مما لا ريب فيه هو ان الموت حقيقة مؤكدة، لكن هذا لا يعني انه لا يحتوي بعض الحقائق الغريبة والعجيبة تزيد هالة الغموض والرعب حول هذه الحقيقة المجهولة، وإذا ما تأملنا في الموت وأحواله وكيف أن أرواح البشر تحصد في كل يوم لرأينا العجب العجاب.. فهنالك من يموت على فراشه، وهنالك من يموت جالساً أو يسقط ميتاً.. وللموت أحوال متعددة لا تخطر على قلب بشر ولا يستطيع «أجعص» كمبيوتر أو متنبئ التكهن بها، وكل حالة تذهب فيها روح إنسان تعد ظاهرة لوحدها فمنها ما يثير الدهشة، ومنها ما يخيف ومنها ما يجعل الواحد منا يتوقف مقراً ومؤمناً بعظمة الحي الذي لا يموت والذي بيده ملكوت كل شيء.
من غرائب زمننا وما يمكن ان يمت للموت هو تشهد بعض المدن التي تشبه مقابر الاحياء ففي منطقة من مناطق القاهرة أصبح الأحياء فيه يزاحمون الموتى. فوسط أزمة إسكان تعاني منها مصر وارتفاع عدد سكان العاصمة لما يقرب من 20 مليون نسمة أصبح الآلاف من الناس يعدون أنفسهم محظوظين لمجرد السكنى بين المقابر، وللبعض تمثل المقابر نفسها مصدرا للرزق في المنطقة التي طوى ترابها مئات الآلاف على مر القرون حيث يتولى البعض رعاية القبور وحفرها أو بيع الزهور للزائرين كل يوم جمعة، وفيما بين شواهد القبور يعيش أيضا عمال النقش على النحاس وصانعو السجاد الذين تباع منتجاتهم اليدوية في سوق خان الخليلي الذي يعتبر مزارا رئيسيا للسياح في القاهرة، وتعيش بين المقابر أيضا بعض الأسر منذ ثلاثة أجيال أو أكثر بعيدا عن صخب العاصمة في مصر التي بلغ عدد سكانها 90 مليون نسمة.
من الغرائب ايضا هو ما حدث في قرية فيتنامية تكرم امواتها اكثر من سكانها الاحياء، حيث بنى الصيادون المحليون على مر السنوات نسخة شعبية من المدافن الامبراطورية تجذب اعدادا كبيرة من الفضوليين، وتنفق هذه العائلات ما يوازي عشرات الالاف من الدولارات لبناء مدافن تكرم موتاهم المغمورين، من جهة أخرى تسبب مراسم الجنازات في غينيا العدوى بمرض ايبولا جديدة، من جانب مختلف، وضع خبراء السموم في ميدان الطب الشرعي أيديهم على المركبات الكيميائية التي تنبعث من الجثث الآدمية المتحللة وذلك في إطار جهود تحسين قدرات الكلاب البوليسية على رصد الجثث المدفونة للحد من المشاكل التي تنشأ جراء الأخطاء في هذا المجال، من الغريب هذا الشأن هو ما طرحته شركة ألمانية متخصصة في دفن الموتى من مشروع غير مسبوق يعتبر الأول من نوعه في البلاد لدفن الموتى إلى جانب حيواناتهم، وعرضت مقبرة في مدينتين غرب ألمانيا مدافن يمكن وضع جثث البشر برفقة حيواناتهم المحببة.
على صعيد آخر أعلنت مؤسسة ديجنيتي البريطانية لدفن الموتى عن زيادة أرباحها بنسبة 16 في المئة عام 2015 مقارنة بالعام الذي قبله نتيجة للارتفاع الحاد في معدلات الوفيات، الى ذلك
بات الافراط في تناول الادوية او المخدرات السبب الرئيسي للوفيات العرضية في الولايات المتحدة متقدما باشواط على حوادث السير او الاسلحة النارية على ما ذكرت الوكالة الاميركية لمكافحة المخدرات (دي اي ايه)، في حين حوالى ربع حالات الوفاة في العالم تعود لأسباب مرتبطة بالبيئة عموما، من التلوث إلى الانتحار، مرورا بحوادث السير، بحسب ما كشفت منظمة الصحة العالمية، فيما يلي ادناه اخبار منوعة ومثيرة حول غرائب الموت في العالم.
الحياة والموت يلتقيان في المقابر
قالت نصرة محمد علي (47 عاما) "العيش مع الموتى سهل جدا ومريح. الأحياء هم من يؤذونك"، وتقول نصرة التي تعيش مع شقيقيها وابنتها ذات الستة عشر عاما إن السكينة والهدوء النسبي في المنطقة له سلبياته. وتضيف أن البعض من خارج المنطقة يستخدم المقابر في الاتجار في المخدرات وأن السرقة أصبحت مشكلة أيضا.
وقد انتقل والداها إلى المقابر بعد زواجهما وعملا في حراسة القبور ورعايتها. وانتقل البعض إلى المنطقة بعد طردهم من وسط القاهرة في خمسينات القرن الماضي، والمنطقة من أقدم مناطق المقابر في المدينة ويرجع تاريخها لنحو 1000 عام. ومن بين الشخصيات المعروفة التي دفنت في تلك المقابر فنانون مشهورون من بينهم فريد الأطرش وأخته أسمهان.
ويقول سكان إن التربي (حارس القبور) يحصل عادة على 150 جنيها مصريا (19 دولارا) لكل عملية دفن من الأسر الفقيرة وما بين 400 و500 جنيه من الأسر الغنية، ومن هذا المبلغ يحصل العامل الذي يقوم بفتح المقبرة على ما بين 50 و70 جنيها، والمقابر مصدر رزق أيضا للباعة الجائلين بل والحلاق المتجول المستعد للحلاقة لمن يريد من السكان. ويتجول في المنطقة أيضا رجل يبيع الخضراوات الطازجة على عربة "كارو" يجرها حصان. ويجوب آخر بدراجة نارية لبيع الحليب.
يقول هشام الذي يعمل في صناعة السجاد إنه جاء إلى المنطقة مع والدته قبل 45 عاما. وظل في المقابر منذ ذلك الحين وعمل على إعالة أولاده الأربعة وتعليمهم. وتخرج أحدهم واسمه ايهاب الآن بعد أن درس تكنولوجيا المعلومات، وقالت إمرأة إن زيارة ابنتيها اللتين تعيشان في أحياء عشوائية على أطراف القاهرة تجعلها تدرك قيمة سعة بيتها والهدوء الذي يسوده بين المقابر.
تكريم الاموات اكثر الاحياء
وفي قرية ان بانغ المجاورة، بنى الصيادون المحليون على مر السنوات نسخة شعبية من المدافن الامبراطورية تجذب اعدادا كبيرة من الفضوليين، وتنفق هذه العائلات ما يوازي عشرات الالاف من الدولارات لبناء مدافن تكرم موتاهم المغمورين.
ويستثمر جميع افراد العائلة في هذه المشاريع الباذخة مقارنة بمداخيل السكان في بلد لا يتعدى معدل الدخل السنوي الفردي فيه 2200 دولار، بمن فيهم الاقارب العاملون في الخارج. وقد ولدت حرب فيتنام جالية كبيرة في الاغتراب.
وتتنافس العائلات الفيتنامية على ابتداع افكار جديدة في انشاء المقابر. ويوضح الشرطي المحلي هوانغ خانغ أن الأشخاص الذين "نجحوا" في الخارج "يرسلون اموالا الى البلاد يتم استثمارها في بناء مقابر"، وفي فيتنام، على رغم الالحاد الرسمي للدولة، يبقى تكريم الاسلاف امرا متجذرا في المجتمع الذي تنتشر فيه المعتقدات الكونفوشيوسية والبوذية.
وخلافا لبلدان مجاورة مثل تايلاند حيث تحفظ جثث الموتى داخل علب في المنازل او ينثر رمادهم، يبقي الفيتناميون على رماد موتاهم او جثامينهم داخل مدافن، وتعتبر صيانة المدافن العائلية جزءا من التقاليد المحلية التي تحظى بأهمية كبيرة في هذا البلد، وبحسب المعتقدات الفيتنامية، من شأن تشييد مدافن اعلى "منح الاسلاف رؤية افضل" ما يخولهم تاليا توفير حماية وحظوظ افضل للاحياء بحسب الشرطي خانغ.
رائحة الموت
وضع خبراء السموم في ميدان الطب الشرعي أيديهم على المركبات الكيميائية التي تنبعث من الجثث الآدمية المتحللة وذلك في إطار جهود تحسين قدرات الكلاب البوليسية على رصد الجثث المدفونة للحد من المشاكل التي تنشأ جراء الأخطاء في هذا المجال، وأجرت البحث إيلين روزيه التي تعد لنيل درجة الدكتوراه بجامعة ليفن البلجيكية في الحرم الجامعي خارج العاصمة بروكسلن ويعكف الخبراء حاليا على تدريب الكلاب البوليسية على شم جثث الخنازير المتعفنة نظرا لتشابهها الشديد مع الأنسجة الآدمية المتحللة مع وجود نفس الميكروبات في أمعاء كل من الإنسان والخنزير علاوة على تماثل الشعر ونسب دهون الجسم في الحالتين.
وقالت روزيه "نجري مقارنات بين العينات المتحللة منذ ستة أشهر ورصدنا 452 مركبا كيميائيا مختلفا وبحثنا بينها عن مركبات خاصة بالبشر بالاستعانة بتحليل المكونات ووقع الاختيار على ثمانية مركبات تشترك فيها جثث الإنسان والخنزير"، ووضعت روزيه عينات من الأنسجة البشرية والأعضاء المأخوذة من جثث بشرية بعد التشريح في آنية مع السماح للهواء بالدخول إليها وجمع الغازات المنبعثة مع مرور الوقت لتتعرف عليها الكلاب البوليسية. وأجرى الفريق البحثي نفس التجربة من أنسجة متحللة للخنازير والجرذان والأرانب والضفادع والطيور للمقارنة، وقبل هذه الدراسة لم يكن من السهولة بمكان التفرقة بين الأنسجة المتحللة للإنسان والخنازير، وبعد تعرف الكلاب البوليسية على الروائح المنبعثة من تحلل أنسجة الخنازير يمكنها التمييز بينها وبين الأنسجة البشرية، تجئ هذه الدراسة بناء على طلب من الشرطة الاتحادية لقسم السموم بالجامعة للنهوض بقدرات الكلاب البوليسية والاستعانة بها في أعقاب الكوارث مثل الزلازل والتسونامي.
ارباح الوفيات
أعلنت مؤسسة ديجنيتي البريطانية لدفن الموتى عن زيادة أرباحها بنسبة 16 في المئة عام 2015 مقارنة بالعام الذي قبله نتيجة للارتفاع الحاد في معدلات الوفيات، وقالت المؤسسة إن ارتفاع عدد المتوفين بنسبة سبعة في المئة على أساس سنوي في انجلترا واسكتلندا وويلز يمثل معدلا في التغير لم تشهده البلاد منذ أكثر من ستين عاما. بحسب رويترز.
وقالت المؤسسة "كان هذا عاما استثنائيا مع تغير نسب الوفيات بشكل أكبر من أي عام منذ 1952.. ونتيجة لذلك زادت مراسم الجنازات ومراسم حرق جثث الموتى عما كان متوقعا"، وقالت متحدثة إن المؤسسة لا تعرف سببا لهذه الزيادة. وأضافت أن التوجه الأعم هو أن عدد الوفيات يتراجع منذ السبعينات وإن التوقعات تشير إلى ارتفاعه مجددا بعد عام 2020، وقالت المؤسسة إن أرباح عملياتها لعام 2015 بلغت 98.7 مليون جنيه إسترليني (138 مليون دولار) وهي زيادة نسبتها 16 في المئة مقارنة بأرقام عام 2014.
ايبولا جديدة بسبب مراسم الجنازات
قال مسؤول للصحة في غينيا إن البلاد شهدت عددا جديدا من حالات الاصابة بالايبولا بسبب العدوى في مراسم الجنازات في مؤشر مثير للقلق بالنسبة للدولة الافريقية التي تحاول القضاء على التفشي المستمر منذ عام وتسبب في وفاة أكثر من 11 ألف شخص في منطقة غرب أفريقيا، وكانت الارقام الحكومية التي صدرت تتحدث عن ثماني حالات ايبولا مؤكدة في المستشفيات، وقال فودي تاس سيلا المتحدث باسم الادارة الصحية الخاصة لرويترز في مطلع الاسبوع "الان لدينا 27 مريضا في مراكزنا للعلاج من بينهم 18 حالة مؤكدة"، وصرح بأن كل المرضى الجدد أصيبوا بالعدوى في مراسم الجنازات. بحسب رويترز.
وينتقل فيروس الايبولا الفتاك من خلال سوائل أجسام المصابين او جثث من توفوا بالمرض، ويقوم مسؤولو الصحة في غينيا وليبيريا وسيراليون بحملات توعية واسعة النطاق للتحذير من عمليات دفن غير مناسبة لضحايا المرض. لكنهم يلقون عادة مقاومة من جانب سكان يعتبرون هذه القيود تعديا على ممارسات الدفن التقليدية، وأصبحت ليبيريا أول دولة من بين الدول الثلاث الأكثر تضررا بالمرض تعلن خلوها تماما من الايبولا بعد أن أكملت 42 يوما دون ظهور أي حالات جديدة.
الموت المؤقت
بعد أن أعلن الطبيب الشرعي وفاة رجل من مدينة ميلووكي الأمريكية أصيب المسعفون بهلع عندما بدأ يتحرك ويتنفس.. وفقا لتقرير الطب الشرعي يوم الجمعة توجه مسعفون إلى منزل الرجل البالغ من العمر 46 عاما بعد أن اتصلت صديقته بهم طلبا للمساعدة لعدم اتصاله بها لمدة يومين، وذكر التقرير أنه عندما وصل المسعفون إلى منزل الرجل وجدوه باردا وشاحبا ومتصلبا في فراشه ولم يحاولوا انعاشه. بحسب رويترز.
وأضاف التقرير أنه بعد 50 دقيقة وصل الطبيب الشرعي وأبلغ عائلة الرجل بوفاته وأثناء استعداده لنقله إلى المشرحة حرك الرجل ذارعه اليسرى وساقه اليمنى، ونقل المسعفون الرجل الذي لم يتم الكشف عن هويته إلى مستشفى قريب حيث نقل إلى وحدة العناية المركزة.
دفن جثث الموتى إلى جانب رفات حيواناتهم
طرحت شركة ألمانية متخصصة في دفن الموتى مشروعا غير مسبوق يعتبر الأول من نوعه في البلاد لدفن الموتى إلى جانب حيواناتهم، وعرضت مقبرة في مدينتين غرب ألمانيا مدافن يمكن وضع جثث البشر برفقة حيواناتهم المحببة.
بات ممكنا في ألمانيا دفن الأشخاص المتوفين إلى جانب حيواناتهم الأليفة، إذ تعرض مقبرة في مدينة "براوباخ" غرب البلاد مدافن يمكن فيها وضع جثث البشر إلى جانب جيف حيواناتهم المفضلة، وأشارت شركة متخصصة في شؤون دفن الموتى تقف وراء هذه المبادرة إلى أن هذا المشروع هو الأول من نوعه في ألمانيا، كذلك ستقترح مقبرة أخرى في مدينة "آيسن" غرب البلاد الإمكانية نفسها، وأوضحت الشركة الألمانية للمدافن أنه بالإمكان فقط جمع الجرار التي تحوي على رماد في المدافن نفسها، إلا أن عملية حرق جثث البشر ;الحيوانات ستبقى تحصل بشكل منفصل بموجب القوانين الألمانية. بحسب فرانس برس.
ويمكن "للمدفن العائلي" أن يحوي على ما يصل إلى 12 جرة لرماد الموتى، بصرف النظر عما إذا كان الرماد لبشر أو لحيوانات. وفي ألمانيا، عادة ما يتم دفن جرار رماد الموتى.
اول مقبرة مراعية للبيئة
في مدينة نيور في وسط فرنسا الغربي "مقبرة طبيعية" لا رخام فيها ولا ازهار اصطناعية، توفر نموذجا غير مألوف للمثوى الاخير مراع للبيئة ومتدني الكلفة، عند مدخل هذه المقبرة غير الاعتيادية التي تعد ملاذا للتنوع الحيوي، استشهاد لعالم النبات جيل كليمان "من اجل استحداث حديقة يحتاج المرء الى قطعة ارض والابدية"، وقال دومينيك بودان المشرف على مقابر نيور الاثنتي عشرة لوكالة فرانس برس "اردنا ان نوفر بيئة مختلفة حيث يوارى الموتى في التراب بطريقة طبيعية"، وقد دشن شخصيا العام الماضي هذه "المقبرة الطبيعية" الاولى من نوعها في فرنسا وهي موجهة للجميع من ملحدين ومؤمنين من كل الديانات من اتباع الدفن او حرق الجثث، ويفصل جدار من الحجر وسياج من الاشجار هذا المكان شبه البري عن المقبرة المجاورة حيث تصطف مئات من المسلات المتشابهة مع هيمنة للاسمنت.
ويقول دومينيك بودان "بعض زوار الجانب الاخر يعبرون احيانا الحدود" الفاصلة مع هذا المكان الهانئ الذي تنتشر فيه الاشجار وتبلغ مساحته اربعة الاف متر مربع وبات يرقد فيه 12 شخصا. ويتحدث عن امرأة اتت لوضع الزهور على قبر زوجها في المقبرة المجاورة قبل ان تأتي الى هنا لتصلي في ظل اشجار الزيزفون، وتقول ايف-ماري فيرير مصممة الحدائق في ادارة الاماكن العامة في بلدية نيور "لقد صممنا المكان للتخفيف من الاثر على البيئة واقامة رابط بين الموتى والزوار والطبيعة".
ويعتبر دومينيك بودان ان استخدامات المقابر تغيرت في غضون ثلاثين عاما. فمع تشرذم العائلات "لم يعد الاقارب يقيمون بالضرورة في المنطقة نفسها والحاجة الى تمديد مدة الامتياز على القبور والصلاة تراجعت". وقد فهمت السلطات هذا ولم تعد تمنح امتيازات دائمة بل جعلتها بمدد محددة من 50 او حتى 30 عاما.
ويشدد المشرف على المقابر "يجب ان نسأل انفسنا ماذا سيحل بهذه المسلات او القبور المصنوعة من الغرانيت المستوردة من الصين باسعار عالية ويصعب اعادة تدويرها، في حال لم تجدد الامتيازات"، ويضيف ان "الاستخدام المفرط لمبيدات الاعشاب في المقابر التقليدية جعل التربة جدباء بحيث لم تعد قادرة على امتصاص المادة العضوية لجثمان الموتى".
على صعيد ذي صلة اعتبرت المنظمة في تقرير لها أن حوالى 12,6 مليون حالة وفاة كانت ناجمة سنة 2012 عن "تلوث المياه والهواء والتربة والتعرض للمواد الكيميائية والتغير المناخي والأشعة فوق البنفسجية" التي تتسبب بحوالى مئة مرض وإصابة عند البشر.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أظهرت تأثير البيئة على الوفيات سنة 2002 وهي عرضت الأمراض العشرة الأكثر ارتباطا بالبيئة، مشيرة إلى أن 8,2 ملايين حالة وفاة ناجمة عن أمراض غير معدية تعزى إلى تلوث الهواء، أبرزها الجلطة الدماغية والأمراض القلبية والتنفسية والسرطانات.
واعتبرت المنظمة الأممية أن "الإصابات غير المقصودة"، مثل حوادث السير، تندرج أيضا في الفئة المرتبطة بالبيئة وهي تسببت ب 1,7 مليون حالة وفاة سنة 2012. وأوضحت أن الحوادث تكون عادة ناجمة عن سوء أحوال الطرقات. بحسب فرانس برس.
ولفتت أيضا إلى أن الإسهال الذي يأتي في المرتبة السادسة من قائمتها هذه ويؤدي إلى 846 ألف حالة وفاة في السنة غالبا ما يكون سببه سوء شبكة الصرف الصحي، أما في ما يخص "الإصابات المقصودة" التي تشمل حالات الانتحار في المرتبة العاشرة من القائمة، فبعضها ناجم، بحسب المنظمة، عن منتجات سامة، مثل مبيدات الحشرات، على صلة بالبيئة، وشددت المنظمة على ضرورة "تحسين إدارة البيئة لإنقاذ" 1,7 مليون طفل دون الخامسة و4,9 ملايين مسن في السنة، وتسجل منطقة جنوب شرق آسيا أعلى نسبة من الوفيات الناجمة عن البيئة (3,8 ملايين حالة) تليها منطقة المحيط الهادئ (3,5 ملايين) ثم افريقيا (2,2 مليون) فأوروبا (1,4 مليون) والشرق الأوسط (854 ألفا) وأميركا (847 ألفا).
وتقترح منظمة الصحة العالمية حلولا بسيطة للحد من هذه الظاهرة، مثل تخفيض انبعاثات الكربون وتطوير وسائل النقل العام وتحسين الشبكات الصحية، فضلا عن تغيير عادات الاستهلاك للتخفيف من المواد الكيميائية والوقاية من الشمس وحظر التدخين قدر المستطاع.
الوفيات العرضية
الى ذلك بات الافراط في تناول الادوية او المخدرات السبب الرئيسي للوفيات العرضية في الولايات المتحدة متقدما باشواط على حوادث السير او الاسلحة النارية على ما ذكرت الوكالة الاميركية لمكافحة المخدرات (دي اي ايه).
واوضح تشاك روزنبرغ المسؤول الاداري في الوكالة "تحصد الجرعات الزائدة من المخدرات ارواحا بشرية بشكل مبكر وتدمر عائلات"، وتظهر الارقام الاخيرة المتوافرة ان 46471 شخصا توفوا من جرعة زائدة في العام 2013 في حين اودت حوادث السير بحياة 35369 شخصا والاسلحة النارية ب33636 شخصا.
واوضح روزنبرغ ان "الوفيات بجرعات زائدة ولا سيما من الادوية والهيرويين بلغت مستويات عالية جدا"، واشار التقرير السنوي للوكالة الى ان استهلاك الهيرويين زاد كثيرا في البلاد، وكانت دراسة اخيرة للحكومة اشارت الى ارتفاع نسبته 51 % بين عامي 2013 و2014 في عدد الاشخاص الذين يقرون بانهم استهلكوا الهيرويين خلال الايام الثلاثين الاخيرة، وقد تضاعفت عمليات ضبط هذه المخدرات التي تسبب ادمانا كبيرا لتنتقل من 2,76 طن في 2010 الى خمسة اطنان في 2014. بحسب فرانس برس.
وقالت الوكالة الفدرالية ان المخدرات الاصطناعية الاتية من الصين "لا تزال تعيث فسادا في الولايات المتحدة، وتبقى كارتلات المخدرات المكسيكية المزود الرئيسي للهيرويين والكوكايين وميثامفيتامين والماريجوانا فيما تشكل العصابات المرتبطة بها "تهديدا كبيرا على امن المدن" الاميركية على ما جاء في التقرير.
اضف تعليق