تواجه المستشفيات في جميع أنحاء العالم بانتظام نقصًا في الأسرة – وهي مشكلة يمكن أن تتفاقم إلى حد الانهيار عند حدوث ذعر صحي أو غيرها من الكوارث واسعة النطاق. في المقابل تستخدم شركة ناشئة تدعى Doccla التكنولوجيا لمعالجة هذه المشكلة: فهي تقوم ببناء تقنية «السرير الافتراضي» لمساعدة الأطباء عن بُعد على متابعة المرضى...
تواجه المستشفيات في جميع أنحاء العالم بانتظام نقصًا في الأسرة – وهي مشكلة يمكن أن تتفاقم إلى حد الانهيار عند حدوث ذعر صحي أو غيرها من الكوارث واسعة النطاق. في المقابل تستخدم شركة ناشئة تدعى Doccla التكنولوجيا لمعالجة هذه المشكلة: فهي تقوم ببناء تقنية «السرير الافتراضي» لمساعدة الأطباء عن بُعد على متابعة المرضى الذين خرجوا من المستشفى أثناء تلقيهم العلاج، لعدم وجود أسرة، أو في بعض الحالات لم يذهبوا إلى المستشفى على الإطلاق.
متى بدأت فكرة تقنية السرير الافتراضي؟
ولدت فكرة Doccla من تحديات جائحة كورونا. مع تزايد الضغط على الموارد الطبية وسعي المؤسسات الصحية لتقليل عدد المرضى في المستشفيات، ظهرت الحاجة إلى حلول مبتكرة مثل الأسرّة الافتراضية. استجابت Doccla لهذا التحدي بتقديم منصة رقمية تتيح للأطباء متابعة مرضاهم عن بُعد. لكن مع بدء الانحسار التدريجي لجائحة كوفيد-19، تحولت Doccla نحو نموذج عمل أكثر استدامة. صرح مارتن راتز، المؤسس المشارك للشركة، قائلاً: “لقد أولينا اهتمامًا أكبر بالجوانب التجارية لنمونا، مع الحفاظ على رؤيتنا بتقديم حلول مبتكرة في مجال الرعاية الصحية”.
تعتمد خدمة Doccla على نظام بسيط يتكون من مجموعة من أجهزة المراقبة الطبية وهاتف محمول مزود بتطبيق. يتم استخدام هذه الأدوات لجمع البيانات الصحية للمريض ونقلها مباشرة إلى سجله الإلكتروني. في الوقت نفسه تقدم لوحة معلومات الطبيب الشاملة نظرة شاملة على بيانات المريض، مما يتيح للأطباء اتخاذ قرارات علاجية مستنيرة بشكل أسرع. كما توفر هذه اللوحة تنبيهات فورية في حالة تدهور الحالة الصحية للمريض، مما يساهم في تحسين الرعاية الطبية المقدمة ويمنح المرضى راحة البال وهم في منازلهم.
المستشفى في المنزل
أوضح راتز في مقابلة مع TechCrunch أن شركته تتبع استراتيجية تسويقية فريدة تعتمد على تأمين عقد مع عميل رئيسي في السوق المستهدفة قبل الدخول بشكل كامل. وقد أثبتت هذه الاستراتيجية نجاحها في ألمانيا، حيث تمكنت الشركة من التوسع بنجاح. وشدد راتز على أنهم يعتزمون تطبيق نفس الاستراتيجية في النمسا وفرنسا، مع الأخذ في الاعتبار الاختلافات في أنظمة الدفع بين هذه الأسواق والأسواق البريطانية.
ومن ناحية الأدوية تستخدم شركة Doccla تقنية “المستشفى في المنزل” في مجال أبحاث الأدوية لتبسيط عمليات المراقبة. بدلاً من الاعتماد على العيادات التقليدية، توفر Doccla حلولاً مبتكرة تمكن المرضى من المشاركة في التجارب السريرية من منازلهم، مما يقلل من التكاليف ويزيد من سرعة جمع البيانات. وعلق راتز قائلاً: “نحن قادرون على تقديم خدمات أسرع وأكثر كفاءة من المنظمات البحثية المتعاقدة التقليدية”.
رغم المنافسة الشديدة في سوق الحلول الرقمية للرعاية الصحية، تؤمن إدارة Doccla أن الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة، مثل توفير أجهزة سهلة الاستخدام وواجهة مستخدم بسيطة، يميزها عن المنافسين. فبرغم اعتماد التطبيق، تقدم Doccla تجربة مستخدم سلسة من خلال الخطوط الكبيرة والواجهة البسيطة، وتتيح التواصل المباشر مع الأطباء عبر الرسائل النصية ومكالمات الفيديو، سواء كانوا من عيادة Doccla نفسها أو من عيادات خارجية.
التوسع في أوروبا
بعد تحقيق نجاح ملحوظ في المملكة المتحدة وأيرلندا، تمكنت شركة Doccla من جمع تمويل قدره 35 مليون جنيه إسترليني (46 مليون دولار) لتعزيز توسعها في الأسواق الأوروبية. وستخصص الشركة هذه الأموال لتوظيف فرق عمل محلية في الأسواق المستهدفة، مما سيمكنها من المنافسة بقوة مع شركات مثل Graphnet وHuma.
ورغم تركيزها الأساسي على تقديم حلول الرعاية الصحية الافتراضية للمؤسسات الكبرى مثل الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة والهيئة التنفيذية للخدمات الصحية في أيرلندا، إلا أن شركة Doccla تتوسع لتشمل خدمات جديدة مثل دعم التجارب السريرية الافتراضية لشركات الأدوية. وتطمح الشركة إلى بناء منصة قوية لتحليل البيانات تستفيد من كل هذه الخدمات..
اضف تعليق