فيرمونت" بالولايات المتحدة الأمريكية: "لا يحقق الكثيرون أي تقدم إذا لم ينطقوا الكلمات." ويضيف: "إن لم ترغب في وضع شخصيتك على المحك، سيكون تقدمك أبطأ".

يعني هذا عدم الخوف من المجازفة أو ارتكاب الأخطاء. يقول لويس إنه عندما بدأ تعلم اللغة الإسبانية، كان يتكلم مثل "طرزان"، تلك الشخصية الخيالية الآتية من الأدغال، ويضيف لويس: "كنت أقول مثلاً ’أنا يريد ذهاباً للمحل‘. إلا أنني لم أصل إلى المراحل المتقدمة إلا باتخاذ أولى خطواتي كمبتدىء. جاءتني لحظة ’الإلهام‘– بعد أسبوعين من تعلّمي اللغة الإسبانية- عندما انكسرت فرشاة أسناني واستطعت أن أسأل عن بديل لها في متجر للتسوق. أينما حللتَ، فسيكون الناس صبورين معك".

عندما تتعلم لغة ما، تأكد من قراءتك واستماعك إلى الكثير من وسائل الإعلام الناطقة بتلك اللغة، يعتقد غايسلر أن إحاطة نفسك بشكل كلي بلغة ما، هو مفتاح الحل لإتقان تلك اللغة الأجنبية بسرعة. كلما أحطت نفسك أكثر بتلك اللغة– عن طريق القراءة والاستماع إلى المذياع أو التكلم مع الناس مثلا- كانت سرعة تقدمك في تعلمها أكبر.

يُفرض على طلبة "كلية ميدلبري" أن ينجزوا أنشطتهم المطلوبة منهم خارج الصف، مثل ممارسة أنواع الرياضة والتمثيل المسرحي، باللغة الأجنبية التي يتعلمونها، وتدير كلية "ميدلبري"، بالإضافة إلى برامج الدراسات العليا، دورات في 10 لغات، بما فيها الفرنسية والألمانية والصينية والعبرية، ويجري تشجيع مثل هذا الانغماس في اللغة في معهد الخدمة الخارجية بواشنطن العاصمة، علماً بأن هذا المعهد يدرب الدبلوماسيين الأمريكيين وموظفي الشؤون الخارجية الأمريكية على تعلم اللغات الأجنبية.

وللمعهد خبرة تدريسية في أكثر من 70 لغة أجنبية من خلال دورات تستمر لفترات تصل إلى 44 أسبوعاً. الهدف من هذه الدورات هو نقل الطلبة إلى "المرحلة الثالثة" في كل لغة يدرسونها –يعني هذا أساساً أنه سيكون باستطاعتهم قراءة وفهم مجلة بمستوى مجلة "تايم" الأمريكية والدخول في مناقشات معمقة.

يمكن الوصول إلى مستوى يتيح إتقان محادثة بسيطة في وقت أقل بكثير، يستغرق عدة أسابيع فقط، وذلك استناداً إلى الخبراء، وخاصة إذا ما استطعت التكلم بهذه اللغة بشكل منتظم، يقول "جيمس نورث"، مساعد المدير لشؤون التوجيه في معهد الخدمة الخارجية، إن المعهد يشجع الطلبة على التعرف على أشخاص من الناطقين باللغة الأصلية التي يرغبون في تعلمهان يقول نورث: "عليك إقحام الفؤاد أيضاً، وليس العقل فقط." على سبيل المثال، يمكنك القيام بعمل تطوعي أو مشاركة المنظمات الاجتماعية المحلية في المطاعم ونشاطات الحي والمنطقة.

عصر الإنترنت، على نطاق أوسع، يغلب في المدن الكبيرة وجود مجموعات تلتقي دورياً، ربما عدة مرات أسبوعياً، وتهدف هذه اللقاءات إلى تقوية لغة المشاركين فيها عن طريق ممارستها، يشجع الطلبة على التعرف على أشخاص من الناطقين باللغة الأصلية التي يرغبون في تعلمها، كما توجد بدائل لهذه المجموعات عبر شبكة الإنترنت. ويوصي "لويس" بالاستفادة من موقع (italki.com)؛ وهو موقع للتواصل الاجتماعي اللغوي يقوم بجمع الناطقين بلغة أصلية ما، وجمع المدرسين بالطلبة. كما توجد مواقع أخرى مثل موقعي (lang-8.com) و (voxswap.com)، عن طريق التحدث المنتظم مع خبراء لغويين أو ناطقين باللغة الأصلية، سيكون هناك مَن يتحقق من التقدم الذي تحرزه، ويقوم بتصحيح مسارك أيضاً.

يقول نورث: "الممارسة تقود إلى الإتقان، إلا أن ممارستك للغة بدون تعليق وتصحيح من أحد ستقودك فقط إلى إتقان ما تمارسه أنت. لن يكون لدى المتعلم الساذج أي منظور ليتحقق من صحة ما يمارسه. فمن الأمور الحيوية حقاً أن تجد شخصا يخبرك بما إذا كنت تسير في الطريق الصحيح"، كما يتحتم عليك أن تسأل الأشخاص الذين تحادثهم باللغة الأجنبية عن رأيهم فيما تقول، وتتأكد منهم أن كلامك سليم، وعليهم أن يصححوا لك طريقة نطقك للكلمات وقواعد اللغة أيضا، عليك أن تعي أيضا أن الخبراء ينصحون بعدم الاهتمام كثيراً بالقواعد في المراحل الأولى من تعلم اللغة الأجنبية.

استخدم اللغة أولاً، وركّز على قواعدها لاحقاً، حسبما يقول لويس أيضا. عندما تكون مستعداً لتطبيق قواعد اللغة، فإنه يوصي باستخدام مواد صوتية موجودة بالفعل على بعض مواقع الانترنت، مثل (radiolingua.com) أو (languagepod101.com)، يفيد الاستماع إلى هذه المواد المسجلة في تعلم قواعد اللغة بشكل خاص، وفي تحليل المعاني والتراكيب اللغوية أيضا، ويضيف لويس: "عند تلك المرحلة، ستكون قد تعلمت العديد من الموضوعات. سترى عندها قاعدة ما، وتقول، ’آه، لهذا السبب يقولون ذلك على هذا النحو".

عندما تتعلم لغة ما، تأكد من قراءتك واستماعك إلى الكثير من وسائل الإعلام الناطقة بتلك اللغة. وإذا كنت في البداية، اقرأ كتب الأطفال المصوّرة، أو شاهد أفلاماً مألوفة، ولكن باللغة الأجنبية، فذلك ما ينصح به الخبراء، وإذا كانت لديك أهداف محددة تريد تحقيقها، مثل التحدث مع شريك حياتك، أو استخدام اللغة الأجنبية لغرض العمل، فقد يكون ذلك كل ما تحتاجه من حوافز كي تبدأ في إتقان تجاذب أطراف الحديث مع الآخرين.

ولكن كن حذرا من الطموحات المبالغ فيها. فإذا قلتَ أنك تريد أن تصبح طلق اللسان خلال شهرين فقط، فمن المحتمل أن تصاب بخيبة أمل. أما إذا كان الهدف هو الوصول إلى مستوى معين من الكفاءة في المحادثة، وخاصة من أجل إنجاز مهمة تتعلق بمجال العمل، فإن ذلك معقول تماماً.

متى يبدأ طفلي تعلم لغةٍ ثانية؟ تعرفي على السن المناسبة!

كيف سيتمكن طفلي من لغته الأولى رغم التحاقه بمدرسة دولية تعلمه لغة مختلفة عن لغة المنزل؟، رغم حرص الكثيرين على التحاق أبنائهم بمدارس دولية لتنمية مهاراتهم التعليمية والسلوكية، تظل هناك بعض التخوفات لدى الأمهات من تعرض الأطفال إلى الارتباك عند تعلمهم أكثر من لغة في نفس الوقت وفي مرحلة عمرية مبكرة.

هذا التساؤل يدور في أذهان الأمهات: هل سن الرابعة أفضل في تعلم لغة جديدة؟ أم أن الأنسب تأجيلها لعدة سنوات بعد التمكن من مفردات اللغة الأولى؟، كثيراً ما ننبهر بالأطفال الذين يجيدون أكثر من لغة في سن مبكرة، لكننا نشعر في الوقت ذاته أن ذلك يشكل عبئاً عليهم، إلا أن نانسي رودس مديرة مركز تعلم اللغات الأجنبية بواشنطن اعتبرت تعلم لغة جديدة للطفل من الأمور الهامة حالياً، سيما فيما نعيشه من تطور وتواصل مستمر مع الثقافات المختلفة، "فتعرض الطفل للغة أخرى سيجعل منه شخصاً أكثر إبداعاً، ويزيد من مهارات ووظائف المخ في مرحلة عمرية مبكرة". بحسب هافينغتون بوست عربي.

متى نبدأ؟، عمر الثانية أو الثالثة ليس مبكراً للغاية لتعلم مفردات لغة جديدة، ولا يشترط أن يرتبط ذلك بالأطفال من أبوين مختلفين في اللغة، ذلك أنه كلما بدأت في تعليم طفلك للغة مبكراً، تمكن من نطق الأصوات واللكنات بصورة أفضل من الكبار، خاصةً أن القدرة على تمييز الصوتيات تصل ذروتها عند سن الثالثة، ثم ما يلبث الطفل يفقد هذه المهارة تدريجياً، بحيث يشكل تعلم اللغات في الكبر صعوبة أكبر.

ولذلك فإن تعرض الأطفال إلى البرامج التليفزيونية أو الفيديوهات الطريفة أو الأغاني سيمكنه من الأدوات الأساسية لتعلم اللغة الثانية، كما أن أحد أفضل الطرق لتعلم لغة جديدة هي الاستماع للمحادثات من خلال الناطقين بها، فإذا كان لدى الأسرة أصدقاء أو جيران أو مربية ممن يتحدثون اللغة الثانية، فاطلب منهم التحدث مع الطفل كثيراً لالتقاط الأصوات واللكنة بصورة دقيقة، ثق بطفلك، فلديه مهارة فهم ما تقصد من اللغة الثانية دون أن تقوم بترجمة ما تقوله بلغته الأم، فإذا كنت تردد لطفلك كلمة "bonne nuit" قبل الذهاب إلى السرير سيدرك لاحقاً معناها دون أن تقوم بتحفيظه ماذا تعني بالعربية.

ورغم أن البالغين والأطفال لديهم القدرة على تعلم المفردات بصورة متساوية، فإن قدرة الأطفال على استيعاب الأصوات تظل أفضل، وبصورة عامة يظل تعلم اللغة قبل 6-9 سنوات الأنسب لاستقبال لغات جديدة.

لغة الأسرة.. ولغة المدرسة، تعاني بعض الأمهات من مشكلة ازدواج اللغة، سواء بسبب الهجرة أو الدراسة بلغة مختلفة عن لغة الأبوين، ربما يشكل ذلك صعوبة لدى الطفل في مرحلة عمرية مبكرة، وقد لا يتمكن من تحصيل عدد كبير من الكلمات والمفردات، إلا أن مجموع المفردات في كل من اللغتين يصبح مناسباً لعمره، ولا يؤثر ذلك على نطقه أو حصيلته اللغوية لاحقاً، وبحسب موقع Baby Center المختص بشؤون الأطفال، فإن أنسب عمر لتعلم اللغة هو الثالثة، والأفضل لتعلم لغة ثانية هو ما قبل الخامسة - وتحديداً بين 4 و7 سنوات -، وذلك أن الأطفال في هذه المرحلة العمرية “يمتصون” ما يستقبلون بسهولة ودون جهد وفي وقت أقل.

لماذا يصعب على الكبار تعلم لغة أجنبية

اكتشف الخبراء أسباب عدم تمكّن الكبار من تعلم اللغات الأجنبية، على العكس من الأطفال الذين يتعلمونها بسهولة، من المعروف أنه يسهل تكوّن روابط جديدة بين الخلايا العصبية التي تثبت المعلومات الواردة. لكن اختبارات جديدة أجراها الخبراء أظهرت وجود عوامل أخرى تسبب صعوبة تعلم اللغات الأجنبية من قبل الكبار في السن.

يصرف الكبار قوة ذهنية كبيرة لتذكر كلمات معينة، ويحللون المعلومة الواردة بعمق، وهذا يعيقهم عن تعلم اللغة الأجنبية. أما الأطفال فيستقبلون المعلومة بصورة طبيعية كعنصر من عناصر الاتصالات والاختلاط. بحسب روسيا اليوم.

تضمّن الاختبار الذي أجراه الخبراء، اختيار كلمات مصطنعة بلا معنى، كان على المشاركين في الاختبار تذكّرها. وقسم المشاركون الى مجموعتين، طلب من الأولى عدم التأمل في هذه الكلمات، مع سماعها باستمرار خلال الاختبار. ولكن في الوقت نفسه كانت تعرض عليهم صور "بزل" ملونة بهدف إلهائهم. أما المجموعة الثانية فطلب منها تذكّر هذه الكلمات، فبينت النتيجة، أن تذكر المجموعة الثانية التي بذلت مجهودا في حفظ هذه الكلمات، أسوأ من المجموعة الأولى بكثير.

خمسة أسرار لتعلم أي لغة جديدة

إليكم بعض الأمور التي قد يجلب تجنبها أو اتباعها تحسناً في تعلم اللغة:

1. خذ الأمور بتمهل

عندما تبدأ في تعلم لغة جديدة، فإن الحماس يسيطر عليك وتندفع في تعلم المفردات والقواعد وطريقة نطق الكلمات. هذا شيء إيجابي، ولكنه لا يدوم سوى لفترة قصيرة. لذلك لا تعتمد على حماسك وحده، إذ عندما يذهب هذا الحماس، فإنك ستشعر بالملل والضغط المستمر، ما سيفقدك الرغبة في الاستمرار بتعلم اللغة.

لذلك، فإن النصيحة الأهم التي يقدمها موقع "بابل" المتخصص في تعليم اللغات هي "ترويض" حماسك وتحويل تعلم اللغة الجديدة إلى فعالية يومية منتظمة، ولفترات قصيرة نسبياً، كي لا تشعر بالتوتر والملل.

2. مزايا الذاكرة الضعيفة

الكثيرون ممن لا يقبلون على تعلم لغة جديدة يلجأون إلى حجة ذاكرتهم الضعيفة وعدم تمكنهم من حفظ كم كبير من المفردات والقواعد النحوية. وبالرغم من أن امتلاك ذاكرة قوية سيساعدك بشكل كبير على تعلم أي لغة جديدة، إلا أن الذاكرة الضعيفة ليست نقمة، بل نعمة.

لمن يعانون من ذاكرة ضعيفة، ينصح موقع "بابل" بربط الجمل والمفردات التي تود حفظها بمواقف معينة وبناء "جسور عقلية"، بالإضافة إلى استخدام وسائل التدريب العقلي لمساعدتك على تذكر الجمل والمفردات الجديدة التي تتعلمها. وهذا وحده لا يساعدك فقط على تعلم اللغة الجديدة بشكل أسرع، بل ويقوي من ذاكرتك في نفس الوقت.

3. لا أحد كامل

لا تحاول في بداية تعلمك للغة أن تكون متقناً لها بطلاقة كأولئك الذين يتكلمونها كلغة أم، لأن هذا الهدف بالنسبة لك سرعان ما سينقلب إلى عامل إحباط قد يؤثر سلباً على تحمسك لتعلم اللغة الجديدة. بالطبع، ومع الوقت والمواظبة، ستتمكن في نهاية الأمر من إتقان هذه اللغة، لكن لا تجعل ذلك هدفك الأول عند بداية الطريق.

لا تكن ممن يقولون: "لن أتكلم (اللغة الجديدة) حتى أتقن ما أقول بشكل تام. ولكن إذا لم أتكلم، لن أتحسن وسأتخلى عن هدف التكلم بطلاقة". لذلك، أعط نفسك فترات من الراحة ولا تخف من ارتكاب أخطاء في بداية الرحلة.

4. الراحة مهمة

المواظبة على تعلم اللغة أمر جيد، ولكن الإفراط في المواظبة سيفت في عضدك في نهاية الأمر. عند إحراز تقدم في تعلمك للغة الجديدة، كمحاولة ناجحة في التحادث مع شخص بهذه اللغة، أو تمكنك من تذكر الكلمات والمصطلحات المطلوبة في موقف معين، فإن الوقت قد حان لمنح نفسك جائزة أو الاستراحة قليلاً، وذلك لإعطائك فرصة لتجديد طاقتك والاستمرار على هذا الدرب.

5. اجعل الهدف نصب عينيك

يجب أن تسأل نفسك عن سبب تعلمك لهذه اللغة، لأن ذلك سيكون الهدف الذي ستسعى له دوماً على طريق تعلم وإتقان هذه اللغة. من المهم أن تجعل هذا الهدف دائماً نصب عينيك، مهما كان: الحب أو الترقية أو وظيفة جديدة أو حب الثقافة أو محاولة التأقلم في بلد يتكلم هذه اللغة.

هل تحدّث لغة ثانية يجعلك أكثر إثارة حقاً؟

هل ترغب بمزيد من النجاح على الصعيد المهني والعاطفي، إلى جانب جعل خلايا دماغك صحية أكثر؟، قد يكون طريقك إلى كلّ هذا هو عن طريق لغة أخرى، بحسب ما أظهره استطلاع للرأي أجراه تطبيق "Babbel" المتخصص باللغات، وأظهر الاستطلاع أن 71 في المائة من الأمريكيين و61 في المائة من البريطانيين يعتقدون بأن تحدّث أكثر من لغة واحدة يجعل الشخص يبدو أكثر جاذبية. بحسب السي ان ان.

وأعرب تسعون في المائة من الثلاثة آلاف متحدث بالإنجليزية الذين شملهم الاستطلاع عن استعدادهم لتعلم لغة جديدة في سبيل الحب، وقال نصفهم إنهم حلموا بعيش قصة رومانسية مع شخص أجنبي، وعلى الصعيد العملي، قال 25 في المائة من الأمريكيين والبريطانيين الذين شملهم الاستطلاع إن عدم تحدثهم لغة ثانية وقف عائقاً أمامهم على الصعيد المهني، ويتحدث أكثر من نصف سكان العالم لغتين على الأقل، لكن تتراجع هذه النسبة كثيراً بين من يتحدثون الإنجليزية لغةً أم. إذ بحسب استطلاع أجرته شركة "غالوب" للأبحاث، يستطيع ربع الأمريكيين التحدث بلغة ثانية، غالباً اللغة الإسبانية.

ومن جهة ثانية، أظهرت دراسة لشركة "يوروميتر" للأبحاث أجريت في العام 2014 إن 60 في المائة من سكان المملكة المتحدة وأيرلندا لا يتحدثون سوى لغة واحدة، وبحسب استطلاع "Babbel"، اعتبر 40 في المائة من الأمريكيين و32 في المائة من البريطانيين اللغة الفرنسية "الأكثر إثارة"، ولا تتوقف فوائد التحدث بلغة ثانية هنا، إذ وجدت عالمة الأعصاب الكندية إيلين بلاليستوك أن التحدث بأكثر من لغة بشكل معتاد منذ الصغر يحفّز القدرات الإدراكية ويأجل ظهور أعراض مرض الزهايمر.

إنسوا الفرنسية والصينية.. العربية هي اللغة التي يجب تعلمها

الإندبندنت نشرت موضوعا تحت عنوان "إنسوا الفرنسية والصينية العربية هي اللغة التى يجب تعلمها حسب المعهد البريطاني"، تقول الجريدة إن هناك أكثر من 300 مليون شخص يتحدثون العربية وهو ما جعل المعهد البريطاني يطالب بتعليمها في المدراس البريطانية.

وتضيف الجريدة أن بعض المدارس في بريطانيا تقوم بتعليم اللغة العربية للتلاميذ بالفعل مثل مدرسة هورتون بارك الإبتدائية في برادفورد والتى تفعل ذلك منذ 3 سنوات، وتصف الجريدة كيف يقوم المدرس صالح باتل أحد القلائل في بريطانيا الذين يعملون مدرسين للعربية حيث أعد المدرس بطاقات تحمل صورا لحيوانات مع كتابة اسمائها على ظهر البطاقة ثم يعلم الاطفال كيفية نطقها، وتضيف الجريدة أنه في وقت لاحق من العام الدراسي يتعلم الأطفال كيفية صياغة جملة كاملة باللغة العربية.

وتقول الصحيفة إن الأطفال يعانون من تعلم اللغة العربية بسبب أنها تكتب من اليمين إلى اليسار عكس اللغات الأوروبية ورغم ذلك يمكنك أن تلاحظ حجم الحماس بين التلاميذ لتعلم اللغة العربية، وتؤكد الجريدة أن إدراج اللغة العربية على لائحة اللغات الأكثر أهمية في المدراس البريطانية جاء بعدما أعلن المعهد البريطاني أن العربية ثاني أهم لغة أجنبية للحصول على عمل في المستقبل بعد اللغة الإسبانية.

وتختم الجريدة بأن إعلان المعهد البريطاني جاء بعد دراسة أجراها واضعا في الاعتبار بعض المعايير الاقتصادية المرتبطة بالتصدير والاستيراد والوظائف الحكومية ذات الأولوية علاوة على الأولويات الأمنية.

الأوبزرفر نشرت موضوعا عن تحامل القضاء البريطاني على المتهمين من المسلمين تحت عنوان "محام بريطاني يقول إن القضاء بحاجة لبعض العلم عن الإسلام"، تقول الجريدة إن المحامي جاريث بيرس حذر من تحامل القضاء البريطاني ضد المسلمين بنفس الشكل الذي تحامل به على المتهمين من الأيرلنديين الكاثوليك خلال سبعينات القرن المنصرم.

وتضيف الجريدة أن بيرس يؤكد أن البريطاني المسلم أنيس سردار تعرض لحكم بالسجن 38 عاما في قضية لم يكن من المفترض أصلا أن يحاكم فيها، وتوضح الجريدة أن سردار سائق التاكسي خضع للمحاكمة عن مقتل الجندي الأمريكي راندي جونسون والذي لقي مصرعه في العاصمة العراقية بغداد عام 2007.

وتؤكد الجريدة أن جونسون خرج عن الطريق عندما كان يقود سيارته العسكرية في بغداد لتتعرض المركبة للتفجير بعدما مرت على عبوة متفجرة مزروعة على جانب الطريق، وتضيف الجريدة أن سردار قدم للمحاكمة رغم عدم وجود أدلة على تورطه في العملية باستثناء وجود بصمات له على أجهزة أخرى مختلفة في نفس المنطقة التى وقع فيها الانفجار، وتقول الجريدة إن سردار الذي كان يعيش في ألمانيا وله طفلين قال إنه بالفعل ذهب إلى بغداد مع أحد أصدقائه العراقيين وأمسك بقنبلة ولف حولها شريطا لاصقا لكنه أكد انه لم يستهدف أمريكيين بهذه القنبلة ولابقنبلة أخرى.

ويوضح سردار أن العراق كان غارقا في هذه الفترة في الحرب الطائفية بين السنة والشيعة وكان هو وأصدقاؤه يرغبون في زرع القنبلة في طريق ميليشيا شيعية كانت تقتل المدنيين السنة في أحياء بغداد، كما يقول، ويقول المحامي بيرس إن سردار ذهب إلى دمشق ليتعلم اللغة العربية وهو أمر طبيعي وعندها وجد اللاجئين السنة يفرون من العراق نحو سوريا فذهب مع أحد أصدقائه العراقيين ليساعده في إحضار أسرته من العراق، وتختم الجريدة نقلا عن بيرس قوله "لقد كان من الخطأ أصلا تقديمه للمحاكمة بغض النظر عن إدانته".

اضف تعليق