بتغريدات متلاحقة على موقع تويتر، ما أصبحت عليه هذه القناة، مستذكراً أيام مجدها يوم كانت تحت إدارة روجر إيلز. يريد ترامب من فوكس نيوز تصدير وجهة نظره فقط، وهذا ما لم تقدر عليه، في تموز الماضي، نشر ترامب التغريدة التالية تغطية فوكس نيوز هي الأسوأ...
يرى دونالد ترامب، صاحب شعار «اجعل أميركا عظيمة مجدداً» في الإعلام الأميركي منافساً شرساً له وللحركة الـ«ترامبية». حتى قناة «فوكس نيوز»، التي تعتبر مؤيّدة له وللحزب الجمهوري، ليست خارج الـ«الإستابلشمنت». نهاراً، هي مشابهة لقناة «سي أن أن»، فيما تقدّم ليلاً بعض البرامج التي تقف إلى جانبه. ومن هذا المنطلق، من غير المستغرب أن يرثي الرئيس الأميركي، بتغريدات متلاحقة على موقع «تويتر»، ما أصبحت عليه هذه القناة، مستذكراً أيام مجدها يوم كانت تحت إدارة روجر إيلز. يريد ترامب من «فوكس نيوز» تصدير وجهة نظره فقط، وهذا ما لم تقدر عليه. في تموز / يوليو الماضي، نشر ترامب التغريدة التالية: «تغطية فوكس نيوز هي الأسوأ. لقد أصبحت في أراضي سي ان ان، وإم اس دي ان سي. شاهدوا قناة OANN وقناة نيوزماكس، إنهما أفضل».
في آب/ أغسطس عام 2016، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنّ مستشار ترامب وصهره جاريد كوشنر، قد بحثا في إمكانية إنشاء شبكة إعلامية أو شراء واحدة، مع أرييه بوركوف، الرئيس التنفيذي لشركة «ليون تري»، وهي بنك استثماري صغير يساعد في تقديم المشورة بشأن الصفقات الإعلامية. كذلك، كشفت الصحيفة عن إشارة أحد كبار مساعدي ترامب إلى إمكانية إدارة عقد إعلامي بعد الانتخابات، مسترشدين بالاعتقاد بأنّ المرشح الجمهوري سيفوز، وأنّ قناة تلفزيونية يمكن أن تساعده في تعزيز أجندته.
وفي تقرير نُشر على موقع «بيزنس إنسايدر»، أواخر الشهر الماضي، تبيّن أن القناة التلفزيونية التي أراد كوشنر شراءها، هي شبكة «سنكلير برودكاستينغ»، وهي سلسلة من المحطّات المحلية المحافظة، الموجودة في جميع أنحاء الولايات المتحدة. التقرير أضاف أن كوشنر فكّر، أيضاً، في إبرام صفقة مع «نيوز ماكس»، وهي قناة يمينية متطرّفة يديرها حليف ترامب كريس رودي. غير أنّ «بيزنس إنسايدر» أوضح أنّ رؤية كوشنر تتمحور، أخيراً، حول القيام بشيء أوسع، بما في ذلك شبكة إخبارية رقمية ترتكز على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى جانب قناة تلفزة بشكلها التقليدي.
يمكن تلمّس انطلاق العمل في هذا الاتجاه، عبر بعض الشبكات الرقمية التي تنقل مهرجانات ترامب الانتخابية على موقع «يوتيوب»، وكيفية تفاعل هذا الأخير معها. على سبيل المثال، في كلّ حفل انتخابي يشير ترامب إلى كاميرات البث المباشر التي تنقل خطابه، ويقول: «انظروا إلى الإعلام الفاسد والكاذب، هم لا يظهرون حجم الجماهير الموجودة هنا، يقومون بتقريب الصورة نحوي، فيظهر 4 أشخاص خلفي فقط». هنا، يلجأ مؤيّدو ترامب إلى «يوتيوب»، وإلى أشهر القنوات عليه في هذا المجال، وهي شبكة «رايت سايد برودكاستنيغ»، التي يصل عدد مشاهدي بثّها المباشر للمهرجانات إلى أكثر من 200 ألف شخص. تنقل هذه الشبكة صور الحاضرين، كما تنقل ما يعرض على الشاشة ضدّ جو بايدن، مثلاً، والذي تتغاضى عنه القنوات المعروفة.
أمّا تمويل هذه الشبكات الرقمية، فغالبيتها تجبي الأموال عبر طريقتين: أولاً، عبر التبرّعات من المشاهدين، وهي كثيرة. وتنطلق من 3 دولارات إلى 500 دولار، ويمكن مشاهدة عملية التبرّع مباشرةً. وثانياً، عبر الإعلانات التي تبثّها. واللافت هنا، أنّها ترتكز، بشكل خاص، على إعلانات للأسلحة والذخائر، وأخرى لصناديق طعام مشابهة لتلك التي يستخدمها الجيش الأميركي، والتي تحتوي مؤونة أسبوع أو شهر. كذلك، يشير الإعلان إلى أنّها الحل الأمثل للحصول على الطعام، ملوّحاً بما يمكن أن يحصل بعد نتائج الانتخابات.
اضف تعليق